الاعلام الفرنسي منشغل بمواضيع داخلية منها عدم تشكل بعد الحكومة الفرنسية، ويرفض الرئيس الفرنسي تسمية المرشحة التي سمتها الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم تحالف احزاب اليسار الذي فاز في الانتخابات.
هناك حملة شيطنة شعواء على حزب فرنسا الابية و على رئيسها على وجه التحديد وتحميله مسؤولية كل المشاكل التي تعاني منها فرنسا. هناك تكالب سياسي واعلامي عليه، وللتذكير الدائم بانه رفض ان ينعت حماس بأنها حركة ارهابية و بأنه ربط احداث 7 اكتوبر بالاحتلال الاسرائيلي…
فرنسا منشغلة ايضا بقضية صاحب تطبيق تيليغرام، بافل دوروف، Pavel Durov الذي تم اعتقاله واتهامه رسميا. اتهامه انه لا يحسن ادارة تطبيقه (تيلغرام) و يسمح بنشر مواد متعلقة بالاحتيال والاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة وغسل الأموال والترويج للإرهاب والاعتداء الجنسي على الأطفال.
من الملاحظ ان بعض وسائل الاعلام لا تشير الى تهمة الترويج للارهاب بل تركز على الاتهامات ذات الطابع الجنائي. على غرار تغطية TF1 . علما ان هناك حملة على هذا التطبيق من اجل منع مواقع المقاومة. موقعنا منع في فرنسا منذ آذار الماضي.
رئيسة تحرير موقع المنار الفرنسي ليلى مزبودي:
التهويل بارتفاع منسوب معاداة السامية
الاعلام في فرنسا منشغل ايضا بقضية محاولة حرق الكنيس اليهودي في La Grande Motte والتي قام بها “جزائري يرتدي الكوفية على الراس و قد احاط خاصرته بالعلم الفلسطيني” كما وصفه، وبحادثة اللاجئ السوري الذي طعن بعض المشاركين في احتفال اقيم في المدينة الألمانية (دوسالدورف) “للانتقام للمسلمين في فلسطين و غيرها”.
اللافت في العمليتين ان مرتكبيها ليسوا من المسلمين الاوروبيين. عملية ضد اليهود وعملية ضد غير يهود وهي احداث مريبة مشكوك بنوايا اصحابها. الطريقة التي يسثمرها المدافعون عن الكيان في كل مرة يتم فيها الحديث عن المجازر في قطاع غزة تثير الشكوك. لا يستبعد ان يكون عمل المخابرات بحيث تم توظيفهم من اجل مهام كهذه مفبركة sous fausse banniere خاصة وان الطريقة التي تريد ان تظهر ان المسلمين يشكلون خطرا على اليهود كما على المواطنين الاوروبيين..
تذكرنا بخطاب نتنياهو الأخير في الكونغرس عندما ادعى ان الكيان في حربه على قطاع غزة هو رأس حربة للدفاع عن الغرب. علينا دوما ان نتذكر ان كل حملات التهويل ب تصاعد معاداة السامية و حملات تسعير الاسلاموفوبيا في الغرب هي حملات مرتبطة بالصراع العربي الاسرائيلي من اجل وضع المسلمين في الزاوية او من اجل اضعاف حضورهم السياسي وتخويف الفرنسيين الآخرين منهم. من اجل تشويه بحيث لا يعملون في الانظمة الديمقراطية لصالح القضية الفلسطينية او حتى يشوهون دوما هذه القضية و المقاومات المتعلقة بها. ويربطونها دوما بها.
“على الغرب ان يبقى على حذر”
مقالة في لوفيغارو تحمل كل عناصر هذه الحملة من التهويل من صعود معاداة السامية و تسعير الاسلاموفوبيا و تحمل المسؤولية لجان لوك ميلانشون و لمواقع التواصل الاجتماعية و هي تغمز بقناة صاحب تيليغرام. و توصي العالم الغربي بأن عليه ان يبقى دوما على حذر. وهو عنوان المقالة Ne baissons jamais la garde و هي افتتاحيتها يوم الاثنين 26 آب.
رد حزب الله: الروايتان
صحيفة لوفيغارو تناولت ايضا ما حصل في 25 آب الماضي. بين لبنان والكيان. كل الصحف الفرنسية الصادرة الاثنين 26 آب، تناولت هذا الموضوع في نشراتها الورقية و ال PDF.
نشرت مقالتين: واحدة من مراسلها في تل ابيب والثانية من مراسلتها في بيروت، المقالة الاولى: من مراسلها في تل ابيب تحت عنوان:” الجيش الاسرائيلي يشن هجوما استباقيا مذهلا ضد حزب الله”،
شابو: ” مئة طائرة حربية قصفت 6000 هدفا في لبنان بينما الميليشيا الشيعية أطلقت 220 صاروخا و 20 مسيرة”.
تبنت الرواية الجيش الاسرائيلية كما اعترافه بمقتل عسكري واحد من البحرية و اضرار جسيمة. ولكن نقل التحذير الاسرائيلي الذي يقول ان حزب الله هو “المنظمة الارهابية الأكثر قوة والأكثر تجربة في العالم”. ان لديه ترسانة اهم من ترسانة حماس و 150 الف صاروخ .
تنقل الصحيفة عن معلق في الاذاعة الجيش الاسرائيلي قوله” علينا الا نبالغ في تأثير عمليتنا. حزب الله لم يخسر سوى 3% من ترسانته”، توقفت عند موقف نتنياهو انه و حتى لا يصب الزيت على النار طلب من المسؤولين و نوابه ووزرائه “الامتناع عن ان بفرحوا بالنصر و اعتماد مواقف متواضعة حتى لا يدفعوا حزب الله الى الرد على هذه الاهانة الجديدة”. وانه لم يلوح بتهديد حرب حقيقية في لبنان.
العملية الاهم في الحرب
مقالة ثانية من مراسلة لو فيغارو في لبنان تحت عنوان:”بعد القضاء على فؤاد شكر، الرد المحسوب للميليشيا الشيعية”، لا يوجد ذكر للمقاومة اللبنانية، بعد الاشارة الى الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيل “بطريقة استباقية” على 30 منطقة،- لم تنقل رواية الجيش الاسرائيلي عن ال 6000 هدف- نقلت عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تكذيبه للرواية الاسرائيلية بانهم افشلوا العملية وتأكيده انه لم يتم التعرض لمنصات الصواريخ استباقيا.
نقلت تأكيده بأنه تم استهداف 11 موقع عسكري و ركزت على قوله ” اردنا تجنب الضحايا المدنيين و ان هجومنا التزم بالكامل بهذه الضرورة” و تأكيده ان المسيرات استهدفت بشكل اساسي قاعدة (غليليوت) حيث مراكز الموساد و الوحدة 8200 “المسؤولة أغلبية الاغتيالات و حملات التضليل”.
بعد ان اشارت الى نفي الجيش الاسرائيلي بان هذه القاعدة ضربت ، اعتبرت الصحيفة ان هذه العملية هي اهم عملية شنها حزب الله على الاراضي الاسرائيلية” / الفلسطينية. من حيث عدد صواريخ الكاتيوشا و من حيث عمق الأهداف.
نقلت عن الصحافي امين قمورية قوله ان اهميتها تكمن في “الرسالة السياسية والعسكرية” و ان حزب الله من خلال هذه العملية اراد ان يذكر الاسرائيليين بان لديه الوسائل للوصول اليهم بعمق”. و اعتباره ان “خطر حرب شاملة يبدو ان تم احتواؤه”.
رواية حزب الله اولا
صحيفة لومانيتيه ايضا تحدثت عن رد المقاومة، العنوان:” التوتر ارتفع درجة بين لبنان واسرائيل”، الشابو: “الحركة الاسلامية اللبنانية كان توعدت بالرد على اغتيال قائدها العسكري على يد تل ابيب”. هذه المرحلة الأولى قد تستتبع بمراحل أخرى اذا فشلت المحادثات من اجل وقف اطلاق النار في غزة.
نقلت الروايتين و لكنها اختارت وضع الرواية الحزب في بداية المقالة، نقلت الرواية الكاملة للمقاومة عن تلفزيون الميادين عن سرب من المسيرات الذي ارسل بعد اطلاق 320 صاروخ كاتيوشا لحمياتها و لتصل الى هدفها ، ونقلت رواية الجيش الاسرائيلي بالدرجة الثانية، ركزت من خطاب السيد نصر الله على قوله انه “فضلنا التريث للسماح للمفاوضات لان هدفنا عبر جبهتنا و عبلر كل هذه التضحيات هو ان تتوقف هذه الحرب”. و تأكيده ان الهدف من الهجوم كان ضرب وحدة 8200.
تحدثت المقالة عن قبول حماس للمقترح الذي كان جو بايدن قدمه في ايار و دعمته الامم المتحدة و ان نتنياهو اضاف اليها شروطا جديدة عن بقاء الجيش في المحاور و انه لا يزال يريد القضاء على الحماس الامر الذي لم يتكن بعد من القيام به بعد 11 شهر …
حرب البيانات
صحيفة لاكروا اختارت عنوان:”حرب البروباغاندا مستعرة بين اسرائيل و حزب الله، اختارت هذه الصحيفة ايضا ان تبدأ برواية حزب الله ومن ثم رواية الجيش الاسرائلي عن ضربته الاستباقية.
لاحظت لاحقا ان السلطات الاسرائيلية لم تعترف بحصول تدمير لمنشآت عسكرية وان “محطة المنار التي يمولها حزب الله كشفت انه تم ضرب هدف نوعي”، زورق اسرائيلي من نوع (دفورا) و ان اسرائيل اعترفت بوفاة جندي بحرية.
تعتبر الصحيفة ان هذه هي المرحلة الأولى من الرد و ان الرد الثاني سيأتي من الحوثيين نقلا عن بيان لصنعاء. و نقلت عن نتنياهو قوله انه “لم يقل كلمته الأخيرة” و استنتجت ” ان حرب البيانات متواصلة”، وانتقلت الى المفاوضات و من ثم الى استمرار الحرب على غزة و ان انهت بالاعلان الاسرائيلي في هذا اليوم عن مقتل ثلاث جنود اسرائيليين.
المصدر: موقع المنار