أعلنت وكالة «فيتش» الدولية للتصنيف الإئتماني خفض تصنيف جنوب أفريقيا إلى درجة «عالي المخاطر»، في الوقت الذي تظاهر فيه عشرات الآلاف من المواطنين احتجاجا على قرار الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما إقالة وزير المالية الأسبوع الماضي.
وخفضت «فيتش» تصنيف ديون جنوب أفريقيا بالعملتين الأجنبية والمحلية من «بي.بي.بي ناقص» إلى «بي.بي زائد»، وذلك بعد أربعة أيام فقط من قرار مماثل لوكالة «ستاندرد أند بوز» للتصنيف الائتماني.
كان الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما قد قرر الأسبوع الماضي تغيير برافين جوردان، وزير المالية صاحب الشعبية الكبيرة، وتعيين مالوسي جيجابا، وزير الشؤون الداخلية السابق الذي لا يمتلك أي خبرات في السياسة الاقتصادية، خلفا له مما أثار موجة غضب شعبي واسعة.
وكان جوردان واحدا من 10 وزراء فقدوا مناصبهم الوزارية في التعديل الوزاري الأخير، الذي قالت «فيتش» عنه انه يمكن أن يدمر التقدم الذي تحقق في إصلاح نظم حوكمة المؤسسات المملوكة للدولة.
وقالت الوكالة في بيان ان «خفض التصنيف يعكس رؤينا في أن الأحداث السياسية الأخيرة بما في ذلك التغيير الحكومي الواسع ستضعف معايير الحوكمة والمالية العامة في جنوب أفريقيا.
وأشارت إلى تكلفة برنامج الطاقة النووية في جنوب أفريقيا، واحتمالات ألا تعطي الحكومة الجديدة أولوية كبيرة للانضباط المالي مع تصاعد التوترات داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
يأتي ذلك فيما تظاهر عشرات الآلاف اليوم احتجاجا على قرار زوما إبعاد جوردان، وطالبوا باستقالة الرئيس. وحسب إذاعة (إي.إن.سي.أيه) في جنوب أفريقيا فإن حزب المؤتمر الوطني الحاكم حشد أنصاره أيضا تأييدا للرئيس زوما.
واشتبك أنصار «المؤتمر الوطني» مع مؤيدي حزب «التحالف الديمقراطي» المعارض في مدينة «بيترمارتيزبورج». وقال موسي مايمين، زعيم «التحالف الديمقراطي» المعارض أمام حشد في مدينة جوهانسبرغ «اليوم مجرد البداية.. سنواصل حتى تعود جنوب إفريقيا إلى شعبها».
يذكر أن «ستاندرد أند بورز» للتصنيف الاإئتماني اعلنت يوم الإثنين الماضي خفض تصنيف السندات السيادية لجنوب أفريقيا إلى درجة «عالي المخاطر»، في أعقاب الإعلان عن إقالة جوردن، وقالت «في رأينا، تغييرات المسؤولين التي قام بها الرئيس زوما يهدد النمو والأوضاع المالية»، وبالتالي تم خفض تصنيف الديون السيادية طويلة المدى بالعملة الأجنبية بمقدار نقطة واحدة إلى «بي.بي زائد.»
وأضافت أن «خفض التصنيف يعكس رؤيتنا للانقسامات في الحكومة والتي أدت إلى تغييرات في القيادة التنفيذية بما في ذلك وزير المالية تضع استمرارية السياسة في دائرة الخطر»
كان المستثمرون ينظرون إلى جوردان باعتباره رمز استقرار لاقتصاد جنوب أفريقيا الأكثر تصنيعا على مستوى القارة الإفريقية، في الوقت الذي تباطأ فيه نمو هذا الاقتصاد إلى 0.3% من إجمالي الناتج المحلي خلال العام الماضي.
المصدر: د ب أ