من المحتمل أنكم سمعتم أخيراً قول الأطباء وخبراء الصحّة إنّ “الجلوس هو التدخين الجديد”. وإذا كانت طبيعة وظيفتكم تتطلّب منكم الجلوس لوقت طويل، عليكم الحرص على الوقوف متى أمكنكم وإيجاد وقت للحركة المنتظمة. غير أنّ الجلوس لا يشكّل العادة السيّئة الوحيدة في العمل التي تقضي على صحّتكم، إنما توجد عوامل أخرى يجب الحذر منها بدءاً من هذه اللحظة. ما هي؟
إكتشفوا اليوم مجموعة تهديدات صحّية ترافقكم يومياً في مكان عملكم، ونصائح الخبراء للقضاء عليها:
– الزملاء الذين ينقلون العدوى: هناك طريقتان لانتشار الرشح ونزلات البرد: إمّا من خلال الأسطح الملوّثة، أو من خلال سعال أو عطس الأشخاص المحيطين بكم. حاولوا قدر الإمكان تفادي جراثيم الزملاء من خلال عدم الإحتكاك بهم، وغسل اليدين بإنتظام، وتلقّي حقنة الرشح سنوياً، وزيادة جرعة الفيتامين C المستهلكة.
كذلك يُفضّل أن يطلب مدير العمل من موظفيه إتمام واجباتهم من منازلهم عند إصابتهم بالأمراض، وبالتالي فإنّ فريق العمل بأجمعه لن يتعرّض لمشكلات صحّية في الوقت ذاته.
– الأسطح المكتظّة بالجراثيم: حتّى إذا كان زملاؤكم لا يشكون من أيّ عدوى، تأكّدوا من أنّ البكتيريا تغطّي تقريباً كلّ سطح في المكتب. وجدت الدراسات أنّ مقابض حنفية الحمّام، ومقابض المايكرويف، وألواح المفاتيح (Keyboards)، هي الأدوات الثلاث في العمل الأكثر إكتظاظاً بالجراثيم. ماذا تنتظرون؟
ليكن كلّ منكم ذلك الشخص المهووس في تنظيف مكتبه بواسطة منديل مطهّر يومياً، ولا تنسوا كذلك الهاتف، وفأرة الحاسوب، ولوح المفاتيح. قد يجد بعض الزملاء أنكم تبالغون في النظافة، لكن إعلموا أنّ التصرّف على هذا النحو يحارب إمكانية إلتقاط ما هو متوافر عند نظرائكم.
– أطعمة الكافيتيريا: تقدّم شركات عديدة وجبات غداء مجانية لموظفيها، ومشروبات الصودا، وسناكات متنوّعة. قد تجدون هذا الأمر ممتازاً ويوفّر عليكم عناء تحضير طعامكم يومياً، لكن هل فكّرتم للحظة في نوعية هذه المأكولات وحجم سعراتها الحرارية؟
الحقيقة هي أنّ منزلكم قد يكون خالياً كلّياً من الوجبات السريعة، لكن بحكم قضاء معظم وقتكم في العمل، هذا يمنعكم من السيطرة على الوضع. تجنّبوا بلوغ مرحلة الجوع المفرط! إذا كنتم تأتون صباح كلّ يوم إلى عملكم على معدة فارغة وتجدون طبقاً من الـ”Bagels” والدوناتس، بالتأكيد سيكون ذلك مُغرياً.
خطّطوا مُسبقاً لتناول فطور صحّي قبل ترك المنزل إذا كنتم تعلمون أنّ علبة الحلويات ستكون بإنتظاركم. كذلك ضعوا سناكات صحّية على المكتب للإستعانة بها عند الجوع بدلاً من المواد الأخرى غير الصحّية المتوافرة في مطبخ عملكم.
– كثرة الجلوس أمام الشاشة: موظفو المكاتب لا يلاحظون سرعة مرور الوقت، فيمضون ما لا يقلّ عن 3 ساعات متتالية محدّقين في شاشة الكمبيوتر، ما يؤدّي إلى إرهاق العينين وجفافهما، وبدء ظهور أوجاع الرأس.
يُنصح بوضع شاشة مُضادة للوهج على الكمبيوتر لخفض الآثار السلبية، والإستعانة بالمنبّه للتذكير بضرورة الإبتعاد قليلاً والنظر إلى أيّ مكان آخر مع مرور كلّ فترة وجيزة، أو أخذ إستراحات قصيرة متمثّلة بشرب المياه أو دخول الحمّام.
– التوتر غير المُنتهي: تحمّل الزبائن، وتسليم الأعمال في وقتها المحدّد، وتلبية متطلّبات الزملاء… كلها عوامل تحفّز التوتر. إستناداً إلى “National Institute of Mental Health”، يمكن للتوتر أن يُضعف الجهاز المناعي، ويعبث في الوظائف الهضمية الطبيعية، ويُعرقل النوم السليم.
أمّا في حال إستمراره، فقد يؤدّي إلى مشكلات أكثر جدّية كأمراض القلب، والسكري، والكآبة. أجمعت الأبحاث على أنّ تمارين التأمّل واليوغا تساعد على خفض حدّة التوتر.
– سوء الوضعيّة: وضعيّة الجلوس الشائعة في المكاتب، أي إنحناء الكتفين والعمود الفقري مع تمديد العنق والرأس نحو شاشة الكمبيوتر، تؤدّي حتماً إلى آلام الظهر والرقبة. إنتبهوا جيداً إلى طريقة جلوسكم ووضعيّة كتفيكم، وحاولوا إدخال تمارين التمدّد إلى ساعات العمل.
قد تجدون الأمر صعب المراس أمام الجميع، لكن بإمكانكم تطبيق القليل في غرفة مُنعزلة من أجل تعزيز تدفّق الدم إلى مختلف أنحاء الجسم.