بالهُتافات والصّرخات المندّدة بأميركا وإسرائيل، والمناصرة لغزّة وفلسطين، والمتمسّكة بالنّهج المقاوم الذي يحمي لبنان وشعبه ويصون كرامته وسيادته، شيّعت السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الاسرائيلي والجماهير الوفية للتضحيات التي تبذل عند الحدود الجنوبية وبلدة شبعا ومختلف قرى العرقوب، الشّهيد البطل فادي قاسم كنعان “جهاد” الذي ارتقى دفاعًا عن لبنان وإسنادًا لمقاومة غزة الشريفة.
وانطلقت مسيرة التشييع الحاشدة انطلقت من أمام منزل الشهيد، شارك فيها عضو كتلة التنمية والتحرير النائب د. قاسم هاشم إلى جانب شخصيات وفعاليات وعلماء دين جسّدوا مشهداً وحدوياً مقاوِماً، إلى جانب عائلة الشّهيد، وعوائلِ شهداء وحشود شعبية.
وتقدّمت مسيرة التّشييع سيّارات إسعاف، ومواكب حملت أعلام لبنان وفلسطين ورايات السرايا اللبنانية والمقاومة الإسلامية وجابت شوارع البلدة وصولاً إلى جبّانتها، حيث نُفّذت مراسم تكريمية للشهيد تخللها تجديد رفاق دربه الأبطال القسم بمتابعة الطريق التي ارتقى في سبيلها، ثم صلى إمام بلدة كفرشوبا الشيخ أبو حسن خطّاب على جثمانة الطاهر قبل أن يوارى الثرى إلى جانب من سبقه من رفاق القضية والمسار المقاوم.
وألقى النائب قاسم هاشم كلمة حيا فيها الشهيد فادي ورفاقه مشيراً إلى أننا نودعه اليوم لنقول ان النصر آت بدمائه ودماء كل الشهداء الذين سقطوا من اجل حماية وطننا وتحصينه من كل المشاريع المشبوهة، فلبنان تحميه الدماء لا البيانات ولا القرارات، وما توصلنا إليه ان خياراتنا في انتهاج الخيار المقاوم هي الخيارات التي كانت صحيحة وقد اثمرت انتصاراً للوطن والامة.
وإذ حيا النائب هاشم صمود الاهالي، شدد على أن بقاءهم اليوم في هذه المنطقة الحدودية الجنوبية، إنما يفوّت الفرصة على العدو الذي حاول مراراً وتكراراً أن يجعلها منطقة منزوعة الحياة، لكننا بهذا المشهد نفوّت الفرصة عليه ونفشل مخططاته ومحاولاته، ونستكمل مسيرة الإنتصار التي كانت عام 2000 وكلّلت في العام 2006 وتستمر اليوم من أجل استكمال هذا الانتصار وتحرير ما تبقى من أرض في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر وكل النقاط وصولاً إلى الناقورة.
وتابع النائب هاشم: هذه ارادتنا التي نكتبها بدماء الشهداء، ويكتبها اليوم الشهيد فادي ليستكمل بيان الانتصار، فبالدم ننتصر ونكتب تاريخ هذا الوطن، لا كما يحاول البعض من الصغار – الذين مهما حاولوا أن يجعلوا من أنفسهم كباراً إلا أنهم يبقون صغاراً في هذا الوطن- فتارة نراهم يصوبون على المقاومة، وتارة ينادون بتطبيق القرار 1701، متسائلاً “من قال ان المقاومة وإرادتها ونهجها وأهلها لا يريدون هذا القرار؟”.
وأضاف النائب هاشم: نريده انتصاراً لوطننا ولشعبنا من خلال الالتزام بكل المندرجات، لكن عليهم أن يذهبوا الى اصدقائهم من أجل أن يخضع العدو لهذا القرار، وهو المتنصل أصلاً من كل القرارات والقيم، وهو الذي لم يترك شيخاً أو طفلاً في غزة ولا في جنوب لبنان، ولم يفرق يوما بين مدني ومقاوم، العدو الهمجي الذي لم يترك آلة حقدٍ إلا ووصلت إلى كل قرانا وساحاتنا الجنوبية، ولكن ابناء الجنوب من العرقوب وجبل عامل كانوا وسيبقون له بالمرصاد.
المصدر: موقع المنار