لن نستعيدَ الردعَ بهجومِ الحديدة، ولم نَفتح بابَ المندب، بل نغامرُ بفتحِ جبهةٍ جديدةٍ معَ لاعبٍ صعب..
هي قناعةُ كبارِ الخبراءِ والمحللين الصهاينةِ الحافظينَ لمشهدِ المنطقة، الرافضينَ لمنطقِ بنيامين نتنياهو الذي يورّطُ كيانَهم بمزيدٍ من الخيباتِ وهم واقفونَ امامَ اصعبِ مفترقٍ في تاريخِ الصهيونية..
والمشكلةُ انَ الحساباتِ الشخصيةَ والمزايداتِ الداخليةَ تجعلُ اهلَ القرارِ في الكيانِ يَصمُّونَ الآذانَ عن ايِّ نصيحةٍ حتى تلكَ الاميركيةِ الضِنِّينةِ بمستقبلِ الكيانِ أكثرَ من بعضِ قادتِه.. فضربةُ الحديدة كانت بخلافِ نصيحةِ واشنطن بحسَبِ الاعلامِ العبري – الذي نقلَ عن المسؤولين الاميركيين تحذيراً لنتياهو وجيشِه من التورطِ بمعركةٍ مفتوحةٍ مع اليمنيين، الذين اَذاقوا الاميركيين مرارةَ الاحتراقِ في مياهِ البحرينِ الاحمرِ والعربي..
والاحمقُ الاسرائيليُ لم يَشفِ بضربةِ الحديدة وجعَ تل ابيب من “مُسَيَّرَةِ يافا”، بل أَرَّقَ مستوطنيهِ الواقفينَ بحقٍّ على “اجر ونص” ينتظرون الردَّ اليمنيَ الذي لن يكونَ ضربة، وانما سلسلةً ضمنَ المرحلةِ الخامسةِ من نُصرةِ غزةَ واسنادِ اهلِها كما أكدَ القادةُ اليمنيون..
وهو ما يصدقُه الصهاينةُ أكثرَ من كلامِ بنيامين نتنياهو الباحثِ عن أيِّ نقطةٍ يضعُها في حقيبةِ سفرِه الى واشنطن، ليعززَ بها خطابَه امامَ الكونغرس العائمِ على ارضٍ سياسيةٍ رخوةٍ في ظلِّ المشهدِ الانتخابيِّ غيرِ المسبوقِ الذي تعيشُه اميركا..خطابٌ يسعى نتنياهو ان ينتزعَ منه بعضَ المشروعيةِ السياسيةِ في ظلِّ تطويقِه داخلياً وحصارِه خارجياً من قبلِ شعوبِ العالمِ وبعضِ الانظمةِ الغربيةِ التي لم تعد قادرةً على مجاراةِ سفاحِ غزة..
سفاحٌ ما طارَ الى واشنطن الا بعدَ ان ملأَ قربتَه بمزيدٍ من دماءِ الاطفالِ والنساءِ العزّل، معَ ارتكابِ جيشِه لمجزرتينِ بشعتينِ اليومَ في دير البلح وخان يونس..
خان يونس التي تُصيبُ واخواتُها جيشَ الاحتلالِ بضرباتٍ مؤلمةٍ اوقعت المزيدَ من القتلى والجرحى الصهاينة، وكذلك تفعلُ المقاومةُ الاسلاميةُ التي تساندُ غزةَ من جنوبِ لبنان، مُكمِلةً ضرباتِها الموجعةَ للجيشِ الصهيوني وحكومتِه عبرَ مُسيّراتِها وصواريخِها التي اصابت اهدافاً عسكريةً في مستعمراتِ الشمال..
اما مستعمرةُ نتيف هعسراه بغلافِ غزةَ فقد طعَنَها سكينٌ فلسطينيٌ مشحوذٌ امسكَ به كنديٌ من اصلٍ فلسطيني وأحكمَ الضربةَ به..
المصدر: قناة المنار