الجبهة الثانية| سلاح التهويل الإعلامي بالحرب الشاملة على لبنان: عود على بدء – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الجبهة الثانية| سلاح التهويل الإعلامي بالحرب الشاملة على لبنان: عود على بدء

الراصد للمسار الإعلامي الغربي تحديداً طيلة الأشهر القليلة الماضية، لا بد وأن يلحظ تعمّد هذه المنصات نشر مضامين تهويلية تخص استعداد الإحتلال للإجتياح البري لجنوب لبنان، وتجهيزه في المقابل لهذه الحرب الشاملة ولملاجئه ومستشفياته.

هذه الرواية تعود بين الفينة والأخرى، لمحاولة إبعاد أي ضعف لدى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأيضاً لبث التهويل على اللبنانيين. تكررت الرواية مراراً، وها هي اليوم، تعود مجدداً من بوابة الإعلام الغربي ومن خلفه الإعلام العربي المطبع والناطق بالعربية،اللذين يتوليان بدورهما نشر هذه الدعاية والترويج لها. فبعد نقل شبكة cnn الأميركية عن مسؤولين أميركيين بأن الإحتلال ينوي اجتياح جنوب لبنان في أواخر الربيع أو أواخر الصيف، ها هي صحيفة “وول ستريت جورنال” تروّج اليوم لجولة وصفتها ب”الأعنف” بين لبنان والإحتلال، وتعيد نشر معلومات عن تجهيزات الإحتلال لهذه الحرب لوجستياً وعسكرياً.

الاعلامية زينب حاوي:

“اسرائيل” جاهزة:

البداية مع ما نشرته أخيراً صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن توقعها جولة هي “الأعنف” بين المقاومة والعدو الإسرائيلي. مضمون سرعان ما لاقى أصداء على المنصات العربية التي قامت بالترويج له مراراً وتكراراً على شاشاتها ومواقعها الإلكترونية. اخترنا شاشة “الحدث” السعودية التي نشرت تقريراً في 20 الحالي بعنوان :”وول ستريت جورنال : اسرائيل تستعد للحرب الأعنف في تاريخها مع حزب الله”.

تفنّد فيه الشاشة السعودية لمضامين الصحيفة الأميركية، واستعداد الإحتلال لوجستياً لهذه الحرب. وتوقعه اطلاق اكثر من 4 آلاف صاروخ يومياً من لبنان في الأيام الأولى من الحرب لإغراق “الدفاعات الجوية” الإسرائيلية، وايضاً تنقل الصحيفة تجهيز الملاجىء في المناطق المحاذية للبنان، الى جانب الحقائب الضرورية في “تل أبيب”.

الإستعانة بالخبراء العسكريين لبث التهويل أيضاً:

يمكن الإستناد هنا، الى موقع “الحرة” الأميركي الناطق بالعربية، الذي بث في 20 الحالي مقالاً بعنوان :”اجتياح بري واستعدادات تحت الأرض..حزب الله واسرائيل وسيناريوهات الحرب الوشيكة”. في المقال، تضمين لكلام “وول ستريت جورنال” مضاف اليها، تذكير بنشر cnn الأميركية عن التوغل البري المحتمل في أواخر الربيع أو أواخر الصيف. يستعين الموقع الأميركي هنا، بخبراء عسكريين، راحوا يهولون على الجبهة اللبنانية، والإدعاء بإن الإحتلال قادر على “اصطياد أعضاء الصف الثالث والثاني وحتى الأول من حزب الله وضرب القيادة والسيطرة وقطع أوصال الإمدادات اللوجستية”. وأيضاً التهويل من باب الإفراج عن شحنة الأسلحة الأميركية “للقيام بعمل عسكري كبير في لبنان”. مقابل الحديث عن لبنان، يتناول المقال استعداد “مجمع رمبام للرعاية الصحية” الإسرائيلي لتجهيز مبنى تحت الأرض، ونقل عن مديره قوله : “نتوقع سقوط آلاف الضحايا هنا.. هذا ما نحن مستعدون له”، اضافة الى تدريب الأطباء على عملية الإخلاء.

التلويح بالإجتياح البري ليس جديداً:

يمكن العودة قليلاً الى شهر نيسان الماضي، الى ما نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأميركية المشابه لـ”وول ستريت جورنال”. نرى هنا، الترويج لإبلاغ المستوطنات بالحرب الطويلة ولوجود إمدادات ومواد مخزنة فيها، واستعداد أكبر مستشفى في كيان الإحتلال الموجود في القدس، لتجهيزات تحت الأرض.

اللعبة الإعلامية مستمرة:

السياق الإعلامي عينه يمكن رصده، في العودة أيضاً الى الأسبوعين الماضيين. مع نشر صحيفة “ايكونومست” البريطانية، في أوائل الشهر الحالي، عن سيناريو الحرب المقبلة بين الإحتلال ولبنان، قال بأن الهجوم سيبدأ بهجمات مكثفة بواسطة طائرات مفخخة مدعم بأكبر وابل صاروخي في التاريخ.يتحدث التقرير عن غزو بري يصل الى حدود ما كان عليه في الجنوب قبل عام 2000. والأهم ما ورد في التقرير توقعه اصابة اكثر من 3 آلاف هدفاً يومياً في لبنان في ظل كما تدعي الصحيفة إضعاف المقاومة وضرب بنيتها التحتية.

 

المصدر: موقع المنار