تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين في 14-10-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية، وركزت في افتتاحياتها على تطورات العدوان الاسرائيلي على لبنان، وتصدي المقاومة.
الأخبار
أميركا تدخل الحرب: ضبّاط ينضمون إلى محطة بيروت لإضعاف المقاومة داخلياً | CIA تشارك في محاولة اغتيال وفيق صفا؟
أقرّ ثلاثة مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية الرسمية بأن جهات غربية، وفي مقدّمها الولايات المتحدة، بادرت منذ انطلاق الحرب المفتوحة بين لبنان والعدو الإسرائيلي، إلى تواصل يومي مكثّف مع كل القوى العسكرية والأمنية اللبنانية.
وقال هؤلاء لـ»الأخبار» إن مضمون الاتصالات «يركّز على جمع معلومات وتقديرات ليس حول احتمال تعرّض المصالح الغربية في لبنان لخطر مباشر، بل إن ما يهتم به الغربيون أكثر هو الحصول على تقديرات الأجهزة الرسمية اللبنانية ومعطياتها حول الوضع القيادي في حزب الله بعد اغتيال الأمين العام للحزب الشهيد السيد حسن نصرالله، والسعي لجمع معلومات حول التغييرات التي طرأت على الوضع القيادي والهيكلية العسكرية».
واللافت، بحسب أحد هؤلاء المسؤولين، أن الجانب الأميركي اهتمّ أكثر من غيره بالسؤال عمّا إذا كان حزب الله “لا يزال يتواصل مع القوى العسكرية والأمنية والتنفيذية في لبنان بعد الحرب، مع أسئلة حول شكل التواصل ومضمونه”.
وكشف المسؤول نفسه عن تطور حصل قبل أيام، «إذ وصل إلى مطار بيروت الخميس الماضي، في العاشر من الشهر الجاري، فريق أمني أميركي يضمّ 15 ضابطاً من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وانتقل في موكب من السيارات المصفّحة التي لا تحمل لوحات تسجيل إلى مقر السفارة الأميركية في عوكر”.
وأوضح أن الفريق «انضم إلى خلية العمل التي تتخذ من أحد أجنحة السفارة في بيروت مركزاً لها، للمساعدة في إدارة محطة بيروت التي تضم 12 ضابطاً أساسياً، إلى جانب آخرين من اختصاصات مختلفة، من بينها تجنيد وإدارة عملاء، وجمع معلومات عبر وسائل تقنية، وتحليل الداتا التي تطلبها السفارة بشكل رسمي من الجهات الحكومية اللبنانية لأسباب يضعها الجانب الأميركي في إطار مكافحة الإرهاب تارة، ومكافحة المخدّرات وتبييض الأموال تارة أخرى».
وأكّد مسؤول آخر على علاقة بهذا الملف “أن المحطة اللبنانية التابعة للاستخبارات الأميركية شهدت تغييرات كبيرة خلال العقد الأخير، وباتت طبيعة اللقاءات التي تعقدها مختلفة عن السابق، وأن التغيير الأخير شمل تعيين مديرة جديدة لمحطة بيروت تُدعى شيري بيكر التي شاركت سابقاً في لقاءات مع مسؤولين أمنيين لبنانيين زاروا واشنطن بدعوة رسمية». وقال المسؤول إنه يعرف عن «خمس زيارات عمل قام بها ضباط لبنانيون من مستويات مختلفة إلى الولايات المتحدة، وعقدوا اجتماعات مع مسؤولي الاستخبارات الأميركية في مقرها الرئيسيّ في لانغلي».
العامل الخطير المستجدّ هو ما كشفته عمليات التدقيق الجارية في عمل مجموعات الاستخبارات الأميركية في لبنان، والتي أظهرت أن أمراً ما حصل قبل أيام. فقد كشف أحد المسؤولين الثلاثة أن «قيادة حزب الله طلبت قبل أيام من الحاج وفيق صفا، بوصفه رئيس لجنة الارتباط والتنسيق مع القوى العسكرية والأمنية اللبنانية، التواصل مع عدد من المسؤولين في هذه القوى في شأن أمور تتعلق بالحرب القائمة”.
وأوضح “أن الاتصالات حصلت رغم أن المقاومة تعلم أن مجرد حصول الاتصال الهاتفي سيشكّل خطراً أمنياً على صفا”، لافتاً إلى أن هذه المخاوف تمّ التثبت منها، عندما نفّذ العدو الإسرائيلي “غارة مستعجلة” في بيروت، وسرّب أنباء عن أن الهدف كان صفا نفسه، قبل أن يعلن حزب الله لاحقاً أن الخبر غير صحيح”.
وقال المسؤول نفسه إن “شكوك المقاومة زادت بعد هذا الاستهداف حول المشاركة الأميركية في الحرب، وإن المقاومة تقدّر بأن الاستخبارات الأميركية كان لها دور مباشر في محاولة اغتيال صفا».
وأوضح أن «ما يعزّز الشكوك هو أن كل أجهزة الاستخبارات العالمية التي تعمل في لبنان، بما فيها استخبارات العدو الإسرائيلي، تعلم جيداً أن صفا ليس له أي دور في الجهاز العسكري للمقاومة، وأنه مسؤول تنفيذي، أي إنه يمثّل قيادة حزب الله في التواصل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية وجهات أخرى في لبنان، ولا يحمل أي صفة يمكن أن تجعل العدو يضعه في قائمة الأهداف الملحّة المتصلة بجبهة الحرب”.
وأضاف: «العدو، لا يمانع اغتيال صفا، باعتباره كان أحد مساعدي السيد نصرالله، وهو قام بهذه العملية لمصلحة الأميركيين، وهناك ما يرجّح أيضاً أن العملية نُفّذت بناءً على معلومات قدّمها الأميركيون، إذ تريد واشنطن قطع أي صلة بين حزب الله وأي مسؤول عسكري أو أمني لبناني، وكأنّ الأميركيين يقولون لحزب الله بأنهم سيقطعون أي رأس يمكن أن يمارس ضغطاً على الجهات اللبنانية، وأن قتل صفا، يندرج في سياق معركة أطلقتها السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون التي دعت قوى لبنانية سياسية وغير سياسية إلى بدء العمل على تأسيس مرحلة «لبنان ما بعد حزب الله».
ونقل المسؤول عينه ما سمّاه «تحذيرات من أن تكون الولايات المتحدة بصدد دعم عمليات استهداف أو اغتيال من قبل العدو للجسم غير العسكري في حزب الله لخفض مستوى تأثيره في الساحة الداخلية، سيما أن جهات استخباراتية عربية أعربت عن مخاوفها من حصول ما سبق لإسرائيل أن فعلته في غزة، خصوصاً أن قوات الاحتلال تستهدف بصورة مركّزة الجهاز الصحي والإغاثي في حزب الله، فيما يتولى أنصار الولايات المتحدة في الداخل التحريض على كل داعمي المقاومة، وصولاً إلى محاولة منع المسؤول الإعلامي في حزب الله محمد عفيف من عقد مؤتمر صحافي خارج الضاحية الجنوبية لبيروت».
مسؤول أمني يروي تفاصيل التعاون مع أميركا: أعطونا أموالاً نقدية وأخذوا ما يريدون من داتا
في الحرب المفتوحة لا ينفع النقاش الكيدي مع أعداء المقاومة في الداخل والخارج. لكنّ الحديث الصريح عمّا يجري في سياق هذه الحرب، يوجب التخلي عن مبدأ التحفظ الذي كان قائماً لفترة طويلة. وهو تحفّظ عكس، بخلاف ما يروّج له عملاء أميركا، رغبة قيادة المقاومة في احترام آليات عمل المؤسسات الرسمية. وهي رغبة تطورت بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، عندما تولّى هو، شخصياً، إبلاغ جهات لبنانية وغير لبنانية بأن لديه تعهداً شخصياً من الشهيد السيد حسن نصرالله، بأن المقاومة لن تتعرض للمصالح الغربية والعربية في لبنان.
وتضمّنت آلية التعاون أيضاً التزام المقاومة بأن لا تقوم باعتقال أو ملاحقة أجانب مشتبه في تعاونهم مع العدو، أو مع شبكات أمنية عالمية تعمل ضد المقاومة. وقد تُرجم الأمر، طوال سنوات، بالتزام المقاومة بتسليم أي مشتبه فيه للأجهزة الأمنية الرسمية، وبقي هذا الالتزام قائماً إلى ما قبل أيام، عندما أوقفت اللجنة الأمنية في حزب الله إسرائيلياً يحمل جواز سفر أميركياً كان يتجوّل في الضاحية بصفة صحافي.
ورغم إقراره بأنه إسرائيلي خدم في جيش الاحتلال، عمد الحزب إلى تسليمه لمديرية المخابرات في الجيش، على أن تتولى التحقيق معه وإبقاءه موقوفاً ريثما يتم التثبت من الأنشطة التي قام بها. ولكن، كما جرت العادة، فإن الولايات المتحدة التي يبدو أنها تسيطر على قرارات قيادة الجيش، سارعت إلى إرسال قوة تسلّمت الموقوف من اليرزة وعملت على ترحيله من لبنان، من دون أي نقاش.
وقال مسؤول أمني لبناني كانت تربطه علاقات قوية بعمل الأجهزة الأمنية الأميركية إنه بعد الانهيار المالي عام 2019، وتراجع قدرات الدولة المالية، قرّرت الولايات المتحدة زيادة مساعداتها للقوى العسكرية والأمنية. وكشف عن حادثة غريبة «حصلت قبل أكثر من عامين، عندما وُجّهت الدعوة إلى قادة الأجهزة الأمنية لحضور لقاء عمل في مقر السفارة في عوكر، حيث كان في انتظارهم مسؤولون في الاستخبارات سألوا عن احتياجات الأجهزة الأمنية. وقبل نهاية اللقاء، وزّع أحد المسؤولين الأميركيين حقائب كبيرة على المسؤولين اللبنانيين الحاضرين، تبيّن أنها تحوي أموالاً نقدية بمئات آلاف الدولارات».
وأشار المسؤول إلى «حفلة تندّر وتنمّر حصلت بين قادة الأجهزة أنفسهم، بعدما تبيّن أن المساعدات لم توزع بطريقة متساوية بين الأجهزة الأمنية، وأن الحصة الكبرى كانت للجيش اللبناني، وأن قسماً من الأموال ذهب إلى مكتب قائد الجيش، وهو غير ما وصل إلى مديرية الاستخبارات في الجيش، علماً أن الجانب الأميركي لا يخفي أنه «يوفر دعماً مالياً لقيادة الجيش، وقد أبلغ أكثر من وزير دفاع بأن هذا الدعم المالي مخصّص لقيادة الجيش ولها الحق في التصرف به وفق ما تراه مناسباً”.
وقبل توسّع الحرب القائمة مع العدو، كان جميع العاملين في الحقل الأمني الرسمي في لبنان، بمن في ذلك رجال استخبارات من عواصم أوروبية، يتواجدون في لبنان بصفة دبلوماسية، قد أكدوا أن برنامج عمل الاستخبارات المركزية الأميركية كان يتوسّع مع الوقت، وأن محطة بيروت تعمل من دون توقف على جمع المعلومات من خلال مصادر تقنية ومن خلال عناصر بشرية، وتمّ تجنيد عدد لا بأس به من الموظفين في مؤسسات رسمية وخاصة في لبنان.
وكانت عمليات جمع المعلومات تركّز على بيئة حزب الله وعلى تنظيمه العسكري إضافة إلى المخيمات الفلسطينية والعمل على رسم خارطة لانتشار عناصر فلسطينيين يقول الأميركيون إنهم عناصر في كتائب القسام التابعة لحركة حماس، وإن هؤلاء يعملون في لبنان بالتنسيق مع حزب الله.
ومنذ فتح جبهة الإسناد اللبنانية للمقاومة في غزة، تطور العمل الاستخباراتي الأميركي في لبنان. وتبيّن للجهات الفنية التي تعمل في عالم الرادارات أن طائرات الاستطلاع الأميركية ذات القدرات العالية على التحليق، سواء لناحية الارتفاع أو لناحية المدة الزمنية، كانت تتواجد لوقت طويل فوق سماء لبنان، علماً أن الولايات المتحدة فرضت سابقاً على الجيش اللبناني أن يكون هناك تواجد لفريق عسكري أميركي في قاعدة حامات يتولى الإشراف على إدارة حركة المُسيّرات التي قرّرت الولايات المتحدة منحها للجيش اللبناني.
ولطالما شكا الأميركيون من أن عمليات تشويش تقوم بها القوات الروسية المنتشرة على الساحل السوري تؤثّر على عمل هذه المُسيّرات، قبل أن يتبيّن أن الجانب الأميركي كان يرسل هذه المُسيّرات في رحلات استطلاع فوق السلسلة الشرقية عند الحدود اللبنانية – السورية، بحجة مراقبة عمليات التهريب. لكنّ حقيقة الأمر أن هذه المُسيّرات كانت تجمع معطيات وتوثّق ما تعتبره عمليات نقل أسلحة إلى حزب الله عبر سوريا. وكان الأميركيون يديرون حركة هذه المُسيّرات بحيث تصل إلى نقاط لا يتمكن طيران العدو الإسرائيلي من الوصول إليها.
وتعرف قيادة الجيش اللبناني أن الجانب الأميركي يحصل من خلال برنامج «أونلاين» على الداتا التي يتم جمعها من خلال أبراج المراقبة التي بناها البريطانيون مع الأفواج الحدودية التابعة للجيش اللبناني.
لكن ما تعرفه قيادة الجيش أكثر هو أنه حصل قبل نحو عامين أن تبلّغ مكتب قائد الجيش رسالة من حزب الله، فيها تفاصيل حول رصد مُسيّرة تابعة للجيش تمّ توجيهها من قبل الأميركيين فوق معسكرات للمقاومة، وأنها ركّزت على مراقبة مواقع كان الأميركيون قد زعموا أنها مراكز تصنيع لإنتاج الصواريخ الدقيقة. ويومها، طلب قائد الجيش العماد جوزيف عون من قيادة المقاومة أن يتفقّد الجيش هذه المنشآت لتقديم البراهين للأميركيين بأنه لا وجود لمثل هذه المنشآت العسكرية، فرُفض طلبه.
البناء
«مسيّرة بنيامينا» بنداء «لبيك يا نصرالله» تستعيد «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت»
100 قتيل وجريح في قاعدة جولاني و100 آخرون في جبهات القتال الحدودية
الخط الأمامي من كفركلا إلى عيتا الشعب والناقورة: ملاحم بطولية للمقاومة
سجلت المقاومة يوماً استثنائياً مميزاً من أيام أدائها، عندما جمعت ثلاثة إنجازات نوعيّة في يوم واحد، حيث توزّعت صواريخها من الجولان إلى البحر المتوسط ومن جنوب حيفا إلى المطلة، وكان لمنطقة الكريوت في حيفا وخليج حيفا نصيب من الصواريخ التي أشعلت الحرائق ودمرت منشآت وتسببت بالعديد من الإصابات، وكان التقدير أن أكثر من ثلاثمئة صاروخ قد انطلقت أمس، من مناطق عجز طيران الاحتلال عن اكتشافها وفشلت عمليات القصف المكثف بايقافها، بينما جاءت الأنباء من جبهات القتال الحدودية بمحاولات تقدم لمئات ضباط الاحتلال وجنوده من عدة مواقع على طول الخط الحدودي، وكان أهمها عيتا الشعب في القطاع الغربي ومارون الراس في القطاع الأوسط وميس الجبل وبليدا في القطاع الشرقي، وكانت المقاومة منذ منتصف ليل أول أمس، حتى منتصف ليل أمس، قد صدّت كل هذه المحاولات المتكررة لعدة مرات على المحاور ذاتها، ودمّرت عدداً من الدبابات والآليات العسكرية زادت عن العشر، وقتلت وجرحت قرابة الـ 100، لكن الضربة الكبرى التي رفعت مرتبة يوم أمس الى مستوى استثنائيّ هي الطائرة المسيرة التي اقتحمت غرفة الطعام في قاعدة بنيامينا جنوب شرق حيفا، في موعد العشاء، حيث اجتمع ضباط كبار بينهم شخصية عسكرية مهمة وعدد من الضباط في لواء جولاني الذي يتخذ من القاعدة مقراً خلفياً لقيادته وبعض عمليات التدريب النوعية، وكانت الحصيلة 100 أخرى من القتلى والجرحى.
المقاومة ردّت الاعتبار لمعادلة السيد حسن نصرالله يوم أمس، “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، وها هي بنداء لبيك يا نصرالله دافعت عن الحدود وهاجمت بالصواريخ والطائرات المسيّرة، تقول لقائدها إنها تحمي وتعيد تثبيت معادلته التي أراد كيان الاحتلال محوها، وإثبات عدم صحتها والتعافي من أعراضها، ورمى بكل ما يملك ومعه ومَن خلفه كل إمكانات الأميركي وتقنياته ليقوم بتصديرها الى المقاومة، والقول إنها هي أوهن من بيت العنكبوت، فجاءت المقاومة أمس تقول لسيدها، إن المقاومة التي أسسها ورعاها ووثق بها عادت أقوى وأشد باساً، وهي ليست من الوهن بشيء، بل إن الكيان المتباهي بإنجازاته والمزهو بنشوة النصر وغرور القوة، يتأكد عبر هذا اليوم أنه رغم كل ما فعل فهو لا يزال أوهن من بيت العنكبوت.
وأعلن «حزب الله»، في بيان، أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، وفي إطار سلسلة عمليات خيبر وردًا على الاعتداءات الصهيونية وخصوصًا على أحياء النويري والبسطة في العاصمة بيروت وباقي المناطق اللبنانية، وردًا على المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء «لبيك يا نصر الله»، نفذت المقاومة الإسلامية مساء يوم الأحد 13-10-2024، عملية إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا». وشدّد على أن «المقاومة الإسلامية ستبقى حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي والمظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع العدو والله على كل شيء قدير».
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن “سكاناً في حيفا أبلغوا عن سماع دوي انفجارات دون دوي صفارات الإنذار”. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “هناك عدداً من القتلى في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي جراء انفجار طائرة بدون طيار جنوب حيفا”. وأشارت صحيفة يسرائيل هيوم إلى “إرسال مروحيات إلى الموقع المستهدف بالمسيرة في بنيامينا لإخلاء المصابين، وهناك 50 سيارة إسعاف تصل إلى مكان الحدث جنوب حيفا”. وأكد الإسعاف الإسرائيلي، “أننا تعاملنا مع 22 إصابة من بينها 3 حرجة و5 خطرة و14 متوسطة”.
وفي سياق ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن ارتفاع عدد المصابين جراء القصف بالمسيّرة في بنيامينا جنوبي حيفا إلى 67. بدورها، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، نقلاً عن مصدر عسكري، بأن “هجوم بنيامينا (في حيفا) وقع بمسيرة أطلقها حزب الله وهو الأكثر دموية منذ بدء الحرب”. وذكرت إذاعة جيش العدو أن “منظومات الدفاع الجوي فشلت في رصد الطائرة المسيّرة”. فيما قال المراسل العسكري لموقع “والاه” العبريّ: “يجب على المسؤولين في القوات الجوية أن يضعوا غرورهم جانبًا وأن يشرحوا للجمهور ما حدث الليلة مع تسلل الطائرة بدون طيار ولماذا لم يكن هناك إنذار”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “إصابة حوالى 100 جندي إسرائيلي في معارك لبنان وانفجار بنيامينا جنوبي حيفا اليوم”.
ووصف خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية عملية حزب الله بالنوعيّة، وبالاختراق الأمني والتكنولوجي والإنجاز الاستخباري، ولفتوا لـ”البناء” الى أن استهداف معسكر بنيامينا جنوب حيفا يأتي بعد أيام من نشر الإعلام الحربي لحزب الله فيديو الهدهد عن أهداف عسكرية وحيوية ومدنية وصناعية في مدينة حيفا”، وأوضح الخبراء أن هذه العملية الناجحة والمفاجئة لـ”إسرائيل” تؤكد أن المقاومة لا تزال تملك القوة والمقدرات التي تمكّنها من الاستمرار بالردّ على الاعتداءات الإسرائيلية والتدرّج في الرد وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وقواعده ومعسكراته ومراكز استخباراته ومطاراته ومستوطناته ومدنه مع توسيع الاستهداف بحال تمادت “إسرائيل” بقصف المدنيين في لبنان”، ويلاحظ الخبراء التدرج المتصاعد بوتيرة عالية لقصف حزب الله ما يعني وفق هذه الوتيرة أننا سنكون مع مفاجآت كثيرة وكبيرة على غرار مفاجأة أمس، وربما أكبر وأقسى”.
وأشارت مصادر ميدانية لـ”البناء” الى أن معنويات المقاومين في جميع الوحدات مرتفعة جداً وبأعلى درجات الاستعداد والجهوزية ويعيشون حالة الروح الكربلائية الحسينية والاستشهادية ويقاتلون بشراسة ولن يسمحوا بدخول الجيش الصهيوني الى الجنوب ويرفضوا مغادرة الخطوط الأمامية إلا لأسباب تكتيكية لاستدراج العدو الى الكمائن”. وشددت المصادر على أن المقاومة تعمل وفق استراتيجيتها على أهداف محددة وهي إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية في صفوف العدو، وليس الدفاع عن منزل أو مجسّم أو ملعب ولا حتى عن قرية، ولذلك لا يعني دخول العدو بضعة أمتار أو مئات الأمتار أنه إنجاز عسكري بل لا قيمة عسكرية له طالما أن المقاومة تمنعه من البقاء في المكان الذي دخل إليه، ولا حماية فرقه ودباباته ولا الاختراق باتجاه الليطاني”.
وأثناء العملية النوعية التي نفذتها المقاومة، نشر الإعلام الحربي لحزب الله كلمة للأمين العام الشهيد الأسمى والأقدس السيد حسن نصر الله (قدّس سره الشريف) إلى المجاهدين خلال إحدى المناورات العسكرية.
وفي سياق ذلك، كشفت المقاومة الإسلامية، في سلسلة بيانات عن عمليّات نوعية على الحدود مع فلسطين المحتلة، وأكدت أنها أوقعت مجموعة تسلّل “إسرائيلية” بين قتيل وجريح، مستخدمة في الاشتباك العبوات الناسفة والأسلحة الرشاشة والسلاح المتوسط.
وكانت المقاومة الإسلامية قد قامت بِتفجير عبوة ناسفة ثم الاشتباك مع المجموعة من مسافة قريبة جدًا، حيث انتقلت المروحيات “الإسرائيلية” إلى مكان بعيد عن نقطة الاشتباك وشوهدت لاحقًا تهبط في مستشفى رمبام في حيفا، ووصفت تقارير إعلامية “إسرائيلية” الاشتباك بالحدث الأمني الصعب، وقالت إن الاشتباك جرى من مسافة صفر وفي بعض الأحيان تمّ الاشتباك بالأيدي.
وتصدّت المقاومة الإسلاميّة لجنود العدو “الإسرائيلي” عند الحدود والبلدات الجنوبية وأوقعتهم بين قتيل وجريح، كما استهدفت مواقع وتجمعات تابعة للعدو محقّقة إصابات مباشرة.
وأعاد “حزب الله” تحذير سكان المستوطنات الإسرائيلية في الشمال من التواجد قرب تجمعات عسكرية للجيش الإسرائيلي حتى إشعار آخر.
بدوره، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، أنه “استهدف العدو الإسرائيلي في سياق اعتداءاته المتمادية آليتين عسكريتين في بلدة برج الملوك – مرجعيون، أثناء نقل جرافة بهدف استخدامها لفتح طرقات متضررة نتيجة القصف المعادي، ما أدّى إلى إصابة 3 عسكريين.
إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن “المستوى السياسي أصدر تعليمات للجيش بوقف الغارات على بيروت عقب اتصال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي جو بايدن”. واشارت القناة 14 الإسرائيلية، الى ان “إسرائيل تعمل على إنشاء سياج أمني على الحدود مع سورية لمنع عمليات تسلل مسلحين”.
دبلوماسياً، أعلنت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى دعم تهدئة شاملة في الشرق الأوسط. كما كشفت أن ماكرون شدّد في حديث مع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي على “ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان دون تأخير”.
وفي خلال الاتصال شدّد ميقاتي على أن “الأساس وقف العدوان الإسرائيلي وعودة النازحين الى مناطقهم، وتطبيق القرار 1701 كاملاً وإلزام “إسرائيل” بوقف عدوانها وخروقها والتقيّد الكامل بمضمون القرار ومنع التعدّي على قوات “اليونيفيل” في الجنوب”.
وكان العدو “الإسرائيلي” واصل عدوانه الواسع على لبنان، مستهدفًا في الساعات الأخيرة قرى الجنوب والبقاع وبعلبك – الهرمل.
وفي آخر اعتداءاته، شنّ الاحتلال غارة، فجر الأحد، على أحد الأبنية السكنية في بلدة بقسطا شرقي مدينة صيدا جنوب البلاد، حيث سُمع دويّ انفجار في محيط المدينة، ويُذكَر أنّ هذا الاعتداء هو الثالث على بلدات محيطة بمدينة صيدا الجنوبية.
وفي الجنوب أيضًا، استهدفت غارة “إسرائيلية” محيط بلدة زفتا، والسوق التجاري في مدينة النبطية، كما ارتقى 15 شهيدًا في الغارات “الإسرائيلية” على مناطق لبنانية مختلفة السبت الماضي.
أمّا في البقاع، فشنّت طائرات الاحتلال غارة فجرًا استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدتي مقنة ويونين شمالي بعلبك شرقي البلاد، وقد ارتقى 321 شهيدًا منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على مناطق البقاع. واستهدف العدوان “الإسرائيلي” قرى في الجنوب والبقاع، إضافةً إلى قرى في جبل لبنان، وفي قضاء البترون، ما أسفر عن شهداء وجرحى.
ولا تقتصر الاعتداءات “الإسرائيلية” على المنازل السكنية، بل يعمد الاحتلال إلى استهداف مراكز الجيش اللبناني والدفاع المدني والفرق الصحية، وأيضًا يعتدي على مواقع “اليونيفيل”.
في هذا السياق، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، أنّ غارة الاحتلال “الإسرائيلي” أمس على مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية في عيتيت قضاء صور، أدت إلى إصابة شخصين بجروح.
كما أنّ الغارة على تمنين – بعلبك الهرمل، أمس، أدّت إلى إصابة 4 أشخاص بجروح، وأحدثت أضرارًا مادية في مستشفى تمنين، فيما أحدثت الغارات على البقاع الأوسط أضرارًا مادية في مستشفيي رياق وتل شيحا. وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام”، عن “قصف مدفعي إسرائيلي استهدف بلدات عيتا الشعب، راميا، القوزح، وبلدات الناقورة وشمع وطير حرفا”.
واستفاقت مدينة النبطية على هول “الإعصار” المدمر والإجرامي الذي ارتكبه العدوّ “الإسرائيلي” بعدوانه الواسع الذي نفذته طائراته المقاتلة ليل السبت واستهدفت وسط السوق التجاري في المدينة بعدد من الغارات، وحوّلته إلى كتلة من الركام والحطام.
أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن “غارات العدو الإسرائيلي يوم أمس (السبت) على لبنان أسفرت عن 14 شهيداً و63 جريحاً في جنوب لبنان، 10 شهداء و50 جريحاً في النبطية، 3 شهداء و11 جريحاً في البقاع، 13 جريحاً في بعلبك الهرمل، 22 شهيداً و33 جريحاً في جبل لبنان وشهيدين و4 جرحى في الشمال، وهو ما يؤدي إلى الحصيلة الإجمالية التالية ليوم أمس: 51 شهيداً وإصابة 174 بجروح.
اللواء
100 قتيل وجريح إسرائيلي بالمواجهات.. والمسيّرات تضرب معسكر غولاني
وجّه حزب الله ضربة موجعة ضد جيش الاحتلال في عملية معقّدة وغير مسبوقة شاركت فيها المسيّرات بتغطية صاروخية، واستهدفت قاعدة تدريب للواء غولاني قرب حيفا، وأدت إلى سقوط 100 جندي بين قتيل وجريح، وذلك عشية دخول الحرب البرية الاسرائيلية ضد جنوب لبنان، ومحاولات اختراق دفاعات «الحافة» الحدودية من محاور عدة في الغرب والقطاع الأوسط الى القطاع الشرقي، أسبوعها الثالث اليوم، وطرأت على الموقف الدبلوماسي والميداني تطورات خطيرة، تشي بجولات من العنف والقصف واستهداف المدنيين والمدن والقرى والبلدات من النبطية الى بعلبك فالضاحية الجنوبية.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مواصلة الوقائع الميدانية على أرض الجنوب تثير القلق لاسيما في ظل الحديث عن اطالة أمد الحرب ورأت أن الخشية قائمة من هذا الواقع وانعكاساته على البلد والمواطنين ، لافتة إلى أن غياب أي ضغط دولي على رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يدفع إلى ذهابه في اتجاه إنجاز ما يخطط له، معلنة ان الحراك الديبلوماسي لن يتوقف لكنه قد لا بخرج بنتيجة.
واعتبرت أن لقاء « دفاعا عن لبنان» في معراب ركز على أهمية تنفيذ القرارات الدولية وأفضى إلى توافق المعارضة على وضع خارطة الطريق للسير نحو عملية انقاذية في البلاد والتي تتطلب توافقا واسعا حولها.
فعسكرياً، تمكن حزب لله، بعد ايام من القتل للجنود الاسرائيليين ومنعهم من احداث خرق عند الحدود الجنوبية المحصنة، ضرب الحزب عبر سرب من المسيرات جنوب حيفا على مكان كان فيه جنود من لواء غولاني في غرفة الطعام في بنيامينا، وأدت الى سقوط 7 اسرائيليين قتلى، 70 بينهم اصابات خطيرة.
واعلنت المقاومة الاسلامية مساء امس (الاحد 24/10/2024) عن إطلاق سرب من المسيرات الانقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا. وساد الهلع بين المستوطنين في تل ابيب، وسط مخاوف من تجدّد حماقات جيش الاحتلال بمعاودة قصف بيروت وضاحيتها الجنوبية.
أما دبلوماسياً، وفي خطوة تكشف مدى استهتار حكومة بنيامين نتنياهو بالقرارات الدولية، وبمنظمة الامم المتحدة وقواتها العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، في محاولة للتمركز في تحصينات اليونيفيل، لحماية جنوده، بعد ابعادهم 5 كلم ليحل مكانهم.
طلب نتنياهو من الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش «إبعاد وحدات اليونيفيل عن الخطر، ويجب القيام بذلك فوراً». واستطرد قائلاً: رفضكم اجلاء جنود اليونيفيل، يجعلهم رهائن لحزب لله. وهذا يعرضهم وحياة جنودنا للخطر.
وكان المتحدث باسم القوات الدولية اندريا تينتي من ان الجيش الاسرائيلي طلب اخلاء بعض المواقع على الخط الأزرق وحتى بعد 5 كلم من هذا الخط. وكان غوتيريش رفض تهديد نتنياهو، وطالب كل الاطراف لا سيما الجانب الاسرائيلي بالاحجام عن التعرض لقوات الامم المتحدة، وكشف مصدر في اليونيفيل انها تتخذ كل الاجراءات لضمان حماية قواتها لحفظ السلام، وهي لن تستجيب لاية تهديدات.
التحرك الدبلوماسي
وفي اطار التحركات، وصل الرئيس نجيب ميقاتي الى المملكة الاردنية الهاشمية في زيارة رسمية حيث سيقابل الملك عبد لله الثاني اليوم. وفي اتصال مع الرئيس ميقاتي، طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من رئيس الحكومة العمل على صورة وقف اطلاق النار في لبنان دون تأخير.
وفي اطار عينه، قال سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري للرئيس ميقاتي: من الضروري الوصول الى وقف اطلاق نار بأسرع وقت ممكن. وكان السفير بخاري اكد «اهتمام المملكة العربية السعودية بلبنان الشقيق»، معلناً أن «الجسر الجوي سيتوالى طيلة الايام القادمة ليشمل المواد الغذائية والانمائية كافة».
واشار الى ان «الجسر الجوي يقدم بأكثر معايير الشفافية، وهناك فريق متخصص للإشراف والدعم، وهناك أكثر من 350 طنا من المساعدات». وقال: «يجب الوقوف الى جانب الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة».
وحسب المصادر الدبلوماسية، ما زال الحراك الاميركي قاصراً عن وقف الاندفاعة التدميرية الهوجاء في لبنان، وتفيد معلومات مصادر دبلوماسية موثوقة ومتابعة عن قرب لـ «اللواء»، ان هذا الحراك هو محاولة لإبقاء المساعي الدبلوماسية قائمة ومستمرة ولو بشروط غير مقبولة بمعظمها من لبنان ومن المقاومة، لأنها تهدف الى تعويم نتنياهو وإنقاذه من نفسه ومن تهوّره، وإخراجه من مأزق الحرب البرية التي بدأها قبل نحو عشرة ايام، وما زال يومياً يتلقى نتائجها السيئة من قادة جيشه في الجبهة (راجع ص3).
وتؤكد المصادر انه برغم تدخل وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن شخصيا خلال اليومين الماضيين عبر اتصالاته بالرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، واتصالات الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بالرئيسين ايضاً، فالوقت الحالي ليس للدبلوماسية ولو استمرت المحاولات المكثفة لإبقائها «على النار» ولو صُوَرِياً، في ظل استمرار المجازر ضد المدنيين اللبنانيين وسياسة التدمير الشامل التي لم تضغط اميركا لوقفها، وفي ظل احتدام المعارك البرية بمحاور الجنوب واستمرار الغارات التدميرية على بيروت ومناطق واسعة من الجنوب والبقاع وصولا الى الجبل وكسروان والشمال، فما زالت الكلمة للميدان لا للكلام المنمّق ولا لطرح الشروط.
وبرأي المصادر، لعلّ أقصى ما توصل اليه المسعى الاميركي وبتأييد فرنسي، هو موافقة لبنان «المبدئية»على وقف اطلاق النار في الجنوب لكن بلا شروط وزيادة عديد الجيش في الجنوب الى جانب قوات اليونيفيل وتطبيق القرار 1701 لكن من الجانبين اللبناني والفلسطيني، علماً ان الذي جرى تسريبه من شروط اسرائيلية تدعمها اميركا، مازال يدور عند نقطة اساسية يرفضها الحزب وهي تراجع قواته الى شمال نهر الليطاني، لأنه برأي الحزب مطلب تعجيزي يستبطن نية الكيان الاسرائيلي والادارة الاميركية في إنهاء المقاومة ونزع سلاحها لاحقاً، لا سيما بعد الكلام العلني الاميركي بشكل خاص، والذي تبنته بعض القوى السياسية اللبنانية، عن العودة الى تطبيق القرار 1559 القاضي بنزع «سلاح الميليشات» وهو يعني حصراً سلاح حزب لله في الجنوب، ما يعني الحكم سلفاً بفشل مثل هذا المسعى الاميركي.
وفي هذا السياق، يجدر التوقف عند ما قاله الرئيس نبيه بري في حديث صحافي امس ومفاده: «إن الكلام عن القرار 1559 هو كلام سياسي، لأنّ القرار1701 ألغى الـ 1559. لذلك لا أحد يتحدّث بالـ1559. حتّى بلينكن في اتصاله معي تحدّث عن 1701».
انتخاب الرئيس ووقف النار
سياسياً، طرحها اللقاء الوطني الذي عقد السبت الماضي في معراب، خارطة طريق للخروج من المأزق الناري والعسكري والسياسي، تحت عنوان «دفاعا عن لبنان» بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية يعمل على وقف النار، ويتعهد بتنفيذ الطائف والقرارات الدولية.
في ختام المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون عن الكتائب وتجدد وشخصيات مستقلة، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «أننا نلتقي اليوم بعد أن بات واضحا لنا أن لبنان كسفينة تغرق لا ربان لها ولا دفة ويمر لبنان بأصعب أيام وأُدخل في أتون حرب جديدة ارتفعت وتيرتها تدريجياً مع اشتداد الدمار والنزوح وتقضي على البشر والحجر ما سبب ضرراً كبيراً للبنانيين». واردف «في هذه المرحلة، لا بد من استعادة هذه الدولة بعد تفكك الكيان وانهيار الهيكل على رؤوس الجميع واستمرار حروب مدمرة بسبب الهيمنة والسلاح والفساد وسيطرة قوى خارجية على قرار الحرب في لبنان، وتدخلها المباشر، المرفوض، عبر ادارة مباشرة للأعمال العسكرية استخدمت جزءاً من الشعب اللبناني في حروبها إما كأدوات قتالية أو كدروع بشرية. وأمام كل ما يعيشه الشعب اللبناني من قلق وخوف على المصير، في وطن منكوب ودولة غير موجودة، كان لا بد من «لقاء وموقف ومبادرة»، نحدّد من خلالها خارطة طريق، استكمالاً لمواقف سابقة لجميع قوى المعارضة، وذلك لوقف النزيف والمعاناة على المستويات كافّة. فالحاجة الملحّة تستدعي أولاً، وبصورة رئيسة وقبل أي شيء آخر، التوصّل الى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي يضع حدًا أولياً للكارثة التي يعيشها شعبنا… واذا اشار الى ان «نعلم جيدًا أن المجتمعين العربيّ والدوليّ.
يوم الالتحامات والعبوات والمسيرات
وعلى أرض الميدان، تمكنت المقاومة الاسلامية من تفجير آليات وعبوات ناسفة في رامية والتحام في عيتا الشعب وبليدا وغيرها، كما اطلت صواريخ المقاومة على زرعيت والمنارة وشوميرا، وحتى طيرة الكرمل ما بعد حيفا.
وفي الميدان، كمن حزب لله لقوة صهيونية حاولت التسلل الى اطراف بلدة ميس الجبل، وامطروها ببوابل من القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة، وانسحبت اثر ذلك.
واطلقت المسيرة الصواريخ قبل ان تنفجر في غرفة كان جنود من لواء غولاني في غرفة الطعام، وبعدها ولى جنود البحرية الادبار وذهبوا الى الملاجئ. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي سقوط 7 قتلى و70 جريحا بينهم 9 بحالة حرجة للغاية، من جراء انفجار مسيرة في بنيامينا جنوبي حيفا. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان حزب لله نجح بخداع منظومة الدفاع الجوي واطلق رشقة صواريخ للتغطية على المسيرة.
وذكرت المعلومات الاسرائيلية ان المستهدف من الهجوم بالمسيرات هو رئيس الاركان الاسرائيلي. وليلاً، كشف اعلام العدو: مسيرة ضربت جنوب حيفا، واصابات كثيرة في المكان، ووصلت الى هناك 5 سيارات اسعاف. وأدت الى سقوط عدد من (35 اصابة) الجرحى، اصابات بعضهم خطيرة (10 منهم على الاقل). وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان هذه العملية هي الأكثر دموية منذ بدء الحرب.
وكشفت هيئة البث الاسرائيلية ان المستوى السياسي اصدر تعليمات للجيش بوقف الغارات على بيروت عقب الاتصال بي الرئيس الاميركي جو بايدن ونتنياهو، لكن نقل عن مسؤول اسرائيلي قوله ان لا صحة لصدور تعليمات من المستوى السياسي بوقف الغارات.
بالمقابل، شنت الطائرات الاسرائيلية غارات على بلدات سرعين وعدوس وعلي النهري في البقاع، كما استهدفت محلة مكد السبع الحدودي مع سوريا في جرود الهرمل بعد حاجة للجيش اللبناني.
كما دمرت الغارات مبنى في بلدة ماسا بالكامل، وكذلك استهدفت بلدة مشغرة، وفي الجنوب، طاول القصف بلدات تول وياطر والنبطية الفوقا والنميرية والشرقية.
وسجلت وزارة الصحة امس: 51 شهيداً و174 مصاباً بالاعتداءات الاسرائيلية.
استهداف الجيش
واعلن الجيش اللبناني ان العدو الاسرائيلي استهدف آليتين عسكريتين في بلدة برج الملوك – مرجعيون، اثناء نقل جرافة بهدف استخدامها لفتح طرقات متضررة نتيجة القصف المعادي مما ادى الى اصابة 3 عسكريين.
وذكر وزير الدفاع يوآف غالانت ان جيش لن يسمح لحزب لله بالعودة الى القرى الواقعة على الحدود مع شمال اسرائيل، والتي حولوها الى موقع عسكري تحت الارض مليئة بمئات الاسلحة.
القراران 1559 و1701 أمام مجلس الأمن اليوم
يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة اليوم الاثنين، لتقديم نصف الاحاطة السنوية لتنفيذ القرار ١٥٥٩، في الوقت الذي يمر فيه لبنان والمنطقة ، بظروف صعبة، جراء توسع المواجهات الدائرة بين حزب لله وقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام، وتحولها إلى حرب واسعة النطاق.
وتكتسب جلسة اليوم أهمية، في ضوء اعلان وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن، ان بلاده تجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب لله ولتنفيذ القرارين الدوليين ١٥٥٩ و١٧٠١، اللذين ينصان على قبام الدولة اللبنانية ببسط سلطتها الشرعية على كافة الاراضي اللبنانية، وتسلم الجيش اللبناني مهمة الامن، ونزع سلاح جميع المليشيات والقوى غير الشرعية.
وينتظر ان يتخلل جلسة الإحاطة التي تتولى وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روز ماري ديكارلو، تقديمها، انتقادات حادة، من جانب فرنسا وإيطاليا وإسبانيا للاعتداءات الإسرائيلية على مواقع قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان والمطالبة بوقف هذه الاعتداءات تحت طائلة مطالبة مجلس الأمن باتخاذ اجراءات ضد المسؤولين الإسرائيليين.
المصدر: صحف