الصحافة اليوم: 18-10-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم: 18-10-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة في 18-10-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

صحيفة الاخباريومنا الحالي ويومهم التالي

ابراهيم الأمين

المصطلحات في عالم السياسة جزء أساسي من السرديات التي تقدّمها الجهات المنخرطة في معركة كبيرة. لا حاجة إلى العودة بعيداً في التاريخ. تذكّروا فقط أنه بعد الأسابيع الأولى على إطلاق العدو حرب الإبادة في غزة، خرج من يدعونا إلى التفكير في «اليوم التالي».
ومع مزيد من التدقيق، يمكن العثور فوراً على هذا العنوان كإحدى حيل رعاة العدو وحلفائه للهروب من مسؤولية وقف الإبادة، وكعنوان للأمل لدى عملاء العدوين الأميركي والإسرائيلي ممن ينتظرون حصاد الحرب.

تقوم فكرة «اليوم التالي» على تغيير شامل في المشهد، انطلاقاً من فكرة أنّ كل ما كان موجوداً قبل الحرب لا يجب أن يبقى ويستمر بعدها. وهو ما يعني، فعلياً، الاستسلام الكامل للعدو.

في غزة مثلاً، فإن من سارعوا إلى إطلاق ورشة «اليوم التالي» يتصرفون وكأن المقاومة سقطت وولّى زمنها. وهم عندما يتحدثون عن «اليوم التالي»، يريدون من الناس أن ينشغلوا بـ«يومهم التالي» عن أي نقاش حول «يومنا الحالي».
فهم بعدما أعفوا أنفسهم أصلاً من مهمة الانخراط في مقاومة العدو، يروّجون لفكرة أنّ الناس ليسوا معنيين بفعل أي شيء من أجل «يومهم الحالي».

كل ذلك، يوجب حسم النقاش بصورة مطلقة الآن، والتصرف وفقاً لقاعدة ثابتة، تقول إننا في قلب معركة «اليوم الحالي»، ولسنا معنيين، على الإطلاق، بكل نقاش حول «اليوم التالي». فهو عنوان يخص الأعداء، وبرنامج من يريد نقل البلاد من ضفة إلى أخرى، والتقاعس عن دوره في «اليوم الحالي»، وهذا ليس دورنا.
«اليوم الحالي» يوم مفتوح، وهو عبارة عن أيام طويلة عنوانها الوحيد: المقاومة والصمود. وكل من يجد نفسه معنياً بالانخراط في معركة المقاومة ضد هذا الجمع الكبير من الأعداء، عليه أن لا ينجرّ إلى نقاشهم، ولا إلى تصوراتهم التي تُقدّم وكأنها حقائق قائمة. بل أنْ يبقى مركّزاً على متطلبات «يومنا الحالي».
وهي متطلبات ترسم شكل مشاركتنا ونوع مساهمتنا في هذه المقاومة المقدّسة. أما من يريد الهروب من هذا الاستحقاق، فهو ينتمي إلى «يومهم التالي» الذي لا وجود له سوى في مخيّلتهم، خصوصاً أن هؤلاء أنفسهم يعرفون أن لا شيء يرسم المستقبل غير حاضرنا الذي نعيشه ونصنعه نحن.

وكما في غزة، كذلك في لبنان، إذ لم تكد أيام قليلة تمضي على إطلاق العدو معركته الوحشية ضد لبنان، حتى خرج علينا أتباع المشروع المعادي بسؤالهم عن «اليوم التالي». وهم يتصرفون، بحنق وحقد، على أساس أنّ العدو ربح الحرب، وأن كل ما يجري الآن من مقاومة جهد لا جدوى منه.
ولدى التدقيق في ما يريدونه من «اليوم التالي»، سنجد أنهم يعودون إلى الطموحات والأحلام نفسها التي واجهناها منذ قيام هذا الكيان الوحش، والتي فشل العدوّان الأميركي والإسرائيلي في تحقيقها على مدى عقود، وشنّا لأجلها كل الحروب. لكنهم، على طبيعتهم، يعاودون الكرّة، ويعتبرون استمرار المقاومة «إنكاراً ومكابرة»، وهم يفعلون ذلك، بوقاحة كبيرة، كون مشروعهم قائماً أصلاً على فكرة أن لا جدوى من المقاومة، وأن كلفتها باهظة لا قدرة لنا على تحمّلها، ولا تجلب لنا سوى الدمار والخراب.
ويحاولون إقناع الناس بأن المعركة حُسمت، ويدعونهم إلى استسلام كامل. وبعضهم سبق أن دعا إلى الاستسلام باعتباره «فعلاً خلاصياً»، وهذا جوهر ما يريده الأعداء.

تعيش بلادنا اليوم حالة مقاومة، ومن سقط منذ زمن يحاول إقناعنا بالاستسلام للخلاص، ويتصرف كما فعل سابقاً بأن المعركة انتهت بانتصار العدو

لكن، هلّا سأل هؤلاء العدو نفسه عن تصوّره لـ«اليوم التالي»؟ وهل يمكن لأحد العثور على تصوّر فعلي لهذا اليوم لدى العدو؟ هل من نقاش جدي لدى العدوّين الأميركي والإسرائيلي حول مستقبلهم هم في «اليوم التالي».
بالتأكيد لن تعثروا على شيء من هذا النقاش. لماذا؟ لأنهم لا يعتبرون أنفسهم معنيين بـ«اليوم التالي»، فهم وضعوه كوصفة للآخرين، وليس لمستقبلهم، ويتصرفون على أساس أنهم سيخرجون من الحرب منتصرين.

أما ما يقوم به الأعداء في «يومنا الحالي»، فهو قيادة أشرس معركة ضد أقوى ظاهرة مقاومة للاحتلالين الأميركي والإسرائيلي لمنطقتنا وبلادنا. ولدى هؤلاء إستراتيجية وحيدة تقوم على القتل كوسيلة وحيدة لإنهاء الآخر، فتكون الإبادة المباشرة كما يحصل الآن في غزة ولبنان، أو قتل الروح، وجعل الناس مجرد ماكينات وأرقام في عالم يسيطر عليه هذا الوحش الرأسمالي الذي يمر بأكثر مراحله قساوة وقذارة، كما هي حال الهائمين بالتطور والتقدم في محميات الغرب.

أما نحن، فلسنا خارج التاريخ، و«يومنا الحالي» الذي نهتم به، هو إرث ما ناضل واستشهد لأجله كل الذين مضوا، وهو الطريق إلى مستقبلنا كما نريده نحن لأنفسنا. وهو ما يجعلنا نقبل على خيارات فيها الكثير من التعب والتضحيات، لكن فيها ما هو أكثر من حرية حقيقية من هذا الاستعباد.

و«يومنا الحالي»، هو اليوم الذي يفرض علينا تحديات كبيرة. كما يفرض جدول أعمالنا، وبنوده محصورة في حفظ المقاومة، وضمان استمرارها، والسعي إلى حمايتها، جسماً وناساً وأدوات إنتاج. وكل ما ننجزه في «يومنا الحالي»، هو ما يُجهز على «يومهم التالي».

أما من يعتقد بأنّ هذه الحرب ستمنح الأعداء فرصة للبقاء طويلاً، فهو لا يعرف معنى التضحيات التي تُبذل اليوم. وما يقوم به المقاومون هو الفعل الحقيقي الذي ينتمي إلى «اليوم الحالي». هو اليوم الذي يصنع أيامنا التالية، على صورة من مضى من الشهداء!

تدمير 6 دبّابات وقتل 5 جنود وإصابة ثمانية: المقاومة تعلن الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعدية

تتواصل الاشتباكات والمواجهات بين المقاومين وقوات العدو الإسرائيلي في القطاع الغربي، خصوصاً في محور القوزح – رامية – عيتا الشعب، وقد كشفت، حتى مساء أمس، عن مقتل 5 جنود وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة باعتراف العدو. وفي تفاصيل المقتلة المذكورة، فقد دخلت قوة من لواء «غولاني» النخبوي، في الخامسة عصر أول من أمس، إلى مبنىً، وبعد نحو نصف ساعة، اقتحم 4 مقاومين المبنى الذي تمركز فيه الجنود واشتبكوا معهم من مسافة قريبة جداً، ما أسفر عن مقتل وجرح القوة الإسرائيلية.

وبحسب مراسلة إذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كدوش، فإن جيش العدو يحقّق في الحدث، إذ إن «المبنى الذي خرج منه المقاتلون الأربعة، تمّ قصفه مرات عدة من قبل القوات الإسرائيلية، كما هُدم جزء منه بواسطة جرافة D9قبل أن تخضعه القوة لتفتيش دقيق، وكل ذلك قبل أن يخرج المقاتلون الأربعة من المبنى نفسه».

واستغرق إخلاء جرحى «غولاني» ووصولهم إلى مستشفى رمبام، نحو ساعة، واحتاج ذلك إلى تغطية نارية كبيرة ومكثّفة. وبذلك، ترتفع الخسائر في جنود وضباط العدو، منذ بداية الأسبوع الجاري فقط، إلى 10 قتلى وأكثر من 150 جريحاً.

وفي موقع قريب، في اللبّونة، استهدفت المقاومة خلال 24 ساعة، 4 دبّابات ميركافا بالصواريخ الموجّهة، وشوهدت تتفجّر وتحترق على شاشات التلفزة من مواقع بعيدة. ومساء أمس، استهدفت المقاومة دبابتي ‌‏ميركافا في موقع جلّ الدير، قرب مستعمرة أفيفيم، مقابل بلدة مارون الرأس، علماً أن هذه المنطقة ملاصقة للخط الأزرق الحدودي، وبعيدة عن البلدات والمناطق المسكونة وتغلب عليها الغابات والحقول الزراعية، وتُعدّ منطقة سهلة للتقدّم أمام العدو، إلا أن المقاومين كانوا في انتظار دبابات العدو في الأمتار الأولى داخل لبنان، ليرتفع عدد آليات العدو التي دُمّرت واحترقت منذ بداية الأسبوع الحالي فقط، إلى 9 دبابات ميركافا، و4 جرافات عسكرية.

ورغم فشله في التقدّم إلى عمق البلدات الحدودية في القطاع الشرقي، واكتفائه بالتموضع بقوات قليلة في أطرافها، أو التوغّل داخلها ثم الخروج سريعاً، زجّ جيش العدو الإسرائيلي بفرقة خامسة في الحرب، هي الفرقة 210، التي تنتشر في الجولان السوري المحتل وفي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، موسّعاً بذلك محاور التوغّل، فضمّ محور مزارع شبعا، من دون أن يقوم بأعمال كبيرة هناك حتى الآن.

كما واصل جنود العدو محاولات التقدم في العديسة ورب ثلاثين وبليدا ومركبا، لكنّ ضراوة الدفاع منعتهم من تحقيق أي تقدّم، وأوقعهم المقاتلون في كمائن متنقّلة، وجعلوهم عرضة للصواريخ والقذائف المدفعية على طول مسارات تقدّمهم، وحتى في مواضع تحشّدهم. وبحسب «غرفة عمليات المقاومة»، فقد «استقدم جيش العدو الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية عند الحافة الأمامية قرب الحدود اللبنانية – الفلسطينية، 5 فرق عسكرية تضم أكثر من 70 ألف ضابط وجندي ومئات الدبابات والآليات العسكرية.

في المقابل كان المئات من مجاهدي المقاومة الإسلامية بكامل جهوزيتهم واستعدادهم للتصدّي لأي توغل بري إسرائيلي باتجاه قرى جنوب لبنان».

غرفة عمليات المقاومة: 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح وتدمير 20 دبابة وإسقاط مُسيّرتين منذ بدء الهجوم البري

كذلك، شنّت المقاومة هجمات صاروخية ومدفعية مكثّفة وبصواريخ «نوعية»، استهدفت مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك كريات شمونة وكفر فراديم ومسكفعام وراموت نفتالي وأفيفيم وكفرجلعادي وشتولا، إضافة الى تجمّعات جنود العدو بين العديسة وكفركلا وبليدا ووادي قطمون في محيط رميش. كذلك استهدفت المقاومة مواقع وتحشّدات العدو في مزارع شبعا المحتلة.

وأشار بيان صادر عن «غرفة عمليات المقاومة» أمس، إلى أن «القوة الجوية» في المقاومة، تواصل وبتدرّج يتصاعد يوماً بعد يوم، استهداف قواعد العدو العسكرية من الحدود إلى العمق، بمختلف أنواع المُسيّرات الانقضاضية، «ومنها النوعية التي تُستَخدم للمرة الأولى، عدا مهمّات الاستطلاع وجمع المعلومات». أما «وحدة الدفاع الجوي»، فيتصدّى مجاهدوها للطائرات العسكرية الإسرائيلية، الاستطلاعية منها والحربية، حيث تمكّنوا من إسقاط طائرتي استطلاع من نوع «هرمز 450».

وفي حصيلة كلّية، بحسب المقاومة، «بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مجاهدو المقاومة الإسلامية، حوالي 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح من ضباطه وجنوده، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، و4 جرافات عسكرية وآلية مدرّعة وناقلة جند، وإسقاط مُسيّرتين من نوع هرمز 450». علماً أن «هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة».

وبناءً على توجيهات قيادة المقاومة، أعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية «الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة».

الغرب يُطنش زيلينسكي: أوكرانيا أقرب إلى الهزيمة؟

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن قواتها استولت على قريتين إضافيتين في أجزاء مختلفة من شرق أوكرانيا، إحداهما تقع على بعد كيلومترات فقط من مدينة باكروفسك، المركز اللوجستي والاقتصادي البالغ الأهمية بالنسبة إلى أوكرانيا. وجاء ذلك بعدما نشر زيلينسكي، أخيراً، «خطة نصر»، لا تختلف كثيراً عن تلك التي طرحها في عام 2022، وتهدف، هذه المرة، إلى محاولة «إحياء» زخم واشنطن وحلفاء كييف الأوروبيين، وتُعدّ، طبقاً لمراقبين، مؤشراً واضحاً إلى أنّ أوكرانيا باتت مستنزفة إلى حدّ كبير، بل قد تكون حتى قاب قوسين وأدنى من «خسارة» الحرب. وتشمل هذه الخطة خمس نقاط أساسية، أبرزها انضمام أوكرانيا إلى «الناتو»، وإرسال المزيد من الأسلحة سريعاً مع رفع القيود المفروضة عليها في ما يتعلق بضرب الأراضي الروسية، وتنمية الردع من خلال نشر حزمة ردع استراتيجية شاملة غير نووية على الأراضي الأوكرانية. على أن اللافت أنّ «خطة النصر» قوبلت بصمت غربي تام، فيما وصفها «معهد كاتو» الأميركي، في تقرير، بأنها «ضرب جديد من الخيال»، معتبراً أنّ النقطة التي يجب البدء منها في تقييم تلك الخطة هي «الحقيقة الوحشية، إنما التي لا مفر منها»، حول أنّ «أوكرانيا تخسر الحرب في الوقت الحالي». ويتابع التقرير أنّ توغل القوات الأوكرانية في كورسك شكّل «لحظة نشوة عابرة»، لكنه فشل في تشتيت انتباه عدد كافٍ من القوات الروسية عن الأراضي الأوكرانية، نظراً إلى أنّ هذه القوات تواصل «التكيّف»، وتحقيق التقدم. ويردف أصحاب هذا الرأي أنّه بالنظر إلى نقاط ضعف أوكرانيا المتجذرة في ما يتعلق بالسكان والحجم الاقتصادي والقوة العسكرية، فكلما استمرت الحرب لفترة أطول، سيزداد الوضع سوءاً بالنسبة إليها، فيما لا يبدو أنّها ستنتهي «في أي وقت قريب».

وعلى الجانب الروسي، علّقت موسكو على «خطة النصر» بالإشارة إلى أنّ الأخيرة تهدف إلى دفع «الناتو» إلى الدخول في صراع مباشر مع روسيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الأربعاء، إن الخطة التي وضعها زيلينسكي ستؤدي إلى كارثة للشعب الأوكراني، معتبرة أنّها ليست خطة، «بل مجموعة من الشعارات غير المتماسكة». وكان الكرملين اعتبر في وقت سابق، أنه من المبكر التعليق بالتفصيل على طرح زيلينسكي، لكنه رأى أن كييف تحتاج إلى «الاستفاقة»، وإدراك عدم جدوى السياسات التي تتمسّك بها.

قوبلت «خطة النصر» الأوكرانية بصمت غربي

وبالعودة إلى الميدان، تورد مجلة «فورين بوليسي»، في تقرير، أنّ باكروفسك، المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها نحو 80 ألفاً، كانت هدفاً للحراك الروسي العسكري الذي بدأ في تموز، مشيرة إلى أنّ القوات الروسية تقترب ميلاً بعد ميل من المدينة يومياً. وإذ تُعتبر باكروفسك مركزاً رئيساً للوجستيات والنقل للعمليات العسكرية الأوكرانية في شرق أوكرانيا، وبوابة لغزو ما تبقّى من مقاطعة دونيتسك، وربما تحقيق أهداف أكبر، من مثل الاستيلاء على دنيبرو، رابع أكبر مدينة في أوكرانيا قبل الحرب، فإنّ سقوطها سيكون له تأثير أكثر «إيلاماً» على أوكرانيا من ناحية أخرى؛ فطبقاً للتقرير، تُعدّ المدينة مصدر معظم الفحم المستخدم في صناعة الصلب والحديد في البلاد، والتي كانت ذات يوم العمود الفقري للاقتصاد الأوكراني ولا تزال ثاني أكبر قطاع، على الرغم من انخفاض الإنتاج إلى أقل من ثلث مستوياته مقارنة بما قبل الحرب. ويُعتبر ذلك الفحم المعدني ضرورياً لإنتاج ما يُعرف بالحديد الغُفْل، الذي يغذي غالبية الأفران الفولاذية القديمة في أوكرانيا وجزءاً كبيراً من صادراتها الصناعية. كما تدفع كييف من عائدات صناعة الصلب الصحية جزءاً كبيراً من الضرائب، ما يساعد على تمويل الاقتصاد الذي أصبح، هذه الأيام، يعمل «يوماً بيوم». وتنقل المجلة عن ستانيسلاف زينتشينكو، الرئيس التنفيذي لمركز «جي إم كيه» للاستشارات الصناعية ومقره أوكرانيا، قوله إنّه «من دون مصانع الصلب، فإنّ الاقتصاد الأوكراني سيحتضر».

مساعٍ فاشلة

وفي خضمّ هذه التطورات، وعلى الرغم من أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن، في الأيام الماضية، عن حزمة مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 425 مليون دولار، خلال اتصال مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قبل الاجتماع المقرّر في برلين مع قادة أوروبيين والمخصص لبحث الحرب في أوكرانيا، فإنّ مخاوف زيلينسكي في ما يتعلق بالمساعدات، تتزايد مع اقتراب الانتخابات الأميركية واحتمالية فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، فيها، ومع بدء عدد من الدول في أوروبا «تقنين» التزاماتها المالية إزاء أوكرانيا، إذ أعلن وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، في حديث إلى المشرّعين، الإثنين، أنّ فرنسا لن تفي بتعهدها بالتبرع بما يصل إلى 3 مليارات يورو من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وأنّ تلك المساعدات ستقتصر «على حوالى ملياري دولار».

ويأتي ذلك فيما تتعرض فرنسا لضغوط لخفض عجزها، الذي قد يصل إلى 6% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، بحسب صحيفة «بوليتيكو». على أنّ فرنسا ليست الدولة الوحيدة التي تواجه ضغوطاً على ميزانيتها؛ إذ يبحث صنّاع السياسة في ألمانيا، وهي أكبر مانح أوروبي للمساعدات لأوكرانيا، خفض الدعم إلى النصف، العام المقبل، وخفض الإنفاق. كما زادت زيارة زيلينسكي لمصنع ذخيرة في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، من نقمة الجمهوريين على الرئيس الأوكراني، بعدما اعتبروا أنّ زيارته هذه تُعدّ بمثابة «تلاعب سياسي». وعلى خلفية تلك الخطوة، دعا رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، نهاية الشهر الماضي، إلى سحب السفير الأوكراني في الولايات المتحدة، معتبراً أنّه يأمل أن يؤدي «فوز ترامب في الانتخابات القادمة إلى وضع حد للحرب» الدائرة في أوكرانيا.

اللواء:

صحيفة اللواءالاحتلال يعترف بتزايد «خسائره الحدودية».. وتحضير ملف لبنان لمؤتمر باريس

طغت المعلومات التي بثتها الوسائل الاسرائيلية، وتبناها الجيش الاسرائيلي، وأحيط الرئيس الأميركي جو بايدن علماً، وكذلك رئيس وزراء الكابينت الحربي بنيامين نتنياهو، في ما خص استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، بمواجهة مباشرة مع قوة عسكرية في رفح، على ما عداها، في تطور كبير، ولكنه ليس حاسماً، على صعيد جبهة الحرب في غزة، وعموم جبهات الحرب الأخرى لا سيما الحرب في لبنان، حيث تلحق المقاومة ضربات «متعبة» و«قاسية» عند حدود التماس الجنوبية، ومحاور الممتدة من الناقورة الى قرى وبلدات القطاع الاوسط والشرقي.

وهكذا، اتضح من مسار الاتصالات المحلية والدولية الجارية لوقف العدوان الاسرائيلي وحسب معلومات «اللواء»، انها لم تصل الى اي نتيجة بل زاد الكيان الاسرائيلي عدوانه التدميري على كل المناطق اللبنانية تقريباً من دون تمييز بين مدني ومسعف ورجل اطفاء وطفل ومسن وامرأة وبين غير مدني، بدليل مواقف الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي مؤخراً التي اكدت بشكل مباشر وغير مباشر الانحياز الاميركي وبعض الاوروبي لكل ما تقوم به اسرائيل من عدوان جوي يدمر البشر والحجر وتوجيه المزيد من الانذارات للقرى التي تستضيف نازحين وآخرها مساء امس انذار بإخلاء مبنى في الوردانية في اقليم الخروب ما اضطر الكثير من سكانها الى اخلائها وبعض بات ليلته في السيارة في بلدات قريبة مثل كترمايا حسب ما افاد احد الاهالي لـ «اللواء».

وحسب المعلومات، لم يسفر حراك السفراء العرب والاجانب المعتمدين في لبنان عن اي جديد، وقال مصدر رسمي لـ «اللواء»: ان احداً لم يحمل شيئاً جديداً، ويبدو أن «القصة طويلة».

وفي اطار الحراك الدبلوماسي الخارجي علمت «اللواء» ان وزير الخارجية عبد لله بو حبيب سيغادر بيروت خلال ايام قليلة الى باريس لحضور المؤتمر الدولي الذي دعت اليه فرنسا في 24 من الشهر الحالي لبحث المساعدات الى لبنان وسبل وقف الحرب، كما يزور روما لحضور مؤتمر الدول الصناعية السبع الذي يعقد في 28 الشهر الحالي، وسيتطرق الى الملف اللبناني، ثم يزور برشلونة لحضور «مؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط، وحيث يعرض في كل هذه المؤتمرات موقف لبنان من العدوان ومن وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، اضافة الى امور اخرى.

وفي الاطار، تصل الى بيروت اليوم الجمعة، رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني للقاء المسؤولين اللبنانيين والبحث في التطورات العسكرية والسياسية والجهود لوقف الحرب ولا سيما الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين وعلى قوات اليونيفيل، وحيث ستؤكد موقف بلادها ودول اوربا المشاركة في القوات طلب نتنياهو بانسحابها والتمسك بدورها ومهامها في لبنان.

وقالت الخارجية الأميركية ان الوصول الى نهاية الحرب غزة سيعزز فرص الحل الدبلوماسي للصراع على الحدود الاسرائيلية- اللبنانية.


ملف لبنان الى مؤتمر باريس

محلياً، استقبل الرئيس نبيه بري الرئيس نجيب ميقاتي حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين. واستقبل رئيس المجلس سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وتم عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظمه فرنسا دعما للبنان. وعرض بري مع مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي الاوضاع الامنية.

وعلمت «اللواء» ان لبنان بدأ تحضير ملفه الى مؤتمر باريس الخميس المقبل، ان لجهة المساعدات للنازحين أو لجهة المساعدات العسكرية الضرورية، يتمكن من أخذ دوره في الجنوب الى جانب القوات الدولية، عملاً بالقرار 1701.


حرص أوروبي على استقرار لبنان

وفي السياق، أصدرت وزارة الدفاع الإيطالية بيانا جاء فيه «عقد أمس مؤتمر عبر تقنية الفيديو ضم دول الاتحاد الأوروبي الـ 16 عن أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتم التشديد على أن أي قرارات بشأن مستقبل مهمة اليونيفيل يجب أن تتخذ بالاجماع في الأمم المتحدة مع الرغبة المشتركة في ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والديبلوماسي على إسرائيل، لوقف اعتداءاتها. وفي الوقت نفسه، تم التوضيح أن حزب لله لا يمكنه استخدام أفراد اليونيفيل دروعًا في سياق النزاع. واتفقت الدول الـ16 على ضرورة تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، من خلال الدعم التدريبي المناسب والتمويل الدولي، حتى تتمكن من أن تصبح قوة ذات مصداقية تساهم في استقرار المنطقة بدعم من «اليونيفيل» شارك في المؤتمر وزراء الدفاع أو ممثلون عنهم من: فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، النمسا، كرواتيا، فنلندا، اليونان، أيرلندا، لاتفيا، هولندا، بولندا، ألمانيا، إستونيا، المجر، مالطا وقبرص. من جهتها، رحبت المعارضة الإيطالية المتمثلة برئيسة الحزب الديموقراطي الي شلين بالموقف الأوروبي وطالبت بـ»المزيد من الدعم للبنان». كما صدرت مواقف لنواب من اليسار مثل بينو كبراس تطالب بموقف أقوى «لوضع حد للعدوان الهمجي الاسرائيلي على لبنان».

الراعي الى روما

وعلى صعيد آخر، وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم, إلى روما للمشاركة في حفل تقديس «الأخوة المسابكيين» الدمشقيين الموارنة، فرنسيس وعبد المعطى ورفائيل في 20 تشرين الاول 2024 وذلك بعد مرور مئة عام تقريبا على تطويبهم.

وأفيد أن الراعي الذي يشارك في دعوى التقديس، سيلتقي قداسة البابا فرنسيس يوم الاثنين المقبل في 21 الحالي، حاملاً ملف لبنان والحرب إلى طاولة الفاتيكان، لوضع قداسته في أجواء القمة المسيحية – الإسلامية، والنقاشات الداخلية التي حصلت، ونقل المطالب اللبنانية إلى الغرب عبر الفاتيكان، بالاضافة إلى وضع المسيحيين القاطنين في الجنوب في القرى الحدودية.

فضل لله: المقاومة ستحبط مخططات العدو

وفي المواقف المتعلقة بحزب لله، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل لله إلى أنّ «بعد مرور شهر على العدوان لم يترك العدو أي جريمة لم يرتكبها، في حرب أراد منها تصفية المقاومة، لكنّ المقاومة في لبنان باقية وراسخة».وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب: «الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها العدو يهدف من خلالها إلى إخضاع لبنان ويريد منها شطب فكرة المقاومة من المنطقة وقد خطّط لهذه الحرب ووضع أهدافها منذ سنوات»، لافتاً إلى أنّ «العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة خصوصاً على الحدود حيث يُحاول إقامة منطقة عازلة والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له وهذا ما ستحبطه المقاومة».

وقبل الانذار الى الوردانية، وجهت قوات الاحتلال الاسرائيلي نهار امس، انذارات الى اهالي وسكان عدد من القرى الجنوبية لتركها قبل الإغارة عليها بهدف تهجيرهم، وشملت الانذارات قرى: منطقة الحوش في صور، والبرج الشمالي، وطيردبا والعباسية في الجنوب، وتمنين و سرعين التحتا والسفري في البقاع. وفعلاً بعد دقائق اغار طيران العدو على كل منطقة اكثر من مرة والحق دمارا في النقاط المحددة في الانذارات وفي محيطها..

وشنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية صباحا، غارات على أرنون، وعيتا الشعب بالاضافة الى سلسلة غارات على بلدات كونين وحانين ورامية. وبالتزامن تعرضت بلدة كفرشوبا واطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي اسرائيلي. واسهدفت غارات عربصاليم ومفترق النبطية الفوقا- زوطر والمنطقة الواقعة بين العديسة وكفركلا. وعلى بلدة حانين، وخراج بيت ليف وراميا بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف بلدتي القوزح وراميا.

وشن الطيران الاسرائيلي ثلاث غارات استهدفت أحياء المرج والقعقور وتل الهنبل في بلدة حولا.. كما قصفت المدفعية منطقتي القرقاف والقدام في حولا ايضا. كما أغار الطيران على داخل بلدة الريحان في منطقة جزين. واستهدفت غارة بلدة زيتا قرب بلدة الغازية في الزهراني. وأطراف بلدة عنقون قضاء صيدا في الجنوب.

كما أغار الطيران الحربي على مبنى في بلدة قناريت، وعلى بلدة عنقون في الزهراني. واستهدف منزلا في بلدة ديرقانون النهر، ما ادى الى تدميره، وتضرر عشرات المنازل المحيطة. وشن الطيران الحربي غارات على اطرف الريحان والعيشية في منطقة جزين. كما أغار على بلدة صديقين في صور. وشنّ الطيران الحربي غارتين صباحا، الأولى على محيط البويضة تحت مار الياس.- مرجعيون، والثانية على بلدة العديسة.

وفي البقاع الغربي استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي وادي برغز بعدد من الغارات، كما استهدف منزلا في بلدة قليا ما أدى إلى تدميره دون الإبلاغ عن وقوع اصابات. واستهدفت غارة بلدة يحمر. وعلى محاذاة نهر الليطاني في محيط أحراج السريرة.

وعصرا ومساء استهدفت غارات العدو قرى البيسارية والعباسية وعيتا الشعب والطيري وتبنين وعيتا الجبل وحداثا وياطر وجبل بلاط قرب رامية وتولين وطريق عام حاروف – جبشيت حيث تم تدمير مجمع سكني بالكامل، وغارات متتالية على الخيام…

واستمرت المواجهات نهار امس، بين المقاومة وقوات الاحتلال التي واصلت محاولات التقدم نحو بعض القرى الحدودية، واعلنت المقاومة الاسلامية انها ‏استهدفت صباح امس، دبابتي ‏ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة ما أدى إلى احتراقهما ووقوع ‏طاقمهما بين قتيل وجريح، وقصفت ظهراً تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية وحققوا إصابات مباشرة.

واكد إعلام العدو: أن «قوة الرضوان نجحت في إبعاد الجيش عدة كيلومترات عن قرى الجنوب اللبناني عبر عملية مكثفة ومتطورة.

وافيد عن استهداف قاعدة «رمات دافيد» الجوية شمال إسرائيل بعدد من الصواريخ.

ولاحقا، افادت وسائل اعلام عبرية، أن المستشفيات استقبلت منذ الامس 44 اصابة لجنود اسرائيليين اصيبوا خلال المعارك، بعضهم في حالة حرجة و تسعة مستوطنين اصيبوا بجراح مختلفة. فيما ذكر «مركز زيف الطبي» في صفد: انه استقبل وحده منذ مساء أمس الاول وحتى عصر امس، 24 إصابة في صفوف الجيش جراء المعارك عند الحدود الشمالية مع لبنان.

كما قصفت المقاومة مستعمرة «كفر فراديم»، وتجمعًا ‏لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة «مسكاف عام» مرتين.وتجمعًا ‏لجنود العدو الإسرائيلي في بلدة بليدا.‏ ومستعمرة «راموت نفتالي» وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «افيفيم» بصلية صاروخية.

وعصرا اطلقت المقاومة صلية صاروخية بإتجاه الأراضي المحتلة واصوات الانفجارات وصافرات الإنذار تدوي في «كريات شمونة».

وأعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتل خمسة جنود اسرائيليين في القتال الدائر في الجنوب.

كما تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن اصابة 9 جنود آخرين ي حادث صعب في جنوب لبنان.

وقالت «هآرتس» ان الجنود القتلى في جنوب لبنان دخلوا مبنى، وبعد دقائق دخل 4 مقاتلين واطلقوا النار عليهم وقتلوهم.
وقالت المقاومة الاسلامية انها استهدفت تجمعات كبيرة لجنود العدو الاسرائيلي جنوب مستعمر كفر جلعادي بصواريخ نوعية وحققنا فيها اصابات دقيقة.

البناء:

صحيفة البناءالسنوار شهيداً مشتبكاً بسلاحه مع الاحتلال يواجه دبابات ومسيرة وجنود النخبة

الاحتلال يعترف بفشله في الوصول إلى صاحب الطوفان حتى الاشتباك واستشهاده

مصير الأسرى إلى المجهول والحرب إلى المزيد من التصعيد… والكلمة لـ«القسام»

كتب المحرّر السياسيّ

فوجئ بنيامين نتنياهو وأركان حكومته وجيشه أن المقاتل الذي اشتبك مع قواتهم في رفح وواجه الدبابات وطائرة مسيّرة وجنود الاحتلال واستُشهد خلال الاشتباك، كان القائد الذي أمضوا سنة يفتشون عنه بلا جدوى، وصنعوا الروايات الكاذبة عن احتمائه في نفق محاطاً بأسراهم دروعاً بشريّة، ليفاجئهم مقاتلاً ثم شهيداً يحمل بندقيته ويطلق النار في ميدان القتال أسوة برفاقه المقاومين، كواحد منهم بلا امتيازات القادة التي يعيشها قادة الكيان.

يحيى السنوار شهيداً هو الخبر وقد حرم نتنياهو وقادة الكيان السياسيين والعسكريين من الاحتفال بإنجاز استخباريّ في الوصول إليهم، فقد وصل هو إليهم يقاتلهم حتى الرمق الأخير.
وها هو صانع الطوفان الذي غيّر وجه المنطقة والعالم، وأسقط أسطورة الجيش الذي لا يُقهر بهجوم الساعات الأولى من يوم السابع من أكتوبر العام الماضي، يحيي سنوية طوفانه في الميدان مقاوماً يحمل بندقيته، ويترك خلفه قضية عادت إليها الحياة واستعادت وهج الحضور، وما عادت ممكنة إعادتها الى القمقم والتفكير بخرائط منطقة تستقرّ على جثتها ودفنها، ووراءه قضيّة تفاوض عالق يزداد تعقيداً حول تبادل الأسرى بغيابه، وهو الحائز كقائد للمقاومة وصانع للطوفان ورئيس للمكتب السياسي لحركة حماس في آن واحد، على ثقة المقاومين وتفويضهم لإنجاز الاتفاق المناسب، بينما يترك الحرب التي يخوضها المقاومون ببسالة وشجاعة وتخطيط ومهارة إلى المزيد من التصعيد مع ظهور مشروع استئصالي ينتظر الفلسطينيين في غزة وغيرها، وعقليّة إبادة عنصريّة تسيطر على سلوك الاحتلال، حيث المقاومة وصفة الحياة الوحيدة.

السنوار شهيداً يتحوّل وهو يحمل بندقيته إلى ايقونة فلسطينية وعربية لنموذج القادة الذين يحقق النصر لشعبهم وقضيتهم، وهو الآتي من الأسر إلى الميدان فالشهادة، وقد حوّل أسره مدرسة لفهم الكيان ومعرفة كيفيّة فك شيفرة فهمه، كما حوّل قيادته لحماس في غزة منصة للإعداد لنقطة تحوّل قادها بنفسه وخطط لها ووفر لها المناخات المناسبة في حركة حماس وقوات القسام وغزة وصولاً إلى التحالفات وإعادة العافية لعلاقات حماس بقوى محور المقاومة ودوله، وفي المقدّمة نظرته المميّزة نحو سورية، وهو يترك كل ما بناه عهدة بين أيدي رفاق دربه في قوات القسام الذين أحبّهم ووثق بهم وأحبّوه ووثقوا به، ولهم سوف تكون الكلمة الفصل في مستقبل المواجهة التي افتتحها ولن تغلق إلا بنصر أكيد ينتظر مَن يتولى بعده القيادة الصعبة، وقد وضع السنوار للقائد معايير تصعب تلبيتها على غير المقاومين، ونقطة البداية في كل بحث لاحق عند قوات القسام.

وليل أمس أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية بياناً تفصيلياً أكدت فيه أنها «تواصل التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وتكبّد جيش العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود، على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان وصولاً إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المحتلة.

أضاف البيان: استقدم جيش العدو الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية عند الحافة الأمامية قرب الحدود اللبنانية الفلسطينية، 5 فرق عسكرية تضمّ أكثر من 70 ألف ضابط وجندي ومئات الدبابات والآليات العسكرية.

في المقابل كان المئات من مجاهدي المقاومة الإسلامية بكامل جهوزيتهم واستعدادهم للتصدي لأيّ توغل بري إسرائيلي باتجاه قرى جنوب لبنان.

1 ـ المواجهات البرّية:

شهد مطلع الأسبوع الحالي تصاعداً في وتيرة المواجهات البطولية التي يخوضها مجاهدو المقاومة الإسلامية مع ضباط وجنود العدو الإسرائيلي المتوغلة من عدة مسارات في القطاعين الشرقي والغربي باتجاه قرى العديسة، رب ثلاثين، بليدا، مركبا، القوزح، عيتا الشعب، وراميا، بتغطية نارية كثيفة من سلاح الجو والمدفعية استهدفت القرى المذكورة ومحيطها. ووفق خطط ميدانية معدّة مسبقاً، تصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية للقوات المعادية في محيط وداخل بعض القرى عبر استهداف مسارات التقدم، واستدراج هذه القوات إلى بعض الكمائن المتقدمة داخل بعض القرى الحدودية، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع العدو من المسافة صفر، خاصةً في بلدات القوزح، ورب ثلاثين، مما أسفر عن تكبّد العدو 10 قتلى وأكثر 150 جريح وتدمير 9 دبابات ميركافا و4 جرافات عسكرية.

2 ـ القوة الصاروخية

ـ تواصل القوة الصاروخية في المقاومة الإسلامية، وبتدرّج يتصاعد يوماً بعد يوم، استهداف تحشدات العدو الإسرائيلي في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وفي المستوطنات والمدن المحتلة في الشمال، وصولاً إلى قواعده العسكرية في عمق فلسطين المحتلة، بمختلف أنواع الصواريخ، ومنها الدقيقة التي تُستَخدم للمرة الأولى.

3 ـ القوة الجوية

ـ تواصل القوة الجوية في المقاومة الإسلامية، وبتدرّج يتصاعد يوماً بعد يوم، استهداف قواعد العدو العسكرية من الحدود اللبنانية الفلسطينية، وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة، بمختلف أنواع المُسيّرات الانقضاضية، ومنها النوعية التي تُستَخدم للمرة الأولى. عدا عن مهمّات الاستطلاع وجمع المعلومات.

4 ـ وحدة الدفاع الجوي

ـ تصدّى ويتصدّى مجاهدو المقاومة الإسلامية في وحدة الدفاع الجوّي، بالأسلحة المناسبة، للطائرات العسكرية الإسرائيلية التي تعتدي على لبنان، الاستطلاعية منها والحربية، حيث تمكنوا من إسقاط طائرتي استطلاع من نوع «هرمز 450».

بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مجاهدو المقاومة الإسلامية، حوالي 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، تدمير 4 جرافات عسكرية وآلية مدرّعة وناقلة جند، بالإضافة إلى إسقاط مُسيّرتين من نوع «هرمز 450».
هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة.

بناءً على توجيهات قيادة المقاومة، تعلن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام المقبلة.

من جهة أخرى، وبعد شهر من حصر دائرة ما يُسمّى بالتحذيرات الإسرائيلية بالضاحية الجنوبية ووجوب اخلاء مبانٍ محددة قبل استهدافها، خرج المتحدث باسم العدو الإسرائيلي افيخاي أدرعي أمس، ليعمّم تحذيراته بقاعاً وجنوباً على قرى وبلدات استهدفتها الغارات خلال أقل من ساعة من منشوراته.

وفي موازاة توالي الغارات الإسرائيلية من جهة وما تحققه المقاومة من إنجازات في الميدان من جهة أخرى، استمرت الاتصالات السياسية لمحاولة لجم التصعيد الإسرائيلي.

وناقش وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت العمليات الإسرائيلية في لبنان والوضع الإنساني في غزة، بعد رسالة وجّهتها واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى «إسرائيل» وحثتها فيها على تحسين الوضع الإنساني في غزة.

وأفاد البنتاغون في بيان بأن أوستن «شجّع حكومة «إسرائيل» على مواصلة اتخاذ خطوات لمعالجة الوضع الإنساني الملحّ، مع الأخذ في الاعتبار التحرك الأحدث من جانب «إسرائيل» لزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة».

وتلقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تناول تطورات المنطقة ومستجدات جهود الوساطة لإنهاء الحرب وسبل خفض التصعيد في لبنان.

وأمس، التقى وزير الخارجيّة المصري بدر عبد العاطي نظيره الإيراني عباس عراقجي معلناً «رفض مصر الكامل المساس بالسّيادة اللّبنانيّة، وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي اللّبنانيّة وسلامتها». وأكّد «أهميّة تضافر الجهود لوقف إطلاق النّار بشكل فوري، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بعناصره كافّة من جميع الجهات ودون انتقائيّة».

كما شدّد فى هذا السّياق على «أهميّة تمكين المؤسّسات اللّبنانيّة ودعمها فى هذه المرحلة الحرجة، وتحديداً الجيش اللبناني، لتمكينه من بسط سلطته ونفوذه على كامل الأراضي اللّبنانيّة، ضماناً للأمن والاستقرار في لبنان الشّقيق».

وركّز على «الملكيّة الوطنيّة اللّبنانيّة فى ملف الشّغور الرّئاسي»، لافتاً إلى أنّ «القرارات ذات الصّلة بهذا الموضوع لا بدّ وأن تتمّ في إطار التّوافق اللّبناني، دون إملاءات خارجيّة».

ليس بعيداً، أصدرت وزارة الدفاع الإيطالية بياناً جاء فيه «عقد أول أمس، مؤتمر عبر تقنية الفيديو ضم دول الاتحاد الأوروبي الـ 16 عن أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتمّ التشديد على أن أي قرارات بشأن مستقبل مهمة اليونيفيل يجب أن تتخذ بالإجماع في الأمم المتحدة مع الرغبة المشتركة في ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والديبلوماسي على «إسرائيل»، لوقف اعتداءاتها.

واتفقت الدول الـ16 على ضرورة تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، من خلال الدعم التدريبي المناسب والتمويل الدولي، حتى تتمكّن من أن تصبح قوة ذات مصداقية تساهم في استقرار المنطقة بدعم من «اليونيفيل»».

وتزور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لبنان اليوم، حيث ستلتقي المسؤولين اللبنانيين وستبحث معهم ملف الحرب على لبنان وأزمة النازحين السوريين وأفيد أن هدف الزيارة أيضاً دعم الجنود الإيطاليين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وكشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن «هناك اتصالات ثنائية ومجموعات من الدول في الشأن الخاص بلبنان والجامعة العربية تتابع كل تلك الاتصالات وتسعى لأن تكون دائماً محاطة بها والقرار 1701 جميعنا معنيّون بتطبيقه وكذلك لبنان والوضع الخاص بلبنان أراه من الناحية السياسيّة فيه سهولة أكثر من الشأن الفلسطيني».

وأمس، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين.

واستقبل رئيس المجلس سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وتمّ عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظمه فرنسا دعماً للبنان. وعرض برّي مع مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي الأوضاع الأمنيّة.

وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله إلى أنّه «بعد مرور شهر على العدوان لم يترك العدو أيّ جريمة لم يرتكبها، في حرب أراد منها تصفية المقاومة، لكنّ المقاومة في لبنان باقية وراسخة».

وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب: «الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها العدو يهدف من خلالها إلى إخضاع لبنان ويريد منها شطب فكرة المقاومة من المنطقة وقد خطّط لهذه الحرب ووضع أهدافها منذ سنوات»، لافتاً إلى أنّ «العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة، خصوصاً على الحدود حيث يُحاول إقامة منطقة عازلة والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له، وهذا ما ستحبطه المقاومة». وأكّد «أن لا خيار لنا في لبنان إلا سواعد المقاومين وما تفرضه في الميدان من وقائع، وغير ذلك رهانات على سراب، فلا المجتمع الدولي يتحرّك ولا الدول المهيمنة على العالم»، وتابع: «ظنّوا أنّه باغتيال قائدنا وارتكاب الجرائم بحقّ شعبنا يُحقّقون ما يريدون واستعجل البعض في حصد ذلك، ولكن المقاومة بدأت مرحلة جديدة من مقاومة العدوان».

وقال: «على الواهمين أن يستفيقوا من نشوة نتنياهو ومَن معه، والأمور بخواتيمها، وندعو شعبنا إلى ألا يعير بالاً للأضاليل والمحرّضين والواهمين في أن يستفيقوا يوماً في لبنان من دون مقاومة».

وأضاف فضل الله: «نعمل على 3 خطوط أوّلها في الميدان، وحتى اليوم لم يتمكّن العدو من السيطرة على أي قرية أو الاستقرار فيها».

ولفت إلى أنّ «رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه برّي ونجيب ميقاتي يتوليان التفاوض مع الموفدين الدوليين من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، ونُتابع هذا الملفّ بدقّة مع الرئيس برّي».

وميدانياً، شنّت الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة أمس، غارات على أرنون، وعيتا الشعب بالإضافة إلى سلسلة غاراتٍ على بلدات كونين وحانين ورامية في منطقة النبطية.

وبالتزامن تعرّضت بلدة كفرشوبا وأطراف بلدة شبعا لقصفٍ مدفعيّ إسرائيليّ. كذلك بلدة عربصاليم، فضلاً عن مفترق النبطية الفوقا – زوطر والمنطقة الواقعة بين العديسة وكفركلا.

بالتزامن مع قصفٍ مدفعيّ استهدف بلدتي القوزح وراميا، وحولا. كما أغار الطيران على داخل بلدة الريحان في منطقة جزين، وعلى بلدة زيتا قرب بلدة الغازية في الزهراني وأطراف بلدة عنقون قضاء صيدا في الجنوب. وشنّ الطيران الحربيّ غارات على محاذاة نهر الليطاني في محيط أحراش السريرة وبرغز. كما أغار على مبنى في بلدة قناريت، وعلى بلدة عنقون في الزهراني. واستهدف منزلاً في بلدة دير قانون النهر، ما أدّى إلى تدميره، وتضرّر عشرات المنازل المحيطة. كما شنّ غارات على أطرف الريحان والعيشية في منطقة جزين وعلى بلدة صديقين في صور. كما استهدفت الغارات الإسرائيلية البرج الشمالي ومنطقة الحوش في العباسية، في صور.

وبقاعاً، استهدف الطيران الحربيّ الإسرائيلي وادي برغز بعدد من الغارات، كما استهدف منزلاً في بلدة قليا في البقاع الغربيّ ما أدّى إلى تدميره دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. كما استهدفت الغارات بلدة يحمر وتمنين الفوقا وسرعين التحتا والسفري.

في المقابل، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أن مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا تجمعاً لجنود العدو في منطقة السدانة وفي مزرعة برختا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. واستهدف الحزب «دبابتي ‏ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة ما أدّى إلى احتراقهما ووقوع ‏طاقمهما بين قتيل وجريح».

كما استهدف «مستعمرة كفر فراديم برشقة صاروخية». وأطلق «صلية صاروخية استهدفت‌‌ تجمعاً ‏لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية».
وأعلن «استهدفنا تجمعاً لجنود العدو بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية وحققنا إصابات مباشرة». كما استهدف الحزب بُعيد منتصف ليل أول أمس دبابة ميركافا في مرتفع اللبونة ما أدّى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، كما استهدفوا دبابة ميركافا ثانية فجراً في مرتفع اللبونة ما أدّى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

إلى ذلك، وصل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أمس، إلى روما للمشاركة في حفل تقديس «الأخوة المسابكيين» الدمشقيين الموارنة، فرنسيس وعبد المعطى ورفائيل في 20 تشرين الأول 2024 بعد مرور مئة عام تقريباً على تطويبهم. وسيلتقي الراعي البابا فرنسيس يوم الاثنين المقبل حاملاً ملف لبنان والحرب إلى طاولة الفاتيكان، وسيضع البابا فرنسيس في أجواء القمة المسيحية – الإسلامية، والنقاشات الداخلية التي حصلت، ونقل المطالب اللبنانيّة إلى الغرب عبر الفاتيكان، بالإضافة إلى وضع المسيحيين القاطنين في الجنوب في القرى الحدوديّة.

المصدر: صحف