كشفت دراسة عليمة حديثة عن أن أكثر من 65 % من الأمراض السرطانية تحدث نتيجة الطفرات العشوائية في الجينات، وليس الظروف البيئية وأنماط الحياة غير الصحية التي كانت تعتبرها النظريات العلمية السابقة المسؤول الأول عن معدلات الإصابة المرتفعة بالسرطان بين البشر.
وأكدت الدراسة التي نشرتها مؤخرا دورية ساينس العلمية وأعدها علماء بمركز جونز هوبكنز الأمريكي لدراسة السرطان على أن الأخطاء التي تحدث في عملية نسخ الحمض النووي تتسبب في أكثر من ثلثى الإصابات بالسرطان، وتؤكد البيانات المستقاة من الاحصاءات الحيوية على أن الخلل في الجينات الحادث بسبب عملية انقسام الخلايا هو المصدر الأول والقوى لحدوث السرطان.
وقالت الدراسة أن هذه النتيجة تعني أن “التدخين على سبيل المثال لا يعنى أن الشخص قد يُصاب بالسرطان، وغير المدخنين ليسوا أكثر حظًا من سواهم في احتمالية الإصابة بالمرض فهو ليس عامل الحسم”.
وقال كريستيان توماسيتي، أن تجنب العوامل البيئية وأنماط الحياة غير الصحية قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطانات المختلفة إلا أنه أمرا يبقى “غير حاسمًا” في عدم الإصابة بالسرطان.
وأكد القائمون على الدراسة أن استنتاجاتهم تتعارض مع الدراسات الوبائية التي تبين أن ما يقرب من 40 % من حالات الإصابة بالسرطان يمكن الوقاية منها عن طريق تجنب العادات غير الصحية، واتباع الأنظمة الغذائية ونوهت الدراسة إلى أن الكمال البيئي لا يعنى عدم الإصابة بالسرطان، فقد كشفت البيانات الاحصائية أن أكثر من 95 % من حالات الإصابة بسرطانات المخ والبروستاتا والعظام تحدث كنتيجة مباشرة للطفرات العشوائية الناجمة عن انقسام الخلايا، فيما تتراجع النسبة إلى 77 % في سرطان البنكرياس لتصل إلى 66 % في باقى أنواع السرطان.
وقال بيرت فوجيلستاين، المدير المشارك في مركز جونز هوبكنز والباحث الثاني في الدراسة “نحن بحاجة لتشجيع الناس على تجنب أنماط الحياة التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لكننا في الوقت ذاته يجب علينا أن نؤكد أن نمط الحياة ليس سببًا رئيسيًا، فـ 18% من السرطانات تحدث نتيجة الظروق البيئية وأنماط الحياة غير الصحية كالتدخين بينما تحدث السرطانات بنسبة أقل من 5 % نتيجة العوامل الوراثية.
وعدم التعرض للمواد المسرطنة المعروفة.
المصدر: سبوتنيك