قتل سبعة اشخاص على الاقل في هجوم نفذه 3 انتحاريين واستهدف مجمعا للمحاكم في إقليم خيبر بختونخوا شمال غرب باكستان، ما يثير مخاوف من هجمات جديدة في بلد شهد سلسلة هجمات إرهابية الأسبوع الماضي.
واكد مسؤولون في الشرطة ان ثلاثة انتحاريين حاولوا دخول المجمع القضائي، قتلت قوات الأمن احدهم وفجر الثاني نفسه خارج البوابة بالقرب من مدينة شارسادا في خيبر بختونخوا.
وطاردت الشرطة المهاجم الثالث لنحو عشرين دقيقة داخل المجمع قبل ان تتمكن من قتله، ويقع المجمع في حي تانجي ووقع الهجوم عليه في “ساعة ازدحام”.
وتبنى الهجوم الفصيل المدعو “جماعة الاحرار” التابع لحركة طالبان الباكستانية، والذي أعلن مسؤوليته عن سلسلة من الاعتداءات الأسبوع الماضي بدا انه تم التنسيق بينها. ومنها تفجير كبير في لاهور اوقع 14 قتيلا.
وتوعد الفصيل في وقت سابق من الشهر بشن هجمات جديدة واستهداف المحاكم.
وقال قائد شرطة المنطقة سهيل خالد لفرانس برس “قتل سبعة أشخاص إلى حد الآن وجرح 15″، موضحا ان بين القتلى محام. واضاف ان “الشرطة كانت اصلا في حالة تأهب عالية لان لدينا معلومات عن تهديد ممكن على المجمع القضائي في تانجي”.
وتابع ان المهاجمين فتحوا النار على الشرطة والقوا قنابل يدوية ليتمكنوا من دخول المبنى. واكد خالد ان “خبراء ازالة المتفجرات قالوا ان كل انتحاري كان يرتدي سترة فيها سبعة الى ثمانية كيلوغرامات من المتفجرات”، مشددا على ان “الشرطة قاتلت بشجاعة وانقذت شارسادا من كارثة كبيرة”.
وادان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الهجوم مؤكدا ان باكستان “امة قوية لن يحبطها هذا النوع من الهجمات”، واضاف ان “حكومتنا ستواصل مكافحة العناصر الارهابية وسننتصر”.
فصائل محلية نشيطة
ويتردد مئات الأشخاص من محامين وقضاة ومواطنين على مجمع المحاكم، وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في الموقع أن الأشلاء تبعثرت في المكان فيما تناثرت كتب قانون ملطخة بالدماء مزقها الرصاص. وانتشرت الشرطة لجمع الأدلة وحلقت مروحيات فوق المكان فيما انخرط رجل توفي حفيده البالغ من العمر اربعة أعوام في البكاء.
وقال محمد حسن. وهو رجل آخر شهد الاعتداء، إنه كان على وشك دخول المجمع عندما سمع الانفجار وأضاف “رأيت ثلاثة رجال مسلحين يلقون القنابل ويفتحون النيران”. وأفاد حسن بأنه اختبأ وراء حاجز للشرطة من حيث كان يسمع صوت الاشتباكات التي استمرت دقائق عديدة “قبل أن أسمع صوت انفجار آخر، ومن ثم قال لي رجال الشرطة أن العملية انتهت”.
وغالبا ما يتم استهداف المحامين والقضاة في باكستان حيث كان بين الاعتداءات التي وقعت الأسبوع الماضي تفجير استهدف حافلة تقل قضاة في بيشاور مما أدى إلى مقتل السائق. ووضعت قوات الامن الباكستانية في حالة تأهب منذ سلسلة الهجمات الاسبوع الماضي التي اسفرت عن سقوط اكثر من مئة قتيل.
والى الهجوم الذي استهدف العاصمة الثقافية لاهور واسفر عن 14 قتيلا، تبنت حركة طالبان باكستان هجمات انتحارية في بيشاور والمناطق القبلية المحاذية لافغانستان. وردت السلطات الباكستانية على هذه الموجة من الهجمات بتعزيز الاجراءات الامنية واكدت انها قتلت “اكثر من مئة ارهابي” في الساعات التي تلت هجوما على مزار صوفي.
وسببت هذه الحوادث قلقا كبيرا لدى السكان الذين بدأوا يشعرون بالامان النسبي بعد سنوات من اعمال العنف، واثارت انتقادات لاستراتيجية السلطات. وقال مايكل كوغلمان المحلل في مركز وودرو ولسون في واشنطن في مقال في صحيفة ديلي تايمز ان باكستان “يمكن ان تدخل مرحلة تمرد خطيرة”.
واضاف ان هذا التمرد سيعتمد على تحالف تنظيم داعش “الذي يبحث عن شركاء جدد وفصائل محلية متمردة نشيطة وترغب في الارتباط باسم داعش الذي ما زال قويا”. وتابع انه اذا كان الامر كذلك “فان باكستان ستواجه مشكلة كبيرة، بالنسبة لامة تؤكد وبحق على نجاحاتها في مكافحة الارهاب في السنوات الاخيرة. يشكل ظهور منظمة متمردة اخرى نبأ سيء جدا”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية