خرج ملايين اليمنيين في العاصمة صنعاء والمحافظات احياء لذكرى لمولد النبوي الشريف، حيث غص ميدان السبعين بالحشود، في صورة تعكس تمسك الشعب النبوي بالمفاهيم الإسلامية المحمدية، واصرارهم على تحدي العدوان الغربي على الأمة الإسلامية.
وعبر المشاركون إسنادهم ونصرتهم للشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية منذ 11 شهرا. واكتظ ميدان السبعين والشوارع والطرقات المحيطة به بملايين البشر الذين تقاطروا إليه من مختلف مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء.
واكتست الساحة باللون الأخضر، وتوسطها لوحة خضراء كتب عليها باللون الأبيض اسم خاتم الأنبياء والمرسلين “محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مع صورة للمسجد الأقصى المبارك” وفي جوانبها عبارات “لبيك يا رسول الله” و”لبيك يا أقصى”.
وتزامن الحضور اليماني هذا العام مع مواصلة العدوان وحرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وكان الزخم الجماهيري هذا العام غير مسبوقا، استجابة لنداء السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، خلال كلمة له، أمس السبت، الذي دعا فيه أحرار الشعب اليمني إلى الخروج الكبير والمليوني وغير المسبوق على الإطلاق، إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم.
ورددت الجماهير المحتشدة شعارات البراءة من أعداء الله، وصدحت بالتهليل وبالصلاة والسلام على النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والأناشيد والمدائح والهتافات المعبرة عن الفرحة والبهجة بالمبعوث رحمة للعالمين، رافعين اللافتات والشعارات الخضراء والبيضاء المؤكدة على عظمة المناسبة ومكانة صاحبها عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
واقتداءً بأجدادهم في المدينة المنور حين استقبلوا الرسول الخاتم، ردد أحفاد الأنصار بصوت واحد نشيد “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع.. أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع.. جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع”.
وغطت ساحة الاحتفال الأعلام الخضراء، ورُفعت الأعلام اليمنية والفلسطينية، واللافتات التي حملت شعار “لبيك يا رسول الله”، كما حملت الحشود اللافتات والشعارات التي كتبت عليها عبارات التلبية والتعظيم للرسول الأعظم، وكذا العبارات المعبرة عن الولاء والاتباع للنهج المحمدي وما حمله للأمة من قيم ومبادئ إيمانية لإصلاح شأنها واستعادة مكانتها وعزتها وكرامتها.
وباركت الحشود المحمدية عملية القوات المسلحة اليمنية النوعية التي ضربت هدفا عسكريا صهيونيا في يافا بفلسطين المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي استغرق وصوله إلى كيان العدو 11 دقيقة و30 ثانية، داعية القوات المسلحة إلى المزيد من العمليات نصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في غزة منذ قرابة عام.
وبدأ الاحتفال المحمدي بآيات من الذكر الحكيم، وتضمن فقرات إنشادية تراثية معبرة عن الحب اليماني والتعظيم والتوقير والتعزير لصاحب المناسبة عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
السيد الحوثي: يؤكد ثبات اليمن في موقف نصرة فلسطين والقادم أعظم
وفي كلمة له في ختام الفعالية، أكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ثبات الشعب اليمني على موقفه المبدئي الجهادي في مواجهة الطاغوت والاستكبار، وشدد على ان “عملية اليوم التي تم تنفيذها بصاروخ ذات تقنية عالية تجاوز منظومات العدو وبلغت مسافتها تقدر بـ 2040 كم في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد”.
وأعاد السيد الحوثي التأكيد على ان عمليات القوات المسلحة اليمنية “مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة وموقفنا ثابت حتى تطهير فلسطين من براثن الاحتلال”، وعلى أن القوات اليمنية تواصل التنسيق مع محور الجهاد والمقاومة، مشدداً على أن “القادم أعظم بإذن الله تعالى”.
وأعلن السيد الحوثي أن القوات اليمنية تواصل عملياتها في البحار ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني وهي ناجحة وفي غاية التأثير. وتوجه السيد الحوثي إلى الامة الإسلامية بالتذكير بالمسؤولية الدينية لنصرة الشعب الفلسطيني.
وفي جانب آخر من كلمته، توجه السيد الحوثي إلى المشاركون بالقول “لقد أقمتم أكبر احتفال في الأرض لأعظم وأرقى إنسان، وفرحاً وابتهاجاً بنعمة الله وفضله ورحمته”.
واكد السيد الحوثي أن ” الإحياء العظيم لهذه المناسبة هو من مظاهر التقدير بنعمة الله والاعتراف برحمته”، ودعا المسلمين إلى التمسك بالرسالة الإلهية وحمل راية الإسلام الموعود بالغلبة والثقة بالله في مواجهة التحديات والمخاطر والأعداء.
كما دعا المسلمين إلى التحلي الروح المعنوية العالية والاستعداد للتضحية في سبيل الله والانطلاقة الإيمانية والتحلي بالبصيرة والوعي القرآني عن طبيعة الصراع مع الأعداء وأسباب النصر والهزيمة.
المصدر: المسيرة نت