تتوضح معالم المحاولة الأميركية لتمرير “تشريع” يتيح بقاء قوات الاحتلال في لبنان لفترة إضافية، في محاولة لتثبيت وجود العدو في خمس نقاط حدودية لفترة غير محددة. وأفادت مصادر صحفية بأن الجهود الأميركية بدأت منذ حوالي عشرة أيام، حيث بدأ العدو بتسريب أنباء حول نيته طلب تمديد مهلة الستين يوماً لستين أخرى، وهو ما عللته الولايات المتحدة بـ”الاعتبارات اللوجستية” المتعلقة بالوضع في جنوب الليطاني.
العميد الركن المتقاعد الدكتور حسن جوني أكد أن” إصرار “إسرائيل” على التمسك بالمرتفعات التي لا يزال متواجدًا بها في الجنوب اللبناني ليس مرتبطًا بأهمية هذه المناطق بحد ذاتها، بل هو جزء من استراتيجية تهدف إلى البقاء العسكري الدائم في المنطقة”.
وأوضح جوني في تصريح خاص لموقع المنار أن” الهدف الأساسي من هذا الوجود العسكري هو استثماره في السياسة، حيث تسعى “إسرائيل” إلى الضغط على الدولة اللبنانية لتنفيذ القرار 1701 بشكل يضمن لها الحفاظ على أمنها وتفوقها العسكري في المنطقة، وأنها تفكر في التطبيع وإبرام معاهدة مع لبنان قبل الإنسحاب”.
وأشار جوني إلى أنه”مع تحولات استراتيجية في المنطقة عقب وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة. تهدف اسرائيل إلى تحقيق أهداف سياسية أبعد من الأمنية، خاصة في سياق التوترات الحالية في المنطقة”.
وفي ما يتعلق بالتمسك بالمرتفعات، أكد جوني أن هذه المنطقة لا تعد ذات قيمة استراتيجية كبيرة بمفردها، وأن “إسرائيل” قد تجد صعوبة في الحفاظ على وجودها العسكري فيها. وأشار إلى أن “إسرائيل” قد تتمسك بالقرى المحيطة بهذه المرتفعات، مثل العديسة وكفركلا، كجزء من محاولتها لفرض هيمنتها العسكرية والسياسية على المنطقة.
من ناحية أخرى، لفت جوني إلى أن حركة السكان في الجنوب، التي شهدت اندفاعًا قويًا نحو القرى والحدود، كانت عاملاً رئيسيًا في الضغط على “إسرائيل”، مما دفعها إلى الانسحاب من أكثر من 12 قرية. وأكد أن هذه الاندفاعة الشعبية، المدعومة من الجيش اللبناني، أجبرت “إسرائيل” على إعادة حساباتها، مشيرًا إلى أن “إسرائيل” كانت أمام خيارين: إما ارتكاب مجازر بحق السكان أو الانسحاب من بعض القرى التي لم تكن تعتبرها ضرورية للبقاء.
وبالحديث عن الموقف اللبناني الرسمي، أشار جوني إلى أن هناك ضبابية في الموقف اللبناني حتى الآن، خاصة بعد ما صدر عن رئاسة الحكومة اللبنانية حول تمديد الهدنة إلى 18 شباط. وأوضح”أن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد رفض تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أنه لا مبرر لعدم انسحاب إسرائيل”.
ويواصل أهالي الجنوب اللبناني لليوم الرابع على التوالي محاولة دخول قراهم وبلداتهم التي لا يزال يحتلها الجيش الصهيوني، بعد انتهاء المهلة المحددة بـ60 يومًا للانسحاب، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024. في حين تواصل قوات العدو تواجدها في بعض المناطق الحدودية بجنوب لبنان، في خرق صريح للاتفاق.
المصدر: موقع المنار