اتسم اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بالبرود بعد مجموعة من المنغصات التي خيمت عليه وفي مقدمتها التجارة الحرة عبر المحيط الأطلسي.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، مع ميركل، في البيت الأبيض، الجمعة 17 مارس/آذار، أكد ترامب أنه ليس “انعزاليا” على صعيد التجارة بل يؤيد تجارة “منصفة” وأنه “يريد تجارة حرة، شرط أن تكون عادلة”، لأن التبادل التجاري الحر بين واشنطن وبرلين “أدى إلى أمور سيئة جدا” لا سيما على صعيد الديون والعجز والتضخم. منوها إلى أن بلاده عندما تفكر في الاتفاقات التجارية مع بلدان أخرى، تسعى إلى “عدم الفوز”، ولكن لضمان تحقيق “شروط عادلة”.
وطالب ترامب ألمانيا بأن تقوم بمهامها تجاه الولايات المتحدة بشكل أفضل، وتحقق شروطا تجارية أكثر كفاءة.
وبعد التصريحات القاسية حيال مواقف برلين التجارية، تبنى ترامب، لهجة أكثر اعتدالا، بقوله:”مع ألمانيا، أعتقد أننا سنقوم فعلا بعمل جيد..علي القول إن المفاوضين الألمان أحرزوا نتائج جيدة جدا من اتفاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة وهذا مدعاة فخر لها”.
وتدارك قائلا “ولكن أستطيع الحديث عن دول أخرى مثل الصين أو ربما أي دولة أخرى تربطنا بها تجارة، ولا يمكنني وصف النتائج بأنها جيدة” مكررا أن اتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بمثابة “الكارثة”.
من جانبها دعت ميركل، إلى استئناف المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي التي بدأت في عام 2013، وقالت “الأمر يتعلق بضرورة أن يستفيد كل طرف من الاتفاق الموقع. من هذا المنطلق سأكون سعيدة إذا ما استأنفنا المحادثات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. قد نجد أنفسنا في وضعية لاستئناف المفاوضات”.
وأشادت المستشارة الألمانية بالاندماج الأوروبي موضحة أن “نجاح الألمان” على صعيد الاقتصاد وأيضا في قضايا الأمن والسلام يأتي بفضل “الاندماج الأوروبي” معربة عن قناعتها الكبيرة بذلك ومشددة على “ضرورة التعامل مع العولمة بروح منفتحة”.
من جهة أخرى لم يتطرق الطرفان إلى موضوع المناخ الذي تنوي ألمانيا جعله أحد المواضيع الأساسية لقمة مجموعة العشرين التي ستترأسها في هامبورغ خلال تموز/يوليو المقبل.
المصدر: روسيا اليوم