يمكن أن تكون هشاشة العظام غدارة للغاية؛ فالكثير من المصابين بها لا يلاحظون التراجع في كثافة عظامهم وغالباً هذا ما يكون الحال ولا يرصده الأطباء إلا بعدما يسقط المريض ويصاب بكسر. تنكسر العظام المسامية بسهولة وتشفى بصعوبة وبالتالي فإن المرضى قد يحتاجون لرعاية حتى بعد حالات السقوط التي كان من المفترض ألا تحدث ضررًا .وتعد هشاشة العظام، بحسب منظمة الصحة العالمية، أحد أكثر عشرة أمراض حدوثاً في العالم، وليس لها علاج.
ويوضح أندرياس كورت، رئيس قسم جراحة العظام بالمستشفى الجامعي في مدينة فرانكفورت الألمانية : «كلما تقدمنا في العمر ازداد خطر الإصابة بهشاشة العظام». وتبدأ العضلات والعظام في الجسم البشري بشكل عام بالتدهور بعد سن الأربعين. ويتم إجراء اختبار لكثافة العظام في الفقرات القطنية والفخذين لرصد العلامات الأولى على احتمال تعرض المريض بشكل شديد لخطر الإصابة بهشاشة العظام .
وتقول سونيا أندريس من جمعية المساعدة الذاتية لمرضى هشاشة العظام: « تختبر الكثافة بإجراء خاص بالأشعة السينية». تقاس كثافة العظام من خلال كمية الإشعاع الذي يمكن أن يتخلل العظام. وتجمع النتيجة فيما بعد مع عوامل الخطر مثل العمر والجنس . وعند اكتشاف تراجع كثافة العظام فأن أفضل ما يمكن أن يأمله المريض هو إيقاف العملية. وهذا هو سبب أهمية أن يقوي المرء عظامه في أقرب وقت ممكن، بالتمارين مثلاً.
ويقول كورت: «هذا يشمل، في الحياة اليومية، أن تحمل ما اشتريته بعد التسوق أو استخدام السلم بدلاً من المصعد». وينصح أندرس أيضاً بممارسة تمارين تقوية العظام بانتظام نظراً لأن العضلات القوية تعزز أيضاً العظام المتصلة بها. وبعيداً عن التمارين، هناك عناصر غذائية أيضا تؤثر على كثافة العظام خاصة الكالسيوم وفيتامين د.
ويوجد الكالسيوم في اللبن ومنتجاته مثل الجبن والزبادي وكذلك في الخضروات والبقوليات والمكسرات والحبوب. ويحتاج البالغون إلى ألف ميليغرام من الكالسيوم يومياً ويمكن أن يصلوا لهذه الكمية بشريحة من الجبن وجزء من اللفت وكوب من الحليب على سبيل المثال.
وتقول أنتيه جال من الجمعية الألمانية للتغذية: «يحفز فيتامين د امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي وكذلك عملية تقوية العظام «. ويمكن لفيتامين د المساعدة أيضاً في زيادة قوة العضلات وخفض فقدان التوازن. غير أنه لا يوجد طبيعياً سوى في القليل من المواد الغذائية مثل الأسماك الدهنية مثل السالمون والرنجة.
المصدر: صحف