يواجه الأهل غالباً صعوبة في الإعتناء بطفلهم الذي يشكو من حساسية الفول السوداني أو غيره من الأطعمة. كلّ وجبة غذائية أو مناسبة معيّنة تشكّل فرصة للقلق من تناول الولد عن طريق الخطأ الطعام المحفّز لحساسيته ويسبب له ردة فعل قد تهدّد حياته. لكن ما آخر المعلومات المرتبطة بهذه المشكلة؟
أعراض حساسية الأكل تراوح من طفح جلدي خفيف أو أوجاع المعدة وصولاً إلى الحساسية المفرطة التي تعني حالة شديدة تسبب صعوبة التنفس، وانخفاض معدّل ضغط الدم، وتشوّشاً، وفقدان الوعي، وحتّى الوفاة.
حساسية الفول السوداني مشكلة صحّية متزايدة، وقد ارتفع معدلها بين الأطفال الأميركيين إلى أكثر من 3 أضعاف بين 1997 و2011، وتحديداً من 1 بين كل 250 شخصاً وصولاً إلى 1 بين كلّ 70 شخصاً.
لحسن الحظّ، أظهرت الأبحاث الأخيرة أنّه من خلال إدخال بروتين الفول السوداني إلى غذاء الأطفال باكراً، يمكن ردع تطوّر هذه المشكلة لدى العديد منهم. واستجابةً لذلك، أُقرّت مبادئ توجيهية جديدة لمساعدة الأهل والأطباء.
قبل 17 عاماً، أوصت الجمعية الأميركية لطب الأطفال النساء اللواتي لديهنّ تاريخ عائلي شديد للحساسية بحذف الفول السوداني من غذائهنّ خلال الحمل والرضاعة، وتجنّب تقديمه للأطفال حتّى عمر 3 سنوات. إلّا أنّ هذه التوصية سُحِبت عام 2008 بسبب عدم توافر أيّ دليل على أنّ ذلك قد يقي الحساسية.
عدد كبير من أحدث الدراسات لاحظ أنّ الأولاد الذين يتفادون الفول السوداني قد يرتفع لديهم خطر تعرّضهم للحساسية بمعدل أكبر مقارنةً بنظرائهم الذين حصلوا عليه في وقت مُبكر.
وفي دراسة جوهرية لعبت دوراً كبيراً في التوصيات الجديدة، تمّ فحص مجموعة أطفال يبلغون 4 إلى 11 شهراً اعتُبروا أنهم عرضة بشدّة للإصابة بحساسية الفول السوداني لأنهم كانوا يشكون من حساسية البيض، أو حالة إكزيما شديدة. إذا أظهرت النتائج الأولية حساسية شديدة على الفول السوداني، فإنّ الأولاد لم يلتحقوا بالدراسة. أمّا الذين تبيّن أنهم لا يعانون هذه المشكلة فقد قُسِّموا عشوائياً إمّا لتناول بروتين الفول السوداني أو تفاديه.
وعندما خضعوا مجدداً للإختبار في عمر 5 سنوات، تبيّن أنّ المجموعة التي استهلكت الفول السوداني انخفضت لديها حالات الحساسية بشكل ملحوظ مقارنةً بنظيرتها.
تمّ وضع 3 إرشادات جديدة مطلع عام 2017 لمساعدة الأهل وأطباء الأطفال على خفض خطر إصابة الأولاد بحساسية الفول السوداني:
– يتوجّه الإرشاد الأول إلى الأطفال المعرّضين بشكل كبير لهذه الحساسية، أي الذين يشكون من إكزيما شديدة أو حساسية البيض أو الإثنين، الذين يهدف أهلهم إلى إدخال الفول السوداني إلى نظامهم الغذائي في وقت مُبكر من 4 إلى 6 أشهر من العمر. بالنسبة إلى هؤلاء، يُنصح بشدّة إجراء إختبار لرصد حساسية الفول السوداني، وإستناداً إلى النتائج يجب إما تفادي هذا الطعام، أو إضافته في المنزل، أو إدخاله بإشراف طبّي مباشر.
– أمّا الثاني فيشمل الأطفال الذين يشكون من إكزيما خفيفة إلى متوسطة، وبالتالي هم أقلّ عرضة للإصابة بالحساسية ولكنّ الخطر يبقى موجوداً. يُنصح بإدخال الفول السوداني إلى غذائهم عندما يبلغون نحو 6 أشهر.
– في حين أنّ التوصية الثالثة تُطاول الأطفال الذين لا يملكون أيّ إشارات مرتبطة بالإكزيما أو حساسية الطعام. في مثل هذه الحال يمكن تقديم لهم الفول السوداني بحرّية، إستناداً إلى الروتين الغذائي للعائلة.
يُشار إلى أنّ طبيب الأطفال أو إختصاصي الحساسية يستطيع تقييم معدل احتمال تعرّض الطفل لحساسية الفول السوداني، وينصح بما إذا كان من الضروري إجراء إختبار قبل تذوّق الأطعمة التي تحتوي الفول السوداني.
يجب اتّباع إحتياطات معقولة عند إدخال الفول السوداني إلى غذاء الأطفال. على سبيل المثال، الفول السوداني الكامل يحفّز خطر الاختناق وبالتالي يجب عدم تقديمه نهائياً للأطفال والأولاد الصغار. تشمل الإرشادات تعليمات عن تحضير مزيج زبدة الفول السوداني من خلال خلطها مع مياه ساخنة، وتفاح مهروس، وما شابه ذلك. يمكن إستخدام دقيق الفول السوداني أو سناك الفول السوداني باعتبارهما آمنين للأطفال.
تحدّثوا إلى الطبيب عن الجرعة التي يمكنكم تقديمها والمنتجات المُستحسَن استخدامها. يجب على الأطفال البدء بأطعمة أخرى صلبة قبل تذوّق المأكولات التي تحتوي الفول السوداني.
المعايير الوقائية الجديدة وُضعت للأطفال الذين لا يعانون بعد حساسية الفول السوداني. أما نظراؤهم الذين يشكون من الحساسية فعليهم تفادي هذا الطعام.
كذلك يجب الإنتباه إلى بعض الأمور مثل:
– عدم الجزم أنّ المطاعم تفهم حساسية الأكل، أو أنّ الـ«Menu» سيُدوّن كل المكوّنات حرفيّاً.
– إخبار الأشخاص الذين يحضّرون الطعام أنّ الحصول على كمية ضئيلة من الفول السوداني قد يسبب ردة فعل جدّية.
– التأكّد من أنّ الموظفين يفهمون ضرورة تفادي الإحتكاك بمسببات الحساسية التي تحدث عندما يلتمس الطعام بنوع آخر، وأنهم حذرون من المكوّنات المخبّأة كمُنكّه الفول السوداني.
– قراءة أغلفة المنتجات جيداً وفي كلّ مرّة.
لكن على رغم ذلك يمكن للحوادث أن تحصل. لذلك يجب على طبيب الأطفال وضع خطّة واضحة، وحرص الأهل على المناقشة معه طريقة رصد ردة فعل تحسّسية جدّية وعلاجها.
المصدر: وكالة الانباء الالمانية