تفقد وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى مراكز استقبل النازحين من الجنوب والبقاع في مدينتي طرابلس والميناء.
واستهل الوزير المرتصى جولته من فندق “كواليتي ان”، بحضور النائب حيدر ناصر، الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، العميد الياس ابراهيم عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي شادي السيد، المطران انطوان ضاهر، ممثلين عن المطرانين يوسف سويف وافرام كرياكوس، رئيسة قطاع المرأة في “تيار العزم” جنان مبيض ومسؤولة القطاع الاجتماعي والصحي بارعة حمد، ممثلي الجمعيات ولجان العمل الاهلي في مدينة طرابلس.
وجال المرتضى وخير في أرجاء الفندق الذي وضع بتصرف النازحين. وأجرى اتصالاته بوزارة الاقتصاد التي أوفدت المحامي ضياء اليوسف، وأشرف على إطلاق لجنة مهمتها تنظيم عملية الاستقبال ومساعدة النازحين في الفندق انطلاقا وعملا بمهمة وزارة الاقتصاد الوصية عليه.
وبعد الجولة، قال المرتضى: “جئنا للاطمئنان على اهلنا وناسنا ولكي نطّلع مع هذه الهيئة الاغاثية على كيفية تنظيم الامور والتعامل مع التحديات اليومية التي تواجهنا، وكانت فرصة للاطمئنان الى ان اهلنا وعوائلهم وابناءهم بأيد اكثر من امينة في طرابلس الوفية الوطنية التي اندفع اهلها بحميّة وعفوية وبدافع انساني ووطني لمساعدة ومؤازرة ومعاونة واستقبال اشقائهم النازحين من الجنوب ومن البقاع”.
اضاف: “نحن هنا اذا اكثر من مطمئنين لان اهلنا واحبتنا النازحين يلقون هذه العناية وهم الذين نزحوا من منازلهم لا لشيء الا لأن ابناءهم واخوانهم يرفضون الركون لأعداء الانسانية”. وتابع: “طرابلس وسائر مدننا ومناطقنا اللبنانية التي نستقبل النازحين انما تحمل هذا الهمّ عنا، وتسهم في ان نتمكن من التفرغ لمواجهة العدوان الاسرائيلي الجبان والآثم”.
وردا على سؤال، قال: “المرحلة الحاضرة تستدعي الان التركيز على حفظ كرامة النازحين وهذه اولى الاولويات، وكل أمر آخر على اهميته سيأتي وقته لاحقا”.
بدوره، قال خير: “هي طرابلس التي تستقبل اخوانها اللبنانيين، ونحن من جهتنا نرى في طرابلس ان منطق مدينة العلم والعلماء والانفتاح والحضارة”.
وأضاف “نحن مع معالي الوزير في هذه الجولة مع رئيس البلدية ومع كل احبتنا وجهاء المدينة، نحن هنا بتوجيه من دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وهناك تعليمات حريصة نعمل بها، ذلك طبعا فيما يتعلق بالخطة التنسيقية التي وضعت على المستويات المختلفة لوجستيا واداريا وماليا تنفيذا لمقررات مجلس الوزراء والخطة التي وضعتها الجهات العليا في الدولة وهيئات متخصصة والهدف دائما المعالجة والمواكبة”.
واضاف “أي تقصير او تأخير قد يطرأ يكون مرتبطا بتلبية الحاجات في الوقت عينه في مختلف المراكز وفي كل المناطق اللبنانية، على ان الصمود هو الاساس في هذه المرحلة فعندما يصمد المواطن اللبناني لا بد سيربح، فاللبنانيون لا يهاجمون احدا ولا يعتدون على احد وما نقوم به هو الدفاع عن ارضنا وعن عرضنا وديننا وايماننا”.
وتابع “ان ما نراه من العدو هو حرب موصوفة وحرب اعصاب وحرب نفسية، وايضا هناك حرب تجويع مؤسفة وحرب تدمير ايضا بكل معنى الكلمة. لذلك نناشد اخواننا العرب كل الاخوة الاعضاء في جامعة الدول العربية، ونرفع الصوت بأننا اخوة لهم وهم اخوة لنا، ونحن لا نريد الا الخير لكل العرب وبخاصة المملكة العربية السعودية التي نعتاد منها دائما العون والمساعدة والمؤازرة وهي لم تبخل يوما بما هو ممكن فقدمته في كل المناسبات”.
واردف “على مر التاريخ كانت علاقاتنا اللبنانية العربية والاسلامية مشهودا لها بمحبة اللبنانيين لكل الشعب العربي، لذلك لا بد ان نرفع الصوت ونوجه الصرخة بأننا نمر بتوقيت مأساوي، الشعب اللبناني كله على مستوى النازحين وعلى مستوى المقيمين في مناطقهم، كل الشعب اللبناني يعاني من هذه الظروف المأساوية، وبالتالي كل المؤسسات الإنسانية والمساعدات الإنسانية هي حاجة لبنانية ملحة”.
اضاف “اما جولتنا فتشمل كل مراكز الاستقبال وكل ما نملكه من امكانيات سنقدمه من خلال المساعدات، ولا ننسى ان المواطنين وبخاصة في طرابلس يقومون بما يملي عليهم ضميرهم ومحبتهم لاخوتهم اللبنانيين النازحين، نحن يد واحدة وبذلك لا بد ان ننتصر على كل من يعادينا”.
وقال خير ردا على سؤال: “في كل المحافظات يتولى المحافظون مهمة متابعة لجان طوارئ شكلت خصيصا لمتابعة الحالات الطارئة وتبقى العلاقة بذلك محصورة بالمحافظين في كل منطقة ومع لجان الطوارئ الأساسية، وبالطبع بالتعاون دائما مع الوزراء المختصين ومع دولة رئيس الحكومة”. كونوا على ثقه بأننا نحيل كل ما يقدم لنا لمراكز الاستقبال ولمساعدة المتضررين ومحافظة لبنان الشمالي شأنها شأن اي منطقة اخرى تتلقى الشكاوى من خلال لجان الطوارئ بإشراف المحافظين. اما التقصير الذي قد يحصل فهو ناتج عن الضغط الذي نشهده فنحن كنا نتوقع مثلا 5000 الى 10000 اذا بنا امام اعداد تتجاوز ال 70 الف نازح”.
أما رئيس بلدية طرابلس فقال “دائما طرابلس كانت وتبقى السباقة الى تكريم الضيف، ونحن لا نعتبر اهلنا نازحين انما هم ضيوف في مدينة طرابلس وبالاخص عندما يكون النازح قد خرج من دياره بسبب قضية مفصلية بالنسبة للامة العربية والإسلامية، هم بالنسبة لنا مجاهدون وقفوا في مواجهة عدو غاشم يضرب ولا يفرق بين لبناني او سوري او بين سني او شيعي او حتى مسيحي، كلنا صف واحد في مواجهة هذا العدو الغاشم وجميعنا في مركب واحد”.
اضاف: “بلدية طرابلس ومعها اهل المدينة، سنكون الى جانب كل من يعمل لمساعدة وحماية النازحين والمحافظة بالتالي على كرامتهم، فكرامتهم من كرامتنا ونحن في بلدية طرابلس بصدد التعاون مع مختلف المؤسسات لنكون في خدمة اهلنا”.
وختم: “أشكر معالي وزير الثقافة الذي حضر اليوم الى طرابلس وهو دائما بيننا، وأحيي وأشكر دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ومؤسسات العزم. كما نشكر اللواء محمد خير على ما يقوم به دائما”.
ثم انتقل المرتضى يرافقه خير والسيد ويمق الى معهد الفندقية في مدينة الميناء، حيث كان في استقباله مدير المركز خليل خليل، وجال في انحائه مستمعا الى النازحين المتواجدين فيه والى الناشطين الذين يقدمون الخدمات للوافدين من الجنوب والبقاع.
المصدر: الوكالة الوطنية