ظروف صعبة يعيشها اليمين الفرنسي اليوم بسبب الضغوط الشعبيّة المتزايدة التي يواجهها مرشحه للرئاسة فرانسوا فيون، على خلفيّة التهم الموجهة لزوجته وولديه بالاستفادة من وظائف وهميّة والحصول على أموال بطرق غير قانونية، والاستفادة من نفوذ رئيس الوزراء السابق.
أظهر استطلاع للرأي نهاية الاسبوع الماضي، أن 7 من كل 10 ناخبين فرنسيين يرغبون في انسحاب المرشح الرئاسي المحافظ فرانسوا فيون من سباق الرئاسة بعد أن ثارت حوله فضيحة قيل فيها إن زوجته تلقت أموالا مقابل “عمل وهمي”. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة أودوكسا لحساب إذاعة “فرانس إنفو”، أن سبعة من كل عشرة ناخبين فرنسيين يرغبون في انسحاب فيون من السباق الى الاليزيه. وأشار الاستطلاع أن 74% من المشاركين رأيهم سلبي بمرشح اليمين فرانسوا فيون، وأن نسبة 53% من ناخبي اليمين يريدون استبداله.
ويخوض فيون حملة قويّة مستعيناً بمحاميه للدفاع عن نفسه أمام القضاء وامام الرأي العام في فرنسا، مع اقتراب موعد الانتخابات الفرنسية المقررة في 23 نسيان/أبريل. واعتبر فيون أن كل ما تقاضته زوجته كان بدل أتعاب على عملها الى جانبه طيلة 15 عاما، معتبرا ان ما يتعرض له من هجوم وتشويه ما هو إلا مؤامرة من خصومه السياسيين.
وتشير توقعات واستطلاعات نقلها موقع “فرانس24” الى أن فيون سيحل في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات المقررة في 23 أبريل/نيسان بعد ماكرون بفارق ضعيف على أن تحل زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبان في المركز الأول. ويقضي نظام الانتخابات في فرنسا بأن يتنافس مرشحا المركزين الأول والثاني في جولة إعادة. ويبدو ان كل ما يدور حول فرانسوا فيون ويمين الوسط في فرنسا، انعكس ايجابا على وزير الاقتصاد السابق والمرشح للرئاسة ايضا “إيمانويل ماكرون”، الذي أربك اليسار الفرنسي بشكل كبير بعد ترشحه، نظرا لما يمثله من حيثيّة سياسية في الدائرة القريبة من الاليزيه.
اليمين المتطرف معجب بترامب
أزمات اليمين الفرنسي وإرباك اليسار، لا شك أنه يصب في مصلحة اليمين المتطرف “الجبهة الوطنية” برئاسة “مارين لوبان”، التي تواصل التصويب على سياسات اليسار وخاصة في السياسة الداخلية التي من وجهة نظرها أدت الى تفاقم أزمة البطالة في فرنسا، وساهمت بتغلغل المهاجرين داخل المجتمع الفرنسي، وبالتالي فاقمت من أزمة العمل والسكن، عدا عن الامن الإجتماعي من وجهة نظرها. وفي إطلالة تلفزيونية قبل يومين، لم تخف لوبان إعجابها بخطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب وبعض قراراته خاصة حول رفضه إستقبال الزيد من المهاجرين، والحد من سياسة الاستيراد والاعتماد على اليد العاملة والشركات الأجنبية. وترى لوبان أن الاولوية يجب ان تكون للفرنسيين ولملمة البيت الداخلي والإبتعاد عن الصراعات. ولكن هذا أيضا من وجهة نظر متابعين سيؤثر على مستقبل فرنسا السياسي والاقتصادي، على اعتبار أن باريس تستفيد بشكل كبير جدا من العمالة الأجنبية، إضافة الى العقول التي تصيغ مختلف السياسات الاقتصادية للدولة.
إذا هي معركة سياسية مفتوحة حتى موعد الإنتخابات، لا شك انها ستمر بالعديد من التقلبات والتبدلات ومعها المزاج الفرنسي العام.
المصدر: موقع المنار + فرانس 24 + وكالات