حذر رئيس معهد «إيفو» الألماني لأبحاث الاقتصاد، وهو الأهم في البلاد، من التوقعات المبالغ فيها في مرشح الانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون.
وقال كليمنس فوست في تصريحات خاصة «إن فوز ماكرون لا يعني حل كل المشكلات». وتابع «إن هناك تصورا أن وصول ماكرون إلى السلطة سيليه توافر إمكانية أن يسهل التصدي للمشكلات الكبرى- إن ذلك يعد بالنسبة لي غير مضمون من الأساس»، مؤكدا أن ماكرون ليس مندوب إصلاح واضحا.
ومن المنتظر أن يتم إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، فيما يمكن أن تجرى جولة إعادة في السابع من مايو/أيار المقبل.
وحسب استطلاع للرأي جرى مؤخرا، وقف ماكرون على قدم المساواة مع ماريان لوبان مرشحة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف.
ويبلغ إجمالي المرشحين في الجولة الأولى تسعة رجال وسيدتين.
وأعرب فوست عن رأيه في ضرورة أن يتضح في البداية إذا ما كان ماكرون سينجح أم لا في الحصول على الأغلبية في البرلمان، وقال «إن ما تحتاجه فرنسا هو الإصلاحات.»
وأشار الاقتصادي الألماني البارز إلى أنه لم يتضح حتى الآن أيضا البرنامج الانتخابي لماكرون، محذرا من أن حدوث ما يسمى بـ «التعايش»، سوف يجعل الأمر أكثر صعوبة.
ويعني «التعايش» عندما تنتمي الأغلبية في البرلمان والرئيس لمعسكرات سياسية مختلفة، ويكون الرئيس مجبرا على اختيار رئيس وزراء من حزب معاد.
وأكد فوست أن الأمر يتعلق بالنهاية برؤية المواطنين، وقال «يمكنني تصور أن الركود سيستمر في البداية»، لافتا إلى أن فرنسا التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بعد ألمانيا تتجه حاليا نحو فترات عصيبة لا يمكن خلالها حل المشكلات بسهولة.
وشدد رئيس معهد «إيفو» الألماني على ضرورة القيام بإصلاحات أساسية في فرنسا، لافتا إلى ضرورة أن ينكمش القطاع العام وأن تتم إعادة بناء سوق العمل بشكل أساسي، مع تحسين المقومات اللازمة لريادة الأعمال .
وقال انه على الرغم من أن فرنسا ليس لديها مشكلات كبرى مثل إيطاليا، «فإنها تسير على مسار معقد».
وأشار إلى أن نسبة النفقات الحكومية إلى الأداء الاقتصادي تبلغ 57 في المئة، وقال «إن ذلك مرتفع للغاية. لا يمكن لاقتصاد ديناميكي أن يتطور على هذا النحو»، لافتا إلى أنه يصعب حاليا على الشباب الحصول على وظائف في ظل الارتفاع الشديد لمعدل البطالة.
وشدد فوست على ضرورة أن تصبح الشركات أكثر قدرة على التنافس، وقال «من المجدي توفير فرص عمل- التكاليف (اللازمة لذلك) عالية للغاية»، لافتا إلى أن هناك اتجاها معاديا للاستثمارات سائد في فرنسا.
وأشار إلى أن ديون الدولة تبلغ 100 في المئة من إجمالي الناتج المحلي السنوي، وقال «يمكن للمرء مواصلة السير على هذا النحو لفترة زمنية مقبلة، ولكن في وقت ما سوف يصبح الوضع خطيرا- لاسيما إذا زالت ميزة انخفاض سعر الفائدة».
وشدد الاقتصادي الألماني البارز أيضا على ضرورة إعادة بناء نظام التقاعد.
ورغم انتقاداته رأى أن هناك تطورات إيجابية في فرنسا تتمثل في إصلاحات محدودة كمد فترات عمل المتاجر أو تحرير النقل بالحافلات. وقال «الوضع في فرنسا لا يتمثل في عدم تحرك أي شيء على الإطلاق، ولكن الأمر يسير على نحو بطيء»، مشيرا إلى أن ماكرون يتسم بالحذر الشديد «لإنه لا يرغب في إثقال الفرنسيين على نحو كبير».
المصدر: د ب ا