لم تكن هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها عن استشهاد قائد كتيبة طولكرم شمال الضفة الغربية محمد جابر (26 عامًا) الملقّب بـ “أبو شجاع”، حيث كان هدفًا للاحتلال الإسرائيلي خلال عملياته المتكررة على طولكرم ومخيماتها، إلا أنه كان ينجو منها ويخرج ممتشقًا سلاحه متحديًا “إسرائيل” مرة أخرى.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، اغتيال “أبو شجاع” و4 مقاومين آخرين واحتجاز جثامينهم، واعتقال مقاوم جريح في عملية عسكرية واسعة بمخيم نور شمس بطولكرم.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي اغتال “أبو شجاع” المطلوب الأول في الضفة الغربية وقائد كتيبة طولكرم في الذراع العسكري للجهاد الإسلامي والمسؤول عن سلسلة طويلة من العمليات ضد الجيش.
وكان الإعلام الإسرائيلي يصف “أبو شجاع” بأنه “من كبار المطلوبين لإسرائيل”، وأنه “شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية”.
ولمع اسم أبو شجاع كأحد أبرز المؤسسين لكتيبة طولكرم-سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مع استشهاد المقاوم سيف أبو لبدة من مخيم نور شمس بطولكرم بتاريخ 2 ابريل/ نيسان 2022، الذي تزعّم فكرة الكتيبة وبداية نشوئها، ليتولى أبو شجاع قيادتها وتطويرها.
وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بملاحقة “أبو شجاع” قبل نحو عامين، بعد أن تولى قيادة الكتيبة التي تأسست عام 2022 وبدأت بشن هجمات وخوض اشتباكات مع قوات الاحتلال المقتحمة لطولكرم.
وخلال المطاردة، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته مرات عديدة ودمرت محتوياته، وقبل نحو خمسة أشهر فجّر الاحتلال منزل عائلته بالكامل. كما اعتُقل شقيقه الأكبر “عدي” عدة مرات وأُفرج عنه قبل نحو شهرين، بينما لا يزال شقيقه الأصغر أحمد معتقلاً منذ عامين.
وأمضى “أبو شجاع” 5 سنوات في سجون الاحتلال في اعتقالين اثنين، كان أولهما وهو يبلغ من العمر (17 عامًا) فقط، كما استشهد شقيقه محمود الأصغر محمود قبل عدة شهور خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم نور شمس.
وولد أبو شجاع وكبر في مخيم نور شمس لعائلة هجّرت من مدينة حيفا عام 1948م، حيث عاش طفولته داخل المخيم وتعلم في مدارسه، لكنه لم يواصل تعليمه، وهو الشاب الأوسط بين 5 أشقاء.
وحظي “أبو شجاع” بشعبية واسعة والتفافًا حوله من أهالي طولكرم خاصة والضفة الغربية عامة، حيث شكّل نموذجًا للشاب اليافع المقاوم الرافض للتنازلات والخضوع للاحتلال.
وفي إحدى رسائل التحدي التي حملها “أبو شجاع” بعد نجاته من محاولة اغتيال في شهر ابريل/نيسان الماضي، قال: “رسالتنا للاحتلال أننا نتحداه، ونحن على درب الشهداء، والحالة الوطنية لن تنتهي حتى النصر”.
وأضاف المقاوم الذي خرج محمولًا على الأكتاف بعد إعلان استشهاده حينها: “الاحتلال لم ولن ينجح باغتيالي معنويا أو نفسيا رغم كل محاولاته”، وتابع “نحيي المجاهدين بكل مكان في الضفة وغزة والشتات، ونتمنى من جميع الشرفاء ألا يخذلونا”.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني، عدوانها على محافظتي جنين وطولكرم، وهو الأوسع منذ اجتياح عام 2002، فيما انسحبت من طوباس. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الخميس، إن 12 شهيدًا برصاص الاحتلال وصلوا إلى المشافي في جنين وطوباس منذ فجر أمس الأربعاء.
وباستشهاد المقاومين في طولكرم، والذين تحتجز سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثامينهم، يرتفع عدد الشهداء منذ الأمس إلى 17 شهيدًا، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 669.
الجهاد الإسلامي: الشهيد “ابو شجاع” سيبقى منارة على طريق الجهاد والمقاومة
وزفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى شعبنا وأبناء أمتنا العربية والإسلامية، استشهاد الأخ المجاهد محمد جابر (أبو شجاع)، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، وأحد مؤسسيها الأوائل، مع عدد من إخوانه في الكتيبة، بعد مواجهة بطولية مع جنود الاحتلال في مخيم طولكرم، شمال الضفة المحتلة.
وقالت الحركة في بيان “عرف شعبنا الفلسطيني القائد (أبو شجاع) لصلابته وشجاعته، مجاهداً قرّر مواجهة الاحتلال ببسالة مع إخوانه، لرفع الظلم عن أهلهم، مدركاً بأنّ مواجهة العدو، وأياً يكن ثمنها، أهون بكثير من العيش في ظل احتلال مجرم، يقتل الأطفال، وينتهك الحرمات، ويهين الكرامات، ويعدم الناس في الطرقات، ويصادر الممتلكات، ويخطط ليل نهار لسلب الأرض وتهجير أهلها، ويعتقل الأطفال، ويحاصر المستشفيات، ويرتكب المجازر ويشن حرب إبادة”.
وأشارت إلى أن العدو “جنّد عشرات الجنود، وسخّر المدرعات والطائرات المسيّرة للوصول إلى الشهيد أبو شجاع، في قلب مخيم طولكرم، لإدراكه بأنه، وإخوانه، لن يستسلموا، وسيخوضون مواجهات بطولية ضده.”.
وقالت الحركة “إنّ ارتقاء الشهيد أبو شجاع، بعد نجاته من العديد من محاولات الاغتيال والاعتقال سابقاً، سيبقى منارة على طريق الجهاد والمقاومة؛ تزيد شعبنا ثباتاً وصموداً، وعزيمة للاستمرار”.
وأكدت “عبثاً يحاول العدو اجتثاث مقاومتنا في الضفة، وسنفشل كل محاولاته. ومثلما فشلت اعتداءاته السابقة في جنين 2002، وغيرها، واستعاد شعبنا زمام المبادرة، كذلك سيفشل العدوان الحالي، وسيكون وبالاً على العدو وحكومته وجيشه وعصابات مستوطنيه”.
وختمت بيانها بالقول “إننا إذ نزفّ الشهيد أبو شجاع وإخوانه في كتيبة طولكرم، فإننا ندين التآمر الرسمي العربي والعالمي، الذي يوفر للاحتلال فرصة للاستفراد بشعبنا وارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحقها، ما يجعل المتواطئين والصامتين شركاء في هذه الجريمة”.
حماس تنعى القائد أبو شجاع وكافة شهداء شعبنا: استمرار عدوان الاحتلال على الضفة لن يكسر شعبنا ومقاومتنا
وأكدت حركة حماس في بيان “ان استمرار حملة الاحتلال وعدوانه العسكري الغاشم على محافظات الضفة الغربية، وما شهدناه في الساعات الأخيرة من توغلات واستهدافات تركزت في جنين وطولكرم وطوباس وغيرها من المحافظات، لن تفلح في كسر إرادة شعبنا ومقاومتنا”.
وقالت في بيان “نشد على أيدي المقاومين من كتائب القسام وكافة الأذرع العسكرية الذين يستبسلون في التصدي لهذا العدوان، ويواجهون اقتحاماته واعتداءاته الهمجية، من خلال الاشتباك المباشر مع قوات الاحتلال واستهداف آلياته بالعبوات الناسفة”.
وأضافت “اننا إذ ننعى شهداء شعبنا ومنهم الشهيد المقاوم محمد أبو شجاع قائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس ورفاقه المقاومين، الذين ارتقوا بنيران الاحتلال، لنؤكد أن جرائم الاحتلال ستشعل الأرض لهيباً تحت أقدام جيشه المذعور وقطعان مستوطنيه، وستفجر بركان الغضب الكامن بالضفة بسبب ممارسات الاحتلال وعنجهيته المتواصلة”.
وتابعت “إننا أمام تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات الضفة الغربية، لنؤكد أن الاحتلال ينتظره مزيد من الخسائر والخيبات، وتعميق أزمته وذعره الأمني الممتد من غزة إلى الضفة وكل الساحات المنخرطة في معركة طوفان الأقصى، فضربات المقاومين الأبطال ستقض مضجعه وستكون لجنوده بالمرصاد”.
ودعت حماس “أبناء شعبنا البطل في الضفة الغربية لمزيد من الوحدة والتلاحم مع المقاومة، وتكثيف الزخم الجماهيري والمواجهة الميدانية مع الاحتلال ومستوطنيه، حتى دحر العدوان وكنس الاحتلال ونيل حريتنا وحقوقنا المشروعة”.
لجان المقاومة في فلسطين تنعى “أبو شجاع”: دماء الشهداء الزكية ستكون دافعا لتصاعد المقاومة
نعت لجان المقاومة في فلسطين – ألوية الناصر صلاح الدين، “الشهيد القائد الهمام محمد جابر ابوشجاع قائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس الذي إرتقى في عملية إغتيال صهيونية جبانة”، وأكدت أن “دماء الشهداء الزكية لن تذهب سدى بل ستكون دافعا لتصاعد المقاومة وإستمرار عملياتها البطولية وستزيد من عزيمة وبأس المجاهدين والمقاومين”.
وقالت اللجان في بيان “الجرائم الصهيونية وعمليات الإغتيال الممتدة من غزة وصولاً للضفة وإلى كل شبر في أرضنا الفلسطينية المحتلة هي محاولات بائسة وفاشلة ولن تفلح في إقتلاع شوكة المقاومة ولن توقف عملياتها النوعية التي باتت تقض مضاجع المحتلين الصهاينة”.
وشدت لجان المقاومة في فلسطين “نشد على أيدي المقاومين الأبطال من القسام والسرايا والألوية والكتائب”، وأكدت “أن الحرب المسعورة التي يشنها العدو الصهيوني المجرم في الضفة وغزة وكل مكان مكان من ارضنا لن تجلب الأمن والإستقرار للصهاينة المجرمين بل ستشعل الأرض نيرانا وجحيماً تحت أقدام الجنود الصهاينة ومستوطنيه الجبناء”.
الجبهة الشعبية: فلسطين تزف شهيدها “أبو شجاع” ورفاق دربه وليس أمامنا إلا المقاومة
ونعت الجبهة الشعبية الشهيد القائد المقاوم محمد جابر “أبو شجاع” ورفاق دربه المقاومين الأبطال من أبناء كتيبة طولكرم الذين استشهدوا في مخيم نور شمس خلال تصديهم البطولي لعدوان الاحتلال على شعبنا في الضفة الغربية المحتلة.
وتوجهت الجبهة لرفاق درب الشهيد وأبناء المقاومة في الضفة المحتلة بكل تشكيلاتها، بالعزاء والفخر في فقد الشهيد البطل، وبالتحية لصمودهم وبسالتهم في مواجهة العدوان الوحشي على شعبنا.
وشددت الجبهة أن الشهيد الفدائي البطل أبو شجاع قدم نموذجاً للتضحية والفداء دفاعاً عن شعبه وقضيته، وكان على صغر سنه مثالاً لمعاني القيادة التي يثبتها دوره الميداني الكبير في مواجهة الاحتلال بروح وطنية فدائية وَحْدَويّة.
وأكدت الجبهة أن حرب الإبادة التي يشنها العدو ضد شعبنا والتي اتسع مداها للضفة المحتلة بما يستهدف وجود شعبنا برمته، تضعنا جميعاً أمام لحظة المصير، التي يجب أن نواجهها موحدين في خندق المواجهة مع العدو الصهيوني دفاعاً عن شعبنا.
المصدر: مواقع