إستناداً إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة “UNICEF”، فإنّ نحو 3 ملايين طفل يموتون سنوياً بسبب سوء التغذية الذي تبيّن أنّ تأثيراته في الصحّة لا تقتصر فقط على هذه المرحلة العمرية، إنما تستمرّ أيضاً مدى الحياة. ما هي؟
يُعتبر سوء التغذية أو نقصها مشكلة عالمية مسؤولة عن نحو نصف جميع وفيات الأطفال في العالم الذين تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات. ناهيك عن أنّ الأطفال الذين لم يتلقّوا الغذاء الصحيح أو عانوا نقصاً غذائياً هم أكثر عرضة للعيش مع أمراض عديدة خلال وقت لاحق من حياتهم.
في الواقع، عندما لا يحصل الأطفال على كمية كافية من الأطعمة المغذّية، فإنهم لا يستهلكون جرعة جيّدة من المواد التي تحتاج إليها أجسامهم للنموّ بشكل سليم وصحّي وقويّ في مرحلة البلوغ.
إطّلعوا في ما يلي على أهمّ 4 مشكلات سوء تغذية للأطفال وإنعكاساتها على صحّتهم:
– عدم تناول كميات كافية: يمكن لسوء التغذية في الطفولة أن يؤدي إلى مجموعة إختلالات خلال مرحلة البلوغ، كمشكلات النموّ، وضعف الجهاز المناعي الذي يجعله أكثر عرضة للأمراض كالإلتهاب الرئوي. على رغم أنّه يمكن عكس بعض آثار سوء التغذية مع مرور الوقت، وجدت الدراسات أنّ تأخّر النموّ المرتبط بسوء التغذية لا يتحسّن مع تقدّم الطفل في العمر.
ووفق الخبراء، يشكّل غذاء الأطفال مؤشراً كبيراً للمشكلات الصحّية المستقبلية. بالنسبة إلى الذين عانوا سوء التغذية المُزمن خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم، فإنّ الضرر الذي يحصل على الصعيد العصبي يدوم مدى الحياة.
– قلّة الأطعمة النيّئة: الأكل الصحّي يتطلّب حتماً مزيداً من الوقت، والمال، والجهد. لهذا السبب يصعب في كثير من الأحيان أن تصل المأكولات النيّئة والطازجة إلى متناول الأطفال. تماماً كما أنّ الأولاد الذين يحصلون على غالبية سعراتهم الحرارية من الأطعمة المصنّعة يفتقرون إلى المغذّيات الأساسية، يعاني نظراؤهم الذين يشكون من سوء التغذية إنخفاضاً شديداً في المكوّنات الرئيسة التي تهدف إلى جعل مرحلة البلوغ صحّية.
توصّلت دراسة نُشرت في “Nutrition Journal” إلى أنّ الغذاء الغنيّ بالسكّر، والملح، والدهون قد يحفّز الإلتهاب ويؤثّر مباشرةً في الجهاز المناعي. أمّا نظيره المليء بالأطعمة النيّئة المشبّعة بالمغذّيات الأساسية فيجعل هذا النظام المناعي يعمل بأقصى فاعلية ممكنة.
– الإستغناء عن الكالسيوم: ثبُت أنّ الغذاء الغنيّ بالكالسيوم والفيتامين D يدعم العظام القويّة الذي يُعتبر من الأمور الرئيسة لنموّ الأولاد. لكن لسوء الحظّ، كمية الحليب وغيره من المصادر الغنيّة بالكالسيوم التي يحصل عليها أطفال اليوم ضئيلة جداً مقارنةً بالجرعات التي تحتاج إليها أجسامهم، ما يعرّضهم لمشكلات صحّية لا تقتصر فقط على إنخفاض كثافة العظام، وفي هذا السياق، قال الخبراء إنّ نقص الكالسيوم يؤثّر في الألياف العصبية، ما يؤدّي إلى العصبية والإنفعال. غذاء الأطفال الذي لا يحتوي الحليب، والأجبان، واللبن، ومصادر الكالسيوم الأخرى يجعلهم أكثر عرضة للكآبة وتقلّبات المزاج في المستقبل.
– الحدّ من الورقيات الخضراء: ينتج عن هذا الأمر نقص الفيتامين K. هذا الأخير المتوافر في الورقيات الخضراء كالسبانخ، والـ”Kale”، هو أساسي لتخثّر الدم، ومن دونه يمكن للجرح أن يتسبّب بنزيف.
من جهة أخرى، عدم الحصول على كمية كافية من الفيتامين K قد يؤدّي إلى نقص الحديد الموجود خصوصاً في السبانخ، والذي يُعتبر من المغذّيات الهامّة للأطفال. حتّى إنّ إنخفاض الحديد العابر في وقت مُبكر من الحياة يملك تأثيراً سلبياً في المعرفة وصحّة الدماغ مدى الحياة. كذلك تُعتبر هذه المشكلة مسؤولة عن فقر الدم الذي يسبّب التعب، والدوخة، وغيرهما من الإنعكاسات.