انسحبت قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق شرق خان يونس مخلفاً أكثر من 250 شهيداً و300 مصابٍ وتدمير عشرات المنازل في جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وأوضح المكتب الاعلامي الحكومي، أنه وبعد 9 أيام من عدوان الاحتلال البري الأخير شرق خانيونس، فقد خلف (255) شهيداً، و(300) مصاب، بالإضافة إلى (31) مفقوداً.
كما قصفت قوات الاحتلال (31) منزلاً مأهولاً فوق رؤوس ساكنيه، في حين أن (320) منزلاً ومبنىً سكنياً طاله قصف الاحتلال. واستهدف جيش الاحتلال ودمر القطاعات الحيوية شرق محافظة خان يونس، وأعاق عشرات عمليات التنسيق للوصول لعشرات المصابين والشهداء خلال العدوان.
واخترق جيش الاحتلال القانون الدولي بشأن الحق في الحياة والحق بإنقاذ الأرواح، مكرراً ارتكاب الجريمة ضد الإنسانية بشأن التهجير والنزوح، وعمل على تهديد حياة مئات الآلاف من المدنيين وعرض حياتهم للموت.
تمكنت فرق الإنقاذ والمواطنون في قطاع غزة، من انتشال نحو 300 شهيد على الأقل في محافظة خان يونس، بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منها. وأشارت فرق الإنقاذ، إلى أن طواقمها تلقت نحو 200 بلاغ عن فقدان مواطنين شرقي خان يونس.
ولفتت إلى أنها انتشلت 42 شهيدا من بلدة بني سهيلا، كما تعمل على انتشال باقي الشهداء في البلدة بعد إغلاق الطرق وتدمير 90% من البنية التحتية. وأكدت، أن الاحتلال منع طواقمها من انتشال المصابين، ما أدى إلى وفاتهم وتحلل جثثهم بما يخالف الحقوق الأساسية.
وأشار الدفاع المدني إلى أن هنالك شهداء مجهولي الهوية في مشرحة مجمع الناصر الطبي بخانيوني، جراء تحلل الجثث. وبين أنه يتعامل مع عدد كبير من الجرحى الذين تعرضوا “لحروق عميقة وبتر في الأطراف وتفتت في العظام”.
وكشف انسحاب الاحتلال من شرق خانيونس هول جرائمه بعد 8 أيام من العملية العسكرية البرية الثانية التي استهدفت المنطقة. وبدأ أهالي المناطق الشرقية من خانيونس، جنوبي قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، بالعودة إلى مناطقهم، بعد خروج قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي منها، والتي شنت عملية عسكرية استمرت لأيام خلفت مئات الشهداء والجرحى، ودمار واسع بالمنطقة.
وفق شهادات من مواطنين عادوا إلى المنطقة، قالوا إنّ العملية البرية الثانية لجيش الاحتلال في المنطقة خلّفت دماراً هائلاً، وأدت لتدمير وتجريف معظم المنازل والبنية التحتية التي بقيت سليمة في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس الملاصقة لمدينة رفح، التي لم ينهِ جيش الاحتلال عمليته البرية فيها.
وعمد جيش الاحتلال إلى تدمير البنى التحتية في مدينة خانيونس وبلداتها التي توغل فيها، والقضاء على مقومات الحياة فيها، وحتى الأموات لم يسلموا من بطش هذا الاحتلال، إذ تعرضت مقبرة بني سهيلا للتدمير للمرة الثانية، منذ بداية العدوان على غزة.
وانسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء من شرقي خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بعد 8 أيام من التوغل الذي بدأ في 22 يوليو/تموز الجاري، مخلفة وراءها دمارا واسعا. وبعد تأكيد انسحاب الاحتلال من المنطقة، بدأ الآلاف العودة لمنازلهم وسط دمار هائل حل في البلدات التي شملها التوغل.
حماس: الدمار بخان يونس يكشف سعي الاحتلال لإعدام الحياة المدنية بغزة
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن ما كشف عنه انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق شرق خان يونس، يؤكد على سياسة الإبادة والتدمير وإعدام الحياة المدنية، التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية، كهدف لهذه الحرب الانتقامية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت حركة حماس في بيان وصل المركز الفلسطيني للإعلام: إن انسحاب الاحتلال من خانيونس كشف عن مشاهد مروّعة لدمار واسع اجتاح الأحياء والمربعات السكنية والبنية التحتية، وانتشال الدفاع المدني الفلسطيني لقرابة ثلاثمائة من جثامين الشهداء المدنيين العزل، قَتَلهم الاحتلال بدم بارد.
وأشارت إلى أن “صمت المنظومة العربية، وتلكّؤ المنظومة الدولية عن اتخاذ إجراءات فعلية لوقف جرائم الاحتلال ومحاسبة قادته النازيين، شجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية المهدّدة للسلم والأمن الإقليمي والدولي”.
ودعت حماس الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة، إلى “مغادرة مربع الصمت والمراقبة، وإلى تحمّل مسؤولياتها السياسية والقانونية في وقف جرائم الاحتلال ومحاسبة قادته على انتهاكاتهم التي يندى لها جبين البشرية”.
المصدر: مواقع