في غالبية دول العالم، يصل الشخص إلى سن الرشد ويعتبر بالغاً في عين القانون منذ سن الـ 18.
لكن، لا يوجد دليل علمي يثبت أن الدماغ ينتقل من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد في هذا السن، لأن الدماغ دائم التغيير، بحسب موضوع رأي نُشر في مجلة “Neuron” الطبية.
وبحسب الأستاذة المشاركة في علم النفس في جامعة “هارفارد” لياه سومرفيل، “لا يوجد مؤشر لدى وصوله يستطيع عالم الأعصاب أن يقول أن الدماغ قد تطور بالكامل، يعود هذا إلى تطوّر أجزاء الدماغ المختلفة في أوقات مختلفة، وتضيف أن تطوّر الدماغ يستمر بشكل فعّال حتى بعد بلوغ الثامنة عشرة، إذ يقع تطوّر الدماغ على هيئة “موجات.” وتمُر كل منطقة في الدماغ بفترة تطور مفصلية في وقت مختلف. هكذا، يختلف “نضوج” الدماغ من منطقة لأخرى، ومن وقت لآخر في حياته.
ونظراً إلى ما تبينه هذه الاكتشافات من انعدام طريقة أكيدة لقياس نضوج الدماغ، لا يوجد سنّ معينة تشير إلى دخول هذا العضو سن الرشد.
ويحتوي الدماغ على نوعين من الأنسجية، وهما المادة الرمادية والمادة البيضاء. وفي العقد الأول من الحياة، تتمدد المادة الرمادية بسرعة مع تشكل تشابكات عصبية في الدماغ خلال تعلم مهارات جديدة أثناء الطفولة. ومع استعداد الجسم للبلوغ، يبدأ الدماغ بتشذيب المادة الرمادية في بعض المواقع واستبدالها بالمادة البيضاء، التي تسمح بنقل المعلومات بشكل أفضل وأسرع، ويستمر تقلّص المادة الرمادية واستبدالها بالمادة البيضاء.
وتقول طبيبة النفس المختصة بالأطفال والمراهقين في مركز “Child Study” في جامعة نيويورك، د. جيس شاتكن: “فيما سلف تخيلنا أن المراهقة تنتهي بعمر الـ 18، لكننا لا نعلم الآن متى تنتهي عملية التطور. في الـ 25، الـ 26، الـ 28، الـ 30، الـ 32؟ لا تعلم، وتضيف أن عملية بلوغ الدماغ تظهر في أدمغة الإناث قبل أدمغة الذكور.