ابتكر علماء أميركيّون «أطلس للدماغ» يُظهر كيفيّة انتظام الكلمات في مناطق الدماغ المختلفة. ويُظهر «الأطلس الدلالي» كيفيّة نشاط مناطق الدماغ عند الاستجابة لكلمات عن الملابس والمظهر، مثلاً.
ووجد باحثون من جامعة كاليفورنيا، في دراسة نشروا نتائجها في مجلة «نيتشر»، أنَّ هذه الخرائط كانت متشابهة للغاية بين العدد القليل للأفراد المشاركين في الدراسة، حتى عندما يتعلّق الأمر ببعض التفاصيل الصغيرة. وكان يُشار في السابق، إلى أنَّ المعلومات المتعلّقة بمعاني الكلمات، كانت تُمثَّل في مجموعة من مناطق الدماغ، تُعرف باسم «النظام الدلالي». لكن البحث الجديد يكشف التفاصيل الدقيقة لهذه الشبكة، التي تنتشر يميناً في الطبقة الخارجيّة لدماغ الإنسان.
ويمكن لهذه النتائج أن تساعد، في نهاية المطاف، الأشخاص المصابين بالخرس، مثل ضحايا السكتات الدماغيّة أو تلف الدماغ، أو الأمراض العصبيّة الحركيّة. وجمع الفريق بيانات عن التغيّرات في تدفّق الدمّ والأوكسجين – مؤشّرات النشاط ـ في مناطق مختلفة من القشرة الدماغيّة، التي تؤدّي دوراً رئيسياً في وظائف أعلى، مثل اللغة والوعي.
وتمّت مطابقة بيانات تصوير الدماغ بنصوص مشفّرة زمنيّاً للقصص. وبعد ذلك، استخدم الباحثون خوارزمية الكومبيوتر لتسجيل الكلمات وفقاً لمدى شدّة ارتباطها من حيث المعنى.
وحوّلوا النتائج إلى خريطة تشبه قاموس المرادفات، بحيث ترتب الكلمات على النصفين الأيمن والأيسر للدماغ. وتُظهر النتائج أنَّ النظام الدلالي موزّع على نطاق واسع في أكثر من مئة منطقة متميّزة في نصفي القشرة، وفي أنماط معقّدة كانت ثابتة عبر أفراد الدراسة.
وتشير الخرائط إلى أنَّ مناطق عدة من دماغ الإنسان، تمثّل اللغة التي تصف الأشخاص والعلاقات الاجتماعيّة، وليس مجرّد مفاهيم مجرّدة.
لكنّ الكلمة نفسها يمكن أن تتكرّر مرّات عدة في أجزاء مختلفة من خريطة الدماغ. إذ نجد، على سبيل المثال، أنَّ كلمة «أعلى»، تمثّل في الجزء الذي يستجيب لكلمات عن الملابس والمظهر، وأيضاً في المنطقة التي تتعامل مع الأرقام والقياسات.
ويقول المشرف على الدراسة أليكس هوث: «نماذج الدلالات التي لدينا جيدة في التنبّؤ بكيفيّة الاستجابة للغة في مساحات كبيرة عدة من القشرة».
ويعتبر جاك غالانت، أحد مُعِدّي الدراسة أنَّه «على الرغم من أنَّ الخرائط ثابتة على نطاق واسع بين الأفراد، هناك أيضاً فروق فرديّة كبيرة». ويضيف «نحتاج إلى إجراء مزيد من الدراسات عبر عيّنة أكبر وأكثر تنوّعاً من الأشخاص، قبل أن نتمكّن من تحديد هذه الفروق الفرديّة بالتفصيل».
(«بي بي سي»)
المصدر: بي بي سي