تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 22-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
محاولات «الفرصة الأخيرة»: مقترح محدّث لتجاوز عقدة «فيلادلفيا»
يخوض الوسطاء، بالتعاون مع الولايات المتحدة، محاولات «الفرصة الأخيرة»، لمنع المفاوضات بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، من الانهيار بشكل كامل.
وبعد ما اعتُبر «رصاصة» أطلقها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من خلال إعلانه موافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على المقترح الجديد لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وتحميل حركة «حماس» مسؤولية رفض الصفقة، عاد الوسطاء، ومعهم الأميركيون، إلى محاولة اجتراح «حلول» يرون أنها تملك إمكانية معقولة ليتمّ قبولها من قبل طرفَي التفاوض. وتتعلق هذه المحاولة المتجدّدة بمسألتين أساسيتين: الأولى، تواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا» ومعبر رفح جنوبي قطاع غزة عند الحدود مع مصر؛ والثانية، تموضع قواته أيضاً في «محور نتساريم» وسط القطاع.
وبعدما أبلغت حركة «حماس»، الوسطاء، بأنه لا إمكانية حتى لإجراء نقاش حول المقترح الأميركي الجديد الذي يتبنّى المطالب المتشدّدة لنتنياهو، ولوّحت بإعلان «إنهاء الاتصالات التفاوضية»، مع ما يعنيه ذلك من تصعيد محتمل في المنطقة، طلبت واشنطن، ومعها الوسطاء، فرصة أخرى للتوصل إلى «حلول مختلفة». ومما دفع في ذلك الاتجاه أيضاً، الرفض المصري المعلن لبقاء قوات الاحتلال في محور «فيلادلفيا» ومعبر رفح.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فقد «طالب المصريون، الأميركيين، بإيجاد حلول بديلة من تواجد القوات الإسرائيلية»، علماً أن «المقترح الأميركي المعدّل يتضمّن تواجداً محدوداً للجيش الإسرائيلي في المحور والمعبر الحدودييْن ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، على أن يتمّ الانسحاب بشكل تامّ منهما في المرحلة الثانية». وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن «ما يجري النقاش حوله حالياً، هو مقترح مجدّد، ينص على تواجد قوات تحت إشراف أممي، خلال المرحلة الأولى، في محوري فيلادلفيا ونتساريم ومعبر رفح، بدلاً من التواجد الإسرائيلي، على أن يكون هذا التواجد لمرحلة محدودة فقط». وتفيد مصادر مطّلعة على المسار التفاوضي بأن «دولة الإمارات ألمحت إلى استعدادها للمشاركة في قوات من هذا النوع، في حال كان هنالك اتفاق حولها، وتحت رعاية الأمم المتحدة». وتضيف هذه المصادر أن «مهمّة الأميركيين الحالية، هي إقناع الإسرائيليين بهذا المقترح، أما مهمّة الوسيطين القطري والمصري، فهي إقناع حركة حماس به».
وتقدّر المصادر أن «نقاش المقترح الجديد كان جوهر اتصال الأمس بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والذي شاركت فيه أيضاً نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس». ويأتي ذلك فيما من المُنتظر أن تُستأنف المفاوضات اليوم وغداً، في القاهرة، بمشاركة كبير مستشاري بايدن، بريت ماكغورك، حيث ستكون هناك فرصة «حسّاسة» لإجراء التعديلات المذكورة على المقترح الأميركي، قبل إرساله إلى حركة «حماس».
أعلن وزير حرب العدو، يوآف غالانت، خلال زيارته «محور فيلادلفيا»، أمس، بشكل غير مباشر، انتهاء المهمّة في المحور الحدودي
وفي ما بدا دعماً للمقترح الجديد، أعلن وزير حرب العدو، يوآف غالانت، خلال زيارته «محور فيلادلفيا»، أمس، بشكل غير مباشر، انتهاء المهمّة في المحور الحدودي، مع «الانتهاء من تدمير وردم أهمّ 150 نفقاً تمّ العثور عليها في رفح»، بحسبه.
وأضاف غالانت أن «الشيء الأكثر أهمية هو أن نتذكّر ما هي أهداف الحرب يجب أن نحقّق جميع أهداف الحرب، سواء في ما يتعلّق بحماس، أو في ما يتعلّق بالمختطفين، والآن نحن ننظر إلى الشمال».
ورأى المراسلون السياسيون الإسرائيليون، في تصريحات غالانت، موافقة غير معلنة على الانسحاب من «فيلادلفيا» في إطار أي صفقة تبادل.
وفي السياق نفسه، كشفت قناة «كان» الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار، أن «مصر بعثت برسالة إلى المسؤولين الإسرائيليين مفادها أنه ليس لديكم ما تبحثون عنه في محور فيلادلفيا، فالأنفاق تخترق أماكن بعيدة عن الحدود»، فيما نقل موقع «واللا» عن مصدرين قولهما إن «واشنطن والقاهرة رفضتا خرائط قدّمتها تل أبيب لنشر قواتها في المحور، ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل».
التهويل يسابق التصعيد
لا يزال الجميع في انتظار النتيجة النهائية للاتصالات الجارية من دون توقف بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة، بالتزامن مع تكثيف الاتصالات الغربية لاحتواء التصعيد المحتمل مع لبنان وإيران. غير أن التعثّر الواضح في المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية، رفع من منسوب الخشية من تدهور الوضع في غزة، وتوسّع المواجهات في ساحات الإسناد.وبالتزامن مع توسّع المواجهات بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال على الجبهة اللبنانية، رفع قادة العدو من مستوى تهديداتهم ضد حزب الله، وسط عملية تهويل إعلامية كبيرة في الإعلام الإسرائيلي حول «نقل قوات من غزة إلى الشمال وإيلاء أهمية أكبر لجبهة لبنان»، واستعدادات لتوجيه ضربات رداً على ما سماه الناطق باسم الجيش «قصف حزب الله منشآت مدنية».
وصرّح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بعد جولة في قاعدة «رمات ديفيد» قرب الحدود مع لبنان، بـ«أننا مستعدّون لأي سيناريو سواء في الدفاع أو الهجوم. سلاح الجو هو القبضة الحديد التي نستخدمها لضرب نقاط ضعف أعدائنا». احتمالات توسّع الحرب وردت أيضاً على لسان الرئيس الجديد للاستخبارات العسكرية شلومي بندر وسلفه المنتهية ولايته أهارون هاليفا، إذ قال الأول إن «احتمالات التوسع قائمة»، فيما أشار الثاني إلى أن هذه الإمكانية «موجودة على الطاولة».
كذلك انخرط خصوم الحزب في لبنان في حملة التهويل بالحديث عن حرب وشيكة، وحتى «خلال ساعات»، بما يظهر تجدّد رهانات هؤلاء على توجيه إسرائيل ضربة كبيرة إلى المقاومة لاستثمارها في الداخل. فيما تجاهل الحزب هذه الحملات، وبقي على موقفه الرافض للاستماع إلى أي رسائل تهديد تولّى دبلوماسيون وسياسيون نقلها في الفترة الأخيرة، وأكّد على لسان النائب إبراهيم الموسوي أن الرد على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر قائم بمعزل عن كل ما يقال من العدو أو غيره.
وبعدما شنّ طيران العدو غارات ليل أول من أمس على بلدات بقاعية، زعم أنها استهدفت مواقع للمقاومة وأدّت إلى سقوط شهيد و19 جريحاً من المدنيين، ردّت المقاومة أمس بإدخال مواقع جديدة على لائحة الاستهدافات في مناطق داخل العمق الإسرائيلي. وفيما كان رئيس وزراء العدو يستعرض في قاعدة رامات دافيد الجوية في محاولة لترميم شيء من صورة الردع، نشرت وسائل الإعلام العبرية مشاهد الدمار الذي خلّفته صواريخ حزب الله في مستوطنة «كتسرين» في الجولان، ووضعتها في إطار إثبات المزيد من تآكل الردع الإسرائيلي، علماً أن الإجراءات الأمنية فرضت على نتنياهو أن تقتصر جولته الشمالية على زيارة القاعدة التي تبعد عن الحدود اللبنانية نحو خمسة كيلومترات.
وأدّى وابل من الصواريخ أطلقته المقاومة على المستوطنة إلى تدمير خمسة منازل تلقّت ضربات مباشرة، وإصابة مستوطن بجروح متوسطة. وعقب ذلك، أوصت البلدية السكان الذين أصيبوا بالهلع، وآخر بجروح متوسطة الخطورة، بالبقاء في الأماكن المحصّنة وعدم التجوّل.
وبعد تفقّده المستوطنة، صرّح وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير بأن «كتسرين كتل أبيب. لا حديث مع حزب الله بل توجيه فوهات المدافع، وأحد أسباب مطالبتي بدخول الكابينت المصغّر هو ما يحدث هنا». ودعا إلى بدء معركة واسعة ضد حزب الله، و«يجب أن نهاجم، وأن نفتح معركة.
هذه هي الفرصة، ويجب ألا نفوّتها». فيما طُرح على النقاش في إسرائيل حول كيفية التعامل مع قصف المستوطنة، إذ نقل معلّقون بأن الجيش طلب من الحكومة أن يكون هناك رد، معتبراً أن الضربة «رد عالي السقف من حزب الله».
تعامل جيش العدو مع قصف مستوطنة كتسرين في الجولان كـ «رد عالي السقف من حزب الله»
ونقل موقع «واينت» عن المستوطن بني كوهين، الذي يسكن بجانب أحد البيوت التي احترقت بالكامل، أنه «نحو الثامنة صباحاً انطلقت صافرات الإنذار تلتها صواريخ ضربت مناطق واسعة، وتسببت بحرق منزلين مجاورين في الحي»، وأضاف: «لم يسمحوا لنا بالخروج أو التجوّل في البلدة، وقاموا بإغلاق الطرق. أشاهد أعمدة الدخان تتصاعد من المناطق المفتوحة التي سقطت فيها صواريخ»، مشيراً إلى أنه «هذا اليوم الثاني الذي نعايش فيه تأهّباً عالياً».
وقال رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الجولان، أوري كلنير، للموقع «إن معجزة حصلت هنا لأن أحداً لم يُصب بجروح خطيرة في ظل الدمار الذي أشاهده».
وأضاف: «لا أحد محميّ، والصواريخ تسقط في كل مكان»، محمّلاً «حكومة إسرائيل المسؤولية، وعليها إعادة الأمن وأن تأمر الجيش بنقل المعركة إلى خارج الحدود». فيما قال رئيس بلدية المستوطنة في اتصال مع صحيفة «معاريف» إن «هناك عدداً كبيراً من المصابين بحالات الهلع وحالتهم النفسية غير بسيطة على الإطلاق، فصوت الانفجارات كان قوياً، وكثير من الشظايا تطايرت في الجو».
وشهد يوم أمس كثافة في العمليات النوعية للمقاومة التي استهدفت دبابة «ميركافا» في موقع العباسية بصاروخ موجّه أصابها إصابة مباشرة. كما استهدف المقاومون مجموعة من جنود العدو في محيط ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية.
ورداً على الاعتداء الإسرائيلي على البقاع، قصفت المقاومة الإسلامية قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صواريخ كاتيوشا، وشنّت هجوماً جوياً بأسراب من المُسيّرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها بدقّة».
كذلك استهدفت المقاومة، رداً على الاعتداء الإسرائيلي والاغتيال في بلدة بيت ليف، موقع حدب يارون بمحلّقة انقضاضية، وقصفت ثكنة راميم (مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني) بصلية من صواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت موقعَي المالكية وحدب يارون، وتموضعات لجنود العدو في موقع مسكفعام، والتجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا، إضافة إلى ثكنتَي زرعيت وراموت نفتالي بِصليةٍ من صواريخ الكاتيوشا.
الصحافي الشجاع الذي كشف التواطؤ البريطاني مع الإبادة: ريتشارد ميدهيرست ضحية إرهاب الدولة
«لا يمكننا أن نعتبر أنّنا نعيش في ظلّ ديموقراطية حقيقية عندما يُجرّ الصحافيّون من الطائرة ويعامَلون كقتلة» هكذا أعرب الصحافي البريطاني المولود في دمشق عن اشمئزازه من المعاملة التي قوبل بها في مطار هيثرو، إذ اعتقله ضبّاط أمن بريطانيون واقتادوه كالمجرم… بسبب مواقفه الداعمة لفلسطين. إنّها ذاتها بريطانيا التي طردت عشراتِ الموظّفين في «هيئة الإذاعة البريطانية» بسبب مواقفهم المؤيّدة لفلسطين، وهي ذاتها بريطانيا التي ينحاز كل إعلامها إلى السردية الصهيونية… وقبل ذلك، سجنت جوليان أسانج لأنّه فضح جرائم الإمبراطورية الحالية
لم تفضح حرب الإبادة المستمرّة تواطؤ حكومات الغرب وإعلامه مع كيان الاحتلال فقط، بل باتت الدول الغربية تعامل الصحافيّين المؤيّدين للقضية الفلسطينية بالطريقة ذاتها التي تنتقدها حين تدّعي أنّ دولاً خصمة لها اعتمدتها! الادّعاء الجاهز دائماً هو اتّهام «معاداة السامية» الباطل. وكما مُنع الطبيب الفلسطيني غسّان أبو ستّة من دخول ألمانيا قبل نحو أربعة أشهر، وفيما كانت الشرطة الألمانية تعتدي على متظاهرين مناهضين لحرب الإبادة الإسرائيلية، ها هي الشرطة البريطانية تعتقل الصحافي ريتشارد ميدهيرست المعروف بمعارضته كل حروب الإمبراطورية على المنطقة وتنديده بالإبادة الجماعية في غزّة، مع إضفاء طابع تحليلي معمّق عليها.اعتُقل ميدهيرست الخميس الماضي في مطار هيثرو بتهم «التعبير عن آراء وأفكار تدعم منظّمة مصنّفة بالإرهاب»، قبل أن يُفرج عنه لاحقاً.
وفي مقطع حصل على أكثر من مليون مشاهدة وعلى إعادة النشر عشرات آلاف المرّات، أوضح الصحافي المولود في دمشق أنّ ستّة ضبّاط أمن بريطانيّين كانوا في انتظاره عند مدخل الطائرة واعتقلوه، مشيراً إلى أنّه مستهدَف لأنّه يتحدّث عن الوضع في فلسطين، وهو أوّل صحافي يُعتقل بناءً على المادّة 12 من هذا القانون، وهناك محاولة لعرقلة عمله ونشاطه السياسي. وروى أنّه اقتيد من باب الطائرة إلى سيّارة توجّهت به إلى مركز للشرطة حيث صودر هاتفه وكاميراته، وتعرّض للتفتيش بشكل كامل.
وكان عناصر الشرطة يفتّشون حقيبته بطريقة فوضوية، وكان عليه المطالبة بشيء بسيط مثل مخدّة، إذ تعاملوا معه كمجرم. وأكمل أنّ ضبّاط الشرطة، أبقوه رهن الاعتقال من دون السماح له بإجراء مكالمة هاتفية لتبليغ عائلته أو أصدقائه بمكانه طوال 24 ساعة. وقال ميدهيرست إنّه رفض كل الاتّهامات الموجّهة إليه، وإنّه يرفض الحرب ولم يسبق أن اعتُقل في حياته.
وأكمل الصحافي أنّه كان نفسه ضحية للإرهاب، راوياً شهادته على تفجير مزدوج تعرّضت له السفارة المصرية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد عندما كان طالباً في مدرسة دولية هناك. وأكّد أنّه يرفض الإرهاب ويعود إلى عائلة ذات تاريخ طويل في الخدمة المدنية، إذ إنّ والدَيه حائزان على جائزة «نوبل» للسلام في عملهما الأممي، ووالده عمل في شرطة لندن ومكافحة الإرهاب قبل أن ينضمّ إلى الأمم المتّحدة.
كما خدم جدّه في القوات الجوّية البريطانية في الحرب العالمية الأولى. وأكّد على حبّه لبلده، وأنّ عمله في الصحافة جزء من تقديم رواية أخرى عمّا يقدّمه الإعلام الرئيسي، لكنّه يشعر أنّه وغيره مستهدفون بسبب حديثهم عن فلسطين.
وأعرب عن استغرابه من كيفية إساءة تفسير أيّ تصريح مؤيّد أو متعاطف مع غزّة والأزمة الإنسانية فيها التي تُعدّ أكثر مواضيع العالم إلحاحاً، واعتباره مخالفاً لقانون الإرهاب الذي يرى ميدهيرست أنّه خرج عن السيطرة. ويضيف أنّ «قوانين مكافحة الإرهاب يجب استخدامها لمكافحة الإرهاب الحقيقي وليس الصحافة، ولا يمكننا اعتبار أنفسنا في ظلّ ديموقراطية حقيقية عندما يُجرّ الصحافيّون من الطائرة ويعامَلون كقتلة».
تتفوّق بريطانيا على نفسها بإضافة صحافي جديد إلى لائحة تعدّياتها على مفهوم «حرّية الصحافة»
وأعرب عن اشمئزازه من الطريقة التي عومل بها معه أثناء اعتقاله، محذّراً من أنّ حرّية الصحافة تتعرّض لهجوم من الدولة بالتصعيد والقمع لمنع كشف تواطئها مع الإبادة في غزّة. علماً أنّ ميدهيرست يتحدّث الإنكليزية والعربية والفرنسية والألمانية، وحاز أكثر من مليون مشاهدة، في الفيديو الذي كشف فيه تفاصيل اعتقاله.
هي ذاتها بريطانيا التي طردت واجهةُ حكومتها الإعلامية ــــ أي «هيئة الإذاعة البريطانية» ــــ عشراتِ الموظّفين لديها بسبب مواقف سابقة لهم مؤيّدة لفلسطين، وتغطّي حرب الإبادة بلغة منحازة إلى المحتلّ. هي ذاتها بريطانيا التي تنحاز صحفها بيمينها ويسارها («الأخبار» 15/8/2024) إلى السردية الصهيونية. هي ذاتها الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس واعتقلت جوليان أسانج في سجن انفرادي لسنوات لمجرّد فضحه جرائم حرب الإمبراطورية الحالية.
اليوم تتفوّق بريطانيا على نفسها بإضافة صحافي جديد إلى لائحة تعدّياتها على مفهوم «حرّية الصحافة» الذي تجول العالم نشراً له، منصّبةً نفسها شرطيّة على شعوب المعمورة التي بالكاد يوجد بينها مَن لم تضعه تحت موسها الاستعماري يوماً.
«انقلابٌ» على أسامة سعد
على مدى السّنوات الأخيرة، تلاشت العلاقة بين حزب الله والتنظيم الشعبي النّاصري. اختلافات في الآراء أنتجت قطيعة منذ أكثر من سنةٍ ونصف سنة. وحرب غزة التي فتحت أبواب التواصل بين الحزب وقوى كانت على خصومة معه، لم تبثّ روحها في العلاقة مع أسامة سعد. ولم تفلح في وضع الملفّات الخلافيّة جانباً، للالتفاف حول ما يجمع الطرفين دائماً: المُقاومة.التزم الجانبان بخطوط التّماس وحضور المُناسبات الاجتماعية وتشييع الشُّهداء، وإن أدركا أنّ الفراق حتمي، حتّى كان ما قَطع شعرة معاوية: انشقاق كوادر من «التنظيم» عن النائب أسامة سعد وإعلانهم إطلاق «حركة النّصر عمل» في احتفالٍ أقيم في صيدا.
صحيح أن نائب رئيس «النصر عمل» أحمد الحر أكّد في كلمته أنّ «حركتنا لا تُعادي أحداً ولا تستعدي أحداً وغير تابعة لأحدٍ ولا مدعومة من أحد»، إلّا أنّ هذا الكلام لم يُقنع مناصري سعد الذين وضعوا ما جرى في خانة الرسائل من حزب الله، خصوصاً أن رئيس «الحركة الجديدة» هو النائب في «كتلة الوفاء للمقاومة» ملحم الحجيري، الذي يأخذ عليه أبناء «التنظيم» ترشّحه في عرسال من دون استشارة سعد عندما كان عضواً في اللجنة المركزيّة في «التنظيم» بعدما تدرّج في صفوفه مقاتلاً في «الجيش الشعبي» وضابطاً مسؤولاً عن مدفعيّته.
كلّ ذلك، يؤكد لـ«التنظيميين» أنّ الحجيري لم يكن ليطلق «الحركة» من دون «قبة باط» من حزب الله. وما زاد الطّين بلّة أنّ شركاء الحجيري في «الانقلاب» على سعد، هم: الحر وأكرم فوعاني وجواد نجم ومحمد البزري، وبعض هؤلاء خرجوا من التنظيم وبعضهم الآخر جُمّدت عضويته قبل نحو شهر على خلفيّة انتقاده سعد بسبب تناقض خطابه مع خطاب جبهة المقاومة، إذ رأى هؤلاء أن على «التنظيم» إبداء دعم أكبر لجبهة الإسناد، وأنّ خطاب سعد لا يرقى إلى تاريخ العائلة «الحافل بالنضال والمقاومة ورفع البندقيّة في وجه البندقيّة». أمّا مناصرو سعد، فقد انتظروا من المُنتقدين جلسات حوار ونقاش، لكن انقطاعهم عن الاجتماعات الحزبيّة عزّز التوجه لإصدار قرارات تجميد عضويّتهم.
كلّ ذلك، ولّد قناعة لدى سعد بأنّ الهجوم ثم الانقلاب كانا بتخطيطٍ من حزب الله، رداً على السياسة التي اتّبعها «التنظيم» منذ عام 2008، عندما أطلّت المشكلة الأولى بينه وبين الحزب، على خلفية اعتراض سعد على عمل «سرايا المقاومة» في صيدا، والتي اعتبر أن برامج التعبئة فيها بدأت تأكل من رصيده، وتلا ذلك استبعاده عن اجتماعات العاصمة القطرية التي أدّت إلى اتفاق الدوحة، قبل أن يرفض تمنّيات الحُلفاء عام 2018 بالانضمام إلى كتلة النوّاب السّنة، وما لحقها من مواقف صدّعت التحالف. وحتّى اليوم، لا يزال مسؤولو «الحزب» يتذكّرون يوم رفض «الدكتور» التدخّل الأميركي والإيراني، مساوياً بينهما، إضافةً إلى إصراره على ذكر «المقاومة الوطنيّة» من دون «المقاومة الإسلاميّة». ومع ذلك، ضبط الطّرفان ساحتهما إلى أن تضعضعت في 17 تشرين؛ عندما اعتبر سعد أن حزب الله يقف إلى جانب السلطة ضد الناس، بينما اعتبر الحزب أن سعد صار في مكان آخر.
«الدّكتور» المتمسّك بخطاب معروف ومصطفى سعد، لا يريد أن يكون تحصيلَ حاصل في جيب الحزب. وهو الذي تطغى «الحسابات الصيداويّة» ووحدة المدينة عنده على ما عداهما، بات «كتاباً غامضاً» بالنسبة إلى الحزب «المصدوم» من «تلكؤ» ابن بيت سعد في القضايا الاستراتيجيّة، ومن فتحه أبوابه للخصوم ولجمعيّات الـ«NGO».
يؤكد سعد الذي يعتبر نفسه خارج الاصطفافات والأجندات تمايزه، ويُقر بأنّ موقفه تجاه غزّة لم يكن على قدر المطلوب، من دون أن يخرج عن الثوابت في دعم المقاومة ضد العدو. ومع ذلك، يعتقد أنّ الخلافات الفلسطينيّة أربكته، كما كبّله حزب الله الذي عرقل قيام جبهة سياسيّة تمهّد لبدء أعمال عسكريّة في قرى الشريط الحدودي بالتّعاون مع الأحزاب القوميّة واليسارية والناصرية، وقبلها عمل «الحزب» على «فرط» حركة «صيدا تواجه».
طوال هذا الوقت، عانى سعد مع غياب التنسيق. وبعد «هجر» لسنوات كان «الطلاق البائن» برفض الانضواء في لائحة الثنائي في الانتخابات النيابيّة الأخيرة، ورفضه التصويت لسليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهوريّة.
برأي قيادات في التنظيم الناصري، فإن الثنائي أمل وحزب الله «لم يبلع» ما سماه «غدر الحُلفاء»، فكانت النتيجة «حرتقة» على سعد في بيته الدّاخلي. مع ذلك، يؤكد مقرّبون من الطّرفين أنّ حزب الله أكّد في الاتصالات عبر الوسطاء أنّه «غير معنيّ بالحركة التي أطلقها الحجيري الذي لم يُنسّق معنا أصلاً فيها»، رافضين ما يُحكى عن «ردّة إجر» على الانتخابات في ظلّ الأوضاع الرّاهنة والحرب القائمة على جبهة الجنوب. ويشير هؤلاء، في سياق نفي مسؤوليّة الحزب عن «الحركة التصحيحيّة»، إلى غياب أي شخصية لبنانية أو فلسطينية تدور في فلك حزب الله عن حفل إطلاق الحركة.
أكّد حزب الله أنه غير معنيّ بـ«الحركة التصحيحية»، و«التنظيم» مُرتاح لوحدة الصف الصيداوي
في المقابل، يبدو أنّ سعد المُستاء من «الانقلاب» لا يرى فيه تغيّراً حقيقياً على المستوى التنظيمي أو الصيداوي، معتبراً «أنّ مُعظمهم ليسوا من المدينة ولا يملكون فيها حيثيّة شعبيّة أو تأثيراً، وهو ما ظهر في الاحتفال».
وبالتالي، فإنّه متيقّن من أنّها «حركة بلا بركة». كما أنّ «الحكيم» المسكون بهواجس «الحساسيّات الصيداويّة»، مُرتاح لردّة فعل فاعليّات المدينة ورفضها «الشحن المذهبي والطائفي» أو دخولها على خطّ خلاف «أبناء البيت الواحد»، سواء من مفتي صيدا أو بلديتها أو أحزابها أو حتّى جمعيّة التجّار فيها. كما كان موقف النائب عبد الرّحمن البزري في السياق عينه، رغم المناكفات بين الطرفين.
وما يدل على هذا الإجماع، هو «زحمة زوّار» سعد الذي التقى النائبة السابقة بهية الحريري ونجلها الأمين العام لتيّار المستقبل أحمد الحريري، ثم وفداً قيادياً من «الجماعة الإسلامية»، فيما تعمل بعض الأطراف على تنظيم لقاء صيداوي جامع الأسبوع المقبل.
في المقابل، يرفض مؤسّسو «حركة النصر عمل» الحديث عنها في الإعلام، مكتفين بما قيل في احتفال إعلان انطلاقتها، ومؤكدين «أنّنا لا نرد على ما قيل وكُتب ونعتبر أنّ المُستائين الذين يُحاولون تشويه سمعة حركتنا وأعضائها هم إخوتنا أولاً وأخيراً، وبيننا وبينهم عقود من النضال. والخلاف في الرأي لا ينبغي أن يُفسد في الود قضيّة، والوفاء للأشخاص مهم، لكن الأهم هو الوفاء للمبادئ والقيَم». وهم لا يُريدون، بحسب ما يُنقل عنهم، سوى إعادة توجيه البوصلة بعدما ساء أداء «قيادة التنظيم» في المرحلة الأخيرة حتّى «صار كالغُراب الذي أراد أن يُقلّد مشية الحجل فنسي مشيته»، مشدّدين على «أننا لسنا صناديق بريد» لأحد.
اللواء:
بوصلة الحرب إلى الشمال.. ويوم المواجهات على طاولة الحسابات والقرارات
سوناطراك تشحن اليوم أولى حمولات الفيول.. وإجراءات لتسديد الدفعات للعراق
هل دارت بوصلة الحرب التدميرية الى الشمال، مع تكتيك للجيش الاسرائيلي، ضمن استراتيجية استمرار الحرب هناك حتى اخضاع حماس، او تصفية الحساب الكامل مع قيادتها؟
السؤال، لم يكتسب مشروعية من سياق الوضع الميداني وحسب، بل من معطيات تبدأ باخفاق مفاوضات الهدنة في غزة، ومغادرة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن من دون اي موقف يتعلق بالمسار التفاوضي، فضلاً عن تصاعد العمليات الميدانية الى درجة ان من يشاهد مسار الاغتيالات، وردود المقاومة، وتوسع الجبهة في العمق الاسرائيلي او باتجاه البقاع، لا يتردد في القول ان الحرب واقعة بين لحظة ولحظة..
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من تأكيدات واضحة بشأن مصير مجريات المواجهات بين العدو الإسرائيلي وحزب الله وبالتالي فإن التصعيد الحاصل حاليا يوحي بأن الأوضاع سلكت مسارا جديدا ما يعني أن جميع الاحتمالات واردة وعلى الرغم من ذلك ما من توجُّه حازم ولا يزال الانتظار قائما حتى أن الاتصالات الديبلوماسية للحؤول دون انحدار الأوضاع لم تُعلّق.
وقالت المصادر إن هاجس الحرب لم يتبدد وإن المواقف السياسية عكست ذلك مع العلم ان المواقف شيء والتقديرات شيء اخر، وفي هذا الوقت تتواصل المواكبة الرسمية لأي طارئ تحسبا لأي سيناريو، مشيرة إلى أن لا شيء فوق العادة إنما تجهيزات استباقية.
واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي بدأ ينقل ثقله من قطاع غزة الى الحدود مع لبنان، في وقت كان فيه رئيس وزراء اسرائيل يجتمع مع رئيس اركان سلاح الجو وقائد منظومة الدفاع الجوي، واصفاً القوات الجوية بقبضة اسرائيل التي «تضرب الخاصرة الرخوة لاعدائنا».
وقال للجنود: جئت لزيارة قاعدة «رمات ديفيد» لأراقب عن كثب استعداداتنا ضد التهديدات القريبة والبعيدة.
ومن الوقائع الميدانية المقلقة، وردّ المقاومة على العدوان الذي طال منطقة البقاع بقصف قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصواريخ الكاتيوشا، وبالمسيَّرات الانقضاضية، استهدفت المقاومة المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل، مما استدعى عقد اجتماع للقيادة العسكرية الشمالية لمناقشة الرد، ودفع الامر الى المستوى السياسي.
ومع هذه المعطيات المقلقة، يطرح سؤال آخر: كيف ستفي الادارة الاميركية وموفدها الى بيروت آموس هوكشتاين بوعدوها بحفظ استقرار لبنان؟
حسب مصادر سياسية متابعة، فإزاء التصعيد العسكري المعادي المتدرّج في جبهة الجنوب واستهداف المدنيين اكثر والتوغل بالغارات في عمق البقاع اكثر، وقرب الرد على اغتيال القائد العسكري للمقاومة الشهيد فؤاد شكر في حال التأكد من إفشال اسرائيل لمفاوضات التهدئة في غزة، يصبح الكلام الاميركي والغربي عموماً عن «الحرص على استقرار لبنان والمسعى لتطبيق القرار 1701 من جانبي الحدود لا من جانب لبنان فقط «حبراً على ورق او كلام في الهواء للإسترضاء».
وعلى هذا، تضيف لمصادر السياسية: «في حال فشلت مفاوضات غزة، قد يزور هوكشتاين لبنان مجدداً في محاولة جديدة للضغط على لبنان لمنع اي رد على الاغتيالات الاسرائيلية، وقد لا يحمل جديداً حول ترتيب الحدود البرية… وهناك احتمال ان لا يزور هوكشتاين لبنان اذا انفجر الوضع مباشرة بعد نعي مفاوضات غزة، وانتقل كيان الاحتلال الى التصعيد في الجنوب، واذا حصل رد محور المقاومة على الاغتيالات. لذلك باتت المسألة مسألة ساعات ربما وليس اياماً لتبيان مسار الوضع.
وكان تصريح النائب مروان حمادة زاد من حجم الترقب والمخاوف عندما قال:
آخر معلومات عندي من دبلوماسيين غربيين لهم علاقة مباشرة بالمفاوضات وأيضاً بالتحضيرات عند الفرقاء، أكان عند العدو أو عند «محور المقاومة» وعند حزب الله، أن الحرب واقعة خلال أيام قليلة إذا لم يكن خلال ساعات، وهذا كلام خطير نقوله، ولكن كلام يجب أن نتنبه له، لأن الأحداث خلال الساعات الأخيرة، وخصوصاً خلال 48 ساعة الأخيرة، حتى قبل أن يقول (وزير حرب العدو) يوآف غالانت إن نقطة الارتكاز في الحرب انتقلت عندهم من الجنوب (غزة) إلى الشمال (لبنان)، كان واضحاً من خلال الغارات على البقاع أو من خلال الاستهداف المستمر بالمسيَّرات لأشخاص ولقيادات، قبل ان يتراجع ويغير موقفه تحليلاً صحافياً وليس معلومات.
وأقرّ تقرير لـ «معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي» بأنّه «ليس من المؤكد أن «الفوائد الاستراتيجية للحرب مع لبنان، سوف تفوق الضرر الناجم عنها، مشيراً إلى أنّه «من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الحملة المكثفة ضد حزب الله» .
وقال المعهد في تقريره: أنّه من المهم الأخذ في الاعتبار، «الظروف القاسية»، التي قد تنجم عن توسّع الحرب مع لبنان، الذي شكّل منذ بداية معركة طوفان الأقصى جبهة إسنادٍ لغزّة ومقاومتها، عبر عمليات مستمرة ضد أهداف تابعة للاحتلال، شمالي فلسطين المحتلة.
رئيس مراقبة الهدنة في الخارجية
وفي السياق الدبلوماسي، بحث وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مع رئيس بعثة الأمم المتّحدة لمراقبة الهدنة في لبنان اللواء باتريك غوشا يرافقه رئيس اللجنة المشتركة لمراقبة الهدنة في بيروت المقدم جيرارد كيرنز الأوضاع المتوترة في لبنان والمنطقة في ظل استمرار اسرائيل في عدوانها وتصعيدها وعرقلتها مساعي التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة. وشدد بوحبيب على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة الهدنة الدور المنوط بهما، وأدان الاستهدافات الاسرائيلية لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، كما أمل أن تُـصدر الأمم المتحدة تقريراً بشأن حادثة مجدل شمس لتبيان حقيقة ما جرى وسحب ذريعة حق الدفاع عن النفس التي اعتمدتها اسرائيل لشنّ اعتدائها على الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ 30 تموز 2024.
من جهته، حذر اللواء غوشا من خطر التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل، مؤكدا أن الـ UNTSO تقوم بدورها وتراقب الحدود من الجهتين.
الكهرباء
على صعيد الكهرباء، خصص الاجتماع الذي ترأسه الرئيس نجيب ميقاتي امس وضم وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير المال يوسف خليل، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي لبحث موضوع دفع مستحقات المؤسسات والإدارات العامة لصالح «كهرباء لبنان»، وكما هو معلوم كان هناك سلفة خزينة بقيمة 6800 مليار ليرة ولم يدفع منها سوى ألف مليار ونعمل على صياغة حل للمبلغ المتبقي كي يتم دفعها بأسرع وقت ممكن.
أضاف: بطلب من دولة الرئيس ميقاتي، سيتم إرسال إشعارات من مؤسسة «كهرباء لبنان» مباشرة إلى وزارة المالية وبهذه الطريقة تتجمع كل الإشعارات في وزارة المالية ويتم دفع المبلغ مرة واحدة قبل نهاية العام، وتبلغ قيمتها حوالي 60 مليون دولار ليدخل هذا المبلغ في حساب مؤسسة الكهرباء، عندها يمكن للمؤسسة أن تفي جزءاً من مستحقات العراق وهو الجزء الذي تم التوافق عليه في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة والتي يجب على الشركة أن تسدّدها.
الى ذلك، تنطلق اليوم الخميس من الجزائر أولى شحنات الفويل أويل الجزائرية إلى لبنان في إطار المبادرة التي أمر بها الرئيس الجزائري لتزويد لبنان بالمحروقات اللازمة لتشغيل معامل الكهرباء.
وذكرت صحيفة «الشروق» الجزائرية أن مجموعة «سوناطراك» شرعت في شحن أول حمولة من مادة الفيول إلى دولة لبنان، تطبيقا لأمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وحسب بيان للمجموعة، فإن الشحنة التي تم تجهيزها في ميناء سكيكدة البترولي، تقدر بحوالي 30 ألف طن من مادة الفيول كمرحلة أولى، وستُشحن إلى لبنان عبر ناقلة الفيول «إينيكر» التابعة لمجموعة سوناطراك والتي ستنطلق الخميس باتجاه لبنان.
وبحسب الصحيفة، «تهدف هذه العملية إلى الوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف الصعبة، من خلال تزويده بشكل فوري بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد. وتأتي هذه المبادرة لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته الحالية، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الجزائر ولبنان».
في قصر العدل، استمع النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الى افادة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك الذي غادر من دون اي تصريح.
وحضر الى قصر العدل الوزير فياض ودخل فوراً الى مكتب النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الذي باشر الاستماع الى افادته في ملف الكهرباء.
وكشف مصدر مطلع لـ«اللواء» ان حايك ابرز الوثائق والمراسلات والكتب التي حذر فيها من انقطاع الكهرباء، معتبراً ان المسألة تتعلق بالقرار السياسي، وهي تعني اساساً وزير الطاقة والمياه الذي يُعتبر وزير الوصاية.
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدف قصف مدفعي بلدة علما الشعب. وأيضاً، تعرضت اطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة لقصف مدفعي متقطع، وكذلك بلدة الطيبة حيث استهدفت ساحتها بعدد من القذائف، كما تعرضت بلدة طلوسة لقصف مدفعي معاد.
وبعد ليلة عنيفة عاشتها منطقة البقاع جراء سلسلة غارات شنّها الطيران الإسرائيلي في تصعيد يُنذر في اتّساع المواجهات إلى حرب أوسع، أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة السابعة صباح أمس، بصاروخ موجّه على سيارة في بلدة بيت ليف. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى استشهاد مواطن لبناني. كذلك أدى القصف الاسرائيلي المعادي على الوزاني إلى استشهاد شاب سوري.
واستهدفت اسرائيل بالقصف المنطقة الواقعة بين شيحين والجبين في القطاع الغربي، كما استهدف القصف الاسرائيلي وسط بلدة مركبا.
والاخطر، كان اغتيال اسرائيل بمسيَّرة في منطقة الفيلات في صيدا الضابط في شهداء الاقصى خليل المقدح.
ورداً على استهداف بيت ليف، وسقوط شهيد لحزب الله، قصف الحزب ثكنة راميم مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني، وكذلك استهدفت مسيَّرة انقضاضية للمقاومة حدب يارون.
كما استهدفت المقاومة دبابة ميركافا في موقع العباسية في القطاع الشرقي، وكذلك استهدفت موقع المالكية بالقذائف المدفعية.
كما استهدف حزب الله مستوطنة موشاف زرعيت في الجليل الأعلى.
البناء:
بايدن وبلينكن لترقيع التسبب بإفشال المفاوضات بعد إعلان تبني طلبات نتنياهو
عقائدية واشنطن أطاحت بالتفاوض كستار يشوش على توقيت رد إيران والمقاومة
اليمن يستهدف سفينتين في البحر الأحمر وعشرات الصواريخ على ثكنات الجولان
كتب المحرّر السياسيّ
نشطت اتصالات الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بحثاً عن مخرج من المأزق الذي تسببت به مواقف واشنطن التي حمّلت حركة حماس مسؤولية فشل المفاوضات، بعدما صرّح كل من الرئيس بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن بأن حماس هي المسؤولة عن فشل المسار التفاوضي، إثر تبني بلينكن طلبات نتنياهو بتعديل مبادرة الرئيس بايدن وفقاً لها، واعتبارها مقترحاً أميركياً تنفيذياً للمبادرة قبله نتنياهو وعلى حماس قبوله.
إغلاق حماس باب التفاوض بعد الموقف الأميركي المتماهي مع نتنياهو، كما وصفته، أصاب المسعى الأميركي القائم أصلاً على إطالة أمد المفاوضات الى أطول مرحلة ممكنة، واستثمار شراء الوقت تحت ستار التفاوض للتشويش على قرار إيران وقوى المقاومة الردّ على الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت العاصمتين بيروت وطهران وقتلت قائدين كبيرين هما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد الكبير في المقاومة فؤاد شكر، لكن العقائدية العمياء غلبت الحسابات البراغماتية لإدارة بايدن ووزيره بلينكن، كما قالت مصادر متابعة، حيث كان المفترض أن لا يُقدم بلينكن على إقفال الباب التفاوضي وإبقائه مشرعاً على تبادل المقترحات لأطول مدة ممكنة كي يتسنى الضغط على إيران والمقاومة بذريعة المطالبة بعدم الرد لإفساح المجال أمام إنجاز التفاوض اتفاقاً ينهي الحرب في غزة ويؤمن دخول المساعدات إلى أهلها المحاصرين.
مصادر فلسطينية قالت إن إعادة إحياء المسار التفاوضي صارت أكثر تعقيداً بعد الموقف الأميركي، وإن احتمال إعلان المقاومة رفض التفاوض في ظل وساطة أميركيّة صار أكبر، وإن المقاومة تدرس التوجه لمطالبة مجلس الأمن الذي أصدر القرار 2735 الذي تبنّى مبادرة بايدن وقبلته المقاومة، ليضع يده على الملف ويضع آلية تنفيذية لقراره، بصيغة تشبه ما حدث خلال حرب 2006 على لبنان والتي انتهت بصدور القرار 1701.
في جبهات القتال، غزة تواصل عملياتها النوعية رغم المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين، وحزب الله يقصف بعشرات الصواريخ ثكنات قيادة جيش الاحتلال في الجولان، بينما اليمن يصيب سفينتين في البحر الأحمر.
وفيما تؤشر المعلومات والمعطيات والمواقف الآتية من الدوحة بتعثر جولة المفاوضات الأولى وفشل زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة بالضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، ترجّح أوساط سياسية مطلعة خيار التصعيد في المنطقة في ظل قرار إسرائيلي بتغطية أميركية بجولة تصعيد في المنطقة لأسباب متعددة أهمها محاولة لتغيير موازين القوى ومعادلات الردع في المنطقة التي أفرزتها عملية طوفان الأقصى وأشهر الحرب العشرة بالإضافة الى جبهات الإسناد.
واستبعدت الأوساط عبر لـ»البناء» التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في جولة المفاوضات المرتقبة في القاهرة، لا سيما بعد فشل مفاوضات الدوحة وزيارة وزير الخارجية الأميركية الى «إسرائيل» ومصر والدوحة، بسبب تمسّك نتنياهو بشروطه.
وشدّدت الأوساط على أنّه مع انسداد أفق الحلول وضيق خيارات حكومة «إسرائيل» باتت كافة الخيارات قائمة ومن ضمنها التصعيد الواسع في المنطقة لكن لا يعني ذلك حتمية الانزلاق الى حرب شاملة لغياب القرار عند كافة الأطراف بخوضها وبالشروع فيها كي لا تتحمّل المسؤولية أمام العالم، وثانياً تهيب نتائجها وتداعياتها في ظل قدرة التدمير لكافة الأطراف والمفاجآت المتوقعة.
غير أن اللافت هو انبراء شخصيات سياسية وإعلامية محسوبة على القوى الغربية للحديث عن معلومات بأن الحرب في المنطقة باتت قريبة! ولم تُعرف حقيقة هذا الكلام وما إذا كان مبنياً على معلومات دقيقة أم جزءاً من الحرب النفسية والضغط على لبنان والمقاومة في إطار سياسة الردع الإسرائيلية لتجميد ردّ حزب الله ومحور المقاومة.
وقد تحدّث مروان حمادة أن لديه معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات، قبل أن يتراجع مساء أمس، في تصريح آخر ويقول إنّه يتحدث كصحافي وليس كسياسي.
وفيما جدّدت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” التأكيد بأن الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر آتٍ لا محالة عاجلاً أم آجلاً، ولن تتأثر المقاومة بحملات التشويش والتحريض والاستفزاز وستقوم بما تراه مناسباً ويحقق المصلحة الوطنية وضرورات استمرار جبهات الإسناد انسجاماً مع رؤية واستراتيجية قيادة محور المقاومة باستنزاف كيان الاحتلال والربح بالنقاط.
وأكد عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب إبراهيم الموسوي، خلال تشييع أحد عناصر “حزب الله” في بلدة النبي شيت، أن “استهداف المواطنين في بيوتهم الآمنة لن يزيدهم إلا تمسكاً بخيار الدفاع عن وطنهم، ودعمهم للمقاومة، وأن الوحشية الصهيونية التي يمارسها العدو على الأبرياء في البقاع والجنوب وصولاً إلى غزة وحّدت الدماء التي ستنتصر على السيف في نهاية المطاف”.
وفي سياق منفصل، لفت الموسوي، في حديث لـ”الجزيرة” الى أننا “سنبقى في معركة إسناد غزة ولن يثنينا ازدياد الشهداء والتضحيات”، مؤكداً أن “الردّ على اغتيال القائد فؤاد شكر لن يكون ملتبساً وسيدركه الجميع”.
وعلمت “البناء” أن أكثر من مرجع دبلوماسي أبدى تشاؤمه من نتائج المفاوضات في الدوحة والقاهرة وحذّر جهات سياسية لبنانية من أن التصعيد سيكون سيّد الموقف خلال الأشهر المتبقية من الإدارة الأميركية الحالية وأن الملفات والتسويات في المنطقة سترحل الى الإدارة الجديدة.
ميدانياً، واصل مجاهدو المقاومة ضرباتهم النوعيّة ضد مواقع وتجمّعات العدو، وشنّ المقاومون هجومًا جويًا بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة “عميعاد”. فما هي هذه القاعدة؟
وتقع قاعدة “عميعاد”، شمال غرب بحيرة طبريا، وتبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية حوالى 19 كلم، يتمركز فيها احتياط فرقة الجليل ومخازنها، وفيها مقر احتياطي للفيلق الشمالي.
وتتبع القاعدة لقيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو “الإسرائيلي”، واستهدفتها المقاومة للمرة الثانية.
وصدر عن “المقاومة الإسلامية” البيان الآتي: “رداً على اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صاروخ كاتيوشا”. كذلك، استهدف موقع حدب يارون بقذائف المدفعية.
و”رداً على اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع”، شنّ الحزب اليوم “هجوماً جوياً بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على المقرّ الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستيّة في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة”. كما استهدف الحزب دبابة ميركافا في موقع العباسيّة. وفي بيان آخر أعلن “حزب الله” استهداف قوّة إسرائيليّة تتحرك في محيط ثكنة زرعيت بقذائف المدفعيّة.
ونعى الحزب خمسة من عناصره. وتم استهداف مقرّ في ثكنة راميم تشغله قوات من لواء غولاني بصلية كاتيوشا وتموضعات لجنود العدو في موقع مسكافعام.
وفي تصريحات تعكس اعترافاً واضحاً بالفشل والإخفاق في الحرب على غزة ومحاولة لرفع معنويّات جيش الاحتلال وكيانه، أعلن الرئيس الجديد لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” شلومي بيندر بأنه “حيثما قصّرنا، سنحقق وسنحسّن؛ حيثما ارتكبنا أخطاء، سنتعلم وسنتغيّر، وحيثما نشأت شقوق، مهما كانت كبيرة، سنُصرّ على إصلاحها ورأبها”.
وأضاف: “سنفعل ذلك من منطلق المسؤوليّة، ومن أجل إعادة بناء الثقة. هذا واجبنا”.
ولفت إلى أنه “علينا أن نستمرّ في تعزيز استعداداتنا لتوسّع الحرب في الشمال، وبناء بنية تحتية استخباراتية قوية لإسرائيل للدفاع والهجوم في ساحات أبعد، كما أثبتت هذه الشعبة قدرتها على القيام بذلك ببراعة، في الآونة الأخيرة”.
وتابع: “علينا أن نواصل السعي نحو النصر – تفكيك حماس وقدراتها بشكل منهجيّ، وخلق الأمن على جميع الحدود، لكي يتمكن سكان الشمال والجنوب من العودة إلى بيوتهم”.
وواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب والبقاع فنفذ اغتيالاً في صيدا، حيث شنّت مسيرة إسرائيلية غارة في منطقة الفيلات في صيدا، استهدفت سيارة الضابط المتقاعد في حركة فتح خليل المقدح، ما أدّى الى مقتله. وخليل المقدح هو شقيق القيادي في فتح منير المقدح ومن كتائب شهداء الأقصى.
وأعلنت القناة 14 الإسرائيلية أن خليل المقدح كان ناشطاً في فيلق القدس التابع للحرس الثوريّ. وأشار الجيش الإسرائيلي الى ان المقدح كان ينقل الأموال والأسلحة إلى الضفة الغربية.
أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة السابعة صباحاً، بصاروخ موجّه على سيارة في بلدة بيت ليف.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة أدّت إلى استشهاد مواطن لبناني. كذلك أدى القصف الإسرائيلي المعادي على بلدة الوزاني إلى استشهاد شاب سوري. وكان قصف مدفعي من العيار الثقيل استهدف مجرى نهر الليطاني أطراف بلدة ديرميماس. وشنّ الطيران الحربيّ سلسلة غارات عنيفة بعدد من الصواريخ على بلدات النبي شيت، بوداي وسرعين، خلّفت كرة لهب في سماء المنطقة، ودويّاً كبيراً في أرجائها. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة حصيلة نهائية مفصلة لغارات العدو الإسرائيلي ليل الثلثاء الأربعاء على البقاع. حيث أدّت إلى استشهاد مواطن لبناني وإصابة ثلاثين شخصاً.
ورأى خبراء في الشؤون العسكرية لـ”البناء” أن التصعيد الإسرائيلي التدريجي ضد لبنان يهدف لفرض معادلة ردع على حزب الله كرسالة بأن ردة الفعل الإسرائيلية على رد محور المقاومة سيكون حرباً شاملة، ظناً بأن حزب الله ومحور المقاومة سيتراجعان أو سيخفضان حجم الرد لتجنب الحرب الشاملة.
على صعيد آخر، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً في السرايا الحكومي، ضمّ وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير المال يوسف خليل، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي، ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس.
وصرّح فياض بعده: خصّص الاجتماع لبحث موضوع دفع مستحقات المؤسسات والإدارات العامة لصالح “كهرباء لبنان”، هناك سلفة خزينة بقيمة 6800 مليار ليرة ولم يدفع منها سوى ألف مليار ونعمل على صياغة حل للمبلغ المتبقي كي يتم دفعها بأسرع وقت ممكن.
وأضاف: بطلب من دولة الرئيس ميقاتي، سيتم إرسال إشعارات من مؤسسة “كهرباء لبنان” مباشرة إلى وزارة المالية وبهذه الطريقة تتجمع كل الإشعارات في وزارة المالية ويتم دفع المبلغ مرة واحدة قبل نهاية العام، وتبلغ قيمتها حوالي 60 مليون دولار ليدخل هذا المبلغ في حساب مؤسسة الكهرباء، عندها يمكن للمؤسسة أن تفي جزءاً من مستحقات العراق وهو الجزء الذي تمّ التوافق عليه في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة والتي يجب على الشركة أن تسدّدها. ولفت إلى أن “هناك مليوناً ونصف مليون طن، ومؤسسة الكهرباء مستعدّة لتسديد ثمن نصف مليون طن بالليرة اللبنانية ليدخل في حساب دولة العراق لدى المصرف المركزي”.
وليس بعيداً، استقبل فياض سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي وتناول البحث تفاصيل هبة “الفيول أويل” التي أعلنت الجزائر عن نيّتها تزويد لبنان بها بناءً على توجيهات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لمساعدة لبنان في تخطّي أزمة العتمة الشاملة. وشكر الوزير فياض السفير بلباقي على مبادرة الجزائر، مثمّناً “وقوفها الدائم الى جانب لبنان في مختلف المجالات”. وتم الاتفاق على استكمال البحث لتحديد كمية الهبة وموعد وصولها.
وفي سياق ذلك، مثل الوزير فياض أمام النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار في قصر العدل في بيروت حيث باشر الاستماع إلى إفادته في ملف الكهرباء. وكان الحجار استمع قبل ذلك إلى المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح.
المصدر: صحف