يظهر تدريجياً حجم التجسس الذي تقوم به شركات التكنولوجيا الأمريكية وحجم البيانات التي يحصلون عليها من عشرات ملايين المستخدمين حول العالم. حيث كشفت شركة «مايكروسوفت» أخيراً جزءاً من نوعية وحجم البيانات التي تتمكن من الحصول عليها من أجهزة ملايين المستخدمين حول العالم.
وحسب تقارير غربية « فقد أعلنت «مايكروسوفت» أنها سوف تشارك كل البيانات التي يمكنها جمعها عن مستخدمي «ويندوز 10» كما انها سوف تعمل على تقديم العديد من الخيارات لإيقاف تلك المشاركة، وذلك رداً على الضجة الحاصلة مؤخراً فيما يخص الوصول إلى بيانات المستخدمين الكمبيوترية بعد إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً يسمح لمزودي الخدمة بجمع وبيع تلك البيانات.
وتقول الشركة إن معظم فئات المراقبة في ويندوز 10 يمكن إيقافها، وهو ما يعطي للمستخدمين خصوصية أكبر من أي نظام تشغيل آخر نتيجة القدرة على وقف إرسال البيانات إلى الشركة.
أما المفاجأة التي كشفتها فهي أن نظام «ويندوز» يقوم بإرسال معلومات وتفاصيل بالغة الدقة عن المستخدم، ومن هذه التفاصيل التي يعمل على مراقبتها عادات استخدام الكمبيوتر الخاصة بمستخدمي النظام، بحيث يمكن على سبيل المثال لنظام التشغيل إرسال معلومات لمايكروسوفت عن عدد الأغاني ضمن مكتبة الموسيقى التي تم شراؤها.
كما يمكن للنظام التشغيلي إرسال معلومات للشركة حول دقة الصور ومقاطع الفيديو الموجودة، ولغات الكتب الإلكترونية التي يقرأها المستخدم، وطلبات البحث التي يجريها أثناء تصفح الإنترنت والكثير غيرها.
وأشار تيري مايرسون نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة ويندوز والأجهزة في مدونة نشرها: «لقد بحثنا عن كثب الكيفية التي نستخدم من خلالها هذه البيانات التشخيصية، وعملنا على تعزيز التزامنا بالتقليل من عملية جمع البيانات على المستوى الأساسي، ونتيجة لذلك قلصنا عدد الاحداث التي جُمعت وقللنا بمقدار النصف تقريباً من حجم البيانات التي نجمعها على المستوى الأساسي».
ويمكن للمستخدمين عند إعداد وتهيئة نسخة ويندوز لأول مرة أو تثبيت نسخة جديدة من نظام ويندوز 10 رؤية إمكانية تعديل وتبديل الخيارات الافتراضية لعدة إعدادات مألوفة تتعلق بالخصوصية والأمان، مثل الموقع والتعرف على الكلام والإعلانات، وفي حال إيقاف تشغيل هذه الميزات لن تتتبع مايكروسوفت الموقع ولن يكون بالإمكان استعمال كورتانا ولن تظهر إعلانات مستهدفة.
كما يوجد نوعان من إعدادات الخصوصية الأخرى التي هي أكثر بعداً عن النظر، وهي «التشخيص» و«تجارب مصممة خصيصاً مع البيانات التشخيصية» والتي تعمل على إرسال معلومات مفصلة إلى ميكروسوفت مثل لغات الكتب الالكترونية واستعلامات البحث.
وتشكل الخصوصية على الانترنت واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل، إذ تتباين الآراء حول حجم المعلومات التي تتمكن الشركات المزودة بالخدمة من الوصول إليها دون إذن ولا علم المستخدم، خاصة وأن أنظمة التشغيل أصبحت على اتصال دائم بالشركة من خلال الانترنت ومن خلال التحديثات اليومية.
ويتحدث الكثير من خبراء الانترنت والكمبيوتر عن انعدام الخصوصية على الانترنت في العالم الحديث، حيث أن الهواتف المحمولة والكمبيوترات التي يستخدمها الناس في أعمالهم ومنازلهم باتت عرضة للانتهاك من قبل الشركات التي تزود الشخص بنظام التشغيل، إضافة إلى أن أنظمة التشغيل تتضمن ثغرات أمنية عديدة يمكن للقراصنة الوصول إلى الجهاز والمستخدم من خلالها، وهي عمليات قرصنة تصل إلى درجة تشغيل الكاميرات أو لواقط الصوت على الأجهزة من أجل نقل ما يجري في المكان بالصوت والصورة مباشرة للمخترقين.
يشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدرت أمراً قضائياً جديداً بإلغاء القوانين الحالية لحماية الخصوصية على الإنترنت، فيما قال مسؤولون في البيت الأبيض إن القادمين إلى الولايات المتحدة سيخضعون لإجراءات أمنية جديدة تتضمن تفتيش هواتفهم المحمولة وطلب كلمات المرور الخاصة بحساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار عمليات التدقيق الأمني التي سيخضع لها المسافرون.
المصدر: القدس العربي