تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 10-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
تحضيرات لجولة آب التفاوضية
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار اللبنانية “رغم الدعوة الثلاثية من قبل الوسطاء إلى استئناف المفاوضات، وإعلان إسرائيل استعدادها لإرسال وفدها المفاوض للمشاركة في المحادثات، إلا أن ما ينقله مسؤول مصري مطّلع على مسار المفاوضات، لـ«الأخبار»، يفيد بأن جولة الأسبوع القادم «لا تعني بالضرورة إمكانية التوصل الفوري إلى التهدئة، لكن السعي هو لأن تكون هذه الجولة نقطة إعادة انطلاق للمفاوضات، ومحاولة للبناء على التهديدات والمخاطر المتنامية في المنطقة لانتزاع تنازلات من تل أبيب، وإن كانت التوقعات حالياً تشير إلى أن التنازلات المفترضة لن تكون كبيرة».من جهة إسرائيل، قال مصدر مطّلع، لقناة «كان»، إن تل أبيب تعتبر «لقاء يوم الخميس القادم بمثابة آخر فرصة للتوصل إلى صفقة، لأن الأسرى ببساطة يموتون»، فيما نقلت «القناة 13» الإسرائيلية، عن مصادر وصفتها بالمطّلعة، أنه «ليس واضحاً ما إذا كانت لدى إدارة بايدن مؤشّرات إلى استعداد نتنياهو للتحلّي بالمرونة في المفاوضات»، مشيرة إلى أن «رئيس الحكومة سيعقد اجتماعاً الخميس لتحديد صلاحيات وفد التفاوض في الجولة التي أعلن عنها الوسطاء».
أما من جهة حركة «حماس»، فلم يصدر عن الحركة بعد أي تعليق رسمي على الدعوة الجديدة إلى التفاوض، لا سلباً ولا إيجاباً. لكن المعلومات تشير إلى أن الدوحة تعهّدت للأميركيين بأن تلبّي «حماس» الدعوة، من دون أن يتحدّد الوفد الذي سيشارك أو مستواه. وكانت معلومات سرت عن أن رئيس المكتب السياسي للحركة، المنتخب أخيراً، والذي بايعته «كتائب القسّام» أمس، يحيى السنوار، قرّر اعتماد القياديّيْن في الحركة، خليل الحية وغازي حمد، كممثّلين عنه في المفاوضات، مع الإشارة إلى أن الرجلين كانا قد شاركا في غالبية جولات التفاوض السابقة بقيادة الرئيس السابق للحركة، الشهيد إسماعيل هنية.
بدوره، قال منسّق شؤون الأمن القومي في «البيت الأبيض»، جون كربي، إن «مفاوضات وقف إطلاق النار ستُستأنف يوم الخميس المقبل في الدوحة»، مؤكداً أن «الرئيس جو بايدن مصمّم على إنجاز الاتفاق الممكن إنجازه على الرغم من تصريحات بعض الأطراف الإسرائيلية». ورأت مراسلة «القناة 13» الإسرائيلية في واشنطن، نيريا كراوس، في العبارة الأخيرة، هجوماً من «البيت الأبيض»، موجَّهاً علناً ضدّ وزير المالية المتطرّف بتسلئيل سموتريتش، «لكنّ انتقادات البيت الأبيض الشديدة خلال المداولات الداخلية موجّهة إلى نتنياهو، الذي من أجل المحافظة على حكومته، يعمل على نسف صفقة التبادل، ويسمح لكبار وزرائه بمهاجمة صفقة من شأنها إنقاذ العديد من الأرواح البشرية»، كما قالت. وكان سموتريتش قد هاجم «البيان الثلاثي»، ورأى فيه خدعة جديدة، وطالب نتنياهو بتجنّب الوقوع في هذا «الفخّ»، والتمسّك بالخطوط الحمر والشروط التي كان أعلنها”.
واشنطن تُغري خصومها بالتفاوض: من يضمن نتنياهو؟
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “وسط حالة «الانتظار» التي تعيشها المنطقة ترقّباً لرد المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت، في وقت سابق، الأراضي الإيرانية واللبنانية، تستمرّ واشنطن في العمل على «مسارين ديبلوماسيين»، أولهما يهدف إلى «احتواء» رد محور المقاومة عبر الضغط على أطرافه وتخويفها من دفع أثمان باهظة في حال تصعيد فعلها العسكري، وثانيهما يرمي إلى إقناع تلك الأطراف بأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بات أقرب من أي وقت مضى. وأفضت هذه المساعي، أخيراً، إلى انعقاد قمة في جدة، صدر على إثرها بيان ثلاثي مشترك، الخميس، بين كل من واشنطن والقاهرة والدوحة، يدعو إسرائيل و«حماس» إلى المشاركة في ما وصفها بـ« الجولة النهائية» من المفاوضات، الأسبوع المقبل، لوضع «اللمسات الأخيرة» على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فيما بدت لافتة مسارعة إسرائيل إلى إعلان المشاركة في تلك المفاوضات. وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي كبير، في حديث إلى موقع «أكسيوس»، إن إدارة جو بايدن هي من أثارت، في الأيام الأخيرة، فكرة القمة، مع كلّ من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر، تميم بن حمد الثاني، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت على «علم مسبق بالبيان المشترك الذي سيصدر عن الولايات المتحدة ومصر وقطر». وتابع المسؤول أن «إسرائيل ستذهب إلى أي مكان، وتتعاون مع أي مبادرة قادرة على الدفع في اتجاه اتفاق للإفراج عن الرهائن».وفي المقابل، ينظر مراقبون إلى الإعلان على أنه نتاج «أميركي» محض، يهدف، على الأرجح، إلى «امتصاص الاحتقان»، وربما دفع المقاومة إلى «تأجيل» ردها، وإدخالها في متاهة مفاوضات لا طائل منها، بغية جعل إسرئيل تكسب المزيد من الوقت، علّها تحقق بعض أهدافها «المتعثرة». ويمكن فهم وجهة النظر هذه، أخذاً في الحسبان أن البيان الثلاثي يستند إلى «المبادئ» التي أصدرها الرئيس الأميركي، جو بايدن، في 31 أيار، وصوّت عليها «مجلس الأمن الدولي»، وهي نفسها التي استغلها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لتنفيذ اغتيالاته الأخيرة، والتمسك بـ«القضاء» على المقاومة كشرط أساسي لوقف الحرب. كما شمل البيان دعوة إلى كل من «حماس» وحكومة الاحتلال لـ«استئناف المفاوضات» في 15 آب، وتنبيهاً إلى أنه «لم يعد هناك المزيد من الوقت لإضاعته، أو المزيد من الأعذار لدى أي من الأطراف»، رغم أن واشنطن لم تُظهر، طوال الأشهر العشرة الماضية، أيّ ميل إلى تسليط ضغوط جدّية على القيادة الإسرائيلية للتجاوب مع الجهود الديبلوماسية.
ومع ذلك، قال ديبلوماسيون أميركيون إن «المفاوضات كانت قريبة من تحقيق اختراق، قبل وقت قصير من اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية وفؤاد شكر». وأضاف هؤلاء، في حديث إلى وكالة «أسوشيتد برس»، أنه لا تزال هناك حالياً «4 أو 5 مجالات خلافية فقط، بشأن تنفيذ صفقة التبادل». أيضاً، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مسؤول أميركي كبير، أنه «لا يزال هناك قدر كبير من العمل لتجاوز القضايا المعقدة بين إسرائيل وحماس». واستدرك المسؤول بـ«(أننا) نعتقد أن هناك مساحة كافية للتفاوض». وبالتوازي مع إعادة إحياء حديث المفاوضات، «تم تمرير رسائل سرية من البيت الأبيض عبر السفارة السويسرية في طهران، والبعثة الإيرانية في الأمم المتحدة»، وفقاً لما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن «إيران تدرك بوضوح أن الولايات المتحدة متمسكة بدفاعها عن مصالحنا وشركائنا وشعبنا. ونحن نقلنا كمية كبيرة من الأصول العسكرية إلى المنطقة للتأكيد على هذا المبدأ»، مشيرة إلى أن الرسائل الأميركية تضمّنت تحذيرات من أن «خطر حدوث تصعيد كبير مرتفع جداً، مع ما يحمله من عواقب وخيمة على استقرار الحكومة الإيرانية الجديدة».
وفي ما يتعلق بالموقف الإسرائيلي الذي يجري تصديره على أنه أكثر «تقبلاً» للمفاوضات، جاء في تقرير نشرته مجلة «فورين أفيرز»، الأربعاء، أنه «من غير المرجح أن يقاوم نتنياهو الجهد الذي يبذله بايدن وكبار مساعديه في هذا الصدد»، وذلك لـ«أسباب عدة»، تتمحور حول حاجته إلى أن يأخذ الأميركيون «زمام المبادرة»، باعتبار أن إسرائيل غير قادرة على إبرام صفقة تبادل من دونهم، كما أن هزيمة «حماس» عسكرياً لن تكون ذات «أهمية»، في حال تمكنت الجماعة من إعادة تشكيل نفسها، سواء «عن طريق تهريب العتاد عبر الحدود بين مصر وغزة، أو عن طريق استخدام الموارد المخصّصة لإعادة الإعمار»، طبقاً للتقرير، الذي يتابع أن واشنطن وحدها قادرة «على صياغة الاتفاقات والآليات» لمنع مثل هذه العمليات. وتُضاف إلى ما تقدّم، حاجة نتنياهو إلى دول عربية رئيسة «للعمل مع الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الأخرى لإنشاء إدارة مؤقتة في غزة، تتولى مسؤولية الحكم والأمن اليومي».
على أنه من غير المرجح أن إسرائيل تفكر، في هذه اللحظة المفصلية تحديداً، بخطة «اليوم التالي» التي كثر الحديث عنها سابقاً، بل هي تركّز اهتمامها على كيفية تلقّف الرد الذي تتمسّك قوى المقاومة به، وترفض تقديم أي «تنازلات» إزاءه، رغم الضغوط الأميركية المستمرّة عليها. وفي السياق، وطبقاً لما أقرت به مصادر إسرائيلية، فإن نتنياهو لا يبدو واثقاً من قدرة الكيان على التعامل مع أي هجوم جديد واسع النطاق، أو حشد «خصوم إيران» للتصدي له، كما حصل في نيسان. وبعد إعلان الأردن والسعودية أنهما لا يريدان تحويل مجالهما الجوي إلى «منطقة حرب»، وتأكيد مصر أنها لن «تكون جزءاً من محور عسكري يشارك في صد أي هجوم إيراني»، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، ساعد في تشكيل «الائتلاف الإقليمي» لمواجهة الهجوم السابق، قوله إن مثل تلك المواقف «مقلقة جداً»، مشيراً إلى أنه رغم أن الدول العربية «تريد احتواء إيران»، فإن العلاقات التي تربطها بإسرائيل «حساسة»، ولم يتم اختبارها «إلا مرة واحدة على نطاق واسع». كما أقرّ المسؤول بأنه «أمام احتمال اندلاع حرب شاملة، فإن إسرائيل تعمل بمفردها تماما»”.
البناء:
إيران: أولويتنا اتفاق تقبله حماس في غزة منفصلة عن قيامنا بواجب الرد الحتمي / البث الإسرائيلية: واشنطن حددت موعد التفاوض بحساب تقدير موعد رد حزب الله/ نتنياهو للتفاوض على الاتفاق وليس التنفيذ… والقسام تبايع السنوار وإلى العمليات
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية “بعد يوم واحد على البيان الذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن، وطلب الى أمير قطر والرئيس المصري توقيعه معه، باعتباره موقفاً موحداً للوسطاء يقول إن هناك اتفاقاً جاهزاً حول غزة، لا ينقصه إلا الاتفاق على ترتيبات التنفيذ، وتوجيه الدعوة لكل من حكومة الكيان وقيادة حماس إلى جولة مفاوضات الخميس المقبل، لإنجاز الاتفاق نهائياً، بدأ يذبل ما ظهر من اندفاعة أراد البيان الإيحاء بها، خصوصاً أنه لم يكن خافياً ما قالته هيئة البث الإسرائيلية علناً من علاقة بين موعد التفاوض المقترح في البيان والسعي للتأثير على مواعيد ردّ كل من إيران وحزب الله على انتهاك كيان الاحتلال لخطوط حمراء عبر غاراته على عاصمتي لبنان وإيران وقتل قائدين كبيرين فيهما، بينما قالت إيران إن أولويتها تبقى التوصل الى اتفاق حول غزة تقبله حماس، لكن بصورة منفصلة عن قيام إيران بواجبها بالرد العقابيّ على الاعتداءات التي طالت العاصمة الإيرانية طهران واغتيال القائد الكبير في المقاومة إسماعيل هنية.
على الضفة المقابلة تكفل بنيامين نتنياهو بإفراغ مبادرة الوسطاء من قوة اندفاعها عندما أعلن أنه سيرسل وفداً تفاوضياً لكن للتفاوض على كل الاتفاق بنوداً وإطاراً وليس لبحث التنفيذ فقط، كما قال البيان، وهذا يعني كما تقول مصادر فلسطينية متابعة لمسار التفاوض احتمال تحول المفاوضات الى منصة لشراء الوقت وإجهاض رد المقاومة، دون نية التوصل إلى اتفاق، ودون وجود إرادة أميركية لممارسة أي نوع من الضغط على نتنياهو للقبول بالتوصل إلى اتفاق، فما يظهر هو أن واشنطن تريد التفاوض مكافأة لنتنياهو وليس تعويضاً وكفارة عن ارتكاباته، ودعوة له ليدفع في السياسة ثمن أفعاله العدوانية.
بينما لا توجد أي إشارات الى استعداد نتنياهو والأميركي من خلفه بكل ما حشده من قوة عسكرية تحت شعار حماية الكيان من الردود، لملاقاة شروط المقاومة في اتفاق يلبي مطالبها، تظهر المواقف داخل الكيان بالتحدث عن موازين قوى جديدة بعد الضربات التي نفذها جيش الاحتلال في بيروت وطهران، ما يعني رفع السقوف التفاوضيّة لنتنياهو، بعدما تكفلت سقوفه الأدنى بالتسبب بإفشال كل المسارات التفاوضية السابقة.
تبدو بالمقابل، قيادة حماس الجديدة بقيادة يحيى السنوار في موقع استكشاف مضمون الدعوة التفاوضية وخلفياتها، رغم تمسك المقاومة بالسعي إلى اتفاق عبر المفاوضات، والتدقيق بخلفيات الدعوة وسياقها وطلب المزيد من الإيضاحات رافقته مبايعة قوات القسام لرئيس الحركة يحيى السنوار، كما قال بيان الناطق بلسان القسام أبو عبيدة، بينما المقاومة ترفع وتيرة العمليات في غزة وشمال فلسطين المحتلة.
فيما تشير الأجواء والمعلومات الأميركية والغربية الى اقتراب رد محور المقاومة سارعت الولايات المتحدة الأميركية الى تحديد موعد لإعادة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في غزة عبر بيان أميركي مصري قطري حدّد ١٥ آب المقبل موعداً لجولة مفاوضات جديدة، وذلك لوقف رد المقاومة بذريعة أن الرد المتوقع سيُطيح بالمفاوضات ويشعل الحرب الإقليمية.
إلا أن مصادر مطلعة على موقف المقاومة أكدت لـ«البناء» أن الرد بات حتمياً وبعدها يمكن النقاش والتفاوض مع محور المقاومة حول مساعي التهدئة ووقف التصعيد وتفادي توسّع الحرب بكل المنطقة. وشكّكت المصادر بالنيّات الأميركية بالضغط الجدّي لوقف إطلاق النار في غزة وما مسارعة واشنطن لتحديد ١٥ آب موعداً لجولة تفاوض جديدة إلا من باب المناورة لتعطيل رد المقاومة او التخفيف من حجمه وآثاره ومن ثم تمييع المفاوضات وتمرير الوقت وإفقاد وهج الرد وبعدها يتكفّل نتنياهو بعرقلة المفاوضات وتحميل حركة حماس مسؤولية إجهاض المفاوضات، وبالتالي تحميل محور المقاومة مسؤولية اي تصعيد. ولفتت المصادر الى ان الرد سيكون مؤلماً ورادعاً ويحدث صدمة كبيرة في كيان الاحتلال ليتوقف عن عدوانه وتجاوز الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك.
ولفتت أوساط سياسية لـ«البناء» إلى أن الأميركيين يحاولون توظيف عمليات الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال في الضاحية الجنوبية وطهران من خلال منع محور المقاومة من الردّ للسماح لـ«إسرائيل» بترميم جبهتها الداخلية واستعادة جزء من هيبتها وقوة ردّها وفرض قواعد اشتباك جديدة على المقاومة، ومن جهة أخرى إظهار محور المقاومة أنه ضعيف ولا يجرؤ على الرد وأيضاً لزرع الخلاف بين أطراف محور المقاومة، ولهذا السبب محور المقاومة حسم الرد والتوقيت مرهون بالميدان. ولفتت الأوساط الى ان الرسائل الخارجية التي وصلت الى لبنان لم تنجح بثني حزب الله عن تقديم أي وعد بتخفيف حدّة الرد، وقد كان الموقف اللبناني متماهياً مع موقف المقاومة بتحميل العدو الإسرائيلي مسؤولية العدوان وأن من حق لبنان الدفاع عن نفسه.
وتواصلت الحرب النفسية الأميركية الإسرائيلية على لبنان، فيما استمرت حالة الاستنفار والذعر في كيان الاحتلال بانتظار ردّ المقاومة. إذ نقلت شبكة «أي بي سي» عن مسؤول دفاعي إسرائيلي، قوله إن «جيشنا ينسّق مع البنتاغون للتحضير لسيناريوات الردّ على إيران وحزب الله»، معتبراً أن «أحد الخطوط الحمراء بالنسبة لنا سيكون التعرّض لهجوم يستهدف المدنيين».
وشدّد المسؤول على أن «لا مصلحة لنا في الحرب أو التصعيد، لكننا لن نتسامح مع الهجمات على مواطنينا».
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن «سكان البلدات الحدوديّة مع لبنان مطالبون بالبقاء قرب الأماكن الآمنة حتى إشعار آخر».
وفي وقت سابق، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن «إسرائيل» في حالة استنفار قصوى، مشيراً إلى أن الجيش يعرف كيف يشنّ هجوماً سريعاً في كل مكان.
بدورها أشارت صحيفة «معاريف» العبرية إلى أن التحدّي الذي يواجه قيادة الجبهة الداخليّة هو كيفيّة تحذير الجمهور في وقت معقول من هجوم، وفي الوقت نفسه السماح بحياة طبيعيّة في «إسرائيل»، موضحة أنّه من المفترض أن يتمّ تنفيذ التحذير كما تمّ تنفيذه في الأيام القليلة الماضية في الشمال: تحذير للجمهور باستمرار قربه من الأماكن المحمية، أو تحذير للجمهور بتجنب الحركة في الأماكن المفتوحة في مناطق معينة.
ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعدّ لعدة سيناريوات للهجوم: من لبنان، من إيران، ومزيج من الهجوم من الجبهتين وأكثر من ذلك، مشيرة إلى أنه «في الأسبوع الماضي، قام الجيش الإسرائيلي بتشغيل سلسلة من أنظمة الاستخبارات وأنظمة التنبؤ وأنظمة الكشف الجوّي والاعتراض الجوّي، وفي الوقت نفسه، زاد الجيش من استعداداته على الحدود الشماليّة لمواجهة سيناريوات هجوم إضافية».
ورأت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ الاجتماع المرتقب الخميس المقبل في 15 آب هو اجتماع الفرصة الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين «إسرائيل» وحركة حماس.
ونقلت عن مصادر مطلعة، قولها إنّ «البيت الأبيض حدد موعد الجولة المقبلة للمفاوضات على أمل إبداء الجانبين مرونة كبيرة»، مضيفة «من الممكن أن يكون احتمال تنفيذ حزب الله هجومه قد أثر على موعد الاجتماع».
وذكرت المصادر أنّه «من المتوقع أن يكون الاجتماع بالدوحة ولم يحدد المكان حتى الآن بشكل نهائي»، لافتة إلى أنّ «من المتوقع أن يرأس رئيس الموساد الوفد الإسرائيلي».
رسمياً، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أن «الحكومة اللبنانية ترحب بالبيان المشترك لقادة مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية الذي أكد ضرورة وضع حد فوري لمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة والتوصل الى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن والمعتقلين، ودعوته طرفي النزاع لاستئناف المناقشات العاجلة لتذليل العقبات المتبقية أمام التوصل الى الاتفاق المنشود». أضافت: وتؤكد الحكومة، «أن ما تضمنه بيان القادة الثلاثة يجسد رؤية لبنان لخفض التصعيد في المنطقة ونزع فتيل اشتعال حرب إقليمية شاملة، انطلاقاً من خطوة أولى أساسية هي الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735 المبني على مباردة الرئيس الأميركي جو بايدن». وختم البيان: «وإذ تشكر الحكومة اللبنانيّة قادة الدول الثلاث على الجهود الكبيرة التي يبذلونها لإيقاف دوامة العنف في المنطقة، تشدّد على ضرورة ممارسة أقصى الضغوط على «إسرائيل» لإلزامها بالجلوس الى طاولة المفاوضات وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2735، من دون أي تأخير، باعتبارها الجهة التي تسعى للتصعيد وتضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
بدوره، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، الذي قال:
تدعم الحكومة اللبنانية البيان المشترك الصادر عن الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومن الضروري تقديم الإغاثة الفورية للشعب الفلسطيني في غزة وللرهائن وعائلاتهم الذين تحمّلوا معاناة هائلة. إن الجهود التي بذلها القادة الثلاثة والجهات المعنية في دولهم لوضع «اتفاق إطار» تستحق الثناء. وتقدّر الحكومة اللبنانية أهمية إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين استنادًا إلى المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن وأقرّها القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي تحت الرقم 2735». أضاف: «تعتبر الحكومة اللبنانية أن لا مجال للتأخير الإضافي، وتحض كل الأطراف المعنية على تسريع عملية إطلاق الرهائن، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ الاتفاق من دون تردّد. كما تعتزم الحكومة اللبنانية دعم وتقديم مقترح جديد لاستكمال تنفيذ البنود الأخرى بطريقة ترضي جميع الأطراف المعنية. تنضم الحكومة اللبنانية إلى الدعوة لاستئناف المناقشات العاجلة يوم الخميس، 15 آب، في الدوحة أو القاهرة لإنهاء الاتفاق وبدء تنفيذه على الفور». وختم بوحبيب: «حان الوقت للتصرّف بحزم والوفاء بالتزاماتنا لإحلال السلام وإعانة الأفراد المحتاجين والمتأثرين بالأحداث الجارية وعودة الهدوء الى المنطقة».
على صعيد آخر ذكرت السفارة الأميركية في بيروت، أنها «تشجع الراغبين في مغادرة لبنان على حجز أي تذكرة متاحة لهم، حتى لو لم تغادر تلك الرحلة على الفور أو لم تتبع مسارهم المفضل». وأضافت: «نوصي المواطنين الأميركيين الذين يختارون عدم مغادرة لبنان بإعداد خطط طوارئ للتعامل مع المواقف الطارئة والاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترة طويلة من الزمن».
وفي السياق، اعلنت الحكومة القبرصيّة عن استعدادها للمساعدة في إجلاء المدنيين الأوروبيين من لبنان.
إلى ذلك، أشار النائب السابق أمل أبو زيد، خلال احتفال لمناسبة مرور 80 عامًا على تبادل العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وروسيا في موسكو، بحضور الممثل الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، إلى أنّ «العلاقة التي تجمع بين لبنان وروسيا قديمة وحميمة، وقد بدأت في عهد القيصر إيفان الرهيب عندما قدّمت موسكو مساعدات سخيّة للكنيسة الانطاكية الأرثوذكسية، وفي لبنان أبناء لها وإكليروس ومؤسسات متنوعة. ثم اتسع نطاق المساعدات ليشمل جميع مسيحيي الشرق بلا استثناء. بل إن الشعب الروسي العظيم ضحّى بنخبة من أبنائه لتحرير اللبنانيين من الاحتلال التركي. وتحتضن مقبرة مار متر في الأشرفية رفاة الجنود الروس الذين استشهدوا في بيروت»”.
اللواء:
التمديد «لليونيفيل» يلاقي القواعد اللبنانية لمرحلة الاستقرار الطويل في الجنوب
قبرص على خط ترحيل الرعايا الأوروبيين.. والاحتلال يغتال قيادياً من حماس في صيدا
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة اللواء اللبنانية “الخميس المقبل 15 آب، عيد انتقال السيدة العذراء، وهو يوم عطلة، في لبنان، وربما دول أخرى، ومع ذلك يقفز هذا التاريخ الى الواجهة، باعتباره موعد العودة الى طاولة المفاوضات من أجل «هدنة» وصفقة تبادل ووقف لإطلاق النار في غزة، وامتداداً الى سائر جهات المساندة من لبنان الى اليمن، وصولاً الى طهران، التي لم تزل تعرب بين اليوم والآخر منذ 9 أيام عن ان ردَّها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، آتٍ وحتمي ومؤثر..
وبالانتظار، انشغلت الأوساط الدبلوماسية والسياسية على اختلافها بموعد 15 آب التفاوضي، بعد اعلان حكومة بنيامين نتنياهو موافقتها على إرسال وفد للمشاركة في المكان والزمان الذي يختاره القيِّمون على البيان الثلاثي، الصادر عن مصر وقطر والولايات المتحدة، والداعي الى استئناف المفاوضات، واعتبار الوقت صار ضرورياً لوقف الحرب التي دخلت شهرها العاشر.
وفي موقف أوروبي يصب بالاتجاه عينه، أبلغ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء امس امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ان بلاده ستعمل مع اليونيفيل لضمان الاستقرار في لبنان، مؤكداً على الدعوة لوقف النار في غزة.
القواعد اللبنانية
لبنانياً، فضلاً عن دعم الدعوة لاجتماع التفاوض المقبل، عممت الدبلوماسية اللبنانية على بعثاتها في الخارج ورقة لبنان للتوصل الى استقرار مديد في الجنوب، والاعراب عن ان الحرب الشاملة يمكن تجنبها.. فضلا عن التأكيد على دور الجيش اللبناني ووحدات اليونيفيل في الانتشار وحفظ الامن من زاوية الالتزام بمندرجات القرار 1701.
وحسب الورقة اللبنانية، فإن حكومة لبنان ملتزمة بتطويع دفعات من الجنود لتعزيز عديد الجيش اللبناني.
وأعادت الحكومة اللبنانية التأكيد على أن التفاهمات الأخيرة بشأن الحدود البحرية تدل، بما لا يقبل مجالاً للشك، بالتزام لبنان بالمفاوضات وحل النزاعات بالطرق السلمية مع التأكيد على التزام الحكومة اللبنانية بسلامة وأمن مواطنيها وسيادة لبنان وسلامة أراضيه..
وكان الموقف اللبناني تبلور خلال اللقاء بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، حيث تم التأكيد على موافقة لبنان، بعد تغيير طفيف في النسخة الاولى للتمديد لليونيفيل نهاية الشهر الحالي.
خطة الطوارئ
حياتياً، ما تزال الوزارات المعنية تتخذ ما يلزم من اجراءات من زاوية تعزيز خطة الطوارئ في حال اندلاع الحرب الواسعة، والتي تكسر قواعد الاشتباك على غرار ما حصل عام 2006.
وحسب وزير الاقتصاد، فإن التمويل والامتدادات الغذائية تكفي لخمسة اشهر، والوقود لـ 5 اسابيع في حال حصار اسرائيلي..
قبرص.. وترحيل الرعايا
على صعيد ترحيل الرعايا الغربيين والأجانب، جددت وزارة الخارجية البريطانية امس الطلب من المواطنين البريطانيين تجنب السفر الى لبنان، تحت طائلة إبطال تأمين السفر الخاص بهم في حال سافروا الى لبنان خلافاً لنصيحة الخارجية والكومنولث.
وجددت السفارة الاميركية في بيروت تذكير رعاياها بأنها «تشجع الراغبين في مغادرة لبنان على حجز اي تذكرة متاحة لهم، حتى لو لم تغادر تلك الرحلة على الفور، كما اوصت السفارة المواطنين الاميركيين الذين يختارون عدم المغادرة باعداد خطط للتعامل مع المواقف الطارئة والاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترة طويلة من الزمن.
ولم تتأخر الحكومة القبرصية للاعراب عن استعدادها للمساعدة في اجلاء المدنيين الاوروبيين من لبنان..
الوضع الميداني
ميدانياً، أغارت مسيَّرة اسرائيلية على سيارة رباعية الدفع عند تقاطع الحسبة (السوق الشعبي للخضار والفواكه) مع المنافذ باتجاه الجنوب، ووسط المدينة وشرق صيدا ومخيم عين الحلوة.. وأدت الغارة الى استشهاد القيادي في «حماس» سامر الحاج، وجرح مواطنين آخرين وقد نعته الحركة، احدهما فلسطيني والآخر لبناني.
وأعلن «حزب الله» انه «ردًا على اعتداءات العدو على بلدة حناويه قصفنا مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصلية من صواريخ الكاتيوشا».
وأضاف بأن «عناصره استهدفوا عند الساعة 09:40 من صباح أمس الجمعة تجمعًا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة»، وانه «وردًا على الاغتيالات والاعتداءات التي نفذها العدو الإسرائيلي وخصوصاً في بلدتي الناقورة وحناويه، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ فلق».
ومساء، عاودت الطائرات المعادية، الغارات على قريتي عيتا الشعب وحولا”.
المصدر: الصحف اللبنانية