أقام اتحاد بلديات اقليم التفاح واتحاد بلديات جبل الريحان احتفالا، تمجيدا للمناسبات المباركة ولادة رسول الله محمد (ع) والنبي عيسى بن مريم (ع) والامام جعفر الصادق (ع)، برعاية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في جرجوع.
حضر الاحتفال الى رعد، عضوا تكتل التغيير والاصلاح النائبان زياد اسود وامل ابو زيد، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسين عبدالله، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد ممثلا بالارشمندريت سمير نهرا، مدير العمل البلدي في حزب الله في الجنوب حاتم حرب، مسؤول ملف البلديات في حركة امل في اقليم الجنوب محمد عواضة، قائد السرية الاولى في قوى الامن في بيروت العميد حسين خشفة، رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح بلال شحادة، رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان زياد الحاج، مدير الجامعة اللبنانية الدولية في النبطية الدكتور حسان خشفة، وشخصيات وحشد لافت من رؤساء واعضاء المجالس البلدية والمخاتير من مناطق جزين، اقليم الريحان، واقليم التفاح، وفاعليات.
نصار
بعد آي من الذكر الحكيم للمقرىء وجدي حوماني، كلمة ترحيب من أحمد شريم، ثم ألقى راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار كلمة اعتبر فيها ان “ثقافة الارهاب والقتل والتخريب التي أوجدتها قوى الظلام في العالم، ودستها في عقول مجموعة من البشر، ما هي الا ثقافة شيطانية تعاكس تماما رسالة السماء السموحة والرحومة، وما يضنينا بالاكثر هو استغلال هذه القوى الظلامية لقدسية الدين والتعاليم السماوية لنشر ثقافتهم التدميرية”.
وقال “حماية للدين وحماية للانسان وكرامته، لا بد لاهل الخير والبر والايمان من مواجهة هذه القوى الظلامية، والمواجهة تكون بالكلمة والتنوير وتكون بوضع مناهج تربوية دينية لتصويب معاني الدين، وتكون بنقل الاخبار الصحيحة بوسائل الاعلام والمواجهة تكون بالوحدة الوطنية التي تجلت مؤخرا والحمدلله بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتكون بالتضامن الانساني والاجتماعي والاقتصادي، والمواجهة اخيرا تكون بالمقاومة العسكرية لدرء الاخطار ورد هجمات الارهابيين، ومن هنا لا بد من ان نحيي الجهود الجبارة التي يبذلها الجيش اللبناني وسائر القوى العسكرية اللبنانية، ومعها نحيي جهود وتضحيات المقاومة التي تدافع عن شعب لبنان وعن ارضه ونرفع اسمى عبارات الاجلال والتقدير لدماء الشهداء الزكية سائلين الله لهم العفو والرضوان والراحة في جنات الخلود”.
نهرا
ثم ألقى الارشمندريت نهرا كلمة المطران حداد قال فيها “انهما الميلادان الشريفان، ما اجملها لحظة نتقاسم عقائدنا مع الخبز والملح، ليس من باب التزلف بل من باب الاحترام، الاحتفال الاحترامي حضارة والاحترام قيمة اساسية في حياتنا، وان مجتمعاتنا بحاجة الى القيمة، انها المبدأ العقلاني الذي يميز الانسان عن سائر المخلوقات واذا فقدت القيمة اصبحنا كسائر المخلوقات”.
وقال “اين الحياة الفكرية والاعلامية العربية، تبخرت في لحظة واحدة، فهل كنا نكذب على بعضنا، ما اكثر اخطاء المسيحيين واخطاء المسلمين، فلنعد الى المسيحية والاسلام، لقد ارتبط مصيرنا ببعضنا ولا يحق لنا ان نفكر كل على حدة، ان آيات كتبنا المقدسة تحتم علينا التفكير معا واستخلاص العبر من هفوات مميتة والتطلع الى مستقبل واعد”.
اضاف “اجمل صورة لقارىء جيد في عصرنا للاسلام هو الامام موسى الصدر، واجمل صورة لقارىء جيد في المسيحية في عصرنا هو الام تريزا دي كالكوتا، كلاهما تخطيا الطائفة والمذهب والفئة وذهبا نحو الانسان، الانسان هو محور الاديان ولا اظن ان الانسان في الاسلام هو غيره في المسيحية، انه واحد لا يتجزأ، لذا أجرؤ واعايد المسلمين بميلاد المسيح والمسيحيين بولادة الرسول، واذا كان مفهوم الانسان قد تجزأ فينتفي العيد بل يصبح العيد رثاء وعلى الدنيا السلام”.
عبدالله
وكانت كلمة مفتي صور الشيخ عبدالله اعلن فيها ان “هناك مسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا، مسلمين ومسيحيين، ان نعيش حالة قبول الاخر من جهة واحترام الرأي الاخر من جهة اخرى، وان التنوع الذي نعيشه في لبنان مسلمين ومسيحيين يعكس ثقافة التنوع”.
أضاف “هناك من يحاول ان يشوه الصور الدينية عند المسلمين والمسيحيين، فيوجهون الاساءات الى العناوين الدينية الكبرى، وفي مقدمها النبي محمد والسيد المسيح، ولم يكتفي الامر بذلك، بل ان بعض الابواق التي تأتي بلغة جديدة لتحرض المجتمع والناس على بعضهم البعض من خلال بعض البرامج التي تسيء لأصحابها اولا، والى المجتمع الذي نعيش”.
وأمل في ان “يكون هناك وجهة نظر موحدة كما وحد الله هذه المناسبة بين ولادة النبي محمد والسيد المسيح، ان يكون هناك رسالة موحدة مسلمين ومسيحيين ترفض بان يتاجر بإسم الدين لأي كان”.
شحادة
ثم ألقى شحادة كلمة قال فيها “نجتمع اليوم في رحاب نبي الرحمة ورسول المحبة مصرين على انهم جوهر الدين وحقيقته السماوية، ويأخذ اجتماعنا شكلا من اشكال التحدي والمقاومة لتيارات التكفير التي تجتاح العلم العربي ناشرة الخراب والدمار لا فقط في العمران وانما ايضا في الاجتماع ومنظومة القيم وبنيان الثقافة”.
اضاف: “قدر لبنان الرسالة ان يكون الصخرة التي تتحطم عليها مخططات التفتيت والشرذمة والفتن واصبحت مقاومته سيف الرحمة وعصا المحبة التي تقدم الشهيد تلو الشهيد ليبقى لبنان لا في شوفينيته القومية وانما رسالة للانسانية كما عبر قداسة البابا في رسالته الشهيرة، وان مقاومة الصهيونية باشكالها المتعددة اليوم لا تكتمل الا بعهد جديد هو العهد الجديد الذي تعلق الامال على مشروعه التنموي والاصلاحي من اجل غد افضل في لبناننا الجريح لكل انسان”.
رعد
بدوره راعي الاحتفال النائب رعد قال “في ذكرى ميلاد السيد المسيح والنبي محمد، نستحضر ارواح الشهداء الذين آمنوا بكل الرسالات وبذلوا اغلى ما في وجودهم من اجل ان نحفظ الوطن والمواطنين ونستحضر ايضا المرارات التي عشناها واياكم وانتظرنا طويلا من اجل ان نحظى بانتخاب رئيس للجمهورية يلتقي ونلتقي معه بالروية الوطنية الاستراتيجية الانسانية، التي نعيش في فيأها امنا واستقرارا وصونا للعيش الواحد ودفاعا عن الوطن السيد الحر”.
اضاف: “انجزنا الاستحقاق الرئاسي وتم انتخاب رئيس، نعتبر انه يليق باللبنانيين وبتطلعاتهم، وندعم سياسته في خطواتها العريضة، ونخوض التحدي معه من اجل تحقيق تنمية ونهضة وعدالة، في هذا البلد التحديات كبيرة جدا قد لا يقدر عليها اتجاه واحد بل يحتاج الى تضافر كل القوى والاتجاهات، ولذلك نحن نعول على الحكومات كلها ان تكون حكومات وحدة وطنية، ولا نستطيع ان نقيم هذه الحكومة لانها حكومة فرضتها مرحلة انتقالية المؤسسة لعملية الانتخاب، وفي ضوء قانون انتخاب جديد ثمة نقاشات ومباحثات حول شكل ومضمون القانون الانتخابي الجديد، واعتقد ان الجميع معني ان يفتح نافذة من التنازل ليتوافق مع الآخرين، والا ستمضي الانتخابات وفق “قانون السكين” كما يقول دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري” .
وقال “الحاجة نتلمسها ضرورية عند كل الفئات في ان يكون لدينا قانون انتخابي جديد يطوي صفحة القانون المرعي الاجراء، لكن يبدو ان الحسابات المناطقية والسياسية والطائفية بدأت تعمل عملها، ولذلك لن نرفع من الاوهام ولن نعلي صوت سقف الاحلام لدينا، بل نقول ان اي تغيير يمكن ان يطرأ على قانون الستين هو افضل من قانون الستين، ونسأل الله ان يلهم الوطنيين الصادقين في ان يبذلوا جهودهم ويترفعوا حين وضع قانون الانتخاب عن كل المآرب الطائفية والمصلحة الخاصة”.
اضاف “واجهنا واياكم عدوا اسرائيليا شرسا، ارادوا استهداف وجودنا كلنا وواجهنا عدوا تكفيريا حُسب على الاسلام، قاتلناه دفاعا عن الدين لان الصورة المشوهة التي قدموها الى العالم عن الدين صورة تحتاج منا الى الكثير من الجهد من اجل تصويبها واعادة رونقها، لان ديننا ليس دين قتل ولا دين ذبح، ديننا دين حكمة وتعلم وتسامح، لكنه دين يسمح لنا ان ندافع عن انفسنا حين يعتدى علينا من جبار او طاغية او مجرم سفاح”.
وتابع: “دفعنا الخطر عن ديننا وانساننا ووجودنا ووطننا وكل اهلنا واخواننا وشركائنا في هذا الوطن. تصوروا لو ان هؤلاء الدواعش قد تمكنوا من ان يستقلوا بمنطقة من لبنان كيف سيكون عليه الوضع في هذا البلد، لم نكتف بذلك لقد واجهناهم من خلف الحدود لنمنعهم من الوصول الى لبنان ومكننا الله من ان نسقط القاعدة التي تآمرت اكثر من ثمانين دولة تدعمهم من اجل ان يجعلوها منطلقا وقاعدة للسيطرة على كل بلاد الشام وليس سوريا وحسب”.
وختم رعد “حلب كانت المنطلق والقاعدة التي ارتكز عليها مشروع هؤلاء ومن يدعمهم وليشبكوا ايديهم مع الاسرائيليين الذين ذبحوا اطفالنا وارتكبوا المجازر عندنا في لبنان، نحن نواجه هذا التحدي، وعيننا ترقب المسار السياسي الذي نأمل ان يكون متناغما مع مواقف العز والمقاومة التي دفعنا فيها لبنان الى المحل الارفع ليكون رقما في المعادلة الاقليمية والدولية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام