الخط الساخن | مدينة صور تنفض غبار العدوان.. عودة تدريجية للحركة الاقتصادية في الأسواق – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الخط الساخن | مدينة صور تنفض غبار العدوان.. عودة تدريجية للحركة الاقتصادية في الأسواق

العدوان على لبنان
حيدر حمود

في قلب الجنوب اللبناني، وعلى شواطئ المتوسط، تقف مدينة صور شامخة كما كانت دائمًا، عصيّة على الانكسار، مقاومة لكل محاولات طمس معالمها. لم يكن العدوان الإسرائيلي الأخير مجرد هجوم عسكري، بل استهدف نبض الحياة الاقتصادية للمدينة، حيث أُغلقت الأسواق، وتضررت المحال التجارية، وتوقفت عجلة الاقتصاد مؤقتًا. إلا أن أهالي صور، وكما في كل مرة، أثبتوا أنهم أكبر من أي عدوان، فعادوا ليزيلوا غبار الحرب عن مدينتهم، مستعيدين نشاطهم التجاري تدريجيًا.

إصرار على العودة رغم الأضرار

في إطار مواكبة مرحلة ما بعد العدوان، قام فريق “الخط الساخن” بجولة في أسواق صور، حيث التقى عددًا من التجار وأصحاب المؤسسات التجارية الذين تحدثوا عن التحديات التي واجهوها خلال فترة الحرب، وعن إصرارهم على إعادة الحياة إلى المدينة.

محمد الحسيني، مدير أحد المراكز التجارية في صور، أشار إلى أن المحال التجارية فتحت أبوابها فور إعلان وقف إطلاق النار، في رسالة واضحة مفادها أن أبناء المدينة لن يسمحوا للعدو بطمس حياتهم اليومية. أما أصحاب المحال المتضررة، فقد باشروا أعمال الصيانة فورًا تحضيرًا لاستئناف العمل، رغم الأزمة المالية التي يواجهونها.

وأضاف الحسيني أن التجار يطالبون الجهات الرسمية المعنية بالإسراع في تقييم الأضرار وصرف التعويضات المستحقة، نظرًا للظروف الصعبة التي يمر بها العديد من أصحاب المؤسسات، حيث إن أي دعم مالي سيساعدهم على إعادة النشاط التجاري إلى وضعه الطبيعي.

الحركة الاقتصادية تعود تدريجيًا رغم التحديات

من جهته، أشار صلاح صبراوي، نائب رئيس بلدية صور وصاحب إحدى المؤسسات التجارية، إلى أن بعض القطاعات الاقتصادية بدأت تستعيد عافيتها، لا سيما قطاع المفروشات، حيث شهدت الأسواق حركة ملحوظة بعد وقف العدوان، إذ سارع المتضررون إلى شراء الأثاث الجديد لتعويض ما فقدوه.

وأكد صبراوي أن السوق المحلي استطاع توفير البضائع اللازمة، سواء كانت محلية الصنع أو مستوردة، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في تأمين السيولة اللازمة للتجار، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

دعم بلدية صور وجمعية التجار لإنعاش الحركة الاقتصادية

تحدث العديد من التجار عن الجهود التي تبذلها بلدية صور وجمعية تجار المدينة لدعم الأسواق ومساعدة المؤسسات التجارية المتضررة. وفي هذا السياق، شدد حسن ضاهر، نائب رئيس جمعية تجار صور، على أهمية دور المقاومين والشهداء في تحقيق هذا الصمود، معتبرًا أن العودة إلى الأسواق هي جزء من المقاومة الشعبية في وجه العدو الإسرائيلي.

وأكد ضاهر أن المدينة تستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك عبر إطلاق “شهر التسوق”، وهي مبادرة تتضمن عروضًا وتخفيضات في الأسواق لتحفيز المواطنين على الشراء ودعم الحركة التجارية.

قطاع المطاعم والسياحة يعود إلى الواجهة

لم يكن القطاع السياحي والمطاعم بعيدًا عن هذا المشهد، فقد أوضح زياد حمود، المدير التشغيلي لسلسلة مطاعم كبرى في صور، أن الحركة السياحية بدأت بالعودة إلى طبيعتها، حيث امتلأت المطاعم من جديد، ليس فقط بأبناء صور والجنوب، بل أيضًا بزوار من مختلف المناطق اللبنانية الذين يقصدون المدينة للاستمتاع بجمالها وأجوائها المميزة.

ووجّه حمود دعوة إلى جميع اللبنانيين لزيارة صور، معتبرًا أن دعم الحركة الاقتصادية في المدينة هو جزء من التضامن الوطني مع الجنوب الصامد.

مطالبات بالإسراع في عمليات الكشف والتعويض

رغم الإصرار والتفاؤل اللذين يبديهما تجار صور، إلا أن التحديات الاقتصادية لا تزال كبيرة. ويجمع أصحاب المؤسسات على ضرورة تحرك الجهات الرسمية بشكل أسرع في عمليات الكشف والتعويض، لضمان عدم تعثر أصحاب المحلات بسبب الأزمة المالية التي تفاقمت بعد العدوان.

كما شدد التجار على أن عودة النشاط الاقتصادي ليست مسؤولية فردية فقط، بل تتطلب دعمًا رسميًا لضمان استمراريتها، مؤكدين أن الإسراع في صرف التعويضات سيسهم في استعادة الحركة التجارية إلى مستواها الطبيعي، ويعيد الحياة إلى أسواق صور كما كانت قبل العدوان.

صور تنهض من تحت الركام

بين الدمار والأمل، بين العدوان والإرادة، تواصل مدينة صور رحلتها في الصمود. وكما في كل مرة، تثبت هذه المدينة أنها حاضرة المقاومة والحياة، وأنها قادرة على تجاوز المحن مهما بلغت قسوتها. ومع جهود أهلها وإصرارهم على إعادة إعمارها، تبقى صور المدينة التي لا تنكسر، مهما حاول العدو طمسها.

المصدر: موقع المنار