أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس وباء جدري القردة في إفريقيا حالة الطوارئ الصحية العامة ذات أهمية دولية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء أن انتشار جدري القردة في إفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.
وسارعت المنظمة التي تبدي قلقها إزاء تزايد الإصابات في جمهورية الكونغو الديموقراطية واتّساع رقعة التفشي إلى بلدان مجاورة، للدعوة إلى اجتماع للخبراء للبحث في تفشي المرض.
وقال غيبرييسوس في بيان له، يوم الأربعاء، إن لجنة الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية اجتمعت اليوم وأبلغته بأن ما يحدث يعتبر “حالة طوارئ صحية ذات أهمية الدولية”، وإنه وافق على توصيات اللجنة.
وأشار إلى نمو عدد الحالات المسجلة لجدري القردة في عامي 2023 و2024، مضيفا أنه تم تسجيل أكثر من 14 ألف حالة في العام الجاري، بما فيها 524 حالة وفاة.
وأضاف أن “اكتشاف النوع الجديد من جدري القردة وانتشاره بسرعة في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، واكتشافه في الدول المجاورة التي لم تسجل حالات جدري القردة سابقا، واحتمال انتشاره لاحقا في إفريقيا وخارجها تثير قلقا كبيرا”.
وأكد غيبرييسوس على ضرورة إجراءات دولية منسقة لوقف الوباء وإنقاذ الأرواح.
وذكر أن منظمة الصحة العالمية وضعت خطة تتطلب رصد 15 مليون دولار، مشيرا إلى أن المنظمة قد خصصت 1.45 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع لها وتطلب من الدول المانحة تمويل بقية النفقات.
وأضاف “من الواضح أن الاستجابة الدولية المنسقّة ضرورية لوقف التفشي وإنقاذ الأرواح”، لافتا إلى أن الجميع يجب أن يكونوا معنيين.
وجاء هذا القرار بعدما أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي الثلاثاء حالة طوارئ صحية عامة بسبب تفشي جدري القردة (إمبوكس) في القارة.
وتفشى المرض في جمهورية الكونغو الديموقراطية حيث اكتُشف الفيروس للمرة الأولى لدى البشر في العام 1970، وانتشر إلى بلدان أخرى.
وتعد “طوارئ الصحة العامة التي تسبب قلقا دوليا” (PHEIC) أعلى مستوى تحذير يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تطلقه.
ويؤدي إعلان “طوارئ الصحة العامة التي تسبب قلقا دوليا” إلى إطلاق استجابات طارئة في بلدان العالم بموجب قواعد الصحة الدولية الملزمة قانونا.
ويعد إعلان الأربعاء الثاني من نوعه على التوالي بشأن جدري القردة، وإن كان الأخير يركّز على سلالة مختلفة للفيروس وأكثر فتكا.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العامة التي تواصلت من تموز/يوليو 2022 حتى أيار/مايو 2023. وأدى التفشي الذي تراجع الآن إلى حد كبير إلى حوالي 140 وفاة من بين نحو 90 ألف إصابة.
وتتسبب السلالة الفرعية للسلالة 1بي التي تنتشر في جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ أيلول/سبتمبر 2023 بحالات مرض أكثر شدّة من السلالة 2بي، مع معدل وفيات أعلى.
وجدري القردة مرض معد ناجم عن فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات المصابة ولكن يمكن أيضا أن ينتقل بين البشر عبر الاتصال الجسدي المباشر.
ويتسبب المرض بارتفاع الحرارة وآلام في العضلات وطفح جلدي. ويوصي خبراء التطعيم لدى منظمة الصحة العالمية بلقاحين لجدري القردة.
ولم تُعلن “طوارئ الصحة العامة التي تسبب قلقا دوليا” غير سبع مرّات منذ العام 2009 بسبب انتشار إنفلونزا الخنازير H1N1 وفيروس شلل الأطفال وإيبولا وفيروس زيكا وإيبولا مرة أخرى ومن ثم كوفيد وجدري القردة.
المصدر: وكالات