تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 20-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
العسكر يطلب تنازلات… و«بيبي» يتعنّت | نتنياهو – بلينكن: حوار طرشان
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “أنهى، وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، زيارته التي استمّرت يومين، لإسرائيل، بعدما التقى رئيس الكيان، يتسحاق هرتسوغ، أول من أمس، ثم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، أمس. وأتت زيارة بلينكن في ساعة حاسمة من ساعات الحرب الإسرائيلية المستمرّة على قطاع غزة، حيث يجمع المراقبون، وحتى ممثلو الأطراف المختلفة، على أن الحرب حالياً تمرّ بنقطة تحوّل: إما نحو اتفاق وتبادل للأسرى والذهاب نحو تهدئة تدريجية تؤدي إلى إنهاء الحرب، أو نحو توسّع الحرب بشكل تصاعدي وعنيف، إن لم يكن بشكل شامل وواسع. وعقب لقائه نتنياهو، أشار بلينكن إلى مسارين تعمل عليهما بلاده: الأول: «جهود» الولايات المتحدة لكبح التصعيد في المنطقة، عبر تعزيز الدفاع عن إسرائيل، و«البعث برسالة إلى كل الجهات لمنع تصعيد النزاع»؛ والثاني، المسار التفاوضي، حيث «سيعمل الخبراء خلال الأيام القادمة على تقديم فهم واضح لتنفيذ الاتفاق»، بحسب بلينكن، الذي أعلن أيضاً أن «نتنياهو أكّد لي أن إسرائيل قبلت المقترح، ويتعيّن على حماس الآن قبوله». كما أعلن بلينكن نيّته التوجه إلى مصر ثم قطر، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، «للدفع نحو التوصل إلى صفقة». وأشار إلى أن واشنطن تتطلّع «إلى قبول حماس هذا المقترح للتقريب بين مواقف الطرفين».من جهته، قال نتنياهو إنه عقد «اجتماعاً جيداً ومهماً مع وزير الخارجية الأميركي»، مؤكّداً تقدير إسرائيل «لجهود الولايات المتحدة في الدفاع الإقليمي ضد المحور الإيراني». كما عبّر عن تقديره الكبير «للتفهّم الذي أبدته الولايات المتحدة لمصالحنا الأمنية»، مشدّداً على ضرورة «إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء، في إطار المرحلة الأولى من الصفقة». وبدا نتنياهو هذه المرة صريحاً أكثر من المعتاد، وتحديداً بحديثه عن أن واشنطن «تفهّمت» بشكل كبير «المصالح الحيويّة» للكيان، في إشارة إلى مسوّدة قدّمتها إلى الوسطاء، الذين نقلوها بدورهم إلى حركة «حماس»، لتعلن الأخيرة، بغير طريقة، رفضها لها. وأحدث مواقف الحركة في هذا الاتجاه، جاء على لسان القيادي فيها، أسامة حمدان، أمس، عندما اعتبر أن «حديث نتنياهو عن الموافقة على مقترح محدّث، يعني أن الإدارة الأميركية فشلت في إقناعه بالاتفاق»، مؤكّداً أن «حماس لا تريد سوى تطبيق مقترح الرئيس بايدن الذي وافقنا عليه». وأشار حمدان إلى أن «حماس» لا تعرف ما هو المقترح المحدّث بالضبط، «لكنّ الوفد الإسرائيلي الذي جاء إلى الدوحة قدّم شروطاً تنقضه»، مشدّداً على «ضرورة أن يتضمّن الاتّفاق خمس نقاط محدّدة، منها وقف العدوان والانسحاب من قطاع غزة وإعادة الإعمار». وأعلن حمدان أن «الوسطاء سيبلغون بلينكن بأن حركة حماس تحترم التزاماتها وما وافقت عليه في 2 تموز/ يوليو الماضي». ورأى أن «نتنياهو يعطّل الاتفاق، وهو من يجب الضغط عليه، وعلى الإدارة الأميركية إلزامه بمقترح بايدن»، معتبراً أن «مواقف الولايات المتحدة تمثّل غطاء للسلوك الإسرائيلي الذي لا يتوقف عن المناورة»، مضيفاً أن «نيّة إسرائيل هي الاستمرار في الحرب، عبر حديث نتنياهو عن بقاء قوّاته في نيتساريم وفيلادلفيا».
ويأتي ذلك فيما من المتوقّع أن يُعقد اجتماع لمسؤولين كبار من الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة وقطر ومصر، في القاهرة، قبل نهاية الأسبوع الجاري لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وفي حين يحطّ وزير الخارجية الأميركي في القاهرة، اليوم، تمهيداً لجولة المحادثات القادمة، تستمر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في بثّ تسريبات عن أنه «لا داعيَ للتمسّك بتواجد الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، حيث سيكون ممكناً دخول الجيش عند الحاجة»، وهو الموقف الذي عبّر عنه الوزير غالانت نفسه، أمام نتنياهو، بحسب «القناة 14» الإسرائيلية، حين قال: «من الممكن والضروري التخلّي عن محور فيلادلفيا». كما أن رئيس هيئة أركان الجيش، هرتسي هاليفي، شدّد، في الجلسة عينها، على أن مسألة الوجود في فيلادلفيا لا يجب أن تعيق عودة الأسرى. كذلك، كشفت التقارير الإعلامية الإسرائيلية، عن أن رؤساء طاقم المفاوضات أوضحوا لنتنياهو في النقاشات المغلقة، أنه «بدون التنازل في موضوع محور فيلادلفيا، لن تكون هناك صفقة ولا إعادة الأسرى»، فيما ردّ عليهم نتنياهو بالقول إن «تواجد الجيش هناك، هو موضوع سياسي استراتيجي، ولذلك إذا أصرّت حماس على انسحاب الجيش من هذا المحور فلن تكون هناك صفقة».
وفي السياق نفسه، نقلت «القناة 12» الإسرائيلية، عن عائلات الأسرى التي اجتمعت، أمس، بوزير الخارجية الأميركي، شعورها بـ«التشاؤم»، حيث سمعت «نفس النغمة التي تتردّد منذ 10 أشهر». وكانت قناة «كان» نقلت عن مسؤولين مشاركين في مفاوضات صفقة التبادل، انتقادهم بشدّة سلوك إسرائيل وفريقها المفاوض، وقولهم إن «مساحة المناورة الممنوحة للفريق المفاوض لا تسمح بالتوصّل إلى اتفاق (…) والفريق غير قادر على اتخاذ قرارات»، حيث «يجلس الممثّلون الإسرائيليون في الغرفة مع الوسطاء، وكثيراً ما يطلبون الخروج والتحقّق مما إذا كان من الممكن تمديد التفويض، وما إذا كان بإمكانهم الموافقة على المقترحات أو رفضها». وأضاف هؤلاء المسؤولون أنه «غالباً ما يأتي الفريق بتفويض لا يسمح بإحراز تقدّم في الاتصالات ووضع التفاصيل النهائية، ومن ثم نضطر إلى جدولة المزيد من مؤتمرات القمة والمزيد من المناقشات». وخلصوا إلى أن «الأمر يبدو وكأنه مضيعة للوقت، وهذه ليست الطريقة الجادّة التي تجري بها المفاوضات». وفي المقابل، نقلت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن من وصفته بـ«المصدر المطّلع على تفاصيل المحادثات»، مهاجمته بشدّة لغالانت واللواء نيتسان ألون، اللذين «يتّهمهما بتخريب المفاوضات». ووفقاً له، فإن الاثنين «يسرّبان من المناقشات الحساسة، ورغم أن حماس هي التي تعارض الصفقة رسمياً وعلنياً، إلا أنهما يعلنان أن اللوم يقع على نتنياهو في عدم التوصل إلى اتفاق»”.
لا «حلول إبداعية» بيد أميركا: كيف الخروج من المأزق؟
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار ” يدرك صنّاع السياسة في الولايات المتحدة أن هدف إسرائيل المتمثل في «القضاء» على «حماس» غير قابل للتطبيق، فيما «الهدف» المعلن الآخر، المتعلق باستعادة الأسرى، لا يمكن أن يتم، طبقاً لهؤلاء، إلا عبر الديبلوماسية، التي تحاول إدارة جو بايدن الإيحاء بأنّها تقترب من تحقيق نتائجها المرجوة، رغم تمسك المقاومة بموقفها الرافض لأي اتفاق يكون بمنزلة غطاء لاستكمال المجازر المرتكبة بحق أهل غزة. وعليه، يبدو، أقلّه إلى الآن، أنّ «الفرصة الأخيرة» التي يتحدث عنها كبار المسؤولين الأميركيين، لن يجري اغتنامها على المدى المنظور، ولن تكون قادرة، على الأرجح، على تجنيب إسرائيل ردّاً محتملاً من إيران أو من قوى المقاومة على اغتيال القائدَين الشهيدَين إسماعيل هنية وفؤاد شكر.مع ذلك، أكد مسؤولون أميركيون كبار، في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن إسرائيل حقّقت «كل ما هي قادرة على تحقيقه عسكرياً في غزة»، مشيرين إلى أن استمرار القصف يزيد فقط من المخاطر على المدنيين، فيما تضاءلت، في المقابل، إمكانية «إضعاف حماس». وفيما تشتغل إدارة بايدن على إعادة مفاوضات وقف إطلاق النار إلى «مسارها الصحيح»، يعتقد عدد متزايد من مسؤولي الأمن القومي أن الجيش الإسرائيلي «قوّض» قدرات «حماس» بـ«شدة»، إلا أنّه «لن يتمكن أبداً من القضاء على الجماعة بشكل كامل». وطبقاً للتقرير، ومن نواحٍ عدة، تسبّبت العملية العسكرية الإسرائيلية بأضرار «أكبر بكثير لدى (حماس)، ممّا توقعه المسؤولون الأميركيون عندما بدأت الحرب في أكتوبر»، إلا أنّ «أحد أهم أهداف إسرائيل المتبقية، أي عودة ما يقرب من 115 رهينة أحياء وقتلى» ما زالوا محتجزين في غزة، «لا يمكن تحقيقه عسكرياً»، إنما عبر المفاوضات، وفقاً لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين حاليين وسابقين.
كما أن عدداً من المراقبين الغربيين باتوا «متخوّفين» من الوضع الذي وصلت إليه إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، إذ أوردت مجلة «فورين بوليسي»، على سبيل المثال، أنه «لعقود من الزمن، كان المشروع الصهيوني يزداد سوءاً في ما يتعلق بالدفاع عن نفسه»، مستدركةً بأن «إسرائيل في ورطة خطيرة» حالياً، ومواطنيها منقسمون بشدة، فيما «من غير المرجح أن يتحسن وضعها». ويردف أصحاب هذا الرأي أن حكومة بنيامين نتنياهو متورّطة في حرب لا يمكن الفوز بها في غزة، وتَظهر على جيشها «علامات التوتر»، بينما لا يزال احتمال اندلاع حرب أوسع مع «حزب الله» وإيران قائماً. وتستشهد المجلة بتقرير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية، التي ذكرت أن ما يصل إلى 60 ألف شركة في إسرائيل قد تغلق هذا العام. ويتابع هؤلاء أن سلوك كيان الاحتلال قد أضرّ بشكل خطير بصورته العالمية، حيث أصبح «دولة منبوذة بطرق لم يكن من الممكن تصوّرها في يوم من الأيام».
وبناءً على ما تقدم، تستمر المساعي الأميركية لإخراج إسرائيل من «مأزقها»، إنّما من دون مؤشرات إيجابية – باستثناء بعض التصريحات الصادرة عن واشنطن – حول إمكانية التوصل إلى حل قريب. وفي السياق، اعتبر الرئيس الأميركي، في حديث إلى الصحافيين في المكتب البيضاوي، أن الصفقة «أقرب من أي وقت مضى»، فيما أكد مصدر مطلع أن «التقدم الذي تم إحرازه خلال يومين من المفاوضات في الدوحة، يفوق ما تم إحرازه خلال الستة أسابيع المنصرمة الماضية». كما ستكون المنطقة، الأسبوع الحالي، على موعد مع جولة جديدة بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والقطريين والمصريين في القاهرة، «بهدف إبرام الصفقة بموجب الشروط التي طُرحت في الدوحة»، في حين نُقل عن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي يزور المنطقة حالياً، القول إن مقترح بايدن «قد يكون فرصة إسرائيل الأخيرة لتأمين الإفراج عن الرهائن، وتحقيق أمن دائم في الشرق الأوسط».
على أنه على الضفة المقابلة، أعلنت «حماس» أنه، بعد استماعها إلى الوسطاء، « تأكدنا مرة أخرى من أن نتنياهو لا يزال يضع العراقيل»، مشيرةً إلى أنّ المقترح الأميركي الجديد «يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها، وخصوصاً رفضه الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة»، إضافة إلى إصراره على مواصلة احتلال مفترق «نتساريم» ومعبر رفح وممر «فيلادلفيا». وبعيداً من مفاوضات «اللحظة الأخيرة»، يرجّح عدد من المراقبين أن الغضب الذي أثارته الأشهر الأخيرة من الحرب في أوساط الفلسطينيين والإسرائيليين، جعل إمكانية التوصل إلى أي حل سلمي مستبعدة إلى حدّ كبير. وفي هذا الإطار، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريراً جاء فيه أن التأييد لـ«حل الدولتين» كان يتراجع في أوساط الطرفين لأكثر من عقد. وبحسب ما نقلته الصحيفة عن إحصاء أجراه «المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية»، في حزيران، فإن «32% من الفلسطينيين، و19% من الإسرائيليين، باتوا يؤمنون بهذا الحل»، مقارنة بـ32% من هؤلاء الأخيرين قبيل وقت قصير من 7 أكتوبر”.
البقاء الإسرائيلي في «فيلادلفيا»: مصر تقبل… ولا تقبل!
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “نفت مصر، رسمياً، موافقتها على بقاء القوات الإسرائيلية في محور «فيلادلفيا»، وفق ما كان قد تسرّب عن اجتماعات المشاورات التقنية مع المسؤولين الإسرائيليين، والتي استمرت على مدار يومين، بحضور وانخراط أميركييْن. وعزت رفضها هذا الوجود إلى كونه مخالفاً لجميع ما جرى التوقيع عليه من اتفاقيات معنية بالحدود بين مصر وفلسطين المحتلة، وملحقات اتفاقية «كامب ديفيد». لكنّ مصادر مطّلعة أفادت «الأخبار» بأن القاهرة لن يكون لديها مانع من «استمرار التواجد الإسرائيلي» على المحور، من دون إطار قانوني يحظى بموافقة مصرية. وأشارت المصادر إلى أن مصر تتعامل مع الوضع الحالي باعتباره ناتجاً من «انتهاكات قانونية»، فيما «لن تمنح إسرائيل موافقات مكتوبة أو شفهية بشأن استمرار وجود قوات الأخيرة وإشرافها على المحور، ولكن في الوقت نفسه ستقوم بتقديم ما يجعل تل أبيب مطمئنة إلى الوضع هناك». وبحسب المصادر، فإن النقطة الأهم بالنسبة إلى القاهرة، في الوقت الحالي، مرتبطة بـ«وضعية معبر رفح وطريقة التنسيق على الشريط الحدودي»، بالإضافة إلى «الدور المحتمل للسلطة الفلسطينية في إدارة المعبر خلال الفترة المقبلة، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي».وفيما سيحمل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن في زيارته للقاهرة، اليوم، المزيد من التفاصيل حول التصورات الأميركية بشأن الوضع على المحور خلال الفترة المقبلة، وحول الدعم التقني العسكري المقدَّم من واشنطن، فإن أموراً عدة عالقة ستجري مناقشتها، من بينها «الوضع على محور نتساريم وطريقة عودة السكان إلى شمال غزة». أيضاً، ستحضر على طاولة مناقشات بلينكن مع المسؤولين المصريين، «تصورات لمنع تجدد القتال»، وسط رغبة مصرية في «الحصول على تعهدات أميركية بوقف الحرب بشكل دائم»، علماً أن المسؤولين المصريين يتحدّثون عن وصول وفد إسرائيلي رفيع المستوى غداً الأربعاء إلى القاهرة، لمناقشة تفاصيل جديدة.
وإذ لا تزال المناقشات جارية حول وضع عدد من الأسرى الذين تطالب المقاومة بإطلاق سراحهم، فإن إسرائيل أصبحت، بحسب المصدر المصري، «تتمادى في طلب إبعاد الأسرى المُفرج عنهم من القيادات والمؤثّرين في المقاومة إلى خارج البلاد»، وهو ما تعتبره مصر «مبالغاً فيه على نحو كبير، خصوصاً في ضوء الاعتراضات على إطلاق سراح العشرات من المُقدَّمة أسماؤهم»”.
اللواء:
عدوان إسرائيلي جوّي «استباقي» يستهدف إمدادات البقاع
ميقاتي يطلب من التفتيش تحديد مسؤوليات قطع الكهرباء.. وترحيب رسمي وشعبي بمبادرة الرئيس الجزائري
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة اللواء اللبنانية ” كشفت المحادثات المكثفة والمطوّلة التي بدأها وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن عن الصعوبات التي تواجه مفاوضات وقف النار في غزة وصفقة تبادل الاسرى والمحتجزين، لا سيما بعد لقاء الساعات الثلاث مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي بدا اكثر تشدداً من اي وقت مضى، بما اسماه الحاجات الامنية «لدولة الاحتلال»، مما يكرّس الفجوة الكبيرة في مواقف دولة الحتلال وحركة حماس، ومعها الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة.
وعليه، ارتفعت المخاوف من العودة الى التصعيد، سواءٌ لجهة تزايد عمليات التدمير في غزة او لجهة توسيع الحرب الاستباقية علي جبهات المساندة، ومنها جبهة لبنان، مع توسيع عمليات الاستهداف الجوي، لتطال البقاع ليل امس.
وحسب المعلومات ان الطائرات المعادية نفذت 3 غارات، طاولت الاولى سهل قصرين، والثانية سهل النبي شيت – السفري، والثالثة حصلت بين السفري وسرعين، بعد يوم حافل بالقصف طاول معظم البلدات الحدودية الجنوبية.
التحقيق بانقطاع الكهرباء
في خضم هذا التأزم التفاوضي والحدودي قفزت الى الواجهة مسألة بالغة الخطورة، تتعلق بالانقطاع الشامل للكهرباء السبت الماضي، الامر الذي كشف حجم الخلل في عمل المؤسسة وعمل الدولة ككل..
وعليه، قرّر الرئيس نجيب ميقاتي التحرك، فبعث بكتاب لرئيس هيئة التفتيش المركزي جورج عطية، طالبه باجراء تحقيق فوري بموضوع الانقطاع الكلي للتيار الكهرباء..
واعتبر الكتاب «انه بدلا من تجاوز الازمة بفعل التجاوب المطلق مع طلب وزارة الطاقة والمياه ومؤسسة كهرباء لبنان، تفاجا رئيس الحكومة بأن مجلس ادارة المؤسسة لم ينعقد بسبب غياب المدير العام، لا بل قطع التواصل مع الجميع ولم يفوّض أياً من اعضاء المجلس بالصلاحيات لا سيما المالية منها، علما انه لا يمكن تنفيذ التدابير التي تم الاتفاق بشأنها بصورة طارئة تفاديا للوقوع في الظلمة الكاملة، مع ما ينتج عن ذلك من اضرار مباشرة للمواطنين وللمرافق العامة، الا من خلال مقررات مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان صاحب الصلاحية في اتخاذ القرارات الادارية اللازمة، ورغم الحالة الطارئة والخطيرة، ورغم تجاوب مجلس الوزراء مع طلبات الوزارة والمؤسسة، لم يبادر مجلس ادارة المؤسسة الى القيام بواجباته، ولم يجتمع لإتخاذ القرارات اللازمة بغياب اي دعوة من رئيسه حتى تاريخ يوم الاحد 18 آب ،وذلك بعد ان حصلت العتمة الكاملة وانفصلت الشبكة عن الخدمة، ووقعت الاضرار التي كنا نسعى جاهدين لتفاديها.
ولم يكن خفياً ان الرئيس ميقاتي يتهم بصورة لا لبس فيها بأن مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان هو المسؤول عن الازمة.
ففي الكتاب جاء: بعدما تبين ان التقصير في عدم دعوة مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان الى الانعقاد، ادى الى وقوع ازمة كان من الممكن تفاديها، مما يقتضي معه مساءلة المسؤولين عنها،
نطلب منكم اجراء التحقيقات لتحديد المسؤوليات القانونية».
وفيما تحدثت المعلومات ان الباخرة الجزائرية في طريقها الى الشواطئ اللبنانية نفى الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي امس ان يكون العراق قد توقف عن تزويد لبنان بالوقود. وقال: الشحنة الجديدة خلال الايام المقبلة، مؤكداً التزام العراق بالاتفاق الموقع بين بغداد وبيروت.
بدوره، ثمّن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، خلال استقباله سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي، المبادرة الأخوية المقدّرة جداً لفخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بشكل فوري بالفيول لسدّ حاجته في قطاع الكهرباء. ونقل بوحبيب للجزائر عبر السفير بلباقي امتنان حكومة لبنان وتقديرها لقرار الرئيس تبون.
ولاقت مبادرة الرئيس الجزائري ارتياحاً شعبياً لدى الاوساط كافة، فضلاً عن التقدير النيابي والحكومي والاقتصادي للخطوة الجزائرية.
وكشف وزير الطاقة وليد فياض أن لبنان ينتظر وصول شحنات الغاز من مصر بحلول 23 آب الجاري.
شكوى ضد خرق جدار الصوت
دبلوماسياً، وجهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن حول خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت فوق المناطق اللبنانية ومن ضمنها العاصمة بيروت. وأدان لبنان في متن الشكوى هذه الخروقات التي تشكل إنتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان ومجاله الجوي، ولقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ (٢٠٠٦)، إضافة الى خرقه لعدد من أحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر كافة أساليب العقاب الجماعي والترهيب المعنوي الذي تمارسه إسرائيل من خلال ترويع جميع المدنيين وبث الذعر بينهم، الامر الذي يؤثر بصورة خاصة على الشرائح الأكثر ضعفاً في المجتمع مثل الأطفال.
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة الشوميرا بالاسلحة الصاروخية.
وليلاً، استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي البقاع بعدوان جوي، مستهدفاً عدداً من البلدات في البقاع، شرق لبنان.
ووقع انفجار كبير في بلدة سرعين البقاعية، تحدثت مصادر امنية عن استهداف مستودع اسلحة لـ«حزب الله».
وحسب المعلومات سجلت 6 اصابات طفيفة من جراء الغارات التي طالت البقاع.
وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي نفذ هجمات ضد ما اسماه مستودعات صواريخ لحزب الله على مسافة 80 كلم من الحدود مع اسرائيل.
وكانت اسرائيل أغارت على محيط بلدتي المنصوري وبيوت السياد في الجنوب.
كما غارت الطائرات المعادية ليلاً على بلدة الطيبة”.
البناء:
بلينكن يتبنّى طلبات نتنياهو: على حماس القبول أو تحمل مسؤولية فشل المفاوضات
حماس: ما يفعله الأميركي هو مجرد شراء وقت من أجل استمرار الإبادة الجماعية
تصعيد الاحتلال للغارات على الجنوب والبقاع.. والقسام لعودة العمليات الاستشهادية
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية “أنهى وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن زيارته التي بنيت عليها الآمال بتحقيق تقدم في المسار التفاوضي، بعد الاعتراف بأن اجتماعات الدوحة لم تنجح في تحقيق أي اختراق، رغم إشاعة التفاؤل ببيانات بعيدة عن الواقع، وسط كلام في داخل الكيان اوحى أن بلينكن آتٍ للضغط على رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو للتراجع عن طلباته الإضافية التي تطال ملف الأسرى بالاحتفاظ بحق الفيتو على العدد والأسماء وأماكن توجّه المفرج عنهم، وملف الانسحاب لجهة الاحتفاظ بمواقع وسط غزة وعلى الحدود بين غزة ومصر، إضافة لرفض التسليم بأن هدف الاتفاق هو إنهاء الحرب وربط القبول بذلك بقبول حماس بشروط الاحتلال لما يفترض أن يكون عليه الوضع في غزة بعد الحرب وإلا فإن العودة إلى الحرب أمر مفروغ منه. وبعد ثلاث ساعات من الاجتماع المغلق بين بلينكن ونتنياهو خرج بلينكن ليعلن موافقة نتنياهو على المقترح الأميركي، بينما يتوجّه نتنياهو الى بلينكن بالشكر لتفهم الطلبات الأمنيّة للكيان، وبعد قليل يتسرب لوسائل الإعلام في الكيان حقيقة ما جرى، وهو أن نتنياهو حصل من بلينكن على الموافقة على ما يريد.
وفقاً لكلام بلينكن الكرة عند حماس الآن وعليها إما القبول أو تحمل مسؤولية فشل المفاوضات، وليس عودة الحرب لأن الحرب لم تتوقف أصلاً، بل إن النظرية التي تحدث عنها رئيس أركان جيش الاحتلال تقول إنه أثناء المفاوضات يجب تصعيد الضغط العسكري لتحسين شروط التفاوض.
حماس لم تتأخّر بالرد على كلام بلينكن، وقد اعتبر القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن «حديث نتنياهو عن الموافقة على مقترح محدّث يعني أن الإدارة الأميركية فشلت في إقناعه بالاتفاق»، وأن «كل ما يفعله الجانب الأميركي هو مجرد شراء للوقت من أجل استمرار الإبادة الجماعية»، وقال «نحن لا نريد سوى تطبيق مقترح الرئيس بايدن الذي وافقنا عليه»، وأوضح حمدان أنه لا بد للاتفاق أن يتضمن 5 نقاط محدّدة منها وقف العدوان والانسحاب من قطاع غزة والإعمار، مضيفاً أن «الوسطاء سيبلغون بلينكن أن حركة حماس تحترم التزاماتها وما وافقت عليه في الثاني من يوليو/تموز الماضي».
وفي سياق آخر أعلنت قوات عز الدين القسام مسؤوليتها عن عملية تل أبيب بالتعاون مع سرايا القدس، مضيفة أن العمليات الاستشهادية في الداخل الفلسطيني سوف تعود بعد توقفها لسنوات رداً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون وجيش الاحتلال في الضفة الغربية والقدس.
على جبهة لبنان، تصعيد لافت في الغارات التي شنها جيش الاحتلال جنوباً وبقاعاً، وعمليات المقاومة تستهدف ثكنات جيش الاحتلال في المناطق الحدودية والعمق.
فيما يعيش لبنان والمنطقة حال ترقب بانتظار نتائج جولة مفاوضات القاهرة بعد تعثر جولة مفاوضات الدوحة بين حركة حماس والوفد الإسرائيلي، لا يزال كيان الاحتلال تحت وطأة انتظار رد محور المقاومة الحتمي، وفق ما تؤكد مصادر مطلعة لـ»البناء»، والتي تشير الى أن كل الضغوط والتهديدات بحرب واسعة على ردّ حزب الله وإيران، لم تحُل دون حصول الرد، كما لن ينفع الخداع الأميركي – الإسرائيلي عبر عقد جولات التفاوض بين الدوحة والقاهرة بإجهاض الرد وتحميل محور المقاومة مسؤولية فشل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتوسيع رقعة الحرب. وشككت المصادر بجدية الأميركيين بالضغط على «إسرائيل» لوقف الحرب، لافتة الى أن زيارة وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن الى كيان الاحتلال لم تنجح بانتزاع وعد من رئيس حكومة الاحتلال بالموافقة على المقترح الأميركي الذي يلبّي المطالب الفلسطينية ولا بموافقته على وقف كامل لإطلاق النار والانسحاب من كامل غزة وتبادل عادل للأسرى والرهائن. وهذا ما عكسه تصريح نتنياهو مساء أمس بقوله إن «جهودنا مبذولة للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء في المرحلة الأولى من الصفقة».
وبقي فيديو «عماد 4» الذي نشره الإعلام الحربي في المقاومة الأسبوع الماضي في صدارة الاهتمام في الإعلام الإسرائيلي، ولفت معلّق الشؤون العربية في القناة 12 «الإسرائيلية» أوهاد حامو فرأى الى أنّ «وراء هذه الصور لأنفاق حزب الله هدف واحد: الرغبة في ردع «إسرائيل» عن الدخول في حرب كبرى مع الحزب».. وهناك شيء آخر في الأمر: نظرة استثنائيّة لجزء من مشروع أنفاق ضخم نفّذه حزب الله في السنوات الأخيرة، استعدادًا للمواجهة مع «إسرائيل»».
بدوره، تطرّق رئيس شعبة الاستخبارات «الاسرائيلية» السابق اللواء احتياط تامير هايمن الى فيلم حزب الله، فقال: «عمل احترافي وواسع للغاية بهدف الحفاظ على قدرات حزب الله النارية وصواريخه بعيدة المدى». وأشار الى أنه «من الصعب معرفة مكان النفق الوارد في الفيديو، لكن يمكن الافتراض أنه يقع في عمق لبنان»، لافتًا إلى أن «حزب الله يمتلك عدة أنواع من الأنفاق في لبنان كما هو الحال في غزة».
ووفقًا لهايمن: «في منظومة حزب الله التحت أرضية، هناك عدة أنواع مختلفة من الأنفاق المخصّصة للاستخدام لأغراض مختلفة. وإلى جانب الأنفاق المُصمّمة لتخزين الصواريخ ونقل المقاتلين، هناك نوع آخر هو الأنفاق المُصمّمة لحماية كبار مسؤولي التنظيم، مثل تلك التي يختبئ فيها (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله على الأرجح».
ميدانياً، استمرّ التصعيد جنوباً، فشنّ طيران العدو الحربي غارة استهدفت منزلاً في الساحة العامة لبلدة طيرحرفا في القطاع الغربي من قضاء صور. وألقى جيش الاحتلال قذائف فوسفورية على منطقة تل نحاس مما أدى إلى اندلاع حريق قرب مركز قوة «اليونيفيل». وتعرّض وادي حامول في أطراف الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. كما خرق طيران الاحتلال جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وضواحيها وكسروان، وصولاً الى صيدا ومنطقة جزين وعلى علو منخفض.
في المقابل أعلن «حزب الله «أنه و»بعد منتصف الليل، (أمس الأول) و»بعد مراقبة ومتابعة لقوات الجيش الإسرائيلي وعند رصد تسلُّل مجموعة من جنوده إلى حرش حدب عيتا، تصدّى لها مجاهدونا واستهدفوها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، ممّا أجبرها على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة».
ووفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية لـ»البناء» فإن تسلل الدورية الإسرائيلية الى داخل الأراضي اللبنانية تهدف الى جس نبض جهوزية المقاومة في أي عملية دخول بري الى الجنوب، أو لتنفيذ عملية أمنية داخل الأراضي اللبنانية، وأوضح الخبراء أن اكتشاف المقاومة لعملية التسلل تؤكد الجهوزية العالية والرصد الدقيق لكامل الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
ومساء أمس، أفيد عن تعرّض بلدات في قضاء بعلبك لثلاث غارات إسرائيلية معادية، استهدفت الأولى محلة ضهور العيرون في سرعين التحتا، والثانية أغارت على جرود النبي شيت في محلة القوز، والثالثة قصفت منطقة السهلية بين بلدتي تمنين التحتا وقصرنبا. كما أفيد أن سيارات الإسعاف توجهت الى المنطقة من المناطق كافة.
وكان جيش الاحتلال، زعم أنّ «طائراتنا هاجمت بالأمس مباني عسكرية لحزب الله في عيتا الشعب وبيت ليف وحولا في جنوب لبنان». وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي على بلدة حولا هذا الصباح أدت إلى استشهاد شخصين. ونعى حزب الله «الشهيد المجاهد عباس بديع ملحم «جهاد» مواليد عام 1990 من بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان». ونعى «الشهيد المجاهد محمد علي حسن قدوح «أمير» مواليد عام 2005 من بلدة الغندورية في جنوب لبنان».
إلى ذلك وبناء على تعليمات وزير الخارجية وجّهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن حول خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت فوق المناطق اللبنانية ومن ضمنها العاصمة بيروت. وأدان لبنان في متن الشكوى هذه الخروق التي تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان ومجاله الجوي، ولقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ (٢٠٠٦)، إضافة الى خرقه لعدد من أحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر كافة أساليب العقاب الجماعي والترهيب المعنوي الذي تمارسه «إسرائيل» من خلال ترويع جميع المدنيين وبث الذعر بينهم، الأمر الذي يؤثر بصورة خاصة على الشرائح الأكثر ضعفاً في المجتمع مثل الأطفال”.
المصدر: الصحف اللبنانية