تم اكتشاف قرية قديمة تعد واحدة من أقدم المستوطنات البشرية على الإطلاق في أمريكا الشمالية عمرها 14 ألف عام في جزيرة تريكيت، على بعد حوالى 500 كم شمال غربي بحيرة فيكتوريا بكندا.
ويشير العلماء إلى أن هذا الاكتشاف أقدم من الأهرامات المصرية بثلاث مرات، وقد تم العثور على القرية أثناء عمليات تنقيب على جزيرة تريكيت النائية في كولومبيا البريطانية.
وتشمل القطع الأثرية المكتشفة في المنطقة أدوات لإشعال المصابيح وصنارات صيد الأسماك والرماح التى يرجع تاريخها إلى العصر الجليدي.
ويسلط الاكتشاف الضوء على كيفية بدء الحضارة في أمريكا الشمالية، وقد ساعدت، أليشا غوفريو، وهي طالبة دكتوراة في علم الأنثروبولوجيا بجامعة فيكتوريا وباحثة في معهد هاكاي، على اكتشاف هذه القرية.
وقالت غوفريو إن “اكتشافا من هذا النوع، يجعلني أقف دقيقة لأذكر نفسي أنني واحدة من الذين حالفهم الحظ للقاء معلم بهذا القدم، هذا الاكتشاف ينسف معتقداتنا السابقة عن الطريقة التي نشأ بها تاريخ أمريكا الشمالية”.
وكانت النظريات السابقة تشير إلى أن هجرة بشرية كبيرة حدثت على ساحل كولومبيا البريطانية، ولكن الاكتشاف يطابق إلى حد كبير أساطير شعب الهايلتسوك، أول من أسس حكومة في كولومبيا البريطانية، حيث تقول الروايات أنهم اجتازوا جسرا أرضيا كان يربط بين سيبيريا وألاسكا فوق مضيق بيرينغ.
هناك نظريات أخرى تشير إلى أن شعب الهايلتسوك استخدم الطريق الساحلي للمحيط الهادئ للوصول إلى الولايات المتحدة الحالية، بدلا من الممر الأرضي عبر جبال روكي كما يعتقد آخرون.
وتظهر الأدلة الجديدة أن كتلتين كبيرتين من الجليد؛ “Cordilleran” و”Laurentide” اندمجتا معا منذ 21 ألف سنة، ما أدى إلى غلق الممر في وقت سبق بكثير ما كان يعتقد.
ويعود أقرب دليل على الاحتلال البشري إلى حوالي 15 ألف سنة مضت، بينما يبين الاكتشاف الجديد أن الممر لم يكن مفتوحا تماما سوى قبل حوالي 13 ألف عام، وهو ما يثبت صحة أساطير وحكايات شعب الهايلتسوك، والتي تروي تاريخ تلك القرى الساحلية القديمة، بتمريرها بين الأجيال دون تدوين.
وقال وليام هوستي، وهو أحد المنتسبين إلى شعب هايلتسوك إن “مجرد التفكير في أن ما تم اكتشافه مطابق تماما لما ورثناه عن أجدادنا من روايات دون أي أدلة أثرية وعلمية، هو أمر مدهش”.
المصدر: روسيا اليوم