مرت 10 سنوات على تأسيس «حركة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها BDS». خلال كل تلك السنوات، لم تتوان سلطات الاحتلال عن ملاحقة نشطاء الحركة والقائمين عليها الذين حققوا نجاحات كبيرة في مجال فرض العقوبات والمقاطعة الدولية على الكيان العبري نتيجة الإحتلال والاستيطان الاستعماري وجدار الفصل العنصري وسياسة «الأبارتهايد»، وجرائم الحرب التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
أمر طال أخيراً نشطاء حركة المقاطعة ومؤسسيها بالترهيب والتهديد المباشر. وصار خطر المقاطعة الدولية لاسرائيل أحد الملفات الرئيسة المطروحة للنقاش في جلسات الحكومات والكنيست، رُصدت من أجل محاربته الأموال والمخططات وأدوات الاعلام.
والمثال على ذلك ما حدث أواخر الشهر الماضي حين عقدت «يديعوت أحرنوت» مؤتمراً ضخماً مناهضاً للحركة في القدس المحتلة، بحضور ودعم رئاسة وحكومة دولة الاحتلال ودوائر صنع القرار، بالإضافة إلى سفيري الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لبحث مواجهة خطر حركة المقاطعة BDS. خلال المؤتمر، أطلق وزراء إسرائيليون دعوات لوحوا فيها بالتهديد بإلحاق الأذى الجسدي بناشطي الحركة، بما في ذلك حرمانهم من حقوقهم الأساسية.
هذا ليس جديداً على مؤسسي ونشطاء المقاطعة، الذين اعتبروا أنّ «التهديدات التي أطلقها وزراء حكومة الاحتلال مع استخدام مصطلحات مضللة مثل «عمليات تصفية مدنية موجهة» والتهديد (بتدفيع نشطاء المقاطعة BDS الثمن) هي جزء من سياسة القمع والإجرام الصهيونية التي تشكل عماد هذا النظام الاستعماري منذ 1948».
وكان عمر البرغوثي (الصورة)، أحد مؤسسي الحركة والناطقين البارزين باسمها، تعرض مراراً للتهديد والترهيب، ولكن ما زاد من خطورتها أنها جاءت هذه المرة على لسان مسؤولين حكوميين؛ منهم «وزير الداخلية» أريه درعي. خلال المؤتمر، هاجم درعي عمر البرغوثي، قائلاً إنّه «يدرس سحب تصريح الإقامة الدائمة في إسرائيل الذي يحمله عمر وحرمانه من الحق بالتنقل بحرية».
من جهته، رد البرغوثي على هذه التهديدات قائلاً: «رغم خطورتها الجدية في وقت يغرق فيه المجتمع الإسرائيلي في عنصرية استعمارية وإفلات من العقاب قل نظيرهما، فإن هذه التهديدات الإسرائيلية الشبيهة بعربدة عصابات المافيا لن تردعني ولن تثنيني عن الاستمرار في أداء دوري المتواضع في حركة المقاطعة BDS من أجل حقوق شعبي، كل شعبي، في الوطن والشتات».
وأضاف: «إن تهديدي وزملائي بـ «الإعدام المدني» بهذه العلنية والوقاحة لهو دليل صارخ على مدى اليأس الذي يعتري نظام الاحتلال والاستعمار- الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي جرّاء الفشل الذريع على مدى عشر سنوات في محاولة وقف انتشار حركة المقاطعة العالمية، ذات القيادة الفلسطينية BDS. إن الحركة تنجح يوماً بعد يوم في عَزْل إسرائيل أكاديمياً وثقافياً واقتصادياً إلى درجة أن لحظتنا الجنوب أفريقية باتت تلوح في الأفق».
من جانبه، قال عبد الرحمن أبو نحل، منسق «اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل – قطاع غزة»: «نحن في حركة المقاطعة، ننظر إلى هذه التهديدات بجدية، لكنها لن تؤثر سلباً في عزيمتنا ولن تثنينا عن مواصلة النضال في إطار حركة المقاطعة حتى التحقيق الكامل لحق تقرير المصير لكل شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات».
وكانت «منظمة العفو الدولية» أصدرت بياناً عبرت فيه عن قلقها على سلامة وحرية المدافع الفلسطيني عن حقوق الإنسان، عمر البرغوثي، وغيره من الناشطين في حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها BDS.