في وقت تسود فيه أوساط الكيان أجواء من الصدمة والغضب من مشاهد عودة الغزيين إلى منازلهم ولو تلك المدمرة في وسط القطاع وشماله، إلى حيث وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنهم لن يعودوا قطعاً، إضافة إلى مشاهد انتشار مجاهدي القسّام (الجناح العسكري لحركة حماس) بزيهم وعتادهم في كل مناطق القطاع كتأكيد على صمود المقاومة وبقائها واحتضان شعبها لها، وسط كل ذلك بدأ البعض في هذا الكيان يلوّح بإمكانية العودة إلى الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق. وهي أي هذه التهديدات لا تصب إلا في خانة الحقد والعدوانية اللامتناهية لمن ارتكب إبادة لمدة أكثر من 15 شهراً بحق شعب أعزل، ولم يحقق أي من أهدافه.
وفي هذا الاطار، أعلن المحلل العسكري الصهيوني عاموس هرئيل لصحيفة “هآرتس” أن “صور الحشود الفلسطينية العائدة إلى شمال غزة تعكس نهاية الحرب بين “إسرائيل” وحماس وتحطم وهمَ النصر المطلق الذي روّج له نتنياهو”. في وقت قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن 80% من النازحين عادوا إلى مناطق شمال القطاع خلال اليومين الماضيين.
وعقب التصريحات التي نقلها “موقع أكسيوس” الأميركي عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه “تحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن نقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر، وذلك بعد يومين من دعوته إلى “تطهير” القطاع”، حسب زعمه، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن “زيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف اليوم الأربعاء إلى قطاع غزة تهدف إلى الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار بالقطاع”.
وكانت وسائل إعلام العدو قالت إن ويتكوف سيزور غزة اليوم، ويتفقد “محور نتساريم”، ثم يلتقي نتنياهو “لبحث المرحلة الثانية من الاتفاق الموقع مع حركة حماس”. كما قالت صحيفة جيروزاليم بوست نقلاً عن مصادر إن مصر والأردن أبلغا مقربين للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “تنفيذ خطته لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قد تضر بجهود التطبيع”. كذلك نقلت عن المصادر قولها إن “مصر والأردن يخشيان من أن تؤثر خطة ترامب لتهجير سكان غزة على استقرار البلدين”.
كذلك، كشفت “قناة كان” العبرية عن أن مبعوث الرئيس ترامب “وعد في لقائه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل إعلان وقف إطلاق النار في غزة، بمنع إعادة إعمار شمال قطاع غزة، وتأجيل إدخال “الكرفانات” إلى مناطق شمال القطاع القريبة من المستوطنات، لحين التوصل إلى اتفاق حول الترتيبات الأمنية التي تضمن سلامة سكان مستوطنات غلاف غزة”.
وبعيداً عن كل ما يُحاك في أروقة العدو وحلفائه، يواصل آلاف الفلسطينيين النازحين العودة إلى شمال وادي غزة عبر شارع الرشيد وصلاح الدين، لليوم الثالث تواليًا، وسط أجواء فرحة وإصرار على إفشال مخططات التهجير.
هذا وتمكن آخرون من المرور بمركباتهم عبر شارع صلاح الدين، بعد إخضاعها للتفتيش، وفق ما نص عليه الاتفاق بين فصائل المقاومة والاحتلال. وأعلنت بلدية غزة مواصلة جهودها في فتح شوارع المدينة وإزالة الركام لتسهيل عودة النازحين وتحرك الأهالي.
نازحون ينصبون خيام بجوار منازلهم المدمرة شمال غزة pic.twitter.com/jz0RVQjFID
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 29, 2025
من جهته، أشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى مواصلة جهود تقديم المساعدات الإغاثية للنازحين العائدين إلى شمالي القطاع، مؤكداً أن “عدد الخيام التي دخلت القطاع لا تكفي لتغطية الاحتياجات”. وأوضح أن كميات كبيرة من المساعدات لا تزال عالقة على حدود قطاع غزة، مضيفًا “سجلنا تراجعًا في عدد دخول شاحنات المساعدات عكس ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأشار إلى أنه لم يدخل إلى القطاع أيّ آليات للمساعدة في انتشال جثامين الشهداء العالقين تحت الأنقاض.
ويوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوماً يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
المتحدث باسم حماس للمنار: قادرون على الزام العدو بالاتفاق والأولية الآن لإغاثة شعبنا
أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم أن المقاومة تملك عناصر قوة لمواجهة مخططات الاحتلال العدوانية، مشددًا على أن الأولوية الآن هي لإغاثة الشعب الفلسطيني.
وأشار قاسم في مقابلة مع قناة المنار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سيحاول دائمًا ألا يلتزم بالاتفاق، والقاعدة الأساسية بالنسبة له في كل اتفاق يوقعه هي أن لا يلتزم به. وقال: “ولعلنا شاهدنا يوميًا ما يحدث مع الإخوة في لبنان، وليلة كان هناك أيضًا قصف في لبنان وعدوان، وخرق لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وأكد قاسم أن حماس ستواصل من طرفها الالتزام بالاتفاق، مشيرًا إلى أن المقاومة لديها من الأوراق ما تستطيع أن تلزم به العدو للوصول إلى باقي المراحل.
كما أكد قاسم أن حركة حماس، كما تؤكد دائمًا، جاهزة لتوفير كل المناخات السياسية للوصول إلى وقف حقيقي لإطلاق النار وفق شروط شعبنا الفلسطيني، وأنها أيضًا تضع مصالح الشعب الفلسطيني العليا كمحدد أساسي في كل تفاصيل الاتفاقات التي تضعها.
وشدد قاسم على أن الأولوية الأولى لحماس الآن هي إغاثة الشعب في غزة وتوفير المآوي لهم، وفتح الحدود لخروج المرضى والمصابين وغيرهم من أصحاب الاحتياجات. وأعلن أن الحركة تتحرك مع الوسطاء في كل ساعة وفي كل دقيقة عبر اتصالات مستمرة من أجل إلزام الاحتلال بذلك.
مفوض الأونروا: اتهام حماس بتأخير المساعدات غير صحيح
بدوره، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني لـ “قناة الجزيرة” إنه “نسمع اتهامات بأن حماس هي السبب في تأخير المساعدات، وهذا غير صحيح”. وتابع “وصلنا إلى مستويات من المساعدات في غزة لم نرها خلال 15 شهراً”، لافتاً إلى أن “الأونروا عازمة على البقاء والاستمرار في تقديم المساعدات”.
وفي هذا الاطار أكد أنه “لو تمّ تفكيك الأونروا فإن صفة اللجوء للاجئين الفلسطينيين ستبقى”.
المصدر: مواقع إخبارية