عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مشاورات هاتفية في وقت متأخر من ليل الجمعة – السبت بشأن مستجدات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى، وذلك عقب عودة فريق المفاوضات من العاصمة المصرية، القاهرة.
شارك في المشاورات وزير الخارجية، جدعون ساعر، ووزير الحرب يسرائيل كاتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وعضو الكنيست أرييه درعي، بالإضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية وفريق المفاوضات.
وأعلن مسؤول إسرائيلي رفيع مساء الجمعة عن عودة فريق المفاوضات من القاهرة الليلة، على أن تتواصل المفاوضات في القاهرة السبت. وذكر مسؤولان إسرائيليان مطلعان على المفاوضات في القاهرة أن “المحادثات لم تكن جيدة ولم تشهد أي تقدم. وقد طلب منا الوسطاء وقتًا لحل الأزمة في الأيام القريبة”؛ وفقًا للقناة 13 الإسرائيلية.
وبحسب مسؤول أمني إسرائيلي، فإن نتنياهو سيبحث خلال المشاورات الخيارات العسكرية في حال انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار مطلع الأسبوع.
ونقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “سبب عودة فريق المفاوضات من القاهرة هو رفض حماس تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق وفقًا للمقترح الحالي”، الذي ينص على تبادل الأسرى بين الجانبين.
وأشار إلى أن “الوسطاء يواصلون محاولات التوصل إلى اتفاق حتى نهاية الأسبوع”.
وفي السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين مصريين، في وقت سابق من يوم الجمعة، قولهما إن “الوفد الإسرائيلي في القاهرة يحاول التوصل إلى اتفاق لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة لمدة 42 يومًا إضافية”.
من جانبها، شددت حركة حماس في بيان رسمي أصدرته الجمعة على التزامها بتنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع انتهاء المرحلة الأولى منه مساء السبت، داعية الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل للدخول فورًا في المرحلة الثانية من الاتفاق.
استطلاع: 58% يؤيدون تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر
بالتزامن مع ذلك، أيدت أغلبية من الجمهور في إسرائيل، بنسبة 58%، تشكيل لجنة تحقيق رسمية في الإخفاقات السياسية والأمنية التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر 2023، وعدم الاكتفاء بالتحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي ونشرها أمس، وفقًا لاستطلاع صحيفة “معاريف” الصادر يوم الجمعة.
واعتبر 23% أن تشكيل “لجنة تحقيق سياسية” أمر معقول، بينما قال 6% إنه بالإمكان الاكتفاء بالتحقيقات العسكرية. ويعتقد 35% أن اتفاق تبادل الأسرى سيُستكمل حتى نهايته، فيما كانت هذه النسبة 22% في استطلاع الصحيفة الأسبوع الماضي. وقال 39% إن الاتفاق لن يُستكمل، في حين أفاد 26% بأنهم لا يعرفون كيف ستكون نتيجة الاتفاق.
وفيما يتعلق بمحاكمة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رأى 40% أنه يجب الإعلان عن تعذره عن القيام بمهامه، بينما يعتقد 50% أنه يجب إلغاء المحاكمة أو تأجيلها إلى ما بعد انتهاء الحرب.
وفي حال جرت انتخابات عامة للكنيست الآن، فإن نتائجها ستكون كالتالي: الليكود 23 مقعدًا، “المعسكر الوطني” 16، “يسرائيل بيتينو” 16، حزب الديمقراطيين 14، “ييش عتيد” 12، شاس 9، “عوتسما يهوديت” 9، “يهدوت هتوراة” 7، الجبهة – العربية للتغيير 5، القائمة الموحدة 5، الصهيونية الدينية 4.
وبهذه النتائج، ستكون أحزاب الائتلاف ممثلة بـ52 مقعدًا، والأحزاب الصهيونية في المعارضة بـ58 مقعدًا، والأحزاب العربية بـ10 مقاعد.
وفي حال خاض الانتخابات حزب جديد برئاسة نفتالي بينيت، فإن هذا الحزب سيحصل على 25 مقعدًا، الليكود 20، “يسرائيل بيتينو” 10، حزب الديمقراطيين 10، “ييش عتيد” 9، “المعسكر الوطني” 9، شاس 9، “عوتسما يهوديت” 8، “يهدوت هتوراة” 7، الجبهة – العربية للتغيير 5، القائمة الموحدة 4، الصهيونية الدينية 4.
في هذه الحالة، ستكون الأحزاب الصهيونية في المعارضة مع حزب بينيت ممثلة بـ63 مقعدًا، وأحزاب الائتلاف بـ48 مقعدًا، والأحزاب العربية بـ9 مقاعد.
أبرز نقاط التحقيقات التي أجراها جيش العدو حول أحداث السابع من اكتوبر#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/Qx6rHFru5y
— قناة المنار (@TVManar1) February 28, 2025
تحليلات إسرائيلية: التحقيقات العسكرية حول إخفاقات 7 أكتوبر “تروي سردية كاذبة”
إحدى مشاكل التحقيقات العسكرية تتعلق باختيار من أجروا التحقيقات، إذ لم تقدم تفسيرًا لسبب عدم ورود تحذيرات من عملاء الشاباك في غزة. “وتوجد أوجه شبه بين نتائج التحقيقات الحالية ونتائج حرب 1973، مما يشير إلى احتمال تكرار هجوم 7 أكتوبر بعد 10 أو 20 عامًا”.
انتقدت الصحف الإسرائيلية الصادرة يوم الجمعة نتائج التحقيقات حول إخفاقات الجيش في 7 أكتوبر 2023، التي نشرها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس. ووصف ضابط كبير في قوات الاحتياط في القيادة الجنوبية هذه التحقيقات بأنها “ملوثة بفعل فاعل، من رئيس هيئة الأركان العامة وبعض ضباط هيئة الأركان العامة”.
وأضاف هذا الضابط أن “التحقيقات تعمدت مسبقًا التحقيق في مواضيع معينة، وتجاهلت مواضيع أخرى بشكل متعمد. وحتى عندما تم التحقيق في مواضيع معينة، كان واضحًا أن المحققين تجاهلوا حقائق وطمسوا نتائج”، حسبما نقلت عنه صحيفة “يسرائيل هيوم”.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن إحدى المشكلات في التحقيقات العسكرية تتعلق باختيار الذين أجروا التحقيقات، حيث فرض رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلغاء طاقم تحقيق كان برئاسة رئيس أركان الجيش الأسبق، شاؤول موفاز، بحجة أن أعضاءه شخصيات سياسية.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أقنع نفسه بأن أي تغيير ستكشفه الاستخبارات الإسرائيلية التي يفترض أنها قادرة على كل شيء، وستوفر إنذارًا مبكرًا يسمح له بالاستعداد في الوقت المناسب.
وتساءل هرئيل: “كيف حدث أن أي منظومة لجمع المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية، بما فيها الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية، لم ترصد التحركات غير العادية استعدادًا للهجوم؟”.
وكتب المحلل العسكري المخضرم في “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، أنه “أصبحت هذا الأسبوع أكثر قلقًا على مستقبلنا هنا مما كنت عليه في العام الماضي كله. ونتائج التحقيق العسكري حول إخفاقات 7 أكتوبر 2023 صدمتني مرة أخرى”.
وأضاف أن “التشابه الكبير بين نتائج التحقيقات الحالية ونتائج لجنة أغرانات التي حققت في إخفاقات بداية حرب أكتوبر 1973 يجعلني أدرك أن ما حدث قبل 51 عامًا وما حدث قبل 17 شهرًا قد يحدث مرة أخرى بعد 10 أو 20 عامًا”.
المصدر: مواقع