قام الكثير من صُناع النوتيلا بمهاجمة تقريراً أعدته الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية تقول فيه إن مكوناً من مكوناتها مسرطن.
إذ إن الهيئة أعلنت أن زيت النخيل (يستخدم لضمان نعومة النوتيلا) مسرطن، وأنه أخطر من أي نوعٍ آخر من زيوت الخضراوات، عند تكريره في درجات حرارة تتخطّى 200 درجة مئوية، وذلك بتقرير صدر في مايو من عام 2016، وهو ما تلته مزاعم مماثلة صادرة عن منظمة الصحة العالمية، وفقاً لما جاء في صحيفة ديلي ميل البريطانية.
في هذه اللحظة ظهرت الشركة المصنّعة فيريرو، في حملة تلفزيونية؛ بسبب تراجع أرباح النوتيلا بنسبة 3%، مصرّةً على أنها تستخدم زيت النخيل بطريقة غير خطيرة، والذي من دونه لن تكون النوتيلا بشكلها الحالي.
الاعتقاد وراء تسبب النوتيلا للسرطان
إن درجات الحرارة العالية التي تُستخدم لإزالة اللون الأحمر الطبيعي لزيت النخيل والقضاء على رائحته، إلا أن هذه العملية تسبب تكوُّن ملوثات، مثل إسترات حمض الجلايسيديل الدهني، الذي يتفكك بعد هضمه، ويطلق الجلايسيدول، وهو مركّب يُعتقد أنّه يسبب الأورام.
وقد أكد تقرير صادر عن مجمّع مؤسسات الصحة الوطنية الأميركية، أن التعرّض الفموي للجلايسيدول سبب أوراماً في مناطق عديدة ومختلفة من أنسجة فئران المعامل.
قام الحساب الرسمي لنوتيلا على تويتر باستنكار هذا الخبر ونفي المزاعم حول علاقة هذه الشوكولاتة الأكثر شعبية في العالم مع مرض السرطان، وذلك في التغريدة الأخيرة “الادعاءات بأن النوتيلا تسبب السرطان هي غير مسؤولة ومثيرة للسخرية. صحة وسلامة المستهلكين من الأولويات المطلقة بالنسبة لنا”.
Claims that #Nutella can give you cancer are irresponsible and ridiculous. Health and safety of consumers are absolute priorities for us.
— Nutella (@NutellaGlobal) ١٣ يناير، ٢٠١٧
تقول فيريرو إنها تستخدم عملية تصنيع تجمع بين إبقاء درجة الحرارة تحت حاجز المائتي درجة مئوية، مع الضغط شديد الانخفاض؛ للتقليل من الملوثات، وهو ما يتطلب وقتاً أطول، وتكلفة أكبر بنسبة 20% عن التكرير عالي الحرارة.
وأضافت لرويترز أن هذه العملية سمحت بتقليل مستويات إستر الجلايسيدول إلى درجةٍ يصعب معها على المعدّات العلمية العثور عليها.
إذ قال فينشينزو تابيلا، مدير المبيعات بشركة فيريرو، في إعلانٍ متلفز: “بصناعة النوتيلا من دون زيت النخيل سينتج بديل أدنى من المنتج الحقيقي، ستكون خطوة إلى الوراء”، مضيفاً: “زيت النخيل الذي تستخدمه فيريرو آمنٌ؛ لأنه يأتي من الثمار الطازجة المعصورة، ويُعالج في درجات حرارة محكومة”.
نوتيلا تزعم بأن زيت النخيل يحمي المستهلكين من الدهون غير المشبعة
بالنسبة لصناع النوتيلا، فإن عملية “التكرير” هي الشيء الذي يفخرون به، إذ يؤكدون بأن زيت النخيل يأتي ليكون للمنتج قوام سلس؛ ولتقوية طعم مكوناته، بفضل خواص الزيت التي تمكنه من امتلاك رائحة وطعم معتدلين بعد عملية التكرير.
كما وأكدت الشركة عبر موقعها الالكتروني أن زيت النخيل هو المكوّن الأفضل لإعطاء نوتيلا النعومة المضبوطة، وانسيابيتها المميزة، مضيفةً: “زيت النخيل يساعد على الحفاظ على الطعم الفريد للنوتيلا، بالإضافة إلى فترة صلاحيتها الكلية؛ بسبب استقراره العالي في مواجهة الأكسدة بالمقارنة بالزيوت النباتية الأخرى”.
بل ويذهب الوصف إلى حد الزعم بأن زيت النخيل يحمي المستهلكين من “الدهون غير المشبَّعة”، وأن تفادي عملية الهدرجة سينتج مثل هذه الدهون غير الصحية.
لماذا لا يقوم المصنعين باستخدام زيت أكثر أمان؟
الجواب بسيط، وهو المال. إذ إن الزيوت البديلة، والمستمدة مثلاً من عباد الشمس أو بذور اللفت، يمكن أن يتم استخدامها، لكن ذلك من شأنه أن يزيد من تكلفة المكونات للمنتج. وقدر حساب رويترز أن فيريرو ستحتاج إلى إنفاق ما يصل الى 22 مليون دولار سنوياً إذا ما قامت باستخدام زيوت أخرى. وفقاً لما جاء في صحيفة الاندبندنت.
كما أضافت الصحيفة، بأنه سيكون هناك تكاليف إضافية ضحمة محتملة ترتبط مع تغيير الوصفة، لضمان السير على النسخة السابقة من المنتج، كذلك مع تحديث العمليات وتصنيع المعدات ومصادر الموردين الجدد لمختلف المكونات.
رأي هيئة سلامة الأغذية حول هذا الأمر
منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أشاروا إلى نفس الخطر المحتمل الذي حذرت منه الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية فيما يخص إسترات الجلايسيدول، لكنهما لم ينصحا المستهلكين بالتوقف عن تناول زيت النخيل.
فيما لا تمتلك الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية سلطة إصدار القوانين، إلا أن مسؤولين منها سيصدرون إرشاداتٍ قرب نهاية العام، يُمكن أن تتضمن إجراءات للحدّ من مستوى الهندسة الجينية (GE) في المنتجات الغذائية، لكنها لن تحظر استخدام زيت النخيل.
يُعد منتج الشوكولاتة بالبندق القابل للفرد واحداً من أشهر المنتجات الغذائية الإيطالية، والمنتشر على مائدة إفطار الأطفال حول العالم.
فيما تأمل إدارة فيريرو التنفيذية استخدام نفوذها القوي لكسب ثقة المستهلكين، مؤكدةً أن صحتهم وسلامتهم هي الأولوية الأولى والقاطعة لها، وأن منتجاتها آمنة. وفي ظل هذه الأزمة، تحاول المنتجات المنافسة تسويق نفسها على أنّها “خالية من زيت النخيل”، في محاولة لكسب المنافسة أمام مبيعات النوتيلا.
ماذا علينا أن نفعل لتقليل المخاطر؟
للحد من التعرض للمنتجات التي تحتوي على زيت النخيل، فإن مؤسسة راين فورست البريطانية توفر دليل كامل للمنتجات الخالية من هذا الزيت.
المصدر: مواقع