انهى الكونغرس الفيليبيني الأربعاء فترة ثمانية أشهر من الانتظار برفضه المصادقة على تعيين بيرفيكتو ياساي وزيرا للخارجية، ذلك بعد ان توصل المشرعون الى قناعة بأن ياساي قد كذب بخصوص جنسيته الاميركية.
وفي خطوة نادرة، صوت الكونغرس بالاجماع على رفض تثبيت ياساي لتولي منصب وزير الخارجية بعد جلسات حادة امام لجنة التعيينات اعترف خلالها الأخير بأنه قد ضلل اعضاء الكونغرس.
وقال السناتور بانفيلو لاكسون للصحافة بعد اعلان القرار “لم يكن ينطق الحقيقة، ولم يكن صادقا خلال جلسات المساءلة”.
وقام الرئيس رودريغو دوتيرتي بتعيين ياساي زميله في السكن خلال الدراسة وزيرا للخارجية مع بدء ولايته في 30 حزيران/يونيو العام الماضي.
وبعد قرار لجنة التعيينات أصدر المتحدث باسم دوتيرتي بيانا أكد فيه ان ياساي سيتنحى، وأن الرئيس سيقوم بالاعلان عن تعيين وزير بالوكالة.
وكان ياساي قد قال خلال جلسة أولية للمصادقة على تعيينه الشهر الماضي انه لم يكن ابدا مواطنا أميركيا.
لكن اللجنة واجهته عند مثوله الأربعاء امامها مجددا بوثائق تبين انه حصل على الجنسية الأميركية عام 1986.
وأظهرت الوثائق ايضا انه تنازل عن الجنسية الأميركية في السفارة الأميركية في مانيلا قبل أيام من تعيينه وزيرا للخارجية.
وأكد ياساي الذي عمل محاميا في قضايا الهجرة في الولايات المتحدة خلال عيشه هناك انه لم يكذب ابدا فيما يتعلق بحمله الجنسية لكنه اعتذر عن تضليل اللجنة “سهوا”.
وقال “ربما لم اكشف بالكامل عما هو متوجب مني في جوابي عن هذا السؤال، لكن هذا شيء عادي في اجراء كهذا”. وأضاف “يصيبك التوتر وبشكل ما تأتي باجوبة لم تكن تقصدها”.
وصرح لاكسون ان اعادة تعيين ياساي غير ممكنة، وحذر من انه قد يواجه اتهامات بشهادة الزور.
ولم يبق امام دوتيرتي سوى البحث عن دبلوماسي بديل في فترة مهمة للفيليبين التي ترأس رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) لهذه الدورة، كما انها ستستضيف قمة اسيان في مانيلا الشهر القادم.
وقال ارنستو ابيلا المتحدث باسم دوتيرتي انه سيتم اعلان اسم الوزير بالوكالة “دون تأخير” الا انه لم يحدد متى.
وحمل الكشف عن حيازة ياساي لجنسية أميركية جانبا ساخرا نظرا للانتقادات والشتائم المستمرة للرئيس ضد اميركا.
وانتقد ياساي ايضا الولايات المتحدة بشكل منتظم، وهو الذي ساعد في رسم سياسة الرئيس دوتيرتي الخارجية وابعادها عن المستعمر السابق للبلاد والاقتراب من الصين.
وقال ياساي العام الماضي “لا يمكننا ان نكون الى الابد الأشقاء الصغار لاميركا”. كما انه نشر بيانا طويلا على فيسبوك في تشرين الأول/أكتوبر عنونه “أميركا خذلتنا”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية