بالتزامن مع مرور 100 يوم على إعدام النظام السعودي آية الله الشيخ نمر باقر النمر، نظم مركز “كيتوس” الثقافي في العاصمة اللبنانية بيروت حفل تدشين كتاب “مرافعة كرامة” الذي يحوي نص مرافعة الشيخ الشهيد أمام السلطات القضائية السعودية التي حاكمته.
وشارك في الحفل حشد من الفعاليات الحقوقية والسياسية والإعلامية العربية والدولية، تضامنا مع القضية الحقة التي ناضل من أجلها الشيخ النمر وتنديدا بالممارسات القمعية للنظام السعودي التي لم تبدأ بانتهاك حقوق الانسان ولم تقف عند اعدام او اعتقال رجال الدين او نشطاء الرأي والحقوق.
وألقيت خلال الحفل العديد من الكلمات، حيث دعا النائب السابق في البرلمان اللبناني المحامي نزيه منصور الى “تشكيل لجنة لمتابعة قضية الشيخ النمر الذي ولم يسلم حتى الآن الى اهله كما لم يعرف أين دفن”، واكد ان “كل ذلك يشكل انتهاكات لكل حقوق الانسان ويخالف الاتفاقيات التي ترعاها”.
بدوره، نائب رئيس “المجلس الدولي لدعم المحاكمات العادلة” الدكتور فؤاد ابراهيم حيا الشيخ النمر، وندد “بالممارسات التي تقوم بها السلطات السعودية التي ساوت بشكل ظالم بين من سلاحه الكلمة والسلمية وبين حملة السلاح من الارهابيين”، واضاف “كما دافعنا عن قيم الحرية والكرامة التي تبناها واعتنقها الشيخ الشهيد النمر سوف ندافع اليوم أيضا عن الشيخ حسين الراضي لأنه أحد رموز هذا الحراك المطلبي السلمي المشروع”، مطالبا “النظام السعودي بالإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط وأن يعود لمزاولة نشاطه العام كما السابق”.
أما المسؤول الاعلامي في “منتدى البحرين لحقوق الإنسان” باقر درويش فقد طالب “بطرد السعودية من مجلس حقوق الانسان لانتهاك النظام السعودي كل انواع الحقوق والحريات”، وسأل “كيف يمكن قبول جلوس ممثل النظام السعودي في مجلس للدفاع عن الحريات والحقوق بينما يجري كل ما يجري من قبل نظامه في السعودية او البحرين او اليمن؟”.
وتحدث بالمناصبة أمين سر الهيئة القيادية في “تجمع علماء المسلمين” الشيخ زهير جعيد حيث اعتبر ان “الشهيد النمر شهيد لكل الأمة”، واتهم “السعودية بالوقوف خلف قتل الشعوب العربية وأنها والوهابية هما اللتان تغذيان التكفيريين وتقتلان في البلاد العربية والوهابية والصهيونية وجهان لعملة واحدة”، لافتا الى ان “النظام السعودي يمحو كل شيء له علاقة بالإسلام وبرسول الله(ص)”.
بدوره، رأى “المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية العراقية” عباس الموسوي ان “استشهاد الشيخ النمر حصل على يد آل سعود جهلة العصر وهي جريمة بحق حقوق الإنسان من مملكة الشر”، وتابع ان “قتل الشيخ النمر يأتي في سياق جرائم السعودية بحق الشعوب العربية وقد بدأ عصر انهيار نظام آل سعود”.
من جهتها، ألقت الإعلامية منى شلبي كلمة قناة “نبأ” الفضائية حيث أكدت ان “الشيخ النمر قصة نضال لا يستوعب كنهها إلا من عايش تاريخ العظماء”، وفي نهاية تم تدشين كتاب “مرافعة كرامة” وهي مرافعة الشيخ النمر التي تم تسريبها من السجن.
والاكيد ان الشيخ النمر لم يهادن ولم يساوم طوال حياته حتى خلال فترة اعتقاله وهذا ما تؤكده “مرافعة الكرامة”، فالشيخ عرّى النظام السعودي بكل مفاصله، من السلطة التنفيذية المتمثلة بوزارة الداخلية التي تتوغل في كل مفاصل الادارات والهيئات الرسمية السعودية وصولا الى القضاء الذي تستخدمه هيئات التحقيق التابعة لـ”الداخلية” وسيلة لاضفاء صفة الشرعية على أعمالها اللاقانونية وعلى كل تعدياتها على حقوق الانسان واختراعها للفتن بين أبناء البلد الواحد وصولا لتحقيق مآربها بالقبض اكثر واكثر على السلطة.
وثبات الشيخ النمر على مواقفه لم يأت من فراغ بل نتيجة عقيدة وايمان ومعرفة تامة بحقوقه وحقوق مجتمعه بضرورة الحصول على المواطنية في بلد تمجد فيه الاشخاص على حساب القيم والمبادئ الانسانية، وقمة التحدي لدى الشيخ الشهيد تمثلت في اصراره على ان يرافع للدفاع عن نفسه بنفسه دون ان ينوب عنه في ذلك محاميه، فالشيخ “المرافع” بعد إلحاح طويل حصل على “القلم والورقة”- سلاحه بوجه الظالمين، وقد فرّغ لكتابة جوابه ثلاث، منها اثنتان في المحكمة وواحدة في المعتقل، والتي كانت في المحكمة كانت الأولى منها أكثر من ثلاث ساعات والثانية قرابة الساعتين، ما يدلل على الحضور الذهني للشيخ الشهيد رغم كل المعوقات التي وضعت في طريقة دفاعه عن قضيته التي كان يعلم انها ستصل عبر هذه “الوريقات” كما اسماه في جلسة المحاكمة، الى جيل بل اجيال من الاحرار في العالم وليس فقط في بلده ومنطقته.
المصدر: موقع المنار