في الوقت الذي توصلت فيه «أوبك» إلى اتفاق على خفض إنتاج النفط العام الماضي، جرى النظر إلي قرار استثناء نيجيريا وليبيا من القيود باعتباره مصدر خطر لجهود المنظمة لكبح تخمة المعروض من الخام.
غير ان إنتاج البلدين واصل التراجع منذ ديسمبر/كانون الأول، كما أن العنف الذي تشهداه يجعل طموحهما لزيادة الإنتاج يبدو متفائلا.
ومنذ اتفاق «أوبك» انخفض إنتاج ليبيا إلى 615 ألف برميل يوميا من 630 ألف برميل يوميا في ديسمب/كانون الأول، في الوقت الذي تتصارع فيه جماعات مسلحة للسيطرة على مواقع التصدير في شرق البلاد. وكانت ليبيا تنتج 1.6 مليون برميل يوميا في 2011.
وفي نيجيريا عرقلت هجمات مسلحين على منطقة دلتا النيجر المنتجة للنفط الإنتاج، مما أدى إلى إغلاق خط أنابيب «ترانس فوركادوس» منذ فبراير/شباط باستثناء أسابيع قليلة. كما أثرت أعمال صيانة في حقل بونجا الذي تديره شركة «شل» سلبا على الإنتاج. ومن المتوقع الآن أن يبلغ إنتاج نيجيريا هذا الشهر نحو 1.43 مليون برميل يوميا، انخفاضا من 1.54 مليون برميل يوميا في ديسمبر، بعدما ارتفع الإنتاج في فبراير إلى 1.65 مليون برميل يوميا لفترة وجيزة. وتستهدف نيجيريا إنتاج 2.2 مليون برميل يوميا وهو المستوى الذي حققته في 2012 وفقا لحسابات رويترز.
وتوقع بنك «مورغان ستانلي» ارتفاع إنتاج ليبيا من النفط إلى 900 ألف برميل يوميا في النصف الأول من 2017، بينما من المحتمل أن تنتج نيجيريا 1.6 مليون برميل يوميا في نفس الفترة. لكن البنك الأمريكي يقول إن الاضطرابات يمكن أن تعرقل المستوي المستهدف في البلدين.
وقال البنك في مذكرة صادرة في العاشر من هذا الشهر «من المحتمل أن تتزايد التوقفات المفاجئة.»
وبالنسبة إلى ليبيا فإنه يصعب التنبؤ بما سيحدث فيها. فمنذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 شهدت البلاد انقساما مع تصارع جماعات مسلحة على السلطة.
وقال محللو «رويال بنك أوف كندا» في مذكرة «في وجود ثلاث حكومات متصارعة، ومؤسسات حكومية ضعيفة للغاية، وكثرة الأطراف المسلحة لم تعد ليبيا منتجا مستقرا يُعول عليه.» وفي نيجيريا قالت مصادر في القطاع ان الإصلاحات في خط أنابيب «ترانس فوركادوس» تقارب على الانتهاء مما يمكن أن يضيف سريعا 250 ألف برميل يوميا إلى الإنتاج. لكن الهجمات أوقف تشغيل الخط بشكل متكرر، وقد يحدث هذا الأمر إذا ما فشلت محادثات السلام مع المسلحين الراغبين في حصة أكبر من إيرادات النفط.
وحتى إذا ما بلغت نيجيريا وليبيا المستويات المستهدفة للإنتاج – لتضيفا سويا 550 ألف برميل يوميا وفقا لأكثر السيناريوهات تفاؤلا- فإن تأثير هذه الزيادة على الأسعار سيظل ضعيفا، مقارنة مع التحدي الذي يواجه «أوبك» من منتجي النفط الصخري الأمريكي الذين يزيدون طاقتهم الإنتاجية.
في الوقت نفسه يلقي ارتفاع المخزونات الأمريكية بظلاله على جهود «أوبك» مع إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية زيادة في الأسبوع المنتهي في الثالث من مارس بمقدار 8.2 مليون برميل يوميا لتصل المخزونات إلى 528.4 مليون برميل.
ويقول محللون ان بيانات المخزونات الصادرة من الولايات المتحدة تقض مضاجع المراهنين على ارتفاع الأسعار.
المصدر: رويترز