رفضت روسيا اعتبار تفجير سان بطرسبورغ الارهابي بمثابة انتقام من قبل الارهابيين بسبب سياستها في سوريا. وجاء كلام وزير الخارجية الروسي في هذا السياق على شكل موقف حاد وقوي عندما وصف هذه الاقاويل بالخسيسة.
وكانت وسائل اعلام غربية روجت ان ما حصل عمل انتقامي. ولا شك ان الحملات الاعلامية المتواصلة ضد روسيا لا سيما منذ بدء حربها على الارهاب في سوريا حملت اضاليل مختلفة ومحاولات ضغوط وتوجيه رسائل الى الداخل والشعب الروسي.
لماذا ترفض روسيا اعتبار ما حصل انتقاما؟.. لا شك ان ما حصل هو استهداف لمواطنين مدنيين ضمن مسار الارهاب في مختلف دول العالم. والمنطق الذي تستند اليه روسيا في هذا الموقف ان الارهاب يضرب مختلف الدول وهذا التفجير ياتي في سياق الاعمال الارهابية التي ان طالت روسيا فقد طالت قبلها دولا اوروبية وغيرها وحتى تلك الغير فاعلة ضد الارهاب وحتى تلك التي دعمته. وروسيا بعد هذا التفجير على امل ان يتوقف الغرب عن السياسة المزدوجة في ما خص الارهاب الذي لا يستثني احدا وتسعى الى ان يكون تفجير سان بطرسبورغ وما قبله من ارهاب يضرب اوروبا واميركا والدول العربية بمثابة دفع نحو تعزيز التعاون المشترك وتحالف عالمي جدي بمواجهة الارهاب. ولا شك ان حربا عالمية جدية وتعاونا حقيقيا دوليا بوجه الارهاب ومموليه سيكون النجاح الحقيقي الذي يوقف مثل هذه الاعمال.
وقد ندد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف “بتحليلات بعض وسائل الإعلام، بأن العمل الإرهابي هو انتقام من روسيا بسبب سياستنا في سوريا”، وقال ان “هذا استهزاء وحقارة…”.
وقال لافروف: “للأسف، ذلك ليس مجرد أوهام لوسائل الإعلام، بل كان بعض المسؤولين من ممثلي البنتاغون في إدارة أوباما قد أعلنوا عن أفكار مشابهة للمجتمع الدولي”.وأشار في هذا السياق إلى أن مسؤولين في البنتاغون قالوا بعد بدء روسيا عمليتها في سوريا إن موسكو أن تستعد لـ”استقبال النعوش” من هذا البلد.
وأعرب الوزير الروسي عن أمله في “التخلي عن مثل هذه المعايير المزدوجة في الوضع الحالي، عندما يهدد الإرهاب جميع الدول دون استثناء، وفي تحلي السياسيين بالمسؤولية بهذا الشأن”. قال في وقت سابق أن التفجير في مترو أنفاق سان بطرسبورغ يؤكد ضرورة توحيد الجهود في مجال مكافحة الإرهاب.
في نتائج ما حصل فان روسيا لا شك ستكثف دعوتها الى تفعيل تعاون دولي بوجه الارهاب على امل ان يكون هناك اقتناع عالمي بجدوى توحيد الجهود ضد الارهاب. وفي النتائج فإن التفجير هذا لن يغير سياسات وخطط روسيا في ما خص سوريا والحرب على الارهاب وهو تعتبره روسيا بمثابة تحد لها ولرئيسها كما جاء عبر الكرملين ويمكن اعتبار المقصود انه تحد امني واستراتيجي ، وفي النتائج الطبيعية ستكثف موسكو اجراءاتها الداخلية بوجه مثل هذه التحديات.
وقد أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ثبات موقف بلاده في توجهها لمكافحة الإرهاب، بعد الاعتداء. وقال “روسيا كالكثير من الدول الأخرى، “تقف في الجبهة الأمامية في مكافحة الإرهاب الدولي. ولم تستطع أي دولة في العالم حتى الآن أن تنتصر على الإرهاب بمفردها. ومع ذلك يعرف الجميع جيدا، المسار الملتزم الذي تتبعه روسيا في مكافحة الإرهاب. ويعرف الجميع جيدا ذلك النهج الملتزم والحازم الذي يتبعه الرئيس بوتين في قضايا مكافحة الإرهاب. ويعرف الجميع جيدا أنه للأسف، لا توجد دولة في العالم محمية من ظاهرة الإرهاب. لكن هذا لا يعني مطلقا أن أحدا ما سيخفف من مكافحته لهذا الشر القبيح، والذي علينا للأسف مواجهته”.
ونذكر ان الكرملين قال اليوم أن الاستخبارات الروسية ستحقق في موضوع ارتباط محتمل بين توقيت التفجير الإرهابي وزيارة الرئيس فلاديمير بوتين وشدد على ان “أي عمل إرهابي يقع في البلاد يمثل تحديا لأي مواطن روسي وكذلك للرئيس”.
المصدر: موقع المنار + وكالات