أعلن القائد العام لقوات الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، لوكالة “سبوتنيك” الخميس، أن “مدينة بنغازي الليبية دفعت ثمناً باهضاً حتى تحررت من براثم الإرهابيين”، داعياً الجميع للبدء في مرحلة إعمارها وبنائها، وبدون أي مماطلة، ومؤكداً على ضرورة دعم الأجهزة الأمنية فيها.
وقال حفتر “بنغازي عانت كثيراً من جراء الحرب على الإرهاب، وأهلها تحملوا الكثير من تبعات الحرب التي قارب عمرها ثلاث سنوات، ومنذ انطلاق عملية الكرامة بدون توقف، العديد من الأسر في بنغازي، أجبرت على النزوح، بعد أن تركوا مساكنهم قهراً، وقد سبق ذلك معاناة قاسية، عندما كانت المدينة تحت قبضة “داعش”، وأنصار الشريعة والقاعدة، حيث دفع الأهالي فيها، ثمناً باهظاً، من أجل تحرير مدينتهم، وصبروا كثيراً حتى انتصرت المدينة، ولا يتسع المجال هنا لنستعرض حجم الثمن الذي دفعته بنغازي، لتنال حريتها”.
وفي السياق، لفت حفتر الى أنه “من هنا لابد بعد هذا النصر أن تجني بنغازي ثمن صبرها ونضالها، وأن تبدأ مرحلة إعادة إعمارها وتطويرها وفق نمط حضاري، بدون أي تأخير أو مماطلة، وأن يتم دعم الأجهزة الأمنية لضمان قيامها بدورها كاملاً، لتنعم بنغازي بالأمن والسلام والرخاء”. وأكد المشير حفتر أن دور الجيش الليبي مستمر بملاحقة التنظيمات الإرهابية للقضاء عليها، مؤكداً أن الجيش معني أيضاً بحماية الثروات الطبيعية والمرافق الحيوية في البلاد.
وقال حفتر “دور الجيش الوطني، لم ينته بتحرير بنغازي من الإرهاب، هو معني أيضاً، بملاحقة التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها أينما حلت في ليبيا، مهما طال الزمن أو قصر. كما أنه معني بحماية الثروات الطبيعية والمرافق الحيوية، وهي مهمة لا يستهان بها، وفي هذا الصدد استطاع الجيش الوطني تحرير جميع الموانئ في منطقة “الهلال النفطي”، من قبضة العصابات الإجرامية، التي كانت تبيع النفط بالتهريب لحسابها الخاص، وأوقفت تصديره على مدى ثلاث سنوات مما تسبب في أزمة اقتصادية كارثية”.
كما شدد المشير حفتر، على أن ” تحرير العاصمة طرابلس هو أمر حتمي، والعمل جار لتحريرها المدينة الليبية الهامة بالوسائل السلمي، موضحاً أنه “بالنسبة للعاصمة طرابلس فإن تحريرها على يد الجيش الوطني من مغتصبيها، هو أمر حتمي، ينبع من دورنا كجيش وطني، واستجابة لنداءات أهالي العاصمة، ونحن نعمل جاهدين على أن يتم ذلك بالوسائل السلمية، ونحن ندرك جيداً أن بعض المليشيات في طرابلس، قد تشكلت بدافع وطني، وليس لديها أي تطلعات سياسية أو أي توجهات أيديولوجية، وقد أدت دوراً بارزاً في منع القوى المتطرفة من السيطرة على طرابلس، وكان هدفها حماية المدينة وأحيائها السكنية، عندما انهارت المنظومة الأمنية الرسمية”.
من جهة ثانية، أكد القائد العام القائد العام لقوات الجيش الوطني الليبي أن الجيش تقدم بمبادرة تشكيل هيئة رئاسية للدولة تحمل صفة القائد الأعلى وتتألف من ثلاثة كيانات مؤسساتية هي: البرلمان، والقيادة العامة، والحكومة، و”لا تتسم بطابع مناطقي”. وقال حفتر حول مبادرات الوفاق “كانت مبادرتنا بأن تشكل هيئة رئاسي تمثل رئاسة الدولة، وتحمل صفة القائد الأعلى، وتتألف من ثلاثة كيانات مؤسساتية، وليس على أساس المحاصصة المناطقية، هي البرلمان والقيادة العامة والحكومة، بحيث يمثل رئيس البرلمان والقائد العام ورئيس الحكومة كيان هذه الهيئة”. وتابع قائلاً “ومن الناحية العملية نرى أن هذا الطرح يتيح مجالاً واسعاً للتنسيق المباشر في العمل بين المؤسسات تحت مظلة الهيئة الرئاسية في مرحلة انتقالية محدودة الأجل، الى حين صدور الدستور الدائم واجراء انتخابات رئاسية مباشرة، وفي الوقت نفسه تلبي هذه المبادرة الرغبة والحاجة الى معالجة التضخم الهائل في عدد أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ليحل محله رئيس الوزراء فقط”.
الى ذلك، فقد استبعد حفتر، إمكانية حدوث أي صدام عسكري بين الجيش الوطني الليبي والقوات الوطنية المسيطرة على المناطق الغربية. وقال حفتر “لا يمكن أن يحدث أي صدام بين الجيش الوطني وأي قوى وطنية، الصدام فقط مع التنظيمات الإرهابية التي لا تؤمن إلا بمنطق القوة. ونحن نسعى الى ضم كل القوات النظامية تحت راية الشرعية وخارج دائرة المليشيات، وفق معايير يحددها القانون وتفرضها المصلحة العليا للبلاد، ووفق ترتيبات فيما بيننا دون أي تدخل أجنبي”. وتابع حفتر “الجيش الليبي واحد، ونحن كعسكريين نستطيع ان نتفاهم مع بعضنا، لكن تدخل أطراف من خارج المؤسسة العسكرية ومن خارج حدود ليبيا لا يخدم بناء الجيش، ويعمل على شق الصف وخلق الفتن بين العسكريين”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية