أعلنت جماعات مسلحة سوريا على راسها جبهة النصرة وحركة نور الدين الزنكي الاندماج في تنظيم موحد جديد يحمل مسمى “هيئة تحرير الشام” بقيادة الارهابي أبو جابر هاشم الشيخ. ودعا البيان بقية الفصائل المسلحة إلى الالتحاق بـ”هيئة تحرير الشام”، معتبرا أن التشكيل الجديد جاء لـ “دحر المؤامرات” التي تحاك ضد “الثورة السورية”.
من هو متزعم التشكيل الجديد؟
هاشم الشيخ أبو جابر، أو أبو جابر الشيخ المسؤول العام السابق لـ “حركة أحرار الشام” من مواليد مدينة مسكنة شرق حلب عام 1968 حائز على شهادةٍ في الهندسة الميكانيكية.
قاتل أبو جابر مسكنة مع تنظيم القاعدة في العراق تحت زعامة أبو مصعب الزرقاوي، بين عامي 2003 و 2005، حيث عمل على تأمين خروج المقاتلين من سوريا إلى العراق، كما عمل العديد من قادة حركة أحرار الشام الحاليين، ليعتقل بعدها على الأراضي السورية عام 2005 وينتهي به المطاف في سجن صيدنايا ليحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات.
في العام 2011 أفرج عن أبو جابر بعد عفو من الحكومة السورية شمل عدداً من السجناء السياسيين ممن قضوا ثلاثة أرباع حكمهم، وبعد الإفراج عنه أسس مجموعة مسلحة لقتال الدولية السورية اسماها كتيبة “مصعب بن عمير” في مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي، وخاض معارك باتجاه مدن وأحياء الرقة والطبقة ومطار الجراح العسكري وخناصر وغيرها من المناطق، لتنضم بعدها الكتيبة التي يقودها لما تسمى آنذاك “حركة فجر الشام الإسلامية” لتنخرط الحركة ضمن “حركة أحرار الشام” بعد السيطرة على مطار الجراح العسكري في مارس/آذار 2013.
عين أبو جابر عضواً بمجلس شورى “حركة أحرار الشام” وأميراً لقطاعها الشرقي ثم أميراً لحلب بعد مقتل القيادي المؤسس “أبو خالد السوري”، وتولى قيادة الحركة بعد التفجير الذي استهدف اجتماعاً لقيادي الحركة في بلدة رام حمدان بريف إدلب والذي تسبب بمقتل أكثر من 45 قيادياً من الصف الأول ومسؤولاً ميدانياً وعسكرياً في التاسع من سبتمبر/أيلول 2014، من بين القتلى المسؤول العام حسان العبود الملقب بـ “أبوعبد الله الحموي”.
ويشكل أبو جابر الشيخ مع القائد العسكري العام السابق لأحرار الشام أبو صالح طحان والشرعي العام السابق أبو محمد الصادق بالإضافة إلى الأمني “أبو خزيمة السبيني”، مجموعة قوية داخل الحركة، والذين انشقوا جميعهم وانضموا إلى التشكيل الجديد المسمى باسم “هيئة تحرير الشام”، حيث سبق وأن أسس هؤلاء الثلاثة “جيش الاحرار” إثر خلاف مع القيادة الحالية للحركة والمتمثلة بأبو عمار العمر.
وتحسب هذه المجموعة على التيار “القاعدي” داخل أحرار الشام، والرافض لخيارات القيادة الجديدة بالتقارب مع الغرب، خصوصاً تلك التي يروج لها مسؤول الجناح السياسي لبيب النحاس، وعضو مجلس الشورى أبو عزام الانصاري أو من يصفهم مؤيدو جبهة النصرة بـ “المميعة”.
وتحدثت العديد من التنسيقيات عن دور قطري ما في تعيين أبو جابر الشيخ، خصوصاً بعد وأن تأثير الدوحة في مجريات العملية السياسية التي بدأت في استانة تكاد لا تذكر، ويبدو ان اختارت تعكير الاجواء على تركيا، التي تدعم التيار السياسي داخل الجبهة.
اختيار أبو جابر كقائد للتشكيل الجديد، يبعث برسائل متعددة الاتجاهات. أبرزها إلى المجتمع الدولي، خصوصاً وأن هذا الرجل وإن وصفه بعض الصحف بـ “قاتل الاميركيين في العراق”، غير انه في الوقت الحالي يعتبر من أشد الأعداء لتنظيم داعش، كونه جماعته تعتبر أول من قاتلت هذا التنظيم اواخر العام 2013 ومطلع العام 2014، وقتل على أثر تلك المعارك الطبيب ريان، حيث كان مقتله تحت التعذيب أحد الشرارات التي اججت المعارك آنذاك.
نقم أبو جابر الشيخ على قيادة حركة احرار الشام، حيث تركته وحيداً في تلك المواجهات، خصوصاً وأن شرعيي الحركة في ذلك الوقت، لم يصدروا فتاوى لقتال داعش، بذريعة أن هذا التنظيم يحمل “شعار التوحيد”.
المصدر: الاعلام الحربي