بمناسبة ميلاد بضعة نبي الرحمة محمد (ص)، ألقى الامام السيد علي الخامنئي كلمة اعتبر فيها سيرة وحركة هذه السيدة العظيمة نموذجاً كاملاً للمرأة المسلمة والتي لعبت دور قائد حقيقي وزوجة وأم نموذجية، اللقاء حصل مع مجموعة من مداحي أهل البيت عليهم السلام في حسينية الإمام الخميني (رحمه الله).
وقال الإمام الخامنئي في معرض إشارته إلى دور الشعراء ومداحي أهل البيت: ينبغي على الشعراء أصحاب الذوق الرفيع ومداحي أهل البيت حسنو التعبير أن يُحوِّلوا أفكارهم وتوجهاتهم إلى خطاب شائع في المجتمع بما يتناسب مع واجبات وحاجات اليوم.
واعتبر سماحته السيدة الزهراء (ع) مصداقاً كاملاً للمرأة المسلمة وفي أعلى مقام يمكن أن تبلغه المرأة المسلمة وهو القيادة، كما أكد سماحته على أهمية معرفة مكانة المرأة المسلمة بقوله: مع وجود هذه العظمة، فإن دور «الأم والزوجة وربّة البيت» كان واحداً من أدوار ومهام السيدة فاطمة الزهراء المهمة.
وأضاف الإمام الخامنئي: الحركة العظيمة التي قامت بها السيدة الزهراء (ع) في دفاعها عن الولاية والتي لعبت من خلالها دور قائد حقيقي، غير قابلة للمقارنة مع أية تضحية أخرى.
كما توجه قائد الثورة الإسلامية بانتقاده إلى من يقومون بالنيل من نظرة الإسلام للمرأة من خلال ترديد أقاويل الغرب الناقصة والزائفة وأضاف سماحته: هؤلاء الغافلون يسيؤون إلى المرأة بصفتها ربة بيت، في حين أن إدارة البيت تعني تربية الإنسان، وإنتاج أسمى نتاج ومتاع في عالم الوجود؛ ألا وهو البشر.
ورأى السيد الخامنئي في طرح بعض المواضيع بإعتبارها دفاعاً عن حقوق المرأة إضعافاً للمرأة في الحقيقة حيث قال سماحته: من المحتمل جداً أن يكون جعل المرأة أداة ومتاعاً للذة في العالم الغربي، واحدةً من المؤامرات الصهيونية التي تستهدف القضاء على المجتمع البشري، ولكن وللأسف في داخل البلاد وفي بعض الأوساط الإسلامية أيضاً يتم طرح بعض الواجبات والتوقعات فيما يتعلق بالمرأة والتي ما هي في الحقيقة إلا تصغير وتحقير لها.
وتعرض آية الله العظمى السيد علي الخامنئي إلى بعض أوجه الشبه والإختلاف التي فطر الله تعالى كلاً من الرجل والمرأة عليها بقوله: لا فرق بين الرجل والمرأة من بعض الجهات كـ «العروج إلى المقامات المعنوية»، «القدرة على القيادة» و«إمكانية هداية البشر»، ولكنهم يختلفون من جهات أخرى من قبيل «الوظائف في إدارة الحياة»، والمصداق البارز لجميع هذه الموارد، هي السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى إشاعة بعض المفاهيم من قبيل “العدالة ما بين الجنسين” و”التساوي ما بين الجنسين” في الغرب بقوله: العدالة تعني إدراك القدرات التي منحنا إياها الله وتنميتها.
وأضاف الإمام الخامنئي: اليوم أعرض المفكرون الغربيون والأشخاص الذين يعملون على قضايا مثل قضية التساوي بين الجنسين عن مساعيهم هذه بسبب المفاسد الناجمة عنها، أتمنى أن لا يكون هذا المفهوم الخاطئ هو نفس المفهوم الذي يسعى إليه بعض الأشخاص الذين يطرحون هكذا قضايا في داخل البلاد.
وفي جزء آخر من كلمته اعتبر قائد الثورة الإسلامية مدح والثناء على أهل البيت (ع) “ظاهرة إنسانية، إيمانية وفنية” وطالب سماحته الشعراء والمداحين بالتفكير بكيفية جعل هذه الظاهرة الفريدة تصب في نفع الإسلام والمسلمين ومسير رضا الله سبحانه بشكل كامل، وذلك لأن الدنيا والثناء والمديح الدنيوي لا قيمة له.
واعتبر سماحة الإمام الخامنئي صيغة المدح صيغة فنية خاصة مؤكداً على حفظ نعمة الصوت الحسن والحنجرة الذهبية بقوله: لا ينبغي أن تختلط صيغة المدح بالأساليب الفنية الأخرى، كأن يقرأ الشعر المنظوم في مدح أو رثاء أهل البيت (ع) بصيغة أغنية فرد بعيد عن الدين والمعنويات وغارق في مستنقع الفساد والماديات.
ونوّه السيد الخامنئي بدور الشعراء والمداحين الدينيين في إعداد الناس للدفاع عن البلاد خلال فترة الدفاع المقدس (الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية من قبل نظام البعث العراقي) حيث قال سماحته: على الرغم من مضي ثلاثين عاماً على فترة الدفاع المقدس، إلا أنه لا يزال ذكر مناطق كـ فكه وشلمجه(1) حياً وذلك لكون الاستقلال، الحرية، العزة، الهوية، حفظ أعراض الناس وعدم تمكن العدو من السيطرة على البلاد يعود كله لعمليات من قبيل العمليات التي جرت في مناطق فكه وشلمجه والتضحيات التي بذلت هناك.
كما طالب قائد الثورة الإسلامية شريحة المادحين والذاكرين بتوجيه خطابهم بما يتناسب مع العالم المعاصر ومتطلبات العصر والواجبات، واعتبر سماحته التعريف بأهل البيت بشكل أكبر وإرشاد الناس إلى واجباتهم الدينية إحدى أهم واجبات وأدوار المديح الديني.
وأكد السيد الخامنئي على ضرورة توجيه الفكر والخطاب بما يتناسب مع المرحلة الزمنية التي نعيشها مشدداً على ضرورة اغتنام الفرص والحؤول دون الانحرافات.
كما اعتبر الإمام الخامنئي خدمة أهل البيت عليهم السلام الحقيقية تتجلى في العمل على نشر أفكارهم ومسلكهم سلام الله عليهم في المجتمع وأضاف سماحته: هذه الحركة ستعمل على حفظ البلاد والنظام والناس أعزاء راسخين، كما ستعمل على حل المشكلات، وإذا ما كان لدينا مجتمع مستقر يتمتع بالإدارة الجيدة، الاستقلال والحرية، فإن هذا سيغدو أفضل دعاية للإسلام.
المصدر: موقع الامام الخامنئي