على مدى الـ 150 عامًا الماضية، نمت صناعة النفط بشكل كبير من مصدر وليد للطاقة إلى حوالي 1.3 تريليون دولار بين الصناعات العالمية، وأصبح النفط حديث الساعة ومهيمنًا على الاقتصاد العالمي. فهو جزء لا يتجزأ من أساسيات العالم الحديث، لكنه لا يأتي من مكان واحد فقط.
في الواقع، للنفط استعمالات كبيرة في الجغرافيا السياسية، لذلك من المهم أن نفهم الاختلافات السياسية في ذلك. على سبيل المثال، إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك مخزونًا كبيرًا من النفط، فلمَ الاهتمام الكبير بالمخزون في الشرق الأوسط ؟
بشكل أكثر تحديدًا، ما الفرق بين مصادر النفط في الشرق الأوسط كالسعودية على سبيل المثال، وما يتواجد في أجزاء أخرى في العالم مثل حقول النفط في تكساس وولاية داكوتا الشمالية في أمريكا ؟
النفط في السعودية والولايات المتحدة الأمريكية..
باختصار، فإن معظم مصادر النفط في الشرق الأوسط هي نفط خام، في حين أن الكثير من إنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة الأمريكية أحد أشكال الصخور الزيتية.
قبل أن تتمكن من إدراك التعقيدات في الجغرافيا السياسية العالمية المتعلقة بالنفط، فإنه من المهم أن تفهم الفرق بين هذين المصدرين لأثمن مورد صناعي على الإطلاق!
النفط الخام..
فالنفط الخام أو ما يُعرف باسم “الذهب الأسود”، هو مادة سائلة في الأصل تخرج مباشرةً من باطن الأرض، ومصدرها الأساسي بلاد الشرق الأوسط كالسعودية والعراق والكويت.
النفط الخام يتكون من مزيج من الهيدروكربونات التي تشكلت من جثث حيوانات متحللة أو أحافير تعرَّضت لضغط شديد وحرارة مرتفعة على ملايين السنين. هذا النفط يُمكن أن نصل عليه عبر الحفر أسفل الصخور في باطن الأرض وبعد استخراجه يتم تكريره قبل أن يُستعمل في صناعات مختلفة كالبلاستيك أو تصنيع الزيوت النفطية مثل وقود الطائرات، غاز البيتان، البنزين، الإسفلت، الإيثان.
وتختلف المادة المصنعة سواءً سائلة أو غازية حسب شكل المخزون في الأرض إن كان سائل أو غاز.
الصخر الزيتي..
أما الصخر الزيتي، فهو مصدر إنتاج النفط في الحقول النفطية بالولايات المتحدة الأمريكية. يُشبه إلى حدٍ كبير النفط الخام في طريقة الاستخراج لكن يختلف في التكوين.
فخلافًا للنفط الخام السائل، الصخر الزيتي يُستخرج على شكل صلب من باطن الأرض. ثم يذهب الصخر عبر عدة عميات (الانحلال الحراري أو هدرجة) لإزالة المواد العضوية بطريقة كيميائية من الصخر لإنتاج النفط والغاز الطبيعي. وتُعرف عملية استخراج الصخر الزيتي بالتكسير.
الفرق في التكاليف..
أما من حيث التكاليف، فإن استخراج النفط الخام أقل تكلفة بكثير من استخراج الصخر الزيتي. وتعتبر الطريقة الشائعة لقياس التكاليف على أساس كل برميل. في بعض أجزاء الشرق الأوسط، يُمكن استخراج النفط الخام بتكلفة أقل من 10$ للبرميل، على الرغم من أن المعدل العالمي يتراوح بين 30$ – 40$. ويشمل ذلك تكلفة التكرير ليُصبح المنتوج صالحًا للاستعمال أما الصخر الزيتي، فعلى الرغم من التكنولوجيا المتقدمة التي تستعين بها الولايات المتحدة للتكسير، إلا أن سعر برميل النفط في أمريكا عادةً 40$. ويُمكن أن ترتفع الأسعار أكثر من ذلك بكثير وتصل أحيانًا إلى 90$ للبرميل، اعتمادًا على مدى التعقيد في بعض المناطق.
كما أن تعقيدات أخرى تتحكم بالتكاليف مثل تكلفة شحن النفط من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، فضلًا عن التكاليف الأولية لاستخراج النفط الخام.
لكن يعتقد خبراء في النفط أن ترتفع تكاليف استخراج النفط الخام مقارنة بالصخر الزيتي عن قريب مع اضمحلال المخزون العالمي لحقول النفط الخام في العالم. هذا يعني أن أسعار استخراج كلال النوعين ستتقارب خاصةً مع اكتشاف مصادر جديدة للصخر الزيتي في أماكن مختلف في العالم.
الفرق بين البنزين في السعودية وأمريكا ..
باختصار، يُمكن القول أن هناك فرقًا كبيرًا بين النفط في الشرق الأوسط وتحديدًا السعودية، وبينه في أمريكا.
ما يعني أن الصناعات النفطية في السعودية تحديدًا البنزين وما يتبعه يختلف عن نفسه في الولايات المتحدة الكبيرة في أساس المصدر، على الرغم من تشابه المُنتجات من كل مصدر!
.
المصدر: مواقع