قال مسؤولون سودانيين وخبراء اقتصاد إن الحديث عن إيجاد منظومة للأمن الغذائي العربي على الأراضي السودانية لم يتحقق منه شيء حتى الآن، رغم مرور أربعة سنوات على الإعلان عنها، بينما تواصل الفجوة الغذائية في الوطن العربي اتساعها عاما بعد آخر.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أطلق، خلال القمة العربية الاقتصادية في العاصمة السعودية الرياض في 2013، «مبادرة منظومة الأمن الغذائي العربي» التي في إطارها يقدم السودان أراض صالحة للاستثمار في المجال الزراعي، بينما تلتزم الدول العربية الغنية بتوفير التمويل اللازم لإنشاء مشروعات زراعية كبرى تسهم في سد فجوة الغذاء التي تشمل كل الدول العربية.
ويمتلك السودان مقومات زراعية، هي الأكبر في المنطقة العربية، بواقع 175 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، إلى جانب مساحة غابية تقدر بحوالي 52 مليون فدان، كما يمتلك 102 مليون رأس من الماشية، فضلا عن معدل أمطار سنوي يزيد عن 400 مليار متر مكعب.
وتساهم الزراعة، التي يعمل بها ملايين السودانيين، بـ 48% من الناتج المحلي الإجمالي للسودان.
ومع ذلك هناك مشاكل كبيرة تعوق استغلال هذه الإمكانيات الكبيرة.
وقال خبراء ان هناك تحديات تعوق تنفيذ المنظومة حالياً، في ظل ظروف سياسية حرجة وأوضاع اقتصادية صعبة يعيشها السودان، وتمنعه أن يصبح «سلة غذاء العالم العربي» كما كان يقال منذ عقود كثيرة.
ويعاني السودان من مشاكل اقتصادية متفاقمة منذ انفصال الجنوب في 2011، وذهاب 75% من إنتاج البلاد من النفط، المصدر الرئيسي للعملة الصعبة والإيرادات الحكومية، لدولة الجنوب.
وأشار الخبراء، إلى أن غياب التكامل العربي فيما يتعلق بالأمن الغذائي، وعدم تفعيل الاتفاقيات العربية، في المواضيع الغذائية والزراعية منذ أربعينات القرن الماضي، يسهم في توسيع الفجوة الغذائية وعدم قدرة الدول العربية على توفير غذائها.
وتبلغ قيمة الفجوة الغذائية في العالم العربي حالياً نحو 34 مليار دولار، هبوطا من 36 مليار دولار في 2012، وتمثل الحبوب 50% من تلك الفجوة، وفق اخر إحصائيات المنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية.
ويخشى المراقبون أن تتسع الفجوة الغذائية عربياً من الحبوب واللحوم وغيرها إلى 53 مليار دولار بحلول عام 2020، و60 ملياراً عام 2030، بسبب ما يعتبرونه ضعفاً للإرادة السياسية، إضافة إلى المتغيرات الدولية.
المصدر: وكالة الاناضول