بامتنان كبير يقدم الفلسطينيون تبريكات النصر للمقاومة الإسلامية في لبنان، بشكل خاص وعموم اللبنانيين الذين التفوا حول راية المقاومة خلال جبهة الإسناد والحرب التي فتحت على مصراعيها بين الكيان الصهيوني ولبنان.
هذا التبريك نابع عن علاقة بين شعبين تعمّدت بدماء الشهداء، فكان لها متانة لن تتزعزع مع مرور الزمن والأحداث، خاصة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. ويرى الفلسطينيون أن هذا الحدث الكبير ليس مجرد وقف إطلاق نار، بل هو نصر حقيقي للمقاومة ذو وقع استراتيجي، لما تضمنه من إفشال مخططات العدو الصهيوني.
آراء أهالي #غزة بوقف اطلاق النار في لبنان pic.twitter.com/3Sd3X3DUzE
— قناة المنار (@TVManar1) November 28, 2024
في هذا السياق استضاف موقع قناة المنار أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية المقيمة في سوريا رامز مصطفى، للحديث عن وقع انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان وما حققته في صد العدوان الأخير على الأراضي اللبنانية. مصطفى بدأ حديثه بالتبريكات لحزب الله وكل لبنانيين الذين وقفوا مع فلسطين، وبارك لسماحة الشهيد القائد سيد شهداء الامة السيد حسن نصرالله قائد هذا النصر. وشدد على أن هذا الانتصار يعتبره الفلسطينيون انتصاراً لفلسطين كما هو انتصار للبنان، مستشهداً بقوافل الشهداء من المجاهدين والقادة الذين سقطوا منذ 8 أكتوبر 2023 في اسناد ودعم مباشر من قبل المقاومة الاسلامية من أجل فلسطين.
وأكد مصظفى على إفشال أهداف العدو المعلنة على جبهة لبنان خلال الشهرين الماضيين، رغم مرحلتين من العدوان، وما حققه العدو فقط، هو اغتيالات جبانة ومجازر بحق المدنيين، وضرب المناطق السكنية والبنى التحيتية.
وأشار أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية إلى أن رايات المقاومة باتت ترفرف في القرى الجنوبية، بينما المستوطنون لن يعودوا إلى مستوطناتهم إلى حين غير معلوم، وتطرق إلى ما أعلن عنه بنيامين نتنياهو من عزمه تغيير الشرق الأوسط، وهذا ما سقط أمام رجال المقاومة في لبنان والصامدين، وسقط أيضاً على وقع ضربات الصواريخ والمسيرات والمواجهات المباشرة.
ويضيف مصطفى أن أبلغ ما رآه وسمعه خلال هذه المواجهات هو الصراخ والعويل لجنود الاحتلال في بلدة الخيام، بالتالي لا بد من إدراك أن ادعاءات نتنياهو هي محض كذب. ووصف عودة أهالي الجنوب إلى قراهم مع ساعات الفجر الأولى لمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بـ “الطوفان البشري”، وهذ ما يعتبر رداً طبيعياً ومنطقياً على ما ادعاه الاحتلال خلال العدوان.
بين الأهداف والنتائج يقارن ضيف مصطفى، مشيراً إلى أن العدو لم يحقق أهدافه خلال العدوان، مؤكداً أن العدو وحكومته في مأزق حقيقي. وهنا دلالة على أن المقاومة أعادت انتاج تموز 2006 ولكن بشكل أكبر، وهذا ما يعتبره محط احترام وفخر لدى الفلسطينيين.
طبيعة الحدث والانتصار أخذت مصطفى إلى الحديث واستعادة ما جرى من محاولات أمريكية صهيونية لفصل حزب الله عن جبهة غزة، وكيف قدم سماحة الشهيد السيد نصرالله روحه في سبيل فلسطين ومن معه من القادة الكبار. كما تحدث أمين سر التحالف عن التفاصيل والتحدي الكبير الذي قاد أخيراً إلى انتصار لبنان، وهنا يؤكد عدم صحة ما ادعاه العدو عن فصل وحدة الساحات، ويقول مصطفى إن القادم من الأيام كفيل في تبيان فشل العدو في تحقيق معادلة فصل الجبهات.
يتابع القيادي الفلسطيني رامز مصطفى حديثه، حيث اعتبر أن ما قام به حزب الله تجاه غزة نموذجاً للشعوب العربية والأنظمة المطبعة مع الكيان، أنه في حال توفرت إرادة حقيقية فإن الكيان لا يمكن أن يصمد أو يستمر على الإطلاق.
الفلسطينيون فعلاً سعداء لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية من أجل الشعب اللبناني، وهذا أمر سيقوي العلاقة بين لبنان وفلسطين.. علاقة تعمدت بالدم وهي مستمرة وستعمل على إزالة الكيان من الوجود.
الشعب الفلسطيني في غزة يعبر عن شكره وامتنانه لجبهة الاسناد اللبنانية
وجه الفلسطينيون رسالة إلى المقاومة وشعبها، بأننا “سنبقى شعبا واحـدا ولو كره المنافقون”، وذلك بعد سريانِ اتفاق وقف اطلاق النار بين العدو الصهيوني ولبنان. وانتشر وسم “كفِّيتوا ووفيتوا”، على وسائل التواصل الاجتماعي، تعبيرا عن امتنان أهل غزة لتضحياتِ المقاومة في لبنان،دعما ومساندة لقطاع غزة، في وقت قلَّ المناصرون.
“كفِّيتوا ووفيتوا”
رغم حرب الإبادة الجماعية فرح شباب غزة، بوقف العدوان على لبنان، والعقبى لغزة وأهلها. pic.twitter.com/ELYL83E75i— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) November 27, 2024
بالفيديو| مواطنون من قطاع غزّة يتحدَّثون عن أمنياتهم بعد إعلان وقف إطلاق النار في لبنان
ومع دخولِ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، الفلسطينيون في غزة يأملونَ في انتهاء العدوان الصهيونية على القطاع.
غزة الجريحة فرحةٌ اليوم بانتصارِ مقاومة لم تبخلْ عليها بالارواح والدماء، هي غزة الوفية لا تنسى الدماءَ الزكية التي اُريقت في لبنان وسواعدَ ابطالٍ ساندتها منذ بدء العدوان الصهيوني، منذ أكثر من سنة وثلاثة أشهر المقاومة في لبنان.
وفي لبنان، نظمت حركة حماس حاجز محبة أمام مدخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، التي عجت بالعائدين إلى قراهم بالجنوب، ورحبت بالنازحين، ورفعت لافتات كتب عليها “شكراً على دعمكم ووقوفكم معنا”.
بالصور |
حركة #حماس ترحب بالنازحين اللبنانيين وترفع لافتات أمام مدخل مخيم عين الحلوة في مدينة #صيدا جنوبي لبنان pic.twitter.com/IJB2c2X3vL
— قناة المنار (@TVManar1) November 28, 2024
وأشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بالدور “المحوري” الذي لعبه حزب الله في دعم غزة، مُعبرة عن تقديرها للتضحيات الجسام التي قدمها الحزب وقيادته، لا سيما في إشارة منها إلى الشهيد السيد حسن نصرالله.
ووجهت فصائل المقاومة رسائل تهنئة إلى حزب الله، مؤكدين على التضامن الكامل مع المقاومة اللبنانية في مواجهة الاحتلال. مثمنين غاليا البطولات الكبيرة والصمود العظيم والتضحيات النفيسة التي قدمها ويقدمها إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان إسنادا ونصرة لشعبنا الفلسطيني في مواجهة جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحقه.
المصدر: موقع المنار