قال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة «أوبك» ان العراق أعطى تطمينات للمنظمة بأنه سيلتزم التزاما كاملا باتفاق خفض المعروض النفطي الهادف إلى تعزيز أسعار الخام.
وقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي للصحافيين بعد كلمة ألقاها في مؤتمر بالعاصمة العراقية بغداد حضره باركيندو إن العراق ملتزم الآن بنسبة 98 في المئة باتفاق خفض الإنتاج.
وأبلغ باركيندو المؤتمر أن مستوى الالتزام بالاتفاق المبرم بين المنتجين من داخل المنظمة وخارجها على خفض المعروض في نهاية العام الماضي «مشجع»، حيث بلغ 86 في المئة في يناير/كانون الثاني و94 في المئة في فبراير/شباط.
وأشار إلى أن السوق تتوازن بالفعل، مضيفا أن مخزونات النفط تنخفض.
وعبر اللعيبي عن رضاه بالاتفاق الحالي لكنه امتنع عن قول ما إذا كان العراق يدعم تمديده أم لا تاركا القرار لاجتماع وزاري مرتقب لأوبك في مايو أيار.
وقال إن الاتفاق الحالي «يتضمن العديد من العناصر الإيجابية وحقق الكثير من الأهداف والعمل مستمر للوصول إلى خفض 1.8 مليون برميل يوميا»،كما اتفقت «أوبك» و11 من المنتجين المستقلين من بينهم روسيا خلال النصف الأول من عام 2017. ورفع الاتفاق أسعار النفط الخام إلى نحو 50 دولارا للبرميل. لكن الزيادة في السعر شجعت أيضا منتجي النفط الصخري الأمريكي الذين لم يشاركوا في الاتفاق على زيادة الإنتاج.
من جانبه قال اللعيبي إنه في حين يلتزم العراق بتحقيق هدف خفض الإنتاج بالكامل فإنه سيمضي في تنفيذ مشروعات لرفع الطاقة الإنتاجية إلى خمسة ملايين برميل يوميا.
وأضاف أن العراق، ثاني أكبر منتج للنفط داخل «أوبك» بعد السعودية، سيمضي بالتوازي مع ذلك في خطط التنقيب لزيادة احتياطياته بما يعادل 15 مليار برميل يوميا في 2018 إلى 178 مليار برميل. وأشار إلى أن خطط زيادة الطاقة الإنتاجية من الحقول الموجودة تشمل خطة لحقن مياه البحر في الآبار.
وقال اللعيبي»لدينا اتفاقية مع الأردن لمد خط أنبوب استراتيجي لتصدير النفط عبر ميناء العقبة، إضافة إلى اتفاقية مع مصر لتصدير النفط إليها».
وأعلنت شركة تسويق النفط العراقية «سومو» أن متوسط إنتاج النفط بلغ 4.464 مليون برميل يوميا منذ بداية مارس/آذار، وهو ما يعني انخفاضا بأكثر من 300 ألف برميل يوميا عن مستويات ما قبل تطبيق اتفاق «أوبك» الذي بدأ سريانه في أول يناير الماضي.
وقالت (سومو) ان متوسط صادرات الخام بلغ 3.756 مليون برميل يوميا في مارس مقابل مستوى قياسي مرتفع تجاوز الأربعة ملايين برميل يوميا في نوفمبر/تشرين الثاني.
معظم النفط العراقي يصدر من موانئ الجنوب حيث معظم إنتاج البلاد من الخام. وقال اللعيبي إن متوسط صادرات الجنوب بلغ 3.2 مليون برميل يوميا في مارس/آذار.
وقال اللعيبي في المؤتمر إن إنتاج العراق من الغاز الطبيعي سيرتفع إلى ثلاثة أمثاله، ليبلغ 1700 مليون قدم مكعبة يوميا بحلول عام 2018، في إطار تطبيق مشروعات للحد من حرق الغاز.
يذكر أنه في العام الماضي بدأ العراق تصدير سوائل الغاز من إنتاج شركة غاز البصرة وهي مشروع مشترك بين «شركة غاز الجنوب» وشركتي «شل» و»ميتسوبيشي.”
وتجمع الشركة الغاز المصاحب لعمليات إنتاج النفط من حقول جنوب العراق وتعالجه ليصبح وقودا لمحطات الكهرباء وسوائل وغاز طهي.
وفي يناير الماضي قالت «شركة غاز الجنوب» إنها تتوقع أن يضاعف العراق صادرات غاز البترول المسال إلىثلاثة أمثالها ومضاعفة صادرات مكثفات الغاز إلى ثلاثة أمثالها أيضا في 2017 بفضل جمع كميات أكبر منهما من حقول النفط الجنوبية.
وقالت إن من المقرر أن ترتفع صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى100 ألف طن هذا العام من 30 ألف طن في 2016.
وسترتفع صادرات مكثفات الغاز إلى 400 ألف متر مكعب هذا العام من 200 ألف متر مكعب في 2016.
وكان العراق أعلن في 19 شباط/فبراير الماضي أن النشاطات الاستكشافية والمكمنية في سبع حقول نفطية في وسط وجنوب العراق قد ساهمت في إضافة كمية 10 مليارات برميل للاحتياطي النفطي ليرتفع بذلك إلى 153 مليار برميل بعد أن كان 143 مليار برميل. ويجري العراق في الوقت الحالي مباحثات مكثفة مع إيران، بهدف التوصل إلى اتفاقية شراكة لتشغيل الحقول النفطية الحدودية المشتركة.
ويعتمد العراق على إيرادات النفط، لتمويل ما يصل إلى 95% من النفقات، وهو ما يجعل اقتصادها أحادي الجانب ومعرضا للتذبذب استناداً إلى أسعار الخام في الأسواق العالمية.
وعلى هذه الخلفية دعا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، خلال كلمته في المؤتمر، إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة إضافة إلى النفط والغاز، وقال «لا يجوز الاستمرار بحرق الغاز المصاحب للاستخراجات النفطية والعراق حقق خطوات في هذا المجال».
المصدر: رويترز