خليل موسى – دمشق
ما يزال الحديث حول خطوة نتنياهو باتجاه الجولان السوري المحتل، يأخذ أبعاده وبشكل عميق ومكثف، فلدى خبراء الاستراتيجية والباحثين في شؤون السياسة أسباب كثيرة تدفع الصهيوني لمحاولة تسلق الهضبة.
الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي حسن أحمد حسن تحدث في أبعاد زيارة رئيس وزراء كيان العدو إلى الجولان، واصفا الزيارة بالجريمة والعدوان، وقال “أنه يُردع بكل الوسائل المتاحة وبالقانون الدولي أيضا”، واستطرد بالحديث عن توقيت هذه الزيارة لهذا المجرم الصهيوني.
جاء ذلك خلال لقاء خاص لموقع قناة المنار، حيث ربط في حديثه العديد من النقاط التي لها علاقة مباشرة بهذه الزيارة. إذ يعتبرها بالدرجة الاولى محاولات لإنقاذ مشروع التفتيت في المنطقة، بعد خمس سنوات بما حملته من تضحيات للسوريين ودمار في سورية لم ينجح خلالها الغرب بتفتيت البلاد والذي يراه عائدا لخدمة الكين الصهيوني في الدرجة الأولى وبقيادة المايسترو الأمريكي.
نقطة أخرى أوردها في سياق الأسباب المستدعية للزيارة، وهي فشل التضليل الإعلامي الاستراتيجي المنتهج من قبل أميركا وأعوانها في المنطقة، إذ يعتبر انه بدأ يأخذ منحى عكسيا لما كان مخطط له، بالتالي لم تعد سوريا كما أرادها الأمريكان بوابة السيطرة على المنطقة.
وأكد الدكتور حسن أن التحرك الاميركي أتى حسب المعطيات الميدانية كحرب من خلال داعش وليس عليه ، واصفا داعش والنصرة الإرهابيين، أنهما كوماندوس أميركا في القرن الواحد والعشرين ولكنه “كوماندوس فاشل”، تم تجنيده لتحقيق المصالح الصهيوأميركية، وهنا أتى الدعم لداعش في التمدد على اتساع المساحات التي احتلتها بين سورية والعراق، ليأتي فيما بعد الرد العكسي وبدء الانحسار للتنظيم الإرهابي .
هذا الانحسار لداعش وتراجعه أوقف ما تبقى من المشروع الأميركي، إذ كان من المفترض أن يتمدد داعش حسب الخطط الموضوعة ضمن امتداد جغرافي متصل من الأنبار باتجاه التنف أو القائم فدير الزور فتدمر فالقريتين بعدها القلمون الشرقي مرورا بالنبك وقارة فالقلمون الغربي أي سلسلة لبنان الشرقية مرورا بجرود عرسال فوادي خالد انتهاءً بطرابلس شمالي لبنان أي البحر المفتوح.
النقطة الإضافية التي ربطها المحلل العسكري هي التوغل للجنود الأتراك وقصف القرى السورية التي يقطنها أكراد في الشمال، والتصريح الأميركي عن إرسال مدربين لما أسموه معارضة معتدلة لإعادة هيكلة المشروع الذي يصب بهذه الخطوة بعد فشل سابقتها. وهذه لم تأخذ نتائج إيجابية أيضا .
نجاح الانتخابات البرلمانية السورية كان الخطوة الأخيرة التي سبقت عدوان نتنياهو، وتوج هذه الأسباب صلابة الفريق السوري المفاوض في جنيف.
كل هذا يأتي بعده مباشرة ما يصفه حسن بالعربدة الصهيونية من خلال اجتماع وتصريحات نتنياهو في الجولان السوري المحتل، أي ان فشل الغرب بتحقيق مكاسب على مدار سنوات الحرب ـ سياسيا وعسكريا، جاءت بعده خطوة الاستفزاز الصهيونية بقصد اختلاق التصعيد السوري والرد عليه.
وهذه الخطة الاميركية لم تكن نتائجها كما أراده كيان العدو حيث ظهر نتنياهو بهيئة من يضرب بعرض الحائط جميع القرارات التي تتضمنها الجمعية العامة للأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية والتي تقول بأن الجولان هو جزء محتل من سورية. ولم يستطع الكيان بالتالي استفزاز سورية عسكريا كما أراد، فلم يعوض ما فشل في الحرب على سورية خلال خمس سنوات كانت تهدف لخدمة الصهيوني لتحقيق استقراره الدائم كما أرادت واشنطن.
بناء على ما حدث وما فشل وصولا إلى الهضبة المحتلة ، تكون جميع السبل السياسية الآن مفتوحة أمام سورية لإدارة المعركة مع العدو الصهيوني ، إضافة للخيارات الأخرى دون إغفال الدور الأكبر للمقاومة السورية في الجولان السورية المحتل في حال تحركت للرد على الحكومة الغاصبة. والتي دفع الشهيد سمير القنطار وعدد من رفاقه دمهم من أجل تأسيسها وتفعيلها في الجولان ليكون الكيان الصهيوني أمام مأزق قد لا يخرج منه إلا بانسحاب قواته باتجاه فلسطين المحتلة وبالتالي تحقيق نصر في الجولان السوري شبيه بنصر الجنوب اللبناني عام 2000 .
المصدر: موقع المنار