تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 28-11-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
يعودون كما دوماً
بحر الناس يلاقي المقاومين: صدمة وخيبة للاحتلال وأعوانه
العدو يخرق الاتفاق فوراً… مُسيّرات تجوب الأجواء ورصاص على المدنيين
ابراهيم الأمين
الرابعة فجراً، وبينما كانت المقاومة تنهي فصلاً من أقسى المواجهات مع العدو، انتظر كثيرون صليات صواريخ تُطلق من المقاومة ختاماً للحرب، لكنّ الردّ جاء أقسى مما اعتقد العدو وحلفاؤه، عندما انطلق أهل المقاومة وناسها، في زحف هائل، نحو الضاحية والجنوب والبقاع، ما أحدث خيبة لدى أعوان العدو في الداخل، وصدمة في كيان العدو الذي بقي حتى غروب أمس يبحث عن حل لعشرات الآلاف من النازحين العائدين إلى قراهم الحدودية، رافعين رايات المقاومة، ومحتضنين أبناءهم المقاومين الذين خرجوا من بين الركام مبتسمين.
لم يكن أحد في جبهة المجانين والعملاء يتوقع أن يحصل ما حصل أمس، لذا بادر العدو إلى إصدار تهديدات ضد كل من يتحرك قرب قرى الحافة الأمامية، وسارع إلى طلب تدخل الأميركيين لدى الجيش اللبناني لمنع الناس من العودة إلى منازلهم، وأقدم على خرق الاتفاق الذي لم تكن مرت ساعات على إعلانه، إذ عمد إلى إطلاق النار مستهدفاً الصحافيين والمدنيين، كما نفّذ الخرق الجوي الأول بإطلاق 8 مُسيّرات بدءاً من الجنوب وصولاً إلى جبل لبنان. وكما كان متوقّعاً لم يشر أحد إلى الخرق الإسرائيلي، بينما تسارعت الاتصالات في واشنطن وباريس وقيادة القوات الدولية، كي تبادر الحكومة وقيادة الجيش للحؤول دون عودة الناس إلى قراهم خلافاً لما ينص عليه الاتفاق، وفي خطوة فاجرة لامست حد التحدي، خصوصاً بعدما كان الرئيس نبيه بري قد دعا قبل ساعات النازحين للعودة إلى قراهم في أسرع وقت.
وإذا كان مفهوماً أن يُصدم العدو بمشهد الأمس، فلأنه كان يتوقع راحة من صدمات متلاحقة أصابته على مدى 40 يوماً من المواجهات الفعلية، وبعد أسبوعين من مواجهات منعته من دخول بلدة الخيام، كما جدّدت عليه حرم تدنيس أرض بنت جبيل، وكسرت رجله قبل أن تصل إلى شاطئ البياضة. غير أن مصدر الصدمة الأكبر كان في رفض مئة ألف مستوطن العودة إلى منازلهم في مستعمرات الشمال. وقد بادر العدو إلى إخفاء الفضيحة بإعلانه أن الحدود لا تزال منطقة عسكرية مغلقة، وأنه لم يتخذ بعد الإجراءات التي تضمن عودتهم الآمنة، فيما كانت إسرائيل تضج بمواقف مندّدة بخضوع الحكومة لإملاءات حزب الله، فيما أقر الأميركيون بأن تعهّد الأمين العام الراحل السيد حسن نصرالله بعدم عودة مستوطني الشمال إلا متى أرادت المقاومة قد تحقّق بعد أكثر من شهرين على اغتياله. وأوضحت تقارير عبرية أن مشكلة المستوطنين لا تقف عند حدود الأمن الغائب، بل عند رفض وزارة المالية صرف نحو خمسة مليارات دولار كتعويضات تطالب بها بلديات المستوطنات وقطاعاتها الصناعية، علماً أن المجالس المحلية أقرت بصعوبة عودة الحياة إلى المنطقة قبل عامين على الأقل.
وإذا كان لدى العدو ما يكفي من الأسباب لكي يعيش حالة ذهول بعد الصدمة، فإن المستغرب هو الخيبة التي سيطرت على وجوه وسلوك خصوم المقاومة في لبنان والذين لم يعرفوا كيف يقاربون المشهد، إذ حاولوا الترويج لما أعلنه قادة العدو بأن لديه حرية الحركة ضد المقاومة، وأن الاتفاق يقضي حكماً بنزع سلاح المقاومة بالقوة جنوب نهر الليطاني وشماله، وأن قوات أجنبية ستشرف على الاتفاق متبجّحين بأن جنرالاً أميركياً سيكون مسؤولاً عن لجنة الإشراف.
لاءات المقاومة: بقاء الاحتلال والأسرى وعمليات دهم مشبوهة
ردّد أعداء المقاومة في الداخل هذه العبارات كمن يراهن، بعد فشل جيش إسرائيل في تنفيذ المهمة، على تولي الجيش الأميركي الأمر بنفسه. وهنا، تنبغي دعوة «كسالى الداخل» لأن يقوموا، هم والجيش الأميركي وجنرالاته، بمساعدة جيش الاحتلال في تبليط البحر!
الخيبة الكبرى التي أصابت فريق الولايات المتحدة من اللبنانيين جاءت بعد توضيح الموفد الأميركي عاموس هوكشتين، رسمياً، أن الاتفاق لا يتضمن بنداً يعطي إسرائيل حرية الحركة، بل يعطي الطرفين حق الدفاع عن النفس، وكرّر ما قاله رئيسه جو بايدن بأن واشنطن لن ترسل جنوداً إلى لبنان، موضحاً أن الاتفاق يقول بما ينص عليه القرار 1701 من دون أي تعديل.
أما الذين يسألون عن موقف المقاومة من كل ما يجري، فإن ما يعلنه قادتها واضح لمن يريد أن يفهم، أما من يحتاج إلى مزيد من الشرح، فالأمر يسير على النحو الآتي:
أولاً: ممنوع على أي عسكري أو أمني أجنبي، من خارج قوات اليونيفل، العمل ضمن نطاق مهام القوات الدولية، كما تُمنع زيادة عدد الدول الأعضاء من دون موافقة لبنان مسبقاً.
ثانياً: على العدو الانسحاب في أسرع وقت ممكن من كامل الأراضي المحتلة، لأنه طالما يوجد احتلال فإن هناك مقاومة له ستكون حاضرة حيث يجب أن تكون.
ثالثاً: أي اعتداء قد يفكر العدو بارتكابه، ضد أي فرد أو مسؤول أو مركز أو منشأة تخص المقاومة في أي منطقة من لبنان، سيلقى الرد الحتمي والمباشر من قبل المقاومة التي في حال بادر العدو إلى الاعتداء، لن تنتظر ننائج تحقيقات لجنة الشكاوى، بل ستبادر إلى معاقبة العدو مباشرة، انطلاقاً من حقها بالدفاع عن النفس كما يرد في الاتفاق.
رابعاً: إن محاولة العدو، عبر الأميركيين أو غيرهم من القوات الدولية، الدفع نحو عمليات دهم لمنازل أو أملاك خاصة في أي منطقة لبنانية، جنوب أو شمال نهر الليطاني، محاولة مرفوضة، ولا يحق لأي جهة لبنانية أو دولية الاقتراب من أي ملكية خاصة من دون إذن قضائي، على أن يستند هذا الإذن إلى أسباب موجبة، لا إلى وشايات على طريقة ما تقوم به قوات الاحتلال.
خامساً: عدم إفراج العدو عن أسرى المقاومة الموجودين لديه في أسرع وقت يعني أن على المقاومة القيام بما تراه مناسباً لتحريرهم، وقد فهم المعنيون بأن المقاومة تحفظ وصية قائدها الشهيد نصرالله بـ«أننا قوم لا نترك أسرانا في السجون».
عملياً، يقف العدو، ومن خلفه الولايات المتحدة، ومن حولهما من راهن أو ساعد العدو في مهمته الدموية، في موقع من يجب مراقبة سلوكه. وكل محاولة لحرف الأنظار عن هذه الحقيقة، هي محاولة للدخول في مرحلة «الحسابات الخاطئة»… وهنا مكمن الخطر!
قائد الجيش لا يطلع الوزراء على التفاصيل! خطة انتشار الجيش جنوباً… سرية!
بعد ساعات على سريان وقف إطلاق النار عند الرابعة فجر أمس، أقرّ مجلس الوزراء «الصيغة الإجرائية» للاتفاق، بعدَ اجتماع للحكومة صباحاً، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي بعده «التزام الحكومة اللبنانيّة تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بمُندرجاته كافّة، ولا سيّما ما يتعلّق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني، وفقاً للترتيبات المُرفقة ربطاً، والتي صدرت ببيان مشترك عن الولايات المُتحدة وفرنسا، بعد أن أخذ المجلس علماً بها ووافق على مضمونها، واستناداً إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وترفعها وفقاً للأصول إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المُباشرة بتنفيذها».
وأكّد ميقاتي التمسك بسيادة لبنان على كل أراضيه براً وبحراً وجواً، مشدّداً على «المرجعية الأمنية للجيش في الجنوب، ما يُسقط الحجج التي يرتكز عليها العدو».
وكانَ الوزراء تلقّوا دعوة إلى جلسة من دون جدول أعمال، لكنهم لم يكونوا يعلمون بأن قائد الجيش العماد جوزف عون سيكون حاضراً.
وعلى عكس ما أُشيع عن شرحه خطة الجيش للانتشار في الجنوب، فوجئ الوزراء بأنه قال أقل بكثير مما كانَ متوقّعاً.
وقال أكثر من وزير إن عون اكتفى بعرض مقتضب جداً، ولم يشرح أي تفصيل حول مراحل الخطة ولا مراكز الثكنات.
وحينَ طالبه الوزراء بخطة تفصيلية أجاب بـ«أن الخطة سرية ولا يُمكن توزيعها»، مستعيداً لواقع الجيش في الجنوب وكيف أنه في كل السنوات الماضية لم يسجل أي خلاف مع المقاومة في المنطقة ولا يمكن أن تحصل مواجهة بينهما.
وفيما أكّد وزراء الثنائي حزب الله وحركة أمل على العلاقة المتينة مع المؤسسة العسكرية والثقة بها، إلا أن ذلك لم يمنعهم من تذكير عون بأن «الاتفاق الذي وصل إليه لبنان الرسمي ينص على تنفيذ القرار 1701، وأن الحكومة ستمنح كل السلطات اللازمة، بما في ذلك حرية الحركة، للقوات العسكرية والأمنية الرسمية في لبنان، وتوجيهها، بما يتماشى مع القرار 1701 والقرارات السابقة له»، ما يعني أن الحكومة هي المخوّلة إعطاء التوجيهات للجيش ولا يمكن للقيادة العسكرية أن تقوم بإجراءات من تلقاء نفسها، فانتشار الجيش هو قرار سياسي وتحتاج آلية تنفيذه إلى مواقفة من الحكومة بناءً على خطة يقدّمها الجيش بتفاصيلها كونه هو من يعرف ما يحتاج إليه وما يستطيع أن يفعله».
وغادر عون الجلسة على وعد بالعودة إلى الحكومة مع تفاصيل الخطة، وهو أمر استبعده مرجع كبير قائلاً: «مع الأسف، لا يعتقد عون بأنه بحاجة إلى التعاطي مع الحكومة».
ولدى التطرق إلى ملف عودة النازحين، رأى قائد الجيش أنه «حرام يطلعوا لأن هناك قنابل عنقودية وجثثاً متحللة تحت الأنقاض».
العميد إدغار لاوندس سيمثّل لبنان في اللجنة المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار
الجلسة التي حضرها من الوزراء المقاطعين، وزير الدفاع موريس سليم ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار تناولت الاتفاق من زاوية أنه «لا يُمكن تجيير صلاحيات الحكومة لأحد».
وقال حجار إن حضوره هو بهدف الاطّلاع على نص الاتفاق، فقال له ميقاتي: «إذا لم توافق سنسجل في المحضر أنك غير موافق على خطة وقف إطلاق النار»، فأجاب حجار: «وافقت ولم أتحفّظ».
وفي الوقت الذي أعلن الجيش أنه باشر تعزيز انتشاره جنوب الليطاني وبسْط سلطة الدولة بالتنسيق مع اليونيفل، استناداً إلى «التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة، علمت «الأخبار» أن «العميد إدغار لاوندس، سيكون ممثّلاً لبنان في اللجنة المشتركة التي تضم فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل والأمم المتحدة، باعتباره قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش».
وفي الوقت الذي كان لبنان يترقّب وصولَ الموفد الفرنسي جان – إيف لودريان مساء أمس لمتابعة آليات تنفيذ الاتفاق التي ستشرف عليها اللجنة الخماسية العسكرية، ومتابعة ملف رئاسة الجمهورية، نقلت شبكة أميركية عن الموفد الأميركي عاموس هوكشتين، أن «علينا دعم الجيش اللبناني والاقتصاد والشعب وإن لم نفعل ذلك فسنعود إلى هذا الصراع»، لافتاً إلى أن «الجيش اللبناني غير مجهّز للانتشار منذ اليوم الأول وتوفير قوة ضخمة تتيح تحقيق أهدافه».
وقال هوكشتين ان «القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وأنصح المدنيين بالاستماع إلى أجهزة الأمن التابعة للجيش اللبناني».
واضاف في حديث لـ «الجديد»: «سيكون على الجيش اللبناني الانتشار في الجنوب فوراً، وحزب الله انتهك القرار 1701 لمدة أكثر من عقدين وإذ انتُهكت القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك، وعلى حزب الله وبقية الأطراف احترام دولة القانون ووقف إطلاق النار فرصة للبنان واللبنانيين».
واكد «اننا سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له كما سنعمل مع المجتمع الدولي جنباً إلى جنب، وليس هناك أي مستند يتعارض مع اتفاق وقف إطلاق النار وكل الضمانات التي قدمناها للبنان موجودة داخل هذا الإتفاق».
وقال إن «ملف الاسرى لم يتم تغطيته في المفاوضات، وسنرى كيفية حل المشكلة».
نَعَمْ نَصْرٌ مرٌّ…
في العادة يستنفر النصر مشاعرَ فرحٍ، تنتفخُ فيه الأنا، يزدهي به المنتصرون، تعبّر الثقة عن نفسها بخُيَلاء، تزدحم الساحات بالمهنئين، تعلو الأصواتُ، تتدفق التصريحات، يكثر الأدعياء، ويتنافس أهل الرأي والفكر وخبراء السياسة والتاريخ في تحليل النصر وأسبابه وأبعاده وفي التنبيه من بعض ما قد يسيء إلى أهدافه و…
وفي العادة أيضًا: إنّ النصرَ نجاحٌ في تحقيق الأهداف، أو في منع العدو من إنجاز ما يبتغيه جراء عدوانه. ويكفي تحقّق أحد هذين الأمرين حتى يستشعر الناس مذاق الانتصار.
وعليه، ورغم ذلك كله، فإنّ مذاق الانتصار هذا يستشعره أهلُهُ مرًّا هذه الأيام، فضلًا عن الآخرين. ولذلك مجموعة من الأسباب نختصرها بما يلي:
أولًا: غياب التناسب بين المناخين الإعلاميين المتعارضين، مناخ الداعمين لخيار المقاومة وجدواه، على الأقل في هذه الحرب العدوانية الصهيونية، وأهل الإعلام في هذا المناخ وطنيون ومحليّون هم خارج بطن الحوت الإعلامي المروّج لجبروت القوى الدولية الحاضنة للعدو الصهيوني والداعمة لأدائه العدواني الوحشي ولكل ما يلزم هذا الأداء من سلاح وذخائر وشراكة في التخطيط وضغوط في المنتديات الدولية وأثير مفتوح ووسائل إعلام تملأ فضاءات دول العالم القريب والبعيد. فكل هؤلاء يمثلون المناخ الآخر المتسلّط على عقول وأذواق الرأي العام المحلي والإقليمي.
ووسائل إعلام المقاومة ليس بمقدورها، لأسباب موضوعية، وبدون مكابرة، أن تُجاري ضخامة وحشد الإعلام المضاد وماكينته.
المقاومة الإسلامية في حربها ضد العدو الصهيوني سواء في دعمها وإسنادها لغزة وشعبها الأبي الصابر والمحتسب أو في تصدّيها للحرب العدوانية الصهيونية التي استهدفت احتلال أراضٍ لبنانية وإنهاء وجود المقاومة وقدراتها وترسيم موازين جديدة للشرق الأوسط الجديد الموهوم، في كلا الحربين أو المرحلتين أحبطت المقاومة الأهداف الأهم لدى العدو وأربَكَت عدوانه وشتّتت أولوياته واضطرّته في نهاية الأمر إلى وقف إطلاق النار وفق اتفاق مع لبنان لم يمس القرار 1701 المعمول به منذ حرب تموز 2006، لكنّه سجّل بعض المكتسبات التكتيكية ليُغطّي فشلًا وخيبة مُرّة جَدّدت له في بلدة الخيام عقدةً تاريخية جديدة تُضاف إلى عقدة بنت جبيل في تموز 2006، حيث لم يستطِع أن يُلغي عن كيانه وصمة أنّه «أوهن من بيت العنكبوت».
وفي حين لم يتمكن من إعادة المستوطنين إلى الشمال إلا وفق اتفاق مع لبنان، فإنّه في غزة قد لا يستطيع استعادة المخطوفين أبدًا إذا لم يستجب لاتفاق أيضًا مع حماس وبموافقتها أيضًا.
ثانيًا: تبنّي المقاومة عنوان دعم وإسناد غزة وشعبها ومقاومتها بوجه العدوان الصهيوني المتوحش، وهو تَبَنٍّ إنساني وأخلاقي وقانوني وسياسي مشروع ومُبرّر، إلا أنّ الترويج والتسويق لحيثياته كانا قاصرين أمام استنفار كل الآخرين الملتحمين، لدوافع وأسباب شتّى، بالمناخ الداعم أو المبرّر للعدوان الصهيوني على غزة، أو على الأقل غير المقتنع بجدوى موقف المقاومة الداعم لغزة والمساند لها.
لقد كان من الصعب جدًا إقناع هؤلاء بأهمية وبأبعاد وأهداف الدعم لغزة فيما الصور التدميرية الهائلة والمتلاحقة تتوالى على الشاشات مع صور النزوح والدماء والشهداء والجرحى واستهداف المباني السكنية والأحياء الأهلية والمدارس والمستشفيات وسط صمت إقليمي ودولي مُطبق ومناخ تآمري حجب حتى البكائيات على ما يجري هناك، ضمن حصار كامل لتمرير كل جرائم العدو ضدّ الإنسانية وتنفيذه الإبادة الجماعية وانتهاكه الموصوف لكل حقوق الإنسان ولما سُمّي بالقانون الدولي.
ثالثًا: تضخم النزعة الكيانية لدى البعض (شخصيات وقوى) في لبنان، والهروب من أي اقتراب يتصل بما يجري ضد غزة وفلسطين، وانقسام الرأي العام المحلّي بين مؤيد لهذه النزعة الكيانية المتضخمة التي استنفر بعضهم كل حساسياته وحساباته الداخلية الضيقة، وبين ملتزم ومؤيد ومتفهم وواثق أيضًا من ضرورات المقاومة وخياراتها وقيادتها.
ووسط المواجهة مع العدو، تتقدم محليًا أولوية احتواء الانقسام على أهمية السجال وفتح النقاش على مصراعيه، تلافيًا لكل ما من شأنه أن يعبث باستقرار الداخل.
رابعًا: استشهاد سيد المقاومة وقائدها والناطق باسمها والرمز المحبوب وصاحب الصدقية في كل ما يقول ويفعل ويبشّر ويتوعد.
وقد جاء الاستشهاد في بداية احتدام المواجهة مع العدو الصهيوني وفي سياق تنفيذه لاعتداءات متتالية وغادرة وممنهجة وخلال فترة لم تتجاوز الشهر الواحد، طاولت أهدافًا منتخبة وتمسّ بيئة المقاومة عبر مذبحة البايجرات، وقيادات فاعلة فيها من الصف المتقدّم وصولًا إلى استهداف سماحته بشكل مباشر مع عدد من القياديين.
ثمّ أتبع ذلك بعد أسبوع واحد فقط باستهداف العضد والمعتمد السيد هاشم صفي الدين القائد المجاهد وصاحب المهام الصعبة والمعقّدة في حزب الله.
إنّ هذا لِوَحدِه لو أصاب جيشًا قويًا نظاميًا أو دولة من الدولة، لصدّع البنيان وهدم الهيكليات وأحدث اضطرابًا لا قدرة على احتوائه. فيما استطاعت بنية حزب الله أن تمتصّ المفاعيل المباشرة لهذه الاستهدافات، وأن تُرمّم مؤقتًا بعض المواقع والتصدّعات وعاودت الإمساك بمتطلبات التحكم والسيطرة، ضمن الحدود التي تتيح للمقاومة مواصلة مهامها في الميدان والتصدي المباشر لمراحل العدوان الصهيوني المعروف والمقدّر، والذي تمّت من قَبل التحضيرات والبدائل لمواجهته بإشراف وإمضاء سماحة الحبيب القائد والشهيد الأسمى على طريق القدس السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه.
ولأنّ سماحته كان يدرك صعوبة المرحلة وضرورة مواكبتها تعبويًا منه شخصيًا بالتحديد، أفرغ كل ما في جعبته من شرح وتحفيز وتفهيم لأهل المقاومة وبيئتها ومؤيديها، وعمَدَ بعد حسم موقف المواجهة والثبات بوجه العدو حتى النصر، سواء بالشهادة أو بالنجاح في الميدان، إلى إحالة الجميع قيادة ومجاهدين وبيئة ومؤيدين ومتابعين إلى الميدان الذي أكّد أنّه هو الذي يحسم الأمور وعلى ضوء نتائجه تستقر الأوضاع.
وإلى ذلك كله فإنّه أبقى باب التفاوض غير المباشر مفتوحًا لإنجاز وقف العدوان وإفشال أهدافه وفق ما يُحقّق مصلحة المقاومة والشعب والوطن وصَونَ سيادته واضعًا غالي ثقته بدولة الرئيس بري في إدارة التفاوض لتحقيق هذه المصلحة، وهو المعبِّرُ من موقعه الأخوي والرسمي عن وحدة الحال والمصير والمصالح والأهداف المشتركة بين حزب الله وحركة أمل والبيئة الحاضنة لهما ومصلحة وطننا لبنان.
لهذه الأسباب الرئيسية الأربعة التي ذكرنا، يصير الانتصار على العدو في هذه المرحلة مرًّا، إذ أنّ نَعلَ كل شهيد مقاوم أرفعُ شأنًا وأعلى مقامًا من كل الكيان الصهيوني غير الشرعي وقيادته العنصرية الإرهابية المتوحشة.
صحيح أنّ ثمن الانتصار على العدو باهظٌ ومرتفع، لكن يبقى أنّ حِفظ الكرامة وبقاء المقاومة ونهجها وصَونَ السيادة الوطنية أغلى وأهمُّ من كل التضحيات.
إنّ المقاومة حين تمنع العدو من احتلال الأرض ومن إنهاء وجودها ودورها وتحفظ سيادة البلاد وتحول دون تحقيق أوهام الكيان الصهيوني الغاصب ومَن وراءَه، بترسيم خارطة جديدة للشرق الأوسط حسب مشروعه، تكون قد أنجزت بثباتها وصمودها وبأس مجاهديها ما تعجز عنه جيوش أنظمة ودول في كثير من الأحيان. وحين تضع أنظمة الغرب الاستكباري ثقلها إلى جانب العدو الصهيوني وتدعمه بكل ما يلزم لتحقيق أهدافه، ورغم ذلك يفشل بسبب شجاعة وثبات وبأس المقاومة وقوة احتضان شعبها لها، فإنّ هذا هو انتصار عظيم رغم مرارة الخسائر والتضحيات التي بُذلت.
لأهلنا الأوفياء الشرفاء الذين حضنوا المقاومة وبذلوا معها التضحيات وتحمّلوا عن كل اللبنانيين مشقات النزوح والتدمير لبيوتهم وقراهم، أن يفخروا بقدرة أبنائهم الأبطال على إسقاط أهداف العدو الصهيوني ومن يدعمه، وكذلك على حفظ وحماية أرضهم وبلدهم وحريتهم وكرامتهم، بدل أن يَسوقَ العدو المتوحش وطننا ودولتنا واللبنانيين نحو الإذعان والاستسلام أو الإقرار بالشروط التي تجعل بلدنا محمية إسرائيلية كما كان يريد ويحلم أن يُنجزه في ما مضى عبر اتفاق الذل والعار في 17 أيار المشؤوم.
نعم، انتصرنا على العدو، وهزمنا مشروعه في لبنان، ونحن الذين يحق لنا التحدث عن البطولة والشهامة والوطنية بكل اعتزاز ورأس مرفوع، ولن يؤثر فينا من يستسهل الهوان والذل ويرتضي الإقرار بما يريد العدو أن يفرضه من أمر واقع على بلدنا ليلحقه بمشروعه التطبيعي الوضيع.
إنّ إعمار ما تهدّم أمرٌ مقدورٌ عليه، لكن الكرامة والشرف إذا سُلبا، فلن يكون ممكنًا استرجاعهما ولا حتى ترميمهما.
* رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد
اللواء:
.. وتحطمت أهداف العدوان عند الفجر: عودة النازحين
استفزازات إسرائيلية عند الحدود.. والجيش اللبناني يبدأ تعزيز انتشاره
27 ت2 2024 محطة زمنية للتاريخ في لبنان وعلامة تحفر في الزمن عن قوة الانتماء وأصالة الهوية الوطنية لكل طوائف البلد.
باكر الجنوبيون، والبقاعيون، وسكان الضاحية بالعودة الى منازلهم، ولو على الأنقاض، مع دخول وقف النار عند الرابعة من صباح اليوم، من دون استئذان، ملوحين بالآمال في أن تكون العودة ثابتة، مطمئنة، ترسّخ هوية انتمائهم الوطني، وتجعل من اتفاق الهدنة، مفتوحاً على الاستدامة، في ضوء ترتيبات انتشار الجيش اللبناني وفقاً لخطة وصفتها قيادته، مواكباً العودة بالتعليمات والتوجهات، لتدارك القنابل والألغام والمتفجرات، او الاصطدام بجنود الاحتلال في القرى الأمامية.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن قرار تعزيز عناصر الجيش والقوى الأمنية لأنتشارها في منطقة جنوب الليطاني يعود إلى الحكومة وهذا ما تمت الأشارة إليه في جلسة الحكومة.
ورأت المصادر أن الدور الأكبر في المرحلة المقبلة بعد إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل هو للجيش في ما خص بسط سلطته على مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب وفق كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مجلس الوزراء، واعربت عن اعتقادها ان وقف إطلاق النار يبقى خاضعا للأختبار بفعل النقاط الواردة فيه وهو ينطلق من التشديد مجددا على الألتزام بتنفيذ القرار ١٧٠١ بمندرجاته كافة .
وقالت انه يوما بعد يوم تتظهر الدوافع الأساسية وراء هذا الأتفاق.
إلى ذلك اعتبرت أن زيارة الموفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان تعد مؤشرا لتحريك الملف الرئاسي دون تحديد موعد حاسم لدخوله في فلك التنفيذ، على أن الكلام عن إنجازه يعني وجود رغبة لذلك لاسيما بعد قرار وقف اطلاق النار.
وسيعقد اجتماعا مع سفراء مجموعة الخماسية العربية – الدولية لإطلاق مسار الاستحقاق الرئاسي مجدداً وبدعم اميركي فرنسي بعد الدعم الذي نتج عنه قرار وقف الاعمال العسكرية في الجنوب وتنفيذ القرار 1701.
وافادت ان لودريان سيعقد لقاءات اليوم الخميس مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون وعدد من القيادات السياسية، وان البحث يجري في امكان انجاز الاستحقاقات من ضمن سلة واحدة، فيتم انتخاب رئيس جمهورية في اسرع وقت، وتُشكل حكومة تضع خطة اطلاق الاصلاحات المطلوبة دوليا لمساعدة لبنان.
مجلس النواب
ويعقد مجلس النواب اليوم جلسة تشريعية وعلى جدول اعماله 5 نقاط فقط، ابرزها التمديد لقائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية، على غرار ما حصل في العام 2023. واعلنت القوات اللبنانية انها ستشارك فقط في التمديد للعماد عون وقادة الاجهزة.
عملياً، بدأ لبنان تطبيق بنود الاتفاق، بعد اقرار خطة وضعتها قيادة الجيش في مجلس الوزراء حيث شارك في الجلسة وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
ولاحقاً، اعلنت قيادة الجيش انه باشر تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك استنادًا إلى «التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار ١٧٠١ الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة، ولا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».
في هذا السياق، تُجري الوحدات العسكرية المعنيّة عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني، حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها.
إذاً، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي فجر الأربعاء وفي تمام الساعة الرابعة، حيز التنفيذ. وباشر الجيش اللبناني انتشاره وفق الخطة المحددة في قرى الحدود الجنوبية بالتنسيق مع قوات اليونيفيل التي باشرت ايضا تسيير دوريات لها. فيما اقر مجلس الوزراء وبحضور الوزراء المقاطعين للجلسات العادية- الاتفاق الذي تسلمه لبنان باللغة الانكليزية.
وسألت «اللواء» وزير السياحة وليد نصار عن قراءة الحكومة للإتفاق وما يتضمنه من ايجابيات أوثغرات اوملاحظات عليه؟ فقال: اولا انه ليس اتفاقاً ليقره مجلس الوزراء لأننا حكومة تصريف اعمال بغياب رئيس للجمهورية.ولا احد يمكنه عقد الاتفاقات او لمعاهدات الدولية إلا رئيس الجمهورية حسب الدستور.
ما بحثناه اليوم إعلان عن آلية لتطبيق القرار 1701، وجرى نقاش بين الوزراء وبحضور قائدالجيش واتخذنا قرارا بالسير بتنفيذ القرار 1701 معطوفاً على التدابير التي تقررت في الإعلان الاميركي – الفرنسي بين الرئيسن بايدن وماكرون في ايلول الماضي، وعلى اساسه سنمشي بآلية التنفيذ.
وعما اذا اتفاق وقف اطلاق النار قد تضمن ثغرات او ملحقات سرية لا سيما بين الاميركي والاسرائيلي لا سيما حول حرية تحرك جيش الاحتلال عسكرياً بحجة الدفاع عن النفس ؟ قال الوزير نصار: لا..لا. هذا ما قرأناه والجميع قرأه، اما ماذا حصل بين الاميركي والاسرائيلي سيظهر والعبرة في التنفيذ.
وآلية التنفيذ تتضمن في البندين الاول والثاني ان اي جهة لها حق الدفاع عن النفس ان كان من لبنان ام من الجهة الاخرى.
ومن سيتولى الدفاع عن لبنان الجيش اللبناني ؟ اجاب نصار: طبعا الجيش… ماذا ينقصه جيشنا؟ عندما ينتشر الجيش في كل مناطق الجنوب ويكون مدعوما من الدول الصديقة باعتاد والعديد هو سيتولى الدفاع عن لبنان ويفرض سلطته عل كل الاراضي اللبنانية.
وحول ضعف امكانات الجيش حالياً، قال الوزير نصار: عندما يتوافر القرار السياسي يصبح للجيش فوراً الامكانات من عتاد وعديد.
وقال الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين: لسنا امام هدنة لـ60 يوماً، بل امام وقف دائم للنار، لكن امام الجيش اللبناني 60 يوماً للإنتشار جنوباً.
واكد هوكشتاين ان على اللبنانيين ان يقوموا بدورهم، وعلى المجلس النيابي ان يجتمع لانتخاب رئيس، ومن ثم تمثل كل الطوائف بتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات واعداً بتقديم الدعم الاقتصادي للبنان بهدف ازدهاره.
مجلس الوزراء
وكان اخذ مجلس الوزراء أخذ علما بمضمون الاتفاق لوقف اطلاق النار واعلن الموافقة عليه، كجزء من الإلتزام بمندرجات القرار 1701، وأكد الرئيس نجيب ميقاتي اننا « نعيش لحظات استثنائية، والمسؤولية كبرى علينا جميعا، ولفت إلى أننا «ملتزمين بتطبيق قرار 1701 وتعزيز حضور الجيش في جنوب لبنان»، مطالبا «إسرائيل بالانسحاب من كل المناطق التي احتلتها».
رأس ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي، شارك فيها وزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، الدفاع موريس سليم، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الشؤون الادارية نجلا رياشي، السياحة وليد نصار، الاتصالات جوني القرم، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الاشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والاقتصاد أمين سلام، كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية. وشارك في جانب من الجلسة قائد الجيش العماد جوزاف عون.
ووزع ميقاتي على الوزراء نسخة عن اتفاق وقف إطلاق النار لمناقشته.
وفي بداية الجلسة، نوّه رئيس الحكومة بالتضامن الوطني ثم وزع نسخة من تفاهم وقف إطلاق النار على الوزراء باللغة الانكليزية كما تلقاها بالأمس.
وطلب من قائد الجيش خلال جلسة مجلس الوزراء عرض الخطة لاستكمال انتشار الجيش اللبناني في الجنوب مشدداً على عبارة «استكمال» وليس «بدء»، وبدوره اشار العماد عون الى ان عدد شهداء الجيش جراء العدوان الاسرائيلي وصل إلى 46.
وصدر حضر جلسة مجلس الوزراء، وتم التشديد على الالتزام بتنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة.
كما أكد المجلس مجددًا على قراره رقم 1 تاريخ 11/10/2023 في شقّه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 تاريخ 11 آب 2006 بمندرجاته كافة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني وفقًا للترتيبات المرفقة، والتي تمّت بمشاركة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من هذا القرار من حيث أخذ المجلس علمًا بها والتوافق على مضمونها. كما واستنادًا إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وفقًا للاصول إلى مجلس الوزراء.
وأكد الوزير سليم من السرايا الحكومية حيث شارك في الجلسة ان «الكلام عن حرية التحرك للعدو الاسرائيلي في لبنان يناقض مضمون ما نشر في الاتفاق المؤلف من ثلاثة عشر بندا، والذي لا ينص على هذا الموضوع».
ميقاتي للعائدين: عدم التسرع
وقال الرئيس ميقاتي في بيان له امس: تابعت منذ فجر امس مشاهد قوافل النازحين العائدين الى قراهم وبلداتهم في مختلف المناطق اللبنانية، ولا سيما في الحنوب، وهي تؤكد تمسك اللبنانيين بارضهم وترابهم وقيمهم. وإننا نتطلع في الايام المقبلة الى البدء بتنفيذ خطة الجيش لتعزيز انتشاره في الجنوب بما يمكّن جميع النازحين من العودة التدريجية الى منازلهم وقراهم.
وفي هذه المناسبة فاننا نناشد جميع العائدين كما الذين لا يزالون صامدين في منازلهم، عدم التسرع وانتظار توجيهات قيادة الجيش حفاظا على أمنهم وسلامتهم.
بري: اللحظة ليست للمحاكمة
وقال الرئيس نبيه بري ان اللحظة ليست لمحاكمة مرحلة، اللحظة هي امتحان لكل لبنان، وللشيعي قبل اي لبناني آخر، ودعا الى الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية لا يكون تحدياً لاحد، بل يجمع ولا يفرق، مشيراً الى ان «شعبنا تمكن من إبطال مفاعيل العدوان الإسرائيلي الذي توقفت اليوم كرة ناره لندخل في مرحلة جديدة».
وتوجه “بالشكر إلى البيئة الحاضنة للنازحين لتجسد وجه بلحمته وتضامنه والذي كان بلدنا بأمس الحاجة إليه”، مؤكدا ان «هذه المرحلة كانت الأخطر على لبنان الذي هدده العدوان بكل مقوماته وحانت لحظة الحقيقة لوحدة لبنان»، مشيرا إلى أن «الدماء الغالية جداً التي سالت تستدعي حفظ لبنان واحداً قادراً على الخروج أكثر ثباتاً ومنعة ووحدة».
كما دعا «كل أهلنا النازحين الذين قاوموا المخرز صموداً في كل مناطقنا والدول الشقيقة التي استضافتهم إلى العودة»، مضيفا: «عودوا إلى مناطقكم وأرضكم «وديعة الشهداء» التي انغرست قاماتها فيها فأينعت نصراً ليعود المجد إليها».
وحظي وقف النار بدعم عربي ودولي واسع، فقالت الخارجية السعودية: نأمل في تنفيذ القرار 1701 وحفظ سيادة وأمن واستقرار لبنان، وامل وزير خارجية إيران «أن يصمد اتفاق وقف النار في لبنان ويصبح دائمًا».
عودة النازحين وفتح الطرقات
وعمّت الاحتفالات منطقة الضاحية الجنوبية ابتهاجاً بعودة اهاليها اليها، واطلقت العيارات النارية والمفرقعات ورفعت الاعلام وجابت مسيرات كبيرة بالدراجات لنارية احياء المنطقة وحمل سائقوها وراكبوها اعلام المقاومة وهم يُكبّرون ويهتفون بالنصر. كما أطلق أهالي النبطية صباح اليوم الأربعاء، المفرقعات النارية في ساحة المدينة، احتفالاً بالعودة.
وفور بدء تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في الرابعة من صباح اليوم، وكما في العام 2006، انطلق الاف الجنوبيين الى مدنهم وقراهم، رجال ونساء واطفالا،غير آبهين بإنذار جيش الاحتلال لهم بعدم العودة. من صيدا بوابة الجنوب، الى صور وقراها، والناقورة وقرى المواجهة في البياضة واللبونة وقرى القطاع الغربي، الى النبطية وقراها، بنت جبيل، الى كفر كلا وبوابة فاطمة رمز الارادة التي لا تقهر، ثم الى الخيام التي تراجع عن مداخلها العدو.
وتفقد وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميه صباح امس الباكرمنطقة الضاحية الجنوبية انطلاقا من جسر حارة حريك، واعلن أن ورش الاشغال بدأت عند الساعة السابعة من صباح اليوم، بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، فتح الطرق بدءا من جسر حارة حريك.
كما بدأت قوافل سيارات العودة بالتوافد من مناطق النزوح والإيواء والإستضافة، الى مدن وبلدات منطقة بعلبك وقرى البقاع الاخرى منذ الصباح الباكر. وعلى الرغم من سلسلة غارات العدو التي تواصلت على مدى أكثر من 12 ساعة وحتى مشارف الموعد المحدد لوقف إطلاق النار.
فتح طريق والبقاع المصنع
وبالتوازي امام المد البشري العائد، تفقد الوزيرحمية عند الأولى من بعد الظهر، أعمال ورش متعهدي الوزارة على طريق المصنع المعبر الحدودي اللبناني السوري. وقال: ان ورش متعهدي وزارة الأشغال العامة والنقل بدأت العمل على ترميم طريق المصنع لإعادة حركة السير عليه. كذلك بدأت ورش الوزارة بالكشف على المعابر الحدودية البرية في الشمال، العبودية، العريضة، البقيعة لتقييم اوضاع الجسور التي أصبحت خارج الخدمة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، للبدء بالإجراءات اللازمة.
واعطى حميه التوجيهات لمراكز جرف الثلوج بفتح الطرق ليتسنى للمواطنين التوجه إلى بلداتهم وقراهم الى منطقة بعلبك الهرمل والمناطق اللبنانية كافة.
وقال حمية: إن وزارة الأشغال العامة تقوم بإعادة فتح الطرق على كامل الجغرافيا اللبنانية كي لا تبقى أوصال الوطن مقطعة، وإفساحاً في المجال أمام عودة النازحين. واوضح ان النازحين اللبنانيين إلى سوريا بدأوا بالعودة إلى لبنا، وان ما ينطبق على المطار ينطبق في الأساس على المعابر البرية والبحرية.
وفي الخيام تعرض الاهالي في بلدة الخيام الحدودية والذين توجهوا صباحاً لتفقد منازلهم لاطلاق نار مباشر من قبل جنود اسرائيليين، لا يزالون في البلدة.
وقالت اليونيفيل في بيان لها سنواصل اداء المهام المنوطة بنا، وبدأنا في تعديل عملياتنا بما يتلاءم مع الوضع الجديد.
وخرق العدو الاسرائيلي ظهر امس إتفاق وقف اطلاق النار، بقصف مدفعي طال بلدة عيتا الشعب الحدودية، للمرة الأولى من إعلان وقف اطلاق النار بحسب اتفاق الهدنة.
وافيد بعد الظهر ان القوات الاسرائيلية في بلدة الخيام اطلقت النار على مجموعة من الصحافيين خلال تغطيتهم عودة الأهالي والانسحاب الاسرائيلي من البلدة، مما ادى الى اصابة اثنين من المصورين بجروح مختلفة، وقد ونقلا إلى مستشفى حاصبيا لتلقي العلاج.
وفي هذا الشأن، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية بأنّ «ثماني مركبات تابعة لحزب لله، ودراجة نارية، وصلت إلى قرية كفركلا، حيث المباني المهدّمة، وأطلق الجيش الاسرائيلي طلقات تحذيرية لإبعادهم». وقال الجيش الإسرائيلي: «أطلقنا النار على مركبات في لبنان مع مشتبه بهم في منطقة محظورة».
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عصر امس الأربعاء، اعتقال 4 لبنانيين «مشتبه بهم اقتربوا من قواته جنوبي لبنان».
وقالت القناة 13 الإسرائيلية:أن الجيش الإسرائيلي قتل عددا من المشتبه بهم بعدما اقتربوا من قواته في جنوب لبنان.
اضافت:الجيش لن ينسحب في هذه المرحلة وسيواصل العمل في نفس المواقع وفق الاتفاق، ولا نزال نبحث عن الوسائل القتالية جنوب لبنا.ن ونواصل عمليات هندسية. وقال المتحدث باسم جيش العدو: أن قوات الفرقة 146 تنتشر في جنوب لبنان وتراقب أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار
وأعلن مكتب بنيامين نتنياهو، أنّ «رئيس الوزراء الإسرائيليّ ووزير الدفاع أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيليّ بعدم السماح للسكان بدخول القرى القريبة من الحدود في جنوب لبنان».
وأضاف مكتب نتنياهو: «أنّ الجيش الإسرائيلي اعتقل 4 من عناصر حزب لله منهم قائد محلي بعد أن دخلوا منطقة محظورة».
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان تعطيل كاتس (وزير الدفاع الاسرائيلي) الدراسة في الشمال اليوم جاءت رداً على اغتيال الجيش الاسرائيلي عناصر من حزب لله اليوم، تقدموا الى القرى الأمامية.
شكوك في اسرائيل
وفي الداخل الفلسطيني المحتل، ذكرت «القناة 12» العبرية: ان اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان والوضع الحالي في الميدان يزيلان النوم من عيون سكان الشمال وهناك شك في عودتهم وشعورهم بالأمان في هذا الوضع.
بالمقابل اكدت المقاومة الاسلامية ان مجاهديها، ومن مختلف الاختصاصات العسكرية سيبقون على أتم الجهوزية للتعامل مع اطماع العدو الاسرائيلي واعتداءاته، وان اعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوات العدو الى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد، دفاعاً عن سيادة لبنان.
كما اكدت المقاومة الاسلامية استمرار وقوفها الى جانب المظلومين والمستضعفين والمجاهدين في فلسطين بعاصمتها القدس الشريف.
قماطي: تشييع السيدين استفتاء
زار نائب رئيس المجلس السياسي في حزب لله محمود قماطي، بعد ظهر اليوم، ميدان الشهداء في الضاحية الجنوبية تحت جسر اوتوستراد الشهيد هادي نصر لله، وتحدث موجها تحية الى «روح الشهيد السعيد المقدس السيد نصر لله والشهيد السيد هاشم صفي الدين والشهيد الشيخ نبيل قاووق والقادة الجهاديين».
وقال في كلمته: انتصرنا حيث أن العدو لم يحقق أي هدف من أهدافه، ولم يستطع أن يتقدم عند الحدود الأمامية في الجنوب، ان صمود المقاومة في الجنوب أفشل العدوان ليس عن لبنان فقط بل عن الشرق الأوسط.
ووجه قماطي تحية الى «بيئة المقاومة التي سنكون أوفياء لها»، مؤكدا اننا «سنعيد إعمار ما تهدم في كل لبنان».
وقال: اننا نُحضّر لتشييع السيدين نصر لله وصفي الدين وسيكون استفتاء سياسيا ورسميا وشعبيا لتبني المقاومة.
واوضح قماطي: ان موضوع الأسرى، موضوع جدي وأساسي وسنتابعه باهتمام
وردا على سؤال، قال:»نركز اليوم على وقف العدوان على لبنان وقد توقف وشروطنا قد فرضت أيضا. أما ما يتعلق بمواضيع أخرى سنعطي رأينا بها لاحقا.
وأعلن «اننا نمد أيدينا الى شركائنا في الوطن لنبني لبنان أجمل مما كان»، وقال: فلسطين قضيتنا الأساسية وقضية العرب ولن نتركها».
إصلاح اعطال الكهرباء
وفي اطار العودة الى الحياة الطبيعية دعت مؤسسة كهرباء لبنان المجتمعين الدولي والعربي، ومؤسسات التمويل الدولية وصناديق التمويل العربية، الى تقديم الدعم للاسراع في عمليات الاصلاح، واعادة تأهيل الشبكة الكهربائية على مستوى البلاد.
وكانت المؤسسة اعلنت انه مع توقف الاعمال العدائية للعدو الاسرائيلي، بدأت على الفور باطلاق عمليات اصلاح ومسح شاملة في مختلف المناطق المتضررة وتقييم حجم الاضرار التي لحقت بالشبكة.
وأكدت المؤسسة ان هدفها الأساسي كان ولا يزال في هذه المرحلة الصعبة والحساسة هو الحفاظ على استمرارية التغذية لأطول فترة ممكنة بحدود 4 إلى 6 ساعات يوميا، وتزويد المرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، مراكز إيواء وإغاثة، مستشفيات، إدارات رسمية…) في الطاقة الكهربائية لتسيير شؤون البلاد بما يسمح بعبور وتخطي المرحلة في أقل الخسائر الممكنة.
المصدر: صحف