اعتبر رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو أن بلاده على مفترق تاريخي، وقال إن على تل أبيب وواشنطن الوقوف جنباً إلى جنب كي ينتصرا.
وفي كلمة له أمام الكونغرس قاطعها العديد من السياسيين الأمريكيين على رأسهم نائب الرئيس والمرشحة للإنتخابات الرئاسية كامالا هاريس، قال نتنياهو “أتيت كي أؤكد لكم أننا سننتصر”، مؤكداً أن يوم “7 أكتوبر يوم سيبقى في التاريخ، وأنه يشبه 11 سبتمبر مضاعفا عشرين مرة”.
وأضاف نتنياهو أن جيشه تمكن من استعادة 7 أسرى لدى المقاومة في غزة عبر عمليات خاصة، وتجنب الحديث عن المجزرة التي أحدثها جيشه خلال عملية النصيرات. غير أن نتنياهو أشار إلى ان كيانه استعاد نحو 130 أسيراً عبر مفاوضات مع المقاومة، وهذا ما يؤكد صوابية سياسة المقاومة، التي تؤكد أن لا سبيل لاستعادة الأسرى إلا بانهاء العدوان والمفاوضات.
واذ شكر نتنياهو الذي تعاني حكومته من انقسام على خلفية تحمل مسؤولية الاخفاقات في العدوان على غزة، الرئيس جو بايدن على دعمه القوي للكيان عد عملية طوفان الأقصى في 7 اوكتوبر، وقال “لن ننسى أبدا الجهود التي قام بها بايدن من أجل إسرائيل، وأشكر الرئيس بايدن على ما قام به من أجل الرهائن المحتجزين في غزة”.
وتحدثت تقارير أمريكية إلى ان القوات الأمريكية ساعدت نظيرتها الإسرائيلية خلال عملية النصيرات، والتي أدت إلى استعادة 4 أسرى، مخلفة مجزرة كبيرة أدوت بحياة ما لا يقل عن 250 مواطناً فلسطينياً.
وهاجم رئيس حكومة الإحتلال المتظاهرين ضد عدوانه الهجمي على قطاع غزة، وقال إن “كثير من المتظاهرين اختاروا أن يقفوا مع الشر ومع حماس ويحب أن يشعروا بالعار”، وأنهم “يريدون تدمير الولايات المتحدة أيضا”.
وفي موقف يدعو إلى السخرية، اتهم نتنياهو ايران بتمويل المتظاهرين خارج الكونغرس الذين تظاهروا بالتزامن مع إلقائه كلمته، وقال إنهم “يرفضون التمييز بين إسرائيل وحماس”. كما قال نتنياهو الذي يتهمه العديد من المتظاهرين والساسة في الداخل الإسرائيلي بالكذب، إن “المتظاهرين ضد إسرائيل يرددون شعار من البحر إلى النهر لكنهم لا يدركون معنى ذلك”، وأضاف “أصبحوا لعبة في يد إيران”.
نتنياهو الذي يؤيد خطاب الكراهية الذي يطلقه أعضاء في حكومته وفي حزبه الليكود اليميني، اعتبر أن ما قال إنها “معاداة السامية” هي أقدم نوع من الكراهية وأدت إلى قتل اليهود عبر القرون وإلى “الهولوكوست”. وفي محاولة منه لتزوير الحقائق، زعم نتنياهو أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اتهم كيانه دون دليل بتجويع سكان غزة. كما ادعى نتنياهو كذباً أن عدد الضحايا في حرب غزة هو الأقل في تاريخ حروب المدن.
ورغم أن العديد من التقارير الدولية أكدت أن عدوان الجيش الإسرائيلي هو الأكثر قتلاً للمدنيين ووحشية في السنوات الأخيرة، قال إن “حماس تريد تشويه سمعة إسرائيل للضغط علينا لإنهاء الحرب قبل تحقيق النصر”.
وفي ظل تأكيدات المحكمة الجنائية الدولية أن قراراتها معتمدة على الادلة التي قدمتها الجهات المدعية، قال إن “أكاذيب محكمة الجنايات الدولية تحاول تقييد يد إسرائيل ومنعنا من الدفاع عن أنفسنا”.
وفي حين أن الكيان الإسرائيلي خاض منذ قيامه عشرات الحروب، ونفذ مئات المجازر بحق المدنيين، اعتبر رئيس حكومة الكيان المحتل لأرض فلسطين، إن “إيران هي مصدر كل الإرهاب والفوضى وتسعى لفرض الإسلام الراديكالي”.
بالصورة | العضو في الكونغرس الأمريكي رشيدة طالب تعترض على #نتنياهو وحملت لافتة “مجرم حرب” خلال القائه كلمته pic.twitter.com/9xchFDbeg2
— قناة المنار (@TVManar1) July 24, 2024
شاهد | النّائب اليهودي جيري نادلر يستهزئ بنتنياهو خلال إلقاء خطابه في الكونغرس وظهر وهو يقرأ كتاباً ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ
وبطريقة وقحة، قال رئيس حكومة هذا الكيان إنه ينبغي الثناء على جنوده الذين يقومون بأبشع الإنتهاكات في قطاع غزة، عبرت عنها التقارير الإعلامية والحقوقية خصوصاً الأمريكية، التي تحدثت وسائل اعلامها عن انتهاكات عدة قام بها جنوده.
وحاول نتنياهو في خطابه كسب تأييد الأمركيين الذين يرفضون زيارته بسبب جرائم كيانه في غزة، قائلاً لهم “حربنا هي حربكم وأعداؤنا هم أعداؤكم ونصرنا هو نصر للولايات المتحدة”، وادعى أن جيشه المأزوم في جبهات القتال في الشرق الأوسط “لا يحمي نفسه فحسب بل الولايات المتحدة أيضا”.
ومتجاهلاً كل التقارير الأمنية والعسكرية الصهيونية والتي تحدثت ان لا يمكن تحقيق انتصار على حماس ومن ضمنها تصريحات للمتحدث الرسمي بإسم جيشه، قال نتنياهو إن “النصر يلوح في الأفق” وإن كيانه سيفعل ما عليه فعله لإعادة الأمن إلى المناطق الشمالية.
وتطرق نتنياهو إلى احد الأسباب الأساسية من زيارته إلى الويات المتحدة، وهي جلب ذخيرة وسلاح إلى جيشه الذي يعاني من نقص بالتسليح، وقال “تسريع المساعدات الأمريكية لإسرائيل سيسرع إنهاء الحرب في غزة وتحقيق النصر”.
وبالنسبة لما يطق عليه “اليوم التالي” في قطاع غزة، قال نتنياهو إنه يجب أن تكون هناك إدارة مدنية يقودها فلسطينيون لا يريدون تدمير الكيان، ودعا إلى الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على غزة في المستقبل المنظور لمنع عودة المقاومة.
وقال رئيس حكومة الاحتلال إنه يتطلع إلى تحالف جديد في الشرق الأوسط يكون امتدادا لاتفاقات أبراهام، واضاف ” يجب دعوة كافة الدول التي ستصنع السلام مع إسرائيل للانضمام إلى تحالفنا”، وقال “التحالف جديد في الشرق الأوسط يمكن أن يكون اسمه تحالف أبراهام”.
وبينما كان نتنياهو يتفاخر بان من بين الحاضرين في الكونغرس عائلات لأسرى صهاينة لدى المقاومة في غزة، اعتقلت شرطة الكونغرس أفراد عائلات 3 أسرى صهاينة في قطاع غزة، وذلك خلال تظاهرهم ضد نتنياهو أمام مبنى الكابيتول.
لابيد: نتنياهو تحدث عن 7 أكتوبر كما لو أنه لم يكن مسؤولا عن الكارثة
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد ردًا على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، إن رئيس الحكومة تحدث بحيادية عن فشل السابع من أكتوبر دون أدنى تحمّل للمسؤولية، وكما لو أنه لم يكن مسؤولا عن الكارثة.
وأضاف لابيد “كنا ننتظر أن يعلن عن قبوله الصفقة واستعادة الأسرى قبل مقتلهم لكنه لم يفعل”، معتبراً “كان الأجدر به أن يبقى هنا ويتابع ملف الأسرى بدلًا من هذا الاستعراض”.
“لا تصدّقوه فإنه يضللكم”.. باراك ينتقد نتنياهو ويحذّر الأمريكيين من تصديق خطابه
وانتقد رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود باراك سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل عام وطريقة تعامله مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال باراك، إن “المشكلة في علاقتنا مع الولايات المتحدة ليست جو بايدن والإدارة الديمقراطية، بل نتنياهو نفسه”. وأكد أن “من كل 5 “إسرائيليين” هناك 4 يُحمّلون نتنياهو مسؤولية 7 أكتوبر”.
وحذّر من خطورة تصديق خطاب نتنياهو للكونغرس، موضحًا أن الأميركيين لا يملكون الأدوات اللازمة لفهم أنه يضللهم.
وفي وقت سابق، قال رئيس الساحة الدولية في معهد السياسات والإستراتيجية “الإسرائيلي” شاي هار تسفي، إن على نتنياهو أن يأخذ في حسابه أن كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن ووريثته المحتملة هي من المؤيدين “لإسرائيل” لكن يمكن أن تكون نقدية أكثر حيالنا وأقل التزاما من بايدن شخصيا وعاطفيا”.
الآلاف يتظاهرون للتنديد بنتانياهو أمام الكابيتول
وخلال القائه كلمته، وتظاهر الآلاف في واشنطن بينهم يهود أمريكيون الأربعاء للتنديد ببنيامين نتانياهو والمطالبة بوقف لإطلاق النار في غزة.
وتجمع المتظاهرون رافعين أعلاما فلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات يسارية أو آيات من الإنجيل، أمام مبنى الكابيتول داعين لوقف لإطلاق النار واعتقال نتانياهو فيما يسعى مدعون في المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحقه.
ودعا المتظاهرون الأربعاء لوقف لإطلاق النار وانتقدوا في الوقت نفسه زيارة نتانياهو للولايات المتحدة. وكُتب على إحدى اللافتات “أطلب السلام واسعَ وراءه” وهي آية في الإنجيل، فيما رفع آخرون لافتات كتب عليها “مطلوب” مع صور لنتانياهو. وكتب على أخرى “اعتقلوا مجرم الحرب ذاك”.
مقاطعة ديمقراطية لكلمة نتنياهو وتظاهرات منددة
كما شهد الكونغرس الثلاثاء ومحيطه تظاهرات نددت بالدعم الاميركي الرسمي المتواصل للعدوان على غزة رافضة استقبال نتنياهو في واشنطن. وبالقمصان الحمراء الممهورة بعبارات “ليس باسمنا” و”اليهود يقولون توقفوا عن تسليح إسرائيل” جلس محتجون يهود على الارض، الإبادة الجماعية في غزة، شكلت الحافز الأول لهذا التحرك الذي رفعت فيه لافتات كتب عليها “وقف إطلاق النار الآن”، و”دع غزة تعيش”.
وعلى عادتها لم تقف الشرطة المكلفة حماية الكونغرس على الحياد بل القت القبض على العشرات من المشاركين في هذا الاحتجاج الذي نظمته جماعة “الصوت اليهودي من أجل السلام”.
وخارج مبنى الكابيتول ايضا، تحرك احتجاجي آخر ولكن هذه لأهالي الأسرى في غزة. الذين لحقوا برئيس الوزراء الصهيوني الى واشنطن للضغط عليه وإجباره على توقيع اتفاق تبادل.
وقد تسببت زيارة نتنياهو في إحداث فوضى لا تنحصر فقط في شوارع العاصمة الاميركية جراء التظاهرات الرافضة لزيارته والمنددة بالعدوان على قطاع غزة.
كما توالت ردود الفعل من المشرّعين الديمقراطيين الرافضين لخطابه أمام الكونغرس، إذ كالوا انتقادات لاذعة له ولسياساته. وكان ابرز هؤلاء النائبة الديمقراطية رشيدة طليب التي دعت الى اعتقال نتنياهو وارساله الى محكمة العدل الدولية في لاهاي واخضاعه للمحاكمة بتهمة الابادة الجماعية في غزة.
وهذه هي المرة الرابعة التي يخاطب فيها نتانياهو الكونغرس، وهو رقم قياسي بالنسبة إلى زعيم أجنبي، وهو أمر عادة ما يكون مخصصا للقادة الذين يُجرون زيارات دولة.
وتأتي ذلك في خضم اضطرابات سياسية تشهدها الولايات المتحدة بدأت بمحاولة اغتيال المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وانسحاب الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، من السباق إلى البيت الأبيض ودخول نائبته كامالا هاريس على الخط، ساعية إلى الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر.
واللافت أن نتنياهو ليس موجودا في واشنطن بدعوة من البيت الأبيض، بل بدعوة من القادة البرلمانيين الجمهوريين الذين انضم إليهم القادة الديمقراطيون على غير رغبة منهم، في ظل الخلاف بين نتنياهو والبيت الأبيض على خلفية الانتقادات العلنية التي وجهها نتنياهو لإدارة بايدن رغم الدعم المطلق الذي قدمته للكيان خلال الحرب.
وتغيب نائب الرئيس، كامالا هاريس، عن الكونغرس متذرعة بضيق الوقت، على الرغم من أنها هي من يجب أن يرأس الجلسة وفق البروتوكول؛ فيما ندد عدد من الديمقراطيين بسلوك نتنياهو في الحرب على غزة والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 39 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.
وكتب السناتور الديمقراطي، بيرني ساندرز، على منصة “إكس”: “لا، نتنياهو غير مرحب به في الكونغرس الأميركي”.
المصدر: موقع المنار