الدموع عبارة عن سائل مالح لزج يتكون من البروتينات والمياه والزيت وبعض المخاط. ويقوم الجهاز الدمعي الذي يقع بين مقلة العين والجفن بإفراز الدموع، ثم ترمش عين الشخص بعد ذلك بصورة تلقائية لتتساقط دموعه.
بعد هذا إما أن تنساب الدموع خارج العين أو في ممر داخلي في العين موصل بالأنف يسمى بالقناة الأنفية لتختلط مع المخاط الذي يوجد داخل الأنف وينتج سيلان أنفي عند البكاء.
لكن ما الذي سيحدث مع توقف الدموع، ما الذي سيفتقده جسمنا إذا توقفنا عن البكاء.
قام موقع medicaldaily بتوضيح العديد من الفوائد المدهشة للبكاء والتي ستجعلك تغير نظرتك له.. سنستعرض هذه الفوائد في هذا التقرير.
الدموع تطلق السموم من الجسم
البكاء لايطهرنا نفسيًا وعقليًا فقط، وإنما يطهر أجسادنا أيضا من السموم التي تحويها.
فمثلاً الدموع الناتجة عن الإجهاد تساعد الجسم على التخلص من المواد الكيميائية التي تؤدي لزيادة مادة الكورتيزول، أو هرمون الإجهاد.
فقد كشفت دراسة أجراها مدير مركز أبحاث الطب النفسي “St. Paul-Ramsey Medical Centre”، أنه مثلما يفرز الجسم سموماً أثناء الزفير والتبول والتعرق، فإنه أيضاً يفرز سموماً عند البكاء.
وذكرت الدراسة أنه في حالات البكاء العاطفي ينزل مع الدموع نوع من السموم يسمى “protein prolactin the endorphin leucine-enkephalin”، الذي يفرزه الجسم ويعمل على تقليل الألم.
ولعل هذا هو سبب إحساسنا بالراحة النفسية بعد البكاء.
الدموع تقتل البكتيريا
يمكن لبعض البكاء أن يساعدك في التخلص من الكثير من البكتيريا الضارة.
فالدموع تحتوي على سائل يسمى lysozyme الموجود أيضاً في حليب الأم والسائل المنوي والمخاط واللعاب، له القدرة على تدمير جدار خلايا البكتيريا والقضاء عليها، والذي يقتل من 90 – 95% من جميع أنواع البكتيريا في غضون 5-10 دقائق.
وهناك دراسة نشرت في مجلة Food Microbiology، توضح أن الدموع لها قوة مضادة للجراثيم والبكتيريا، ويمكن أن تحمي الجسم حتى من الجمرة الخبيثة.
الدموع تنقي الرؤية
تفرز الدموع عن طريق الغدة الدمعية وتعمل على تنقية العين من الشوائب، فهي تصبح بمثابة مادة مرطبة لكرة العين والجفون.
والمعروف أنه عندما يزداد جفاف العين يمكن للبصر أن يصبح ضبابياً إلى حد ما، لكن الدموع تساعد على غسل سطح العين والحفاظ عليه رطباً وتنقيته من أية شوائب عالقة، ويمنع جفاف الأغشية المخاطية .
الدموع تحسن المزاج
يمكن للدموع تحسين الحالة المزاجية لنا أكثر من أي مضاد للاكتئاب.
وأكدت دراسة من جامعة جنوب فلوريدا العام 2008، أن البكاء يمكن أن يكون مهدئاً للنفس ويساهم في رفع الحالة المزاجية أفضل من أي مادة مضادة للاكتئاب.
ولكن الأفراد الذين يعانون من القلق والاضطرابات الزائدة تقل نسبة احتمالهم في التعرض لآثار إيجابية ناتجة عن البكاء.
الدموع تخفف من التوتر
حتى وإن بقيت ظروفك على حالها ولكن الدموع تخفف من حجم الألم والمعاناة التي تشعر بها نتيجة لإطلاقها هرمونات التوتر والسموم من الجسم.
فالبكاء يحمي جسدك من التعرض لأمراض ناتجة عن التوتر كالشعور بالصداع الشديد وارتفاع ضغط الدم وهو بمثابة إفراج عاطفي عن المشاعر المكبوتة والإحساس السلبي والضغوط والإحباط.
يعزز التواصل بين الناس
يمكن للبكاء أن يوضح ما يعجز اللسان عن قوله، فأحياناً كثيرة يحاول الفرد أن يتمالك نفسه في مواقف صعبة ولكن دموعه تظهر ما يخبئه في قلبه وما لا يستطيع التعبير عنه.
ونجد أن أشخاصاً يحاولون ادعاء البرود في مواقف معينة ولكن تفضحهم دموعهم وتكشف عن ما يشعرون به.
فلك أن تتخيل ماذا سيحدث لنا إذا فقدنا الدموع ولم نبك .. لك أن تتخيل كم الأضرار التي ستحل بنا.. هذا السائل ليس مضراً كما تتخيل.. ابك إن أردت.. وبدون تردد.
المصدر: صحف